خطوط عبر العالم الجوية الرحلة 903

TWA Flight 903
A TWA L-749A Constellation similar to the accident aircraft
ملخص Accident
التاريخ31 أغسطس 1950 (1950-08-31)
الموقعإيتاي البارود، مصر
Coordinates: 30°35′N 30°20′E / 30.583°N 30.333°E / 30.583; 30.333
الركاب48
الطاقم7
القتلى55
الناجون0
Lockheed L-749A Constellation
Aircraft nameStar of Maryland
المُشغلTrans World Airlines
رقم الذيلN6004C
بداية الرحلةBombay International Airport, India
أول محطة وقوفCairo-King Farouk Airport
ثاني محطة وقوفRome–Ciampino Airport
الوجهةNew York-Idlewild Airport


رحلة TWA رقم 903 كانت رحلة مجدولة بانتظام من مطار بومباي الدولي، الهند إلى مطار نيويورك-إيدلوايلد، عبر مطار الملك فاروق-القاهرة و مطار روما شيامبينو.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

الطائرة

كانت الطائرة المعنية من طراز Lockheed L-749A Constellation، تسمى نجمة ماريلاند، ومسجلة باسم N6004C. وكانت لديها 1100 ساعة طيران وقت تحطمها.[1]

طاقم الرحلة

تم تعيين الكابتن Walton B. Webb (45 عامًا) لدى TWA منذ 1 يوليو 1940. وكان لديه 10664 ساعة طيران، 822 منها على متن طائرة Lockheed L-749 Constellation.

تم تعيين الضابط الأول H. J. Hammitt (34 عامًا) في شركة TWA منذ 12 سبتمبر 1945. وكان لديه 6355 ساعة طيران، 307 منها على متن طائرة Lockheed L-749 Constellation.

كان أفراد الطاقم الآخرون هم الملاح H. B. Hackett، ومهندس الطيران Melvin C. House، ومشغل الراديو H. J. Stiles، ومتابع الرحلة Jose Bernard، والمضيفة J. Lorenzi.[1]

الرحلة

غادرت الطائرة القاهرة الساعة 23:35 متوجهة إلى روما وعلى متنها 55 شخصا (48 راكبا وسبعة من أفراد الطاقم) في طقس جيد.

نظرًا لأن الرحلة 903 كانت تصعد على ارتفاع 10000 قدم (3000 متر)، أبلغ الطاقم أن المحرك رقم ثلاثة كان مشتعلًا وأنهم بحاجة إلى أولوية العودة إلى القاهرة. أثناء عودة الطائرة إلى القاهرة، انفصل المحرك عن الطائرة، مما أجبر الطاقم على محاولة الهبوط الاضطراري في الصحراء على بعد حوالي 65 ميلاً شمال غرب القاهرة. سقطت الطائرة بالقرب من قرية إيتاي البارود على حافة الصحراء الغربية، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 55 شخصًا.

عثر الباحثون على الحطام متناثرًا على مسافة تزيد عن 500 ياردة (460 مترًا) بعد رحلة لمسافة 15 ميلًا (24 كم) فوق الرمال الساخنة للوصول إليه، حيث تم العثور على حطام الطائرة محترقًا بالكامل تقريبًا. وكانت جثث الضحايا متفحمة بشدة، مما أدى إلى تأخير التعرف على هوياتهم. أفاد مراسل يونايتد پرس الدولية أن الطائرة اصطدمت بسكة حديدية ضيقة عند اصطدامها بالأرض وحرثت مساحة كبيرة من المسار.

ومن بين القتلى النجمة السينمائية المصرية كاميليا؛ المهندس المعماري البولندي ماسيج نوفيكي، الذي كان يعمل على تصميم مدينة چندي‌گره الجديدة؛ وعالم الرياضيات الهندي S. S. Pillai، الذي كان في طريقه للمشاركة في المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات في جامعة هارفارد.

التحقيق

بقايا الطائرة

بعد تحقيق مكثف، تبين أن السبب المحتمل للحادث هو عطل في محمل القضيب الرئيسي الخلفي على المحرك رقم ثلاثة. تسبب الفشل في ارتفاع درجة حرارة عمود التوصيل الخلفي وفشله، وعندها تعطلت جميع عماويد التوصيل الخلفية، مما أدى إلى تمزق جدران الأسطوانة وعلبة المرافق. وأثناء هذه العملية، تمزقت خطوط النفط، مما أدى إلى نشوب الحريق. يُعتقد أن تراكم الحمأة في دبابيس المرفق، ومنع تدفق الزيت هو السبب الجذري، مما أدى إلى تحسين شاشات الزيت واستخدام سدادة العمود المرفقي، بالإضافة إلى فترات تغيير الزيت المنقحة.[2]


أسرار الرحلة 903

الرحلة كانت تتبع شركة «الخطوط الجوية العالمية»، وهى الشركة التى كانت قد بدأت نشاطها عام 1946، وأن: «الطائرة قطعت خلال هذه المدة مسافة ثلاثة بلايين و400 مليون ميل بين بومباى وسان فرانسيسكو، دون أن يقع لها حادث واحد. وقد نالت هذه الشركة فى سنة 1950، جائزة اتحاد شركات الطيران فى أمريكا، لعنايتها الفائقة بسلامة مواصلاتها.. والمعروف عن الكابتن بوب قائد الطائرة المنكوبة أنه من أمهر طيارى الشركة».

أما الطائرة فهى من طراز يسمى «ستار أوف ماريلاند»، وهى من الطائرات الفخمة ذات المحركات الأربعة. أقلعت من مطار فاروق الأول ( القاهرة حاليا)، فجر يوم الخميس الموافق 31 أغسطس 1950، متجهة إلى روما. وبالفعل بدأت فى الارتفاع وحلقت فى السماء لمدة لم تتجاوز 22 دقيقة، قبل أن يصيب أجهزتها الاضطراب، وتشتعل النيران بها على ارتفاع 4500 قدم، لتهوى على بعد 65ميلا شمال غرب القاهرة. فكانت نهاية راكبيها وطاقمها، وبينهم 23 أمريكيا، ما بين 18راكبا و خمسة من طاقم الطائرة، المؤلف إجمالا من سبعة أفراد. وكان بينهم أيضا، ثلاثة أطفال هم أبناء الطيار.

«أما أطفال بوب الثلاثة، فإنها لصورة مروعة حقا أن تراهم وقد تعلقوا بما يمكن أن يكون البقية الباقية من أبيهم. قد حملهم أبوهم معه ليقضى فترة من الوقت يجوب بهم أنحاء أوروبا»، ومما زاد من إثارة هذه الحادثة المروعة بطبيعتها، أن بين الضحايا النجمة المصرية كاميليا، التى رحلت محطمة العظام متفحمة الجثمان، وهى فى عمر الـ 31 عاما.

ومما زاد من عوامل الإثارة فى تلك المأساة، كان ما تم ذكره بشأن التدمير الشديد والكاسح الذى لحق بالطائرة، وذلك كالتالي: «توجد تلك البقعة السوداء التى يبلغ طولها 150 ياردة وعرضها 60 ياردة.. إنها الطائرة التى اصطدمت بالأرض والتى احترقت فتحولت إلى كتلة من الرماد.. إن كل شيء فى الطائرة قد تبدد وتحطم، محركاتها الأربعة وجناحاها، مما سيجعل مهمة الخبراء الذين سينقبون فى بقايا الطائرة عسيرة».

وتكتمل أسباب الإثارة والشك بنقل ما طرح من اللحظة الأولى، حول إمكانية مثول أيد مخربة متعمدة وراء الحادث، فتقول: «ويحار المستر لتزكوس، مدير الشركة فى مصر، ويحار معه كبار الموظفين فى سر الذى حدث، ولا يدرون سببا لهذه الكارثة. فالكابتن بوب كان طيارا واسع الدراية، وقد طار بطريق (القاهرة- أثينا) أكثر من مرة، وكان الجو فى حالة بديعة ممتازة. وقد صرح أحد موظفى الشركة، فقال إنه لا يستبعد أن يكون ثمة تخريب، فهذا ممكن. فالطائرة لم تمكث بمطار فاروق إلا 45 دقيقة قبل الإقلاع».

والأمر الذى زاد من إثارة الشكوك، أن الطائرة لم تبعث بأى إشارة استغاثة، وذلك على الرغم من أن الحريق شب فيها بعد سبع دقائق من اتصالها الأول بالمطار لتحديد موقعها، والإبلاغ أن كل شيء على ما يرام. وعدم تجاوبها بعد ذلك مع النداءات المتكررة لاحقا من جانب برج مراقبة المطار.

تغطية الحادث فى الأيام التالية حاولت إزاحة الشكوك والرد على التساؤلات، رأى خبراء الطيران، إنه من المحتمل أن تكون شرارة قد انبعثت من دورة الكهرباء فى الطائرة، أى من الجهاز الذى يزود الطائرة بالنور ويسير التلغراف اللاسلكي، فأصابت إحدى مواسير البنزين، وانتقلت منها إلى مخزن الوقود فى جناح الطائرة، والمفهوم أنه يحتوى نحو ثلاثة آلاف جالون من البنزين، إلى هيكل الطائرة حيث مقاعد الركاب فاشتعلت جميعا.. وفى رأى هؤلاء الخبراء أن الطائرة احترقت بمن فيها فى الجو، قبل أن ترتطم بالأرض».

صرح مصطفى رياض مرسى بك، المدير العام لمصلحة الطيران المدني، والذى كان فى طريقه عائدا من موقع الحادث، وقال: «لا يمكن القطع برأى فى سبب هذه الكارثة، لأن ما بقى من جسم الطائرة ومحركاتها هو هشيم محترق»، وقد استبعد وقوف مخربين وراء الحادثة، وقال: «هذه الطائرة وصلت القاهرة فى منتصف الليل قادمة من الهند، ولم تمكث فى المطار إلا وقتا، تزودت خلاله بالوقود وفحصت محركاتها وأجهزتها. وكانت خلال هذه المدة محاطة بالمهندسين والعمال الفنيين تحت الأضواء الكاشفة، ولا يمكن أن يكون قد تسلل إلى داخلها شخص غريب وضع فيها مواد من مواد التخريب».

كاميليا.. علامة استفهام

نعش كاميليا فى طريقه إلى مثواها الأخير.
أفيش فيلم كاميليا المعلن عنه فى يوم الحادث.

ظلت القصص تنسج عن استهداف مقصود للطائرة التى استقلتها كاميليا ( 1919- 1950) فى آخر لحظة، إذ اتضح لاحقا أن تذكرتها كانت أساسا من نصيب الصحفى والمفكر الكبير أنيس منصور، والذى أعاد التذكرة إلى الشركة فى آخر لحظة، لتكون من نصيب النجمة الشابة.

ولم تتوقف النظريات حتى اليوم حول نهاية كاميليا المروعة، فالبعض يؤكد أن أيدى أجهزة مخابراتية أجنبية وراء الحادث. والبعض يؤكد أن الحادث عبارة عن مكيدة غرام، وراح ضحيتها العشرات مع كاميليا.

وفى جميع الأحوال كان الموت المروع للنجمة التى تعتنق المسيحية، وإن نسبت على الورق لليهودية بسبب انتسابها لزوج أمها، من أكثر أسباب إثارة الرأى العام المصرى فى حينها.

أورد كاتب التقرير الميدانى قائلا: «فلم أعرف كاميليا إلا بصعوبة بالغة، تلك الفتاة رائعة الجمال، معبودة الشاشة الفضية فى الشرق الأوسط، وقد أطلقت عليها الصحف البريطانية حين زارت انجلترا أخيرا اسم (الفم)، وذلك لأن لها شفتين فاتنتين. إننى عرفتها من شعرها الطويل، الذى أبت أن تجعله قصيرا شأن السيدات الآن، أما بقية جسمها فلا يمكن أن يعرفه أحد، فوجهها الجميل قد تشوه وتحطم واحترق».

وفى اليوم التالي، جاء نعى كاميليا، متبوعا بتعازى بعض شركات الإنتاج السينمائى فى مصر، وموضحا أن جنازتها كانت فى تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم ذاته، من ميدان الإسماعيلية إلى كنيسة القديس يوسف بشارع عماد الدين، وشهدت حضورا كبيرا. وصلت والدة الراحلة من قبرص فى رحلة عاجلة، للمشاركة فى تشييع جثمان ابنتها الشابة.

واللافت أن الصحافة استغلت الحادث فى الترويج لفيلم تركته الراحلة كاميليا قبل وفاتها المروعة. فجاء فى عدد الرابع من سبتمبر 1950، إعلانا لا يحوى ملصقا لفيلم بعينه، وإن ظهر بزاوية إعلانات الأفلام الجديدة، وذلك تحت عنوان: «الفنانة المرحومة كاميليا بالألوان الطبيعية»، وجاء فيه: «لا شك أن جمهور القاهرة سيستقبل بشعور مفعم بالأحاسيس المختلفة، الفنانة المرحومة كاميليا عندما تطل بمحياها الجميل من شاشة سينما راديو وأوبرا ابتداء من اليوم، فى الفيلم الكامل الملون (بابا عريس)، التى تضطلع فيه بأحد الأدوار المهمة، وهو من إنتاج شركة نحاس فيلم، ومن إخراج المخرج حسين فوزى ،الذى فاز بالأولوية فى إخراج أول فيلم مصرى كامل بالألوان بطريقة روكلدر. وفيلم (بابا عريس) كوميديا ممتازة وتتجه اتجاها رفيعا فى فكرتها وموضوعها، قام بتمثيلها الفاتنة نعيمة عاكف مع حسن فائق وشكرى سرحان ومارى منيب».

قضية «طائرة كاميليا» كما باتت تعرف، عادت عام 1952 لتتصدر عناوين الأخبار، وذلك ليس للكشف عن مؤامرة مقصودة وراء وقوعها، وإنما للتحقيق فى اتهامات لبعض أطباء ومسئولى وزارة الصحة بتلقى رشاوي، لتسهيل عمليات تحنيط جثث الضحايا، ونقلها إلى الخارج.

وأوضح الخبر الوارد فى «الأهرام» بتاريخ 6 نوفمبر 1952، تحت عنوان «مصرع الراقصة كاميليا أمام لجنة التطهير بوزارة الصحة»، أن البلاغات الواردة أكدت دفع البعض مبالغ تصل إلى 7 آلاف جنيه، مقابل قيام المسئولين بعمليات التحنيط وإصدار تصريحات السفر إلى الخارج. وقد نفت وزارة الصحة وقت وقوع النكبة الأقاويل التى ترددت بهذا الشأن، ولكنها عادت بعدها بعامين لتطفو على السطح. وكان عدد كبير من جثث الضحايا قد تم تحنيطهم وإرسالهم إلى ذويهم فى الخارج لكونهم من الأجانب، كما تم التوجيه بحرق بعض تلك الجثث.[3]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المراجع

Notes
  1. ^ أ ب "CAB File No. 1-0114" (PDF). Retrieved 13 October 2023.
  2. ^ Gero, David (1996). Aviation Disasters (2nd ed.). Sparkford: Patrick Stephens Ltd. ISBN 1-85260-526-X.
  3. ^ "فى سجل أغرب قضايا القرن العشرين.. الرحلة 903 تنهى حياة كاميليا.. أحمد الصاوى محمد يكتب: «55 راكبا اجتمعوا مؤمنين بالحضارة.. فذهبوا ضحية إيمانهم»". ahram. 2021-09-03. Retrieved 2024-03-13. {{cite web}}: line feed character in |title= at position 34 (help)

وصلات خارجية