بنو منقذ

Banu Munqidh
Emirs
البلد
تأسس1025
المؤسسMuqallad ibn Nasr ibn Munqidh al-Kinani
آخر حاكمMuhammad ibn Sultan
الانفضاض1157

بنو منقذ هي أسرة عربية مجيدة تنتمي إلى كنانة من قبيلة كلب اليمانية، اشتهر كثير من رجالها بالفروسية والشعر والأدب، حكمت شيزر من سنة 450 حتى سنة 552هـ، وهي مدينة على بعد 15كم إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، تقع على الهضبة قربها قلعة شيزر الحصينة التي كان لها أهميتها الحربية.

ورد أول ذكر لبني منقذ سنة 349هـ/960م عندما أسر البيزنطيون علي بن منقذ الكناني مع أبي فراس الحمداني إثر الهزيمة التي مني بها سيف الدولة أمام ليون فوكاس، ولكن أول بروز لبني منقذ قوة سياسية لها أهميتها كان عند استيلاء مؤسس الأسرة المرداسية صالح بن مرداس على حلب سنة 415- 416هـ إذ أقطع مقلّد بن نصر ابن منقذ منطقة شيزر لدعمه إياه، وكانت مدينة شيزر آنذاك في أيدي البيزنطيين وكذلك كفرطاب التي استولى عليها مقلد سنة 433هـ.

توفي مقلد بن نصر سنة 450هـ/1059م فخلفه ابنه سديد الملك علي وهو المؤسس الحقيقي لإمارة بني منقذ في شيزر، ومع أن صلاته مع المرداسيين بقيت وثيقة فإنه توقف عن كونه تابعاً لهم، بل صار الحَكَم والوسيط في الخلافات التي نشبت بين أفراد الأسرة، وهو الذي أوصل إلى الحكم آخر الأمراء المرداسيين سابق بن محمود بن صالح، وكان له دور فعال في إنهاء حكم هذه السلالة سنة 473هـ/1080م وتسليم مدينة حلب إلى حاكم الموصل مسلم ابن قريش العقيلي.

كان أهمَّ منجزات سديد الملك علي استيلاؤه على شيزر سنة 474هـ/1081م من حاكمها الرومي، واستمرت شيزر مدة ثلاثة أرباع القرن قاعدة حكم بني منقذ والمعقل الذي كانوا يجابهون منه كل التحديات، وكانت إمارة سديد الملك تضم حين وفاته سنة 475هـ شيزر وكفرطاب وافامية واللاذقية وبعض الأماكن الأخرى الصغيرة.

لم ينعم بنو منقذ إلا بفترة قصيرة من الازدهار والأمن والهدوء؛ لأنهم وجدوا أنفسهم في العقود التي تلت موت سديد الملك علي محاطين بقوى تفوقهم قوة؛ العقيليون في الموصل، والسلاجقة، والفرنج، والباطنية، وإذا كانت هذه الإمارة الصغيرة قد حافظت على استقلالها - وإن لم تحافظ على كل ممتلكاتها- فهذا يعود إلى شجاعة ابني سديد الملك علي وذكائهما ودهائهما: عز الدولة نصر بن علي (475-492هـ) وأبو العساكر سلطان (492-549هـ)، ففي عهد نصر بن علي استولى السلاجقة على الشام، وبما أنه كان واثقاً من إخفاق أي تحالف سوري في الوقوف في وجه السلاجقة فإنه استرضى ملكشاه وتخلى له عن كفرطاب وأفامية واللاذقية مقابل الإقرار له بملكية شيزر، ثم وجد من مصلحته الارتباط بحاكم حلب السلجوقي الذي ردّ له سنة 485هـ ما كان قد تخلى عنه لملكشاه، ولكنه خسر كفرطاب وأفامية بعد خمس سنوات لخلف بن ملاعب الذي كان والياً على حمص حتى أخرجه منها تتش بن ألب أرسلان سنة 483هـ ولكن خلفاً بقي مصدر شغب واضطراب في شمالي سورية حتى مقتله سنة 499هـ.

توفي نصر سنة 492هـ فآلت الإمارة إلى أخيه مجد الدين مرشد بن علي والد أسامة بن منقذ، ولكنه نزل عنها لأخيه أبي العساكر سلطان وآثر الانصراف إلى العبادة ونسخ القرآن.

دامت إمارة سلطان سبعة وخمسين عاماً تعرَّضت فيها شيزر لهجمات عديدة صمدت أمامها؛ ففي سنة 502هـ وفق رواية ابن الأثير وسنة 507هـ وفق رواية ابن القلانسي هاجم جماعة من الباطنية شيزر وكان بنو منقذ قد خرجوا لمشاهدة عيد للنصارى، وبعد صراع عنيف اشترك فيه حتى النساء، تمكنوا من القضاء على المهاجمين. ولكن شيزر بقيت معرضة لهجمات الباطنية الذين نجحوا في انتزاع قلعة مصياف سنة 535هـ من بني منقذ وصارت المعقل الرئيسي للباطنية، ولم تَنْجُ شيزر من غارات أمراء أنطاكية المتكررة، ففي سنة 504هـ اضطر سلطان إلى أن يصالحهم على أربعة آلاف دينار حتى يوقف تقدمهم نحو شيزر. وفي سنة 505هـ عندما توجه الفرنج بقيادة أمير أنطاكية إلى أفامية سار سلطان إلى طغتكين صاحب دمشق وإلى مودود صاحب الموصل الذي كان في دمشق آنذاك، وهوّن عليهم أمر الفرنج وحرّضهما على الجهاد فتوجهوا إلى شيزر ونزلوا بها ونزل الفرنج بالقرب منهم فضيَّق عليهم عسكر المسلمين بالميرة وبادروهم بالقتال فلما رأوا قوة المسلمين عادوا إلى أفامية فتبعهم المسلمون وتخطفوا من أدركوا من ساقتهم وعادوا إلى شيزر.

ولما ملك عماد الدين زنكي حلب سنة 522هـ أسرع أبو العساكر سلطان بإعلان تبعيته لهذا الأمير المهيب الذي وضع نصب عينيه مجاهدة الفرنج، ومع ذلك فقد كان عليه أن يتحمل الحصار الذي ألقاه على قلعة شيزر شمس الملوك إسماعيل بن تاج الملوك صاحب دمشق الذي لم يغادرها إلا لقاء مبلغ من المال، ولكن عندما قصد ملك الروم جون كومينينوس John Comenenus قلعة شيزر فحاصرها ونصب عليها 18 منجنيقاً استنجد سلطان بعماد الدين زنكي الذي سار إليه ونزل على نهر العاصي بالقرب من شيزر، وكان يركب كل يوم ويسير إلى شيزر هو وجنده ويقفون بحيث يراهم الروم، واستخدم عماد الدين زنكي الحيلة في إخراجهم فرحل ملك الروم عنها بعد أن أقام عليها 40 يوماً وترك المجانيق وآلات الحصار، فسار عماد الدين يتتبع ساقة العسكر وظفر بكثير مما تركوا خلفهم.

توفي سلطان سنة 549هـ/1154م فخلفه تاج الدولة ناصر الدين محمد بن سلطان الذي حكم شيزر إلى عام 552هـ/1157م حين وقع زلزال عظيم دمَّر شيزر، ولم ينج من بني منقذ الذين بها أحد، وكان سبب هلاكهم أجمعين أن صاحبها كان قد ختن ولداً له فدعا الناس إلى داره وحضر جميع بني منقذ، وكان له فرس يحبه ولا يكاد يفارقه، وإذا كان في مجلس أقيم على بابه، وكان المهر في ذلك اليوم على باب الدار، فجاءَت الزلزلة فقام الناس ليخرجوا من الدار، فرمح الفرس رجلاً فقتله، فامتنع الناس من الخروج، فسقطت الدار عليهم كلهم وخربت القلعة وسقط سورها وكل بناء فيها، وخوفاً من أن يستولي الفرنج على هذا المكان الحصين، سارع نور الدين فملكها، وعَمّر أسوارها ودورها وأعادها جديدة، وولى عليها مجد الدين الداية، وبقيت شيزر في أيدي آل الداية حتى سنة 630هـ عندما دخلت ضمن نطاق مملكة حلب الأيوبية.

كان من حسن حظ بعض أفراد أسرة بني منقذ أنهم لم يكونوا في شيزر عند حدوث الزلزال، وأشهر هؤلاء أسامة بن منقذ الأمير الفارس والشاعر الأديب صاحب كتاب «الاعتبار» الذي كانت حياته حافلة بالأحداث، والمبارك ابن الكامل بن علي الذي ولد في شيزر وغادرها مبكراً لتلقي العلم في مكة وبغداد، ثم دخل في خدمة صلاح الدين وتولى منصب «شد الديوان» (أي مفتش الديوان وضبط حساباته)، وفي عام 569هـ اشترك في حملة طوران شاه إلى اليمن حيث تولى حكم زبيد، ثم عاد مع طوران شاه سنة 571هـ وترك أخاه حِطّان بن الكامل بن علي والياً على زبيد، بقي المبارك بعد وفاة طوران شاه في خدمة صلاح الدين وتولى عدة مناصب مهمة، أما أخوه حطان فقد حكم زبيد بقسوة بالغة، كما اشترك في الصراعات والمؤامرات التي قام بها بعض القادة الأيوبيين في اليمن، فلما وصل سيف الدين طغتكين إلى اليمن ليعيد الأمن والاستقرار إليها أسر حطّان ثم أُعدم في مدينة تعز.

وكان سفير صلاح الدين إلى سلطان المغرب شمس الدين أبو الحزم عبد الرحمن بن منقذ (ت.600) خلاف ما تذكره المراجع الحديثة من أن سفير صلاح الدين كان أسامة بن منقذ، وقد يكون هذا الالتباس عائداً إلى أن بعض المصادر لا تذكر الاسم كاملاً وإنما تكتفي بذكر «ابن منقذ» فظن الباحثون أن أسامة بن منقذ هو السفير لشهرته، مع أن هناك إجماعاً على أن أسامة توفي سنة 584هـ عن عمر يناهز التسعين، وأن السفارة انطلقت إلى المغرب في نهاية عام 586هـ وغادرت المغرب في المحرم سنة 588هـ وكان من أهم مطالبها عون الخليفة الموحدي بالأسطول للمشاركة في حرب الصليبيين المحاصرين لعكا، إلاّ أن طلبها لم يجب لأن أبا يوسف يعقوب كان بحاجة ماسة إلى أسطوله لمحاربة أعدائه الذين نشطوا في البحر معتمدين على قواهم وعلى البحرية الصليبية الواردة من البلدان الأوربية الشمالية باتجاه المشرق.

نجده خماش

فيما يلي بعض أعضاء تلك العشيرة الذين نجوا وكان لهم دور في التاريخ:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قائمة الأمراء


انظر أيضاً

للاستزادة

ـ ابن الأثير، الكامل في التاريخ (دار الكتاب العربي، بيروت 1967).

ـ ابن كثير، البداية والنهاية (دار الفجر للتراث، القاهرة 2003).

ـ أسامة بن منقذ، الاعتبار، تحقيق فيليب حتي (جامعة برنستون، 1930).