التعليم عن بعد

(تم التحويل من تعليم عن بعد)

التعليم عن بعد Distance education، هو أحد طرق التعليم الحديثة نسبيا. ويعتمد مفهومة الأساسي علي وجود المتعلم في مكان يختلف عن المصدر الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتي مجموعة الدارسين.[1] ويتلقى الطلاب عن بعد علومهم بالإفادة من تجهيزات بعيدة عنهم حيث تكون في مدينة أو ربما دولة أخرى. ويستفيد الطلاب من هذه التجهيزات ويتلقون دروسهم باستخدام وسائل الاتصالات المختلفة. وقد تشتمل هذه الوسائل في صورتها البسيطة على مواد مطبوعة ترسل بالبريد، أو ربما تشتمل في صورتها المتقدمة على محاضرات ترسل بالحاسوب عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. ويتطلب التعليم عن بعد أن يبذل الطالب جهداً أكبر من ذلك الذي يتطلبه التعليم التقليدي. فالمعلم في التعليم عن بعد مرشد أكثر منه مدرساً نظامياً.

هناك خطأ شائع في إعتبار أن التعليم عن بعد هو مرادف للتعليم عبر الانترنت. و في واقع الأمر فإن التعليم من خلال الانترنت هو أحد وسائل التعليم عن بعد ولكن نظرا لإنتشار الأول فانه أعتبر في أحيان كثيرة مرادفا لتعلم عن بعد.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

السير آيزاك پيتمان، رائد التعليم عن بعد في ع1840.

بدأ التعليم عن بعد في عقد 1840 عندما شرع آيزاك پيتمان في إرسال منهج تعليم نظام اختزال ببطاقات بريدية، مكتوبة بذلك الاختزال، لطلاب في منازلهم. وكان الطلاب يجيبون على الأسئلة بالبريد ببطاقات مكتوبة أيضاً بالاختزال. عنصر رد الطلبة بالبريد كان هو الابتكار في نظام بيتمان.[2] وقد وجدت الفكرة قبولاً كبيراً بعد إنشاء الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة (الجامعة المفتوحة البريطانية الآن) عام 1969م. وانتظم بالجامعة المفتوحة منذ ذلك التاريخ أولئك الذين فاتهم الالتحاق بالجامعات التقليدية. وصارت هذه الجامعة أنموذجاً لمئات الجامعات المفتوحة حول العالم التي تقدم مناهجها ومقرراتها عن بعد.

ساعد تطور وسائل الاتصالات في الارتقاء بالتعليم عن بعد. ففي خمسينيات القرن العشرين الميلادي كان الطلاب يتلقون دراستهم عن طريق البث الإذاعي والتلفازي. وفي تسعينيات القرن نفسه استخدمت الحواسيب والوسائل الإعلان والتقنية الأخرى لنقل المناهج التعليمية والمعارف. أما اليوم فإن الطلاب يتلقون المواد السمعية والبصرية من خلال البث الفضائي والإذاعي، أو بوساطة شبكة الإنترنت، أو باستخدام البرامج الحاسوبية المسجلة على أسطوانات مدمجة لذاكرة القراءة فقط (CD-ROM). ويمكن للطلاب التواصل والمشاركة في اللقاءات عبر الشبكة العنكبوتية العالمية (الوورلد وايد وب) وغيرها من الشبكات الحاسوبية.ref>التعليم عن بعد، الموسوعة المعرفية الشاملة</ref>

تطلق أسماء عدة للدلالة على الجامعة المفتوحة open university فقد كانت ضمن التعليم بالمراسلة، أو التعليم بالإذاعة والتلفاز، ولكن اسم الجامعة المفتوحة أصبح أكثر شيوعاً في السبعينيات بعد افتتاح الجامعة المفتوحة البريطانية، التي امتدت خدماتها إلى جميع أنحاء العالم، وسار على نسقها، واستفاد من خدماتها جامعات مفتوحة أخرى تتكلم وتعلم باللغة الإنكليزية، مثل جامعات مفتوحة في كندا، والولايات المتحدة، أسترالية، وجامعات أخرى كالهند والباكستان وفلسطين المحتلة (إسرائيل). وسارت على النسق نفسه جامعة القدس المفتوحة التي أسهمت اليونسكو في إنشائها، وتعرضت لتخريب شديد من سلطات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان وفلسطين.

واستخدم مصطلح التعليم الجامعي عن بعد أو من بعد distance university ويجادل في أفضلية التعليم عن بعد أو من بعد، بحسب التأكيد على التعليم أو على نتيجته في تعلم المتعلمين.


تطور وسائل التعليم عن بعد

بدأ التعليم عن بعد من خلال بعض الجامعات الأوربية و الأمريكية في أواخر السبعينات التي كانت تقوم بإرسال مواد تعليم مختلفة من خلال البريد للطالب، وكانت هذه المواد تشمل الكتب، شرائط التسجيل و شرائط الفيديو، كما كان الطالب بدوره يقوم بإرسال فروضه الدراسية باستخدام نفس الطريقة. و كانت هذه الجامعات يشترط حضور الطالب بنفسه لمقر الجامعة لأداء الاختبار النهائي الذي بموجبة يتم منح الشهادة للطالب. ثم تطور الأمر في أواخر الثمانينات ليتم من خلال قنوات الكابل و القنوات التليفزيونية و كانت شبكة الأخبار البريطانية BBC رائدة في هذا المجال. و في أوائل التسعينات ظهرت الانترنت بقوة كوسيلة اتصال بديلة سريعة و سهلة ليحل البريد الالكتروني محل البريد العاجي في إرسال المواد الخفيفة و الفروض. و في أواخر التسعينات و أوائل القرن الحالي ظهرت المواقع التي تقدم خدمة متكاملة للتعليم عن طريق الويب و هي الخدمة التي شملت المحتوي للتعليم الذاتي بالاضافة لامكانيات التواصل و التشارك مع زملاء الدراسة من خلال ذات الموقع أو البريد الالكتروني. و حديثا ظهرت الفصول التفاعلية التي تسمح للمعلم أو المحاضر أن يلقي دروسه مباشرة علي عشرات الطلاب في جميع أنحاء المعمورة دون التقيد بالمكان بل و تطورت هذه الأدوات لتسمح بمشاركة الطلاب بالحوار و المداخلة.

شاع استخدام التقنيات الحديثة الإلكترونية في الجامعات المفتوحة إلى استخدام مصطلح الجامعة الافتراضية (الخائلية). وتعدَّدت الأسماء بالعربية الدالة على هذا النمط من التعليم، ومنها الوهمي والسرابي، والخائلي والتخيلي، والظني والظاهري، ويركِّز «نبيل علي» على مصطلح (الخائلي) لإمكانية الاشتقاق منه، ولأنه يدل على أن خيال عصر المعلومات توصل إلى مخترعات عدة قائمة على الوهم مثل السينما والتلفاز، والحاسوب، ومكن التدريب الخائلي على محاكاة الواقع محاكاة شبه واقعية كالتدريب على قيادة السيارات والطائرات، والتجارب المخبرية المعقدة، والألعاب الحاسوبية. فالصورة الوهمية بالمرآة، وأجهزة الإسقاط وأجهزة السينما، والتلفزيون، والفيديو، والحاسوب كلها صور خائلية ومخترعات للإنسان معظمها حديثة في آخر عصر الصناعة وبداية عصر المعلومات التي تمت بالقرن العشرين.

وتزداد قدرة الحاسوب الرقمي على محاكاة الواقع بالألعاب الحاسوبية والتعليم عن بعد، وعرض الأحداث الجارية في المؤتمرات، إما فوراً (كما في الهاتف) أو مسجلاً ليعرض مؤجلاً (مثل آلة التسجيل المستخدمة في الهاتف، أو في الهاتف الخلوي).

ويجمع الإنترنت بين التسجيل الفوري والمؤجل عندما تحفظ النصوص والرسوم والإشارات السمعية والبصرية والفيديوية بشكل رقمي (0.1) وتحاكي الجامعات الخائلية بمعظم صفاتها فيتوهم المتعلم أنه في جامعة حقيقية، أو صف حقيقي، أو معلم حقيقي، أومخبر أو معمل جامع حقيقي، ولكنه متوهم، وخائلي، لأن الحاسوب الرقمي يحول جميع الإشارات مهما كانت تقنياته متنوعة، وتنقل هذه البرامج التدريبية إما إلى أقراص حاسوبية،أو لخدمة الشبكة العالمية (الإنترنت) internet والتي يعبّر عنها بالإنكليزية international net، أو موقعها المسمى الشبكة العنكبوتية واسعة النطاق World Wide Web واسمها المختصر (WWW).

وتقل كلفة الطالب في الجامعات التقليدية وخاصة إذا كان عدد المنتسبين للجامعات المفتوحة أو الخائلية كبيراً، لأن هذه الجامعات لا تتطلب إنشاء مرافق جامعية عالية النفقات، كما أن المتعلم يستطيع التعلم دون نفقات المواصلات للانتقال إلى الجامعة، وخاصة في البلدان الشاسعة الأطراف. وتختلف الجامعة المفتوحة عن الجامعة الافتراضية، إذ تخصص الجامعات المفتوحة يوماً أو أسبوعاً أو دورة زمنية أطول للتفاعل بالمواجهة بين أعضاء الهيئة التدريسية، أو المرشدين التعليميين لحل مشكلات الطلاب وتقويم تعلمهم، والرقي به إلى مستوى جودة أعلى من السابق.


وتتشابه الجامعات المفتوحة والافتراضية في حداثة المعلومات، واستخدام تقنية حديثة في التعليم والاتصال، وفي التعليم لمهن تخصصية تناسب التغيرات الحديثة في السوق والمؤسسات، مما يقلِّل من الهدر الاقتصادي في التعليم الجامعي، كما تتشابه بأن المتعلم لا ينتقل من صف لآخر بل من برنامج تعليم إلى برامج أكثر رقياً وتعقيداً للوصول بالنهاية إلى تعليم معلومات ومهارات مناسبة للحياة اليومية الراهنة.

وتُسهم التغذية الراجعة الفورية في إتقان التعلم، وتقويته وزيادة جودة الجامعة المفتوحة أو الجامعة الافتراضية.

كما تتشابه الجامعات المفتوحة والافتراضية في التدريب والتعلم الذاتي المستمر بتقنيات متعددة، كالهاتف الثابت والخلوي، وشريط التسجيل وشريط الفيديو، وأقراص الحاسوب المنوعة، وأنظمة التعليم والاتصال الحديثة كالإنترانت والإنترنت.

ولكن الجامعات المفتوحة والخائلية تتطلب إمكانات قد لا تتوافر في معظم البلدان النامية، ولذلك تستعين الجامعات المفتوحة والافتراضية في البلدان العربية بجامعة أخرى في البلدان المتقدمة، مستفيدة من خبراتها المتراكمة، وبرامجها وبحوثها.وتعددت الجامعات المفتوحة بالجامعات العربية، كالجامعة العربية المفتوحة، (ومركزها الرئيسي في الكويت) ولها فروع في بعض الأقطار العربية وجامعة القدس المفتوحة، ومقرها الرئيسي قرب القدس، ولها فروع في بعض الأقطار العربية، وجامعات مفتوحة في القاهرة والإسكندرية، وجامعات مفتوحة في المغرب.

وقد تقدر الجودة الشاملة لإدارة الجامعة المفتوحة، أو الجامعة الافتراضية، ولهذه الجودة في الإدارة الشاملة للجامعة مؤشرات عالمية تقدر بأرقام أو خمس نجوم، شأن تقدير الجودة الشاملة في إدارة الفنادق أو المطاعم أو الصناعات التي تعمل وفق مؤشرات عالمية تسمى الإيزو مثل إيزو 9000 و9001 و9002 (ISO 9000 & 9001 & 9002).

وبذلك تسعى الجامعات المفتوحة، شأن الجامعات التقليدية إلى تحسين تقديرها، بالرغم من تعقيد عمليات التعليم الجامعي الذي يصعب قياسه بأرقام ومؤشرات رقمية، ويصعب تشبيه التعلم الجامعي بالسوق في نظام الرأسمالية المعاصرة. ولكن التحسين المستمر وفق التغذية الراجعة من رضا المستفيدين من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، والمديرين، تسهم في مواصلة الارتقاء في التعليم وزيادة فاعليته، وإقلال المال والجهد والوقت المبذول للتعلم الجامعي المفتوح وجعله ملائماً لأحوال المتعلم مما يجعل التفاؤل أكثر من التشاؤم في مستقبل التعلم الجامعي المفتوح (أو الخائلي).


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ التعليم عن بعد، الموسوعة العربية
  2. ^ Alan Tait. "Reflections on Student Support in Open and Distance Learning". The International Review of Research in Open and Distance Learning.

وصلات خارجية

هناك كتاب ، ICT in Education، في معرفة الكتب.