حسان عباس

حسان عباس

حسان عباس (و. 15 ابريل 1955 ت.3 مارس 2021) هو أكاديمي وباحث وناشط سوري، وهو رئيس الرابطة السورية للمواطنة، وحازعلى وسام “السعفة الأكاديميّة برتبة فارس” من فرنسا عام 2001.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة والتعليم

ينحدر "عباس" من مدينة مصياف بريف حماة حيث ولد في 15 نيسان 1955، وقد حاز في العام 1992 على شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة السوربون الجديدة في فرنسا قبل أن يعود إلى سوريا ليدرّس في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، إضافة إلى تدريسه في المعهد العالي للفنون المسرحية بـدمشق.[1]


النشاط الاجتماعي

أطلق في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، نشاطاً ثقافياً دورياً تحت اسم "منتدى الجمعة الثقافي"، وقد استمر هذا النشاط أربعة عشر عاماً (حتى 2006).

قدّم خلالها ما يزيد عن 400 فعالية، وبموازاة هذا النشاط أدار ناديين للسينما، وساهم في تأسيس وإدارة عدد من الجمعيات المدنية العاملة في مجالات الثقافة والمواطنة وحقوق الإنسان، وهو رئيس الرابطة السورية للمواطنة.


وساهم في تأسيس وإدارة عدد من الجمعيات المدنية العاملة في مجالات الثقافة والمواطنة وحقوق الإنسان، ودرّس عشر سنوات في (المعهد العالي للفنون المسرحية) في دمشق، ودُعي محاضراً في عدد من الجامعات والمعاهد العربية والأوروبية.

ويعرف عن "عباس" انتمائه إلى النخبة السورية، التي رفضت الاستكانة لسياسات النظام السوري وممارساته، مروراً بنشاطاته المتعدّدة، وصولاً إلى ما يمثّله من خلاصات في الجهد الذي قدّمه خدمة لسوريا وللسوريين، على مدار ثلاثة عقود ونيّف.

مؤلفات

ألّف عباس عدداً من الكتب والمراجع أبرزها دليل المواطنة وسوريا رؤية من السماء، وأصدر آخر بحث له عن المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت وحمل عنوان الجسد في رواية الحرب السورية.[2]

محاولة لحفظ الإرث الثقافي اللامادي

“من الصعب جدًا أن أحيط بكل مكونات هويتي المركبة، لأعطيكم إجابة أقرب ما تكون إلى الكاملة. لكن يمكنني أن أذكر أكثر هذه المكونات حضورًا، فأقول إن العناصر الطبيعية أو الأولية من هويتي، أي تلك العناصر التي لا يكون للفرد أي إرادة في اختيارها، إنما تُفرض عليه بصدفة الولادة، تجعل مني رجلًا من دون أن أصبح ذكوريًا، وعربيًا من دون أن أصبح عنصريًا، وعلويًا من دون أن أصبح طائفيًا”.

هذا ما قاله المفكر حسان عباس في إحدى حواراته الصحفية مع مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، موضحًا أن مكونات الشخص الأولية “لا إرادة له” في تعديلها، ولكن هناك مكونات في شخصية الإنسان ما يمكن اختيارها وفق إرادة الفرد نفسه، مثل “مقاومة الاستبداد ومناضلًا من أجل المواطنة، لا دينيًا، علمانيًا، إنسانيًا، عاملًا في مجال الثقافة، ناقلًا للمعرفة”، والذي اختارها عباس لتكون محور اهتمامه في الحياة.

ومن خلال “الرابطة السورية للمواطنة” التي ظهرت وسط اهتمام الشباب السوري لثقافة المواطنة أثناء الاحتجاجات في سوريا، حاول عباس الحفاظ على الذاكرة الجمعية وعلى التراث الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وسوريا تحديدًا، بشقيه المادي واللامادي.

ومنذ أكثر من 20 عامًا بحث عباس في هذا التراث، “وقد تحولت هذه الرغبة إلى مشروع بعد اطلاعي على برنامج (الصون العاجل للتراث الثقافي السوري) الذي ترعاه منظمة اليونيسكو، وفق المفكر، ومن خلال هذا الاهتمام كُلف عباس من قبل المنظمة للتحضير حول موضوع التراث الموسيقي في سوريا بمقرها في أيار عام 2015، وخرجت مجموعة من التوصيات ضمن هذا العمل، في مقدمتها ضرور التعريف بالتراث اللامادي كخطوة أولى نحو توثيقه وحفظه.

وبحسب ما اعتقده عباس فإن الإرث الثقافي السوري خلال العشر سنوات الأخيرة تعرض إلى الخراب والدمار، ويجب التحرك لوقف التخريب النهائي لشواهد التاريخ بالفن والمعرفة والجمال.

ويتعرض الإرث الثقافي السوري إلى عدة انتهاكات، التي تبدأ وفق عباس بـ “ظاهرة اللصوصية العالمية التي أصابت كل المواقع التاريخية في المنطقة، وهي لم تشمل لصوصية عصابات تجار الآثار فحسب، بل شملت أيضًا لصوصية سلطات وطنية أو من يحتمون بظلها”.

ويبقى النزاع المسلح أخطر تهديد للتراث اللامادي، وفق عباس، لأنها بما تحمله من خراب للأماكن، ومن قتل وتهجير للناس حفظة التراث، تؤدي إلى تخريب الحاضنات الاجتماعية.

والتراث اللامادي لا يعيش لا في المواقع الأثرية ولا في المتاحف، برأي عباس، إنما في “المجتمع وفي صدور أصحابه، فإن تخرّب المجتمع وتشرّد أو قُتل أهله تبدد التراث اللامادي وتخرب هو الآخر”.[3]

وفاته

توفي في 7 مارس، في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة متأثرًا بمرض السرطان، عن 66 عامًا.

المصادر

  1. ^ "سوريا… رحيل أُُستاذ ومُعلِّم المواطنة حسان عباس".
  2. ^ "رحيل القامة الفكرية والثقافية السورية "حسان عباس"".
  3. ^ "حسان عباس.. المفكر الذي حاول حفظ الإرث الثقافي السوري من خراب النزاعات".