تاريخ العلم (كتاب)

كتاب تاريخ العلم
تاريخ العلم.JPG
المؤلفجون گربن
الموضوعتاريخ علمي
الناشر
الإصدار

تاريخ العلم (1543-2001) ، هو كتاب من تأليف جون گربن، يتناول فيه تاريخ العلم في صورة قصصية، حيث يتعرض للحياة الشخصية لبعض العلماء.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المؤلف

المؤلف جون جريبين تدرّب كباحث متخصص في علم الفلك بجامعة كيمبريدج. ويعمل الآن زميلاً زائراً في علم الفلك بجامعة ساسيكس، ويعتبر من أهم وأشهر كتّاب العلم المعاصرين، وتحظى كتبه برواج واسع لأسلوبها الشائق الجذّاب، وقدرته المذهلة على تبسيط الصعب في العلم ابتداء من كوبرنيكس وحتى يومنا هذا. وله مؤلفات عدة نذكر منها «البحث عن قط شرودنجر»، و«الغبار النجمي» و«عصر الجليد» الذي شاركت في تأليفه زوجته ماري جريبين.

يتميز جريبين ببراعته في الإحاطة بالشخصية العلمية التي يكتب عنها، وبكونه عاشقا للعلم، محب للعلماء حتى أن حماسته تشيع في كتاباته ولا تلبث أن تنتقل إلى شعور قارئه، وهو راوية ماهر مميز في رواية التاريخ، بحيث يجعل كل حدث وكل إنجاز جديد في مجال العلم يبدو للقارئ كأنه إلهام أو إشراقة أضاءت المجهول في ساحة المعرفة، يحرص على الكشف عن دور التراكم المعرفي وعن الصلة الوثيقة بين السابق واللاحق، وعن اجتماعية روح العلم. ويوضح أن النشاط العلمي نشاط اجتماعي، وإن برزت على الساحة أسماء أعلام أفراد، وأن نشاط العلم غذاء ممتد يسري في عقول الأجيال، الكل مدين للكل، أو قل إنه دين على الشيوخ وهبة للإنسانية.


أقسام الكتاب

يحكي الكتاب قصة العلم في الغرب على مدى خمسة قرون، وهو العلم الذي فاض بإنجازاته على العالم خلال هذه الحقبة حيث الغرب هو مركز الإنتاج المعرفي. ويرد الكاتب الاعتبار لكثيرين من رجال العلم الحديث ممن أغفلتهم السير المقروءة. ويمثل الكتاب حصاد جهد وتحصيل علميين يشهدان لصاحبهما بالتفوق والتميّز، وأنه راهب علم وهب حياته جهداً خالصاً ومتفانياً، وأعطى لقرّائه ثمرة هذا الجهد قصصاً سهلاً شائقاً، وغذاء ثرياً للوجدان وللعقل.

يتألف الكتاب من أربعة أبواب تضم خمس عشرة فصلاً مع تذييل في الخاتمة بعنوان «لذة الاكتشاف».

الباب الأول بعنوان «الخروج من العصور المظلمة»، ويتناول فيه ثلاثة فصول عن رجال النهضة والصوفيين الأواخر والعلماء الأوائل. ثلاثة فصول، أولها العلم يقف على قدميه، ونقرأ فيه عن ديكارت والإحداثيات الديكارتية ورفضه لفكرة الفراغ في الوجود. و بيير جاسيندي عن الذرات والجزيئات وجهود كرستيان هويگنز في البصريات والنظرية الموجية عن الضوء. ثم روبرت بويل ودراسته عن ضغط الغازات ونهجه العلمي في تناول الخيمياء أو السيمياء، وهي الكيمياء في العصور القديمة. ويعرض بعد هذا حياة ونشاط مارسلو مالبيجي والدورة الدموية، وكان بذلك سابقاً على هارفي. ثم بداية ظهور فكرة عن تصوّر الحيوان والإنسان باعتبارهما آلات وذلك على أيدي جيوفاني بورلي و إدوارد تايسون.

ينتقل بعد هذا إلى الفصل الخامس ومحوره الثورة النيوتونية وتطوّر علم التفاضل والتكامل وأسس الرياضيات.

العلم في عصر التنوير

الباب الثالث وعنوانه «التنوير»، ويعرض فصلين، أحدهما العلم في عصر التنوير ومحوره صعود الكيمياء وعلم الكيمياء من مثل اكتشاف ثاني أكسيد الكربون على يد جوزيف بلاك، والمحرّك البخاري وبداية الثورة الصناعية، ويحدّثنا عن التجارب العلمية التي أجراها بريستلي في مجال الكهرباء والغازات واكتشاف الأكسجين، وكذا دراسات لافوازيه عن الهواء و الجهاز التنفسي و أول جدول عن العناصر.

ويعرض في الفصل الثاني التقدم العلمي في جميع الجبهات، وجهود العلماء والمستكشفين لتطوير حلم عصر التنوير: الحرارة والحركةو الجيولوجيا واكتشاف البطارية الكهربية والوصف الرياضي لانكسار الضوء وغيرها.

العلم في كمال نضجه

ينتقل المؤلف إلى الباب الرابع، حيث يعرض صورة العلم، وقد بلغ النضج وأصبح قوياً نافذاً ومؤثراً في كل جوانب الحياة. ويضم الباب أربعة فصول يبدؤها بفصل تحت عنوان «الثورة الداروينية». ويعرض حياة مجموعة من الباحثين والعلماء الذين درسوا تطور طبقات الأرض وطبقات أو أطوار الحياة وتطور أفكارهم وتنوعها في هذا الشأن. نجد من أبرز الأسماء هنا شارلس ليبل وأسفاره داخل أوربا والدراسة الجيولوجية للقارة، علاوة على أفكاره عن الأنواع بين الكائنات الحية. وتبرز أسماء مثل إرازموس داروين و لامارك و النظرية اللاماركية ثم تشارلز داروين الذي يفيض في الحديث عن حياته ورحلته التاريخية على متن السفينة بيجيل ونظريته عن الانتخاب الطبيعي.

ينتقل بنا المؤلف في الفصل العاشر إلى موضوع جديد تماماً تحت عنوان الذرات و الجزيئات، الذي يمثل نقلة نوعية في العلوم والتكنولوجيا وأثرهما في الحياة. ونقرأ هنا عرضاً شائقاً وسهلاً وعميقاً في آن واحد عن جهود وأبحاث عديد من العلماء عن الغازات والبحوث الكهروكيميائية، وأول حديث عن الوزن الذري ودراسة العناصر، وكذا دراسات فريدريش ڤولر عن المواد العضوية وغير العضوية ثم دراسات أخرى للتمييز بين الذرات والجزيئات واستحداث الجدول الدوري الذي ابتكره مندلييف، وهو جدول العناصر بعد ترتيبها في صفوف على أساس العدد الذري بحيث تكون العناصر ذات الخصائص المتماثلة معاً في عمود واحد.

كما يتناول بداية علم الديناميكا الحرارية وقوانينها والنظرية الحركية التي تدرس السلوك الحركي الحراري للمادة وخاصة ضغط وكثافة وحرارة الغازات.

ذروة العلم الكلاسيكي

ويبدأ فصل جديد في تاريخ العلم، في الفصل الحادي عشر عن الضوء وإحياء النظرية الموجية والتجارب العلمية في هذا الشأن، وكذا تجارب التحليل الطيفي لضوء النجوم ودراسات عن المغناطيسية الكهربية ثم اختراع المحرك الكهربي و الدينامو، هذا علاوة على تجارب ودراسات لقياس سرعة الضوء، وأن الضوء شكّل من الاضطراب الكهرومغناطيسي.

ويعرض في هذا السياق أسماء علماء كثيرين من أمثال توماس يونج و فاراداي و كلارك ماكسويل وغيرهم. ثم يحدّثنا عن ألبرت أينشتين والنظرية الخاصة عن النسبية، وكيف توصل مينكوفسكي بناء على هذه النظرية إلى القول بالوحدة الهندسية للزمكان أو الزمان والمكان في وحدة هندسية واحدة.

ويصل بنا المؤلف بعد هذا إلى ذروة العلم الكلاسيكي في الفصل الثاني عشر الذي يدور محوره حول علوم الأرض والقارات والبحار والعصور الجيولوجية. ويعرض هنا نظرية عن انكماش كوكب الأرض و الجرف القاري. ويحدّثنا أيضاً عن استخدام العلماء للنشاط الإشعاعي لقياس عمر الصخور.

العصر الحديث

ويمثل الباب الخامس خاتمة الكتاب تحت عنوان «العصور الحديثة» ويضم ثلاثة فصول: الفصل الثالث عشر عن الفضاء الداخلي، ويتناول فيه موضوعات من مثل اختراع الصمام المفرغ من الهواء، و أشعة اللاحب أو القطب الكهربي وحركتها، ثم اكتشاف الإلكترون و الأشعة السينية و أشعة إكس وغير ذلك من أنواع الأشعة ألفا و بيتا و جاما واكتشاف النظائر و النيوترون.

ويحدّثنا عن ماكس بلانك و الكوانطا وكوانطا الطاقة وعن أينشتاين، وكوانطا الضوء، ويحدّثنا عن نيلز بور، وأول نموذج لكوانطا الذرة، وعن هيزنبرج و مبدأ عدم اليقين أو عدم التحدي ووجود ما يسمى مضاد المادة والقوة النووية الضعيفة والقوية، و النيوترينونات و الدينامية الكهربية الكوانطية. ويختم الفصل بسؤال عن المستقبل، ويحدّثنا عن الكواركس أو المكونات الافتراضية الأساسية المحتوية على الشحنة الإلكترونية المكوّنة لثلث أو ثلثي الإلكترون الذي هو المكوّن الرئيسي لجميع أجزاء النواة في الذرة.

ويخصص الباب الرابع عشر للحديث عن مملكة الحياة في العلم باعتبارها تشتمل على أعقد الأمور في الكون. ونطالع هنا حديثاً جامعاً وواضحاً عن نظريات التطور ودور الخلايا وانقسامها في الحياة، وعن اكتشاف الكروموزومات ودورها في الوراثة، ومن ثم عن علم الوراثة وقوانين الوراثة على يد جريجور منديل. ويتبع هنا بالحديث عن الحامض النووي أو الـ دنا DNA والـ رنا RNA، وكيمياء الحياة و الكربون ودراسات أخرى عدة مثل الشفرة الجينية و الجينوم وغير ذلك.

وينتقل المؤلف في الفصل الخامس عشر والأخير من الكون الأصغر، أي من عالم الخلايا والإلكترونات إلى الكون الأكبر، أي إلى عالم الفضاء والأفلاك. ويحدّثنا هنا عن قياس المسافات الفلكية بين النجوم و المجرات ومادة النجوم وأطيافها. ويعرض بإيجاز واضح مضمون النظرية النسبية العامة والكون المتمدد وطبيعة الانفجار العظيم ومكان ومكانة البشرية في هذا الكون.

وبعد هذه الجولة الموسوعية لا يسع القارئ إلا أن يتطلع في فضول وذهول إلى المستقبل واحتمالاته، وأن يتساءل أيضاً إذا كان هذا عن تاريخ العلم في الغرب، فماذا عن تاريخ العلم قبل هذا الزمان في بقية أنحاء العالم، وقد كان يقيناً مقدمات السابق للاحق.


المصادر