اليس قندلفت

اليس قندلفت.png

أليس قندلفت (1895 - أواسط الستينيات) السيدة الدمشقية العظيمة السيدة الدبلوماسية الاولى ليس فقط على مستوى سورية والمشرق والعالم العربي بل في دول العالم الثالث، التي تميزت بحضور سورية كمندوبة لها دونت سجلات المنظمة الدولية حضورها اللافت.سفيرة سورية، وهي أول امرأة عربية تمثل بلدها كسفيرة في مجلس الأمم المتحدة في الأربعينات من القرن الماضي.

ولدت عام 1895 في “دمشق” لعائلة من عائلاتها العريقة عائلة قندلفت من العائلات الدمشقية الارثوذكسية الشهيرة التي كانت تقطن في دمشق القديمة محلة القيمرية، والى هذه العائلة ينتسب العلم الارثوذكسي الدمشقي غطاس بطرس قندلفت الذي لمع اسمه في سماء التعليم الدمشقي الخاص، وكان في اللجنة البطريركية العلمية التابع للمجلس الملي البطريركي الارثوذكسي. درست في المدرسة الارثوذكسية البطريركية الآسية / مدرسة البنات وكانت بادارة ارسالية المدارس الروسية أو الجمعية الامبراطورية الفلسطينية الروسية الارثوذكسية، إلى نهاية المرحلة التوجيهية ( الاعدادية) ثم انتقلت الى بيروت وانتسبت الى القسم الثانوي / الكلية البروتستانتية السورية (الجامعة الأميركية في بيروت حالياً).


جلست ‘أليس قندلفت’ تستذكر ماضيها منذ تعرفت وهي شابة يافعة، خريجة الكلية البروتستانتية السورية ( الجامعة الأميركية في بيروت) على الدكتور عبد الرحمٰن الشهبندر، الذي أصبح فيما بعد وزيراً في حكومة الملك فيصل الأول في مملكة سورية المتحدة ثم قائداً للثورة السورية الكبرى إلى جانب سلطان باشا الأطرش ليغدو فيما بعد زعيم سورية غير المتوج.

حزنت حزناً شديدا بعد اغتيال الزعيم الشهبندر عام 1940، وأصبحت تمضي معظم وقتها في الفندق محاطة بنخبة من المثقفين الوطنيين. بدأت يومها تجيل الطرف في دمشق التي تعشقها، خلف الفندق عاينت بقايا سينما ‘زهرة دمشق’ حيث عُرِضَ أول فيلم صامت عام 1912، واحترقت السينما بعد أن إمتد إليها حريق السنجقدار الشهير في أواخر العشرينات. وفي حارة ‘الجوزة الحدباء’ مواجه جامع يلبغا في ساروجة ظهرت لها بقايا فندق ديمتري، أول فندق حديث أنشئ في دمشق عام 1850.

تذكرت كيف جاءها الشهبندر عام 1919 ليقول لها: أنت تعلمين أني كنت في اجتماعات متواصلة مع لجنة كينغ كرين King-Crane الأميركية التي أرسلها الرئيس الأميركي ويلسون بعد مؤتمر الصلح في باريس بداية 1919، لإستقصاء رغبة السوريين والفلسطينيين في الإستقلال. وبعد أن عجزت اللجنة من إقناع الفرنسيين بمنح سورية -من طوروس شمالاً الى العريش جنوباً-، الإستقلال مع معونة فنية عوضاً عن الإنتداب، أرسلت اللجنة تقريرها الى الرئيس ويلسون وبلَّغت هاشم الأتاسي (رئيس المؤتمر السوري العام يومها) والشهبندر اعتذارها لعدم تمكنها من الإستجابة لمطالبهم. والتفت كينغ الى الشهبندر قائلاً أنَّ الرئيس ويلسون يُقْرِئك التحية ويعدك بالاستمرار في الدفاع عن مصالح السوريين ويود أن يهبك منحتين دراسيتين لطالبين سوريين لتحضير الماجستير في أميركا.[1]

قال له الشهبندر ‘ إن سورية بأمس الحاجة إلى نساءٍ يحصلن على درجات عليا، لذلك فإني سأستفيد من هذه المنح لإرسال نازك العابد وأليس قندلفت’. وهكذا كان بالنسبة لأليس وعادت من أميركا لتعمل مع فارس الخوري ثم مع الشهبندر بعد عودته من المنفى وحتى إغتياله.

إختارها فارس الخوري لتكون ممثلة سورية في الأمم المتحدة، فكانت أول سيدة عربية مثّلت بلادها في المنظمة الدولية وإحدى أوائل السيدات على صعيد العالم فيها. ( الصورة لها عام 1948).

عبر تاريخها السياسي الحافل لم تنسَ “أليس” اهتماماتها الأدبية التي عرفت عنها، فقد أسست صالوناً أدبياً سياسياً في مدينة “دمشق” في فندق أمية القديم عام 1942، يعدّ الأول من نوعه في البلاد؛ كان يجتمع فيه سياسيو البلد وأدباؤه، مثل: “فارس الخوري، وصلاح الدين البيطار، وعمر أبو ريشة، وميشيل عفلق، وفخري البارودي، ومحمد سليمان الأحمد”، وغيرهم الكثيرون. ومن هذا المنتدى انطلقت عدة حركات سياسية كوّنت أحزاباً مؤثرة في الحياة السياسية السورية اللاحقة، ومنها ” حزب البعث” توفيت رحمها الله في الستينات تاركة خلفها اثرا سياسيا و أدبيا و ثقافيا تحمد عليه.

إختارها فارس الخوري لتكون ممثلة سورية في الأمم المتحدة، فكانت أول سيدة عربية مثّلت بلادها في المنظمة الدولية وإحدى أوائل السيدات على صعيد العالم فيها.

أليس قندلفت قي الأمم المتحدة.

سجلت “أليس” حضوراً مميزاً في أروقة الأمم المتحدة، يؤكد ذلك صورها التي التقت فيها بعدد من ممثلي الدول المؤثرة وقتها للدفاع عن القضية السورية، وجذب مواقف هذه الدول باتجاه تأييد فكرة الاستقلال التي تمت بنجاح مع مطلع العالم التالي (1946) متوجةً بخروج الفرنسيين من “سورية”. وتذكر السفيرة اللبنانية “مي ريحاني” في كتابها “من بيروت إلى واشنطن” (الجزء الثالث) لقاءها بها في حفل غداء أقامته اليونيسكو وحضره إلى جوارها الشاعر العراقي “أحمد الصافي النجفي” والبروفيسور الفلسطيني المعروف “إسحق موسى الحسيني” وغيرهما، أن أليس” كانت من السيدات الراقيات جداً، تنتمي إلى طبقة مثقفة ندر وجودها في العالم العربي وقتئذ، خاصة أنها تخرجت في جامعة كلومبيا في “نيويورك” التي عادت إليها ممثلة “سورية” في الأمم المتحدة.

توفيت السيدة “أليس” منتصف الستينيات في “بيروت”. وشيعت من قبل حفنة من الأصدقاء في لبنان. وجنزها متروبوليت بيروت الاسيق إيليا الصليبي ممثلا البطريرك الأنطاكي الكسندروس الثالث مع حشد من الاكليروس.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

“أليس قندلفت”.. حضور ريادي مميز في الأمم المتحدة موقع دمشق

أليس قندلفت العظيمة المنسية … – الأزمنة نبيل طعمة

اليس قندلفت عيسى درويش

اليس قندلفت غسان مقدسي


المراجع

  1. ^ د.جوزيف زيتون (2018-12-19). "اليس قندلفت السيدة الدمشقية العظيمة المنسية". مدونة د. جوزيف زيتون.