دانيال ديفو

دانيال دِفو
Daniel Defoe
دانيل دِفو
دانيل دِفو
وُلِدح. 1659–1661
توفي24 أبريل 1731
الوظيفةكاتب، صحفي، تاجر
الصنف الأدبيAdventure

دانيال دِفو Daniel Defoe (وتُنطق play /ˌdænjəl dɪˈf/؛ وُلِد ح. 1659–1661 ت. 24 أبريل 1731[1]، هو تاجر، كاتب، صحفي وناشر إنگليزي، وصاحب رواية روبنسون كروزو. اشتهر ديفو لكونه من أوائل مؤلفي الروايات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وُلد دانيال دِفو في القرن 17، وكان اسم والده جيمس فو، ولكن دانيال قرر تغيير اسمه إلى دِفو. نشأ في طبقة اجتماعية فقيرة، ولم يكن بمقدور والده الذي كان يعمل جزاراً في لندن أن يرسل ولده إلى إحدى الجامعات المشهورة، فأرسله إلى أكاديمية نوينگتون گرين التي كان يديرها تشارلز مورتون، وكان معلماً متميزاً، أتقن دِفو على يديه عدة لغات، وطوّر في أسلوب كتابته. عمل ديفو في التجارة، ومع تعرضه للخسارة عدة مرات إلا أنه استمر فيها. وتزوج عام 1684 من ابنة تاجر اسمها ماري تافلي، ورزق منها بثمانية أطفال.

قضى دِفو سنين كثيرة يجرب الكتابة في أجناس مختلفة من الأدب، فأعماله الأولى تضمنت أشعاراً نقدية، وكراسات عدة تناولت أفكاراً اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية وقصصاً عن الأشباح والخيال العلمي، وعالج في رواياته السلوك الأخلاقي والاجتماعي.[2]

واستمر التوتر السياسي في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، ونشر ديفو العديد من الكتابات الساخرة والمناهضة لليعقوبيين في دورية «رڤيو» The Review ت(1704-1713) التي كانت صحيفة سياسية ساخرة تنتقد الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بأسلوب يشبه افتتاحيات الصحف، وأدت كتاباته هذه إلى ملاحقته وسجنه مدة قصيرة. ظهرت في كتابات ديفو آراؤه الدينية، إذ كان متشدداً في مفاهيمه الأخلاقية.


أفرا بن

هناك امرأة أفلتت من يد پپيس، تستحق منا هنا انحناءة احترام في شيء من الحذر، بوصفها "أم القصة الطويلة" في فترة عودة الملكية، وأول امرأة إنجليزية تعيش على قلمها. إن أفرا بن Aphra Behn جديرة بالذكر من عدة نواح: ولدت في إنجلترا، وترعرعت في أمريكا الجنوبية.وعادت إلى إنجلترا في سن الثامنة عشرة (1658، وتزوجت تاجراً لندنياً من أصل هولندي. وتركت انطباعاً قوياً في نفس شارل لدهائها وذكائها. وأوفدت في مهمة سرية إلى الأراضي الوطيئة، فقامت بها خير قيام، ولكنها تلقت أجراً زهيداً إلى حد أنها انصرفت إلى الكتابة، وسيلة لكسب العيش. وكتبت مسرحيات هزلية فاجرة لاقت نجاحاً ملحوظاً. وفي 1678 نشرت "أورونوكو" وهي قصة "رقيق ملكي" زنجي، وحبيبته امواندا. وكان مزيجاً أصيلاً من الواقعية والرومانسية أو الخيال. وكان الطريق ممهداً أمام قصة روبنسن كروزو، وللقصة الرومانسية.


الكتابة

كذلك عاش ديفو على قلمه. وكان من أكثر الأقلام تعدداً للجوانب والبراعات: وكان أبوه جيمس ديفو قصاباً في لندن، شديد التمسك بمذهب البرسبيتريان. وكان من المتوقع أن يكون دانيال واعظاً، ولكنه آثر الزواج والعمل والسياسة. وأنجب سبعة أطفال، وأصبح تاجر جوارب بالجملة. والتحق بجيش دوق مونموت في الثورة (1685)، ثم انضم إلى جيش وليم في الإطاحة بعرش جيمس الثاني وفي 1692 أفلس وبلغت ديونه 17 ألفاً من الجنيهات، ثم دفع لدائنيه استحقاقاتهم كاملة تقريباً فيما بعد، وفيما هو يكسب ويخسر، أصدر كتيبات في طائفة من الموضوعات زاخرة بكنز مدهش من الأفكار الأصيلة. ففي مؤلفه "بحث في المشروعات" عرض مقترحات عملية متقدمة كثيراً عن زمانه، في المصارف، والتأمين، والطرق ومستشفيات الأمراض العقلية، والكليات الحربية، والتعليم العالي للبنات. وانتقل إلى Tilbary حيث أصبح سكرتيراً لمصنع للقرميد ثم مديراً، وفي النهاية مالكاً له. ولما قدموه إلى وليم الثالث عينه في وظيفة حكومية صغيرة، وأيد سياسة الملك تأييداً كبيراً إلى حد اتهامه بأنه هولندي أكثر منه إنجليزي، فدافع عن نفسه في قصيدة رائعة، عنوانها "الإنجليزي الصميم الأصيل" (1701) ذكر فيها الإنجليز بأن الأمة كلها مختلطة الدماء والأعراق، ولما كان هو نفسه من المنشقين فإنه في 1702 نشر كراسة غفلاً من اسم المؤلف، تحت عنوان "أقصر طريق مع المنشقين" استبق فيها أسلوب سويفت في التسفيه والتسخيف عن طريق المبالغة، وهاجم فيها اضطهاد الإنجليكانيين للمنشقين، باستحسانه إعدام كل منشق يقوم بالوعظ، وطرد المنشقين الذي يستمعون إليه من إنجلترا. وقبض عليه في فبراير 1703، وحكم عليه بالغرامة والسجن وعذب في المشهر. وأفرج عنه في نوفمبر، ولكن في نفس الوقت كان مصنع القرميد قد تخرب وتوقف العمل فيه.

وكان الرجل الذي ساعد في الإفراج عنه هو الوزير روبرت هارلي الذي تحقق من مقدرة ديفو الصحفية، ومن الواضح أنه عقد معه اتفاقاً لاستغلال قلمه، ومن ثم التحق ديفو بخدمة الحكومة طيلة بقية حكم الملكة آن. وبدأ فور إطلاق سراحه في إصدار صحيفة ذات أربع صفحات ثلاث مرات في الأسبوع. اسمها "ريفيو" التي ظلت تظهر حتى 1713، وكان معظمها بقلم ديفو.

وفي عام 1704-1705 طاف ديفو بأرجاء إنجلترا على ظهر جواد، يدعو للمستر هارلي في الانتخابات. وفي تلك الأثناء جمع مادة كتابه "جولة في إنجلترا وويلز". وفي 1706-1707 عمل لحساب هارلي وجودولفين جاسوساً في إسكتلندة، وحظيت كراساته القوية بكثير من القراء كما جلبت إليه الكثير من الأعداء. واعتقل ثانية في 1713 وفي 1715، ومرة أخرى أطلق سراحه بناء على وعد بتسخير قلمه في خدمة الحكومة.

وكان له قدرة على ابتكار كثير من الموضوعات الأدبية. وفي 1715 نشر بعض مقتطفات يفترض أن كاتبها من الكويكرز. وفي نفس السنة نشر "حروب شارل الثاني عشر" كما يرويها "اسكتلندي في خدمة السويد". وأصدر في 1717 رسائل يظن أن كاتبها تركي، يندد بالتعصب المسيحي. وأسهم في تحرير مجلة اسمها بحق الضباب "Mist"، بتوقيع مراسلين وهميين. وقلما وقع ديفو كتاباته باسمه. وكان إلى جانب هذه البراعة في تمثيل شخصيات مختلفة، جمع ديفو سعة الإطلاع في الجغرافيا، وبخاصة جغرافية أفريقية والأمريكيتين. وظاهر أنه أفتتن بكتاب وليم دامبيير "رحلة جديدة حول العالم" 01697)، وفي إحدى رحلات دامبيير ألقت سفينته المسماة "الثغور الخمسة" مراسيها في جزر جوان فرنانديز على بعد نحو أربعمائة ميل إلى الغرب من شيلي. وكان أحد البحارة الاسكتلنديين يدعى إسكندر سلكيرك قد تشاجر مع القبطان، فطلب إليه أن يتركه في إحدى الجزر الثالث، على أن يزوده ببعض الحاجيات الضرورية. وبقى البحار هناك وحيداً لمدة أربعة أعوام، حيث أعيد إلى إنجلترا، وهناك قص قصته على ريتشارد ستيل الذي كتبها في عدد "الرجل الإنجليزي The Englishman" الصادر في 3 ديسمبر 1713، كما رواها كذلك لديفو، وزعم أنه أعطاه بياناً مكتوباً عن مغامراته في الغربة والوحدة(66). وحول ديفو هذه الخلاصة إلى قطعة من الأدب. وفي 1719 نشر أشهر قصة في القصص الإنجليزي.


النشر والسجن

دانيال ديفو وقد وُضع في المقطرة، 1862 نقش جيمس تشارلز أرميتاج عن الرسام أيره كراو

كان أول عمل منشور شهير ديفو مقال عن المشروعات، وكان عبارة عن سلسلة مقترحات للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، نشرت عام 1697. من 1697 إلى 1698 شارك ديفو في الأحداث السياسية في تلك الحقبة وكتب في ظلها، وانضم إلى جيش الملك الهولندي الأصل وليام الثالث في عام 1686 وكتب قصيدته السياسية الهجائية «رجل إنگليزي أصيل» The True-Born Englishman ت(1701- 1702) دافع فيها عن الملك ضد اليعقوبيين The Jacobeans أنصار الملك جيمس الثاني الذين رفضوا حكم ملك هولندي وطالبوا بإعادة سلالة الملك جيمس إلى العرش. وفي القصيدة دافع عن الملك ضد أعدائه المعارضين، ونقد الدعوة لنقاء العرش الإنگليزي، حيث كان الملك وليام من أصل هولندي. عام 1701، قام 16 من الحرس باعتقاله، ممثلين عن "الفيلق التذكاري" التابع للمتحدث باسم مجلس العموم، وفيما بعد أصبح موظفاَ عنده، روبرت هارلي. وطالب بالإفراج عن المعتقلين من كنت، الذين طالبوا البرلمان بدعم الملك في حربه الوشيكة على فرنسا.

أدت وفاة وليام الثالث إلى فوضى سياسية، وخلفته الملكة آن التي سرعان ما بدأت حربها على الغير تبعيين. .[3]وكتب عند وفاة الملك وليام وتولي الملكة آن العرش كراساً أسماه «أقصر الطرق للقضاء على المنشقين The Shortest Way With Dissenters عام (1702) صور فيه الصراع بين الموالين والمنشقين عن الكنيسة وطالب ساخراً بقتل الجميع. أدى هذا إلى اعتقاله ووضعه في المقطرة في 31 يوليو 1703، وكانت تهمته الأساسي مقاله أقصر الطرق للقضاء على المنشقين، أو مقترحات لتأسيس الكنيسة،[4] متهمين إياه بمحاولة إبادتهم. وفي تلك القصيدة انتقد ديفو بلا رحمة الكنيسة العليا المحافظة وأولئك المنشقين المنافقين الذين يمارسون ما يسمى "المحافظة المتفرقة"، مثل ستوك نيوينگتون جار سير توماس أبني. وعلى الرغم أنها نشرت موقعة باسم مجهول، إلا أنه سرعان ما اكتشف أن ديفو هو كاتبها الحقيقي فتم باعتقاله.[3] ووجه إليه تهمة القذف المحرض. وأدين ديفو بعد محاكمته في أولد بايلي أمام القاضي السادي الشهير سالاثيل لڤل.[5] وحكم عليه لڤل بدفع غرامة، وأن يوضع في مقطرة أمام العامة، ثم يسجن لفترة تنتهي بقدرته على دفع الغرامة الجزائية المقررة.[5] حسب الرواية، بعد نشره لقصيدة أنشودة للمقطرة قام جمهوره برجمه بالزهور. وشكك في تلك الرواية الكثير من المؤرخين، بالرغم من أن جون روبرت مور قال فيما بعد "لم يُوضع رجل في إنگلترة في المقطرة ثم يرقى إلى الصفوة بين زملائه، عدا ديفو".[6] (توماس كوچران، إيرل عاشر دوندونالد، والضابط الشهير بالبحرية الملكية، كان قد حكم عليه بالوضع في المقطرة، ثم أعفي عنه خوفاً من قيام تمرد بسبب شعبيته الكبيرة.)

"أينما بنى الله بيتاً للصلاة
فإن الشيطان يبني معبداً هناك؛
وإذا درسنا فسنجد
أن لذاك المعبد عدداً أكبر من المريدين."

الرجل الإنگليزي الحقيقي، لديفو، 1701

بعد أيام من وضعه في المقطرة، أودع ديفو سجن نيوگيت.

الاتحاد الأنگلو-اسكتلندي 1707

الصفحة الأولى من كتاب ديفو: "تاريخ اتحاد بريطانيا العظمى"، نشره عام 1709 في إدنبرة، هيرس من أندرسون

.


مؤلفاته

نصب تذكاري "لدانيال ديفو"، بون‌هيل فيلدز، سيتي رود، لندن.

تصل عدد مؤلفات ديفو إلى نحو أربعمئة بين قصائد وأعمال تاريخية ورسائل وأدب رحلات وكتيبات سياسية ودينية وروايات، ومن أهمها الطريقة لجعل لندن أكثر المدن ازدهاراً في الكون وخطة للتجارة الإنگليزية والتاجر الإنگليزي الكامل ومقالة حول المشروعات عام (1697) وهو كتاب عن التجارة. وتظهر براعة ديفو مؤرخاً في كتابه تاريخ اتحاد البرلمانَين الإنگليزي والاسكتلندي. ومن رواياته روبنسون كروزو عام (1719) ومغامرت أخرى لروبنسون كروزو ومول فلاندرزعام 1722 ويوميات سنة الوباء عام (1722) وكولونيل جاك عام 1722 وجولة في كل الجزر البريطانية العظمى عام 1824، واقترب من الرواية النفسية في روايته روكسانا عام 1724، وصور عزلة الإنسان ووحدته في روايته تأملات جدية لروبنسون كروزو.

رواياته


روبنسون كروزو

منزل بالقرب من لندن، إنگلترة، كان يقيم به ديفو.

روايته روبنسون كروزو تروي قصة البحار الاسكتلندي ألكسندر سلكرك Alexander Selkirk، وهي حافلة بتفاصيل دقيقة حول الحياة اليومية للبطل الذي أمضى ثمانية وعشرين عاماً في جزيرة نائية بعد غرق سفينته. ويمكن النظر إلى هذه الرواية كأسطورة حول تفوق الإنسان الأوربي المادي على غيره، حيث يستعبد كروزو ساكن الجزيرة الأصلي فرايدي ويجعل منه خادماً له، وهي ظاهرة غلبت على العلاقات بين أوربا وبقية العالم لقرون تلت.

وألهبت "حياة روبنسن كروزو ومغامراته العجيبة الدهشة" خيال إنجلترا. وظهرت منها أربع طبعات في أربع شهور. وهنا كان مفهوم جديد للمغامرة والصراع - لا صراع الإنسان ضد الإنسان، ولا صراع الإنسان التحضر ضد الإنسان المتوحش. بل كفاح الإنسان ضد الطبيعة، صراع رجل وحيد، يتملكه خوف حقيقي، لا يجد أي عون أو مساعدة، حتى جاء "التابع المخلص الأمين"، وبنى حياة من المواد الخام في الطبيعة. وتلك كانت تاريخ حضارة رجل واحد في مجلد واحد. واعتبرها كثير من القراء تاريخياً، حيث لم ترو قط في الأدب من قبل قصة جمعت بين مثل هذه الأشياء التي تحتمل الصدق والكذب في مثل هذه التفاصيل التي أخذ بعضها بخناق بعض بشكل عارض. إن تمرس ديفو في الخداع الأدبي رفعه من الصحافة إلى الفن.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كاپتن سينگلتون

وعاش ديفو في شيء من بحبوحة العيش في لندن، ولكنه لم يتخل عن إنتاجه الذي لا يبارى. فبينما ظل يصدر الكراسات، أخرج كتباً في الحجم الطبيعي، تضم قصص صغيرة، فنشر في 1720 "تأملات جادة في حياة روبنسن كروزو ومغامراته المدهشة"، "حياة ومغامرات مسز دنكان كامبل" (وهي ساحرة مشعوذة صماء بكماء). وبعد ذلك بشهر واحد "مذكرات فارس" "وبن تروفاتو" وقد حسبه بت الأكبر تاريخاً وبعد شهر آخر أخرج "حياة القبطان المشهور سنجلتون ومغامراته وقرصناته" وهو كتاب حوى توقعات مدهشة عن كشوف في أفريقية. وفي 1722 أصدر "هناء وشقاء مول فلاندرز" و "صحيفة عام الطاعون"، و "تاريخا كولونيل جاك"، و "الغزل الديني"، و "التاريخ النزيه لبيتر الكسوفتش "قيصر المسكوف الحالي" - وهذه هي المرة الثانية التي يستبق فيها فولتير في كتابه سير الحياة. وقصد بهذه المجلدات الضخمة أن توفر سبل العيش لأسرته، ولكنها بفضل قوة خيال الكاتب وأسلوبه الفياض، أصبحت أدباً. وفي "مول فلاندرز" اندس ديفو إلى عقل بغي وقلبها، حتى أفضت إليه بقصتها بشكل يتضح معه صراحتها وإخلاصها ويدعو إلى تصديقها ولو ظاهرياً، حتى تركها في النهاية راضية "آمنة ومطمئنة في خير عافية" وهي في السبعين(67). أما "صحيفة عام الطاعون" فكانت مدعمة بأدق الوقائع والحقائق والإحصاءات، حتى اعتبرها المؤرخون تاريخاً.

مذكرات كاڤالير


يوميات سنة الوباء


كولنيل جاك


مول فلاندرز وروكسانا

أما عام 1724 فلا يثير دهشة كبيرة: ذلك أن ديفو نشر إحدى أمهات قصصه "السيدة السعيدة الحظ" المعروفة باسم "روكسانا" وهي المجلد الأول من مجلدين يتناولان جولاته في ربوع جزيرة بريطانيا العظمى، و "حياة جون شبرد" وهو يوهم بأنه مخطوطة سلمها شبرد إلى صديق له قبل إعدامه. وكانت هذه إحدى السير القصيرة العديدة التي كتبها ديفو عن حياة المجرمين، ومهدت إحدى سير الحياة واسمها "وغد المرتفعات" (1724) الطريق لكتاب سكوت "روب روى" كما مهدت سيرة أخرى، هي "حياة جوناثان ويلد" الطريق أمام فيلدنج. والحق أن أي موضوع شعبي أسال قلم ديفو، وأفاض عليه الجنيهات من خزائن ناشري كتبه، من ذلك "التاريخ السياسي الشيطان" (1726)، و "خفايا السحر" (1720)، و "الكشف عن أسرار الدنيا الخفية"، أو تاريخ حقيقة الأشباح (1727-1728) أضف إلى هذا كله قصيدة في اثني عشر جزءاً "العدل الإلهي" يدافع فيها عن الحقوق الطبيعية لكل إنسان في الحياة وفي الحرية وفي التماس السعادة ووسط هبوط ديفو كثيراً إلى كمستوى ذوق الشعب وأخيلته، ترى أنه أسهم إسهاماً مخلصاً في أفكار جادة: مثل "التاجر الإنجليزي الكامل" (1725-1727)، و "خطة التجارة الإنجليزية" (1728)، والكتاب الذي لم ينته منه "الرجل الإنجليزي الكامل" فأنه في هذه الكتب جميعها قدم معلومات مفيدة ونصائح عملية، لم تتلاءم في كل الأحوال مع أخلاقيات الإنجيل.

أسلوبه الأدبي وتأثيره

أما الجديد الذي أدخله دِفو على الأدب الإنگليزي فهو تصويره للحياة اليومية، إذ إنه لم يعترف يوماً أن ما يكتبه هو من نسج الخيال بل سرد للحقائق. وعلى الرغم من أن الأسلوب الصحفي يطغى على كتاباته إلا أنه يعتمد التنوع في العرض والبساطة في الأسلوب.

تركت حياة دِفو بصمتها على أدبه، وقد كان تنقله بين قاعات القصور وجدران السجون سجلاً لظروف عصره. وتجسد رواياته فكرة الخوف من الأخطار والبحث الدائم عن الأمان الذي يأتي متأخراً، فالبطل كروزو يتلقى الغفران والصفح عند عودته تائباً عن خطيئته المتمثلة في عصيان والديه؛ وبالمثل فإن الكولونيل جاك يرتكب الأخطاء باستمرار، لكنه ينجو من عاقبة أفعاله. أما في «مول فلاندرز» فإن البطلة تكافح كي تجد لنفسها مكاناً في مجتمع يحرمها من العيش الكريم ويدفعها إلى السرقة والدعارة.

أدخل دِفو إلى الرواية الإنگليزية اهتماماً بحياة الطبقات الدنيا من المجتمع في أثناء عرضه سيرة حياة الأشخاص الخارجين عن القانون، وتأثير البيئة في تشكيل الفرد، والعلاقة بين السلوك ودوافعه. وتتجلى مقدرة ديفو الروائية في شخصياته وفي تفاعل بعضها بالآخر، وهو ما تعده فرجينيا وولف[ر] الميزة الأساسية لأي كاتب روائي. أما نقطة الضعف في رواياته فهي افتقارها إلى بناء أو نظام متماسك.

شخصيته

وقد لا نحبذ أخلاقيات ديفو أو سلوكه الأدبي، ولكنا نملك الإعجاب بمثابرته وجده، وربما لم يشهد التاريخ قط منذ إنجاب رمسيس الثاني 150 ولداً مثل وفرة ديفو في الإنتاج. والشيء الوحيد الذي يكاد لا يصدق في ديفو هو أنه الذي كتب كل ما كتب، لأننا كذلك يتولانا العجب كل العجب من نوعية عقل ديفو الذي سخرت فيه قوة الخيال وقوة الذاكرة لهذا العمل الشاق أو الجهد الجهيد، والذي أخرج هذه الأشياء الوهمية المقبولة شكلاً إلى أبعد حد في الأدب. وأننا لنعترف بعبقرية وشجاعة رجل استطاع مع ضخامة العمل والعجلة في إنجازه، أن يحتفظ بهذا المستوى الرفيع في المادة والأسلوب. في المائتين والعشرة مجلدات التي أخرجها (إذا صدقنا ما قيل) لا يكاد المرء يقع على صحيفة واحدة مملة باهتة، وإذا اتفق أن كان ديفو أحياناً بليداً غبياً فإنه كان يفعل ذلك عن عمد ليضيف إلى حكايته شيئاً من احتمال الصدق والكذب. ولم يبزه أحد في بساطة السرد ووضوحه، وفي كونه طبيعياً بعيداً عن التكليف إلى حد الإقناع. وهناك كانت عجلته ضرباً من ضروب الحظ السعيد له، حيث لم يكن لديه فسحة من الوقت للتنميق والزخرف. وأرغمه تدريبه الصحفي ونزعته الصحفية على الإيجاز والوضوح. وكان أكبر صحفي في زمانه بكل معاني الكلمة، ولو أن هذا الوصف ينطبق على ستيل وأديسون وسويفت. فإن صحيفته "ريفيو" مهدت الأرض التي أنبتت فيها صحيفة "سبكتاتور" بذوراً منتقاة بشكل أفضل. والحق أن هذا شرف أي شرف. ولكن أضيف إليه الشهرة العالمية الباقية على مر الدهور لقصة روبنسن كروزو، وأثرها على قصص المغامرات، حتى على قصة تختلف اتجاهاتها كل الاختلاف مثل "رحلات جلليفر" وإذا استثنينا مؤلف ذلك الاتهام الذكي للبني الإنسان (سويفت في رحلات جلليفر)، فإن ديفو كان أعظم عبقرية في رجال الأدب الإنجليزي في عصر زخر بهم.

وفاته

توفى دانيال دِفو في 24 أبريل 1731، ودفن في بون‌هيل، لندن. اشتهر دِفو باستخدامه أكثر من 198 اسم مستعار.[7]

أعماله

روائية
أعمال غير روائية
مقالات
قصائد

المصادر

  1. ^ حسب Paul Duguid in "Limits of self organization", First Monday (September 11, 2006): "Most reliable sources hold that the date Defoe’s his birth was uncertain and may have fallen in 1659 or 1661. The day of his death is also uncertain."
  2. ^ "ديفو (دانيال -)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-08-01. {{cite web}}: Unknown parameter |auther= ignored (|author= suggested) (help)
  3. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة autogenerated2006
  4. ^ "The shortest way with the Dissenters". Retrieved 2010-09-18.
  5. ^ أ ب Adams, Gavin John (2012). Letters to John Law. Newton Page. p. liii.
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة rich
  7. ^ – "The appendixes offer even more: a listing of Voltaire's and Daniel Defoe's numerous pseudonyms (178 and 198, respectively)..."


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

Wikisource
Wikisource has original works written by or about:
Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بدانيال ديفو، في معرفة الاقتباس.


قالب:Daniel Defoe


]]

الكلمات الدالة: