المُنَخَّل اليشكري

المُنَخَّل اليشكري المنخل بن مسعود بن عامر بن ربيعة ابن عمرو اليشكري، نسبة إلى بني يشكر من بكر بن وائل، وفي سلسلة نسبه بعض الاختلاف بين الرواة.

شاعر جاهلي قديم، لا يُعرف شيء عن نشأته الأولى، إلا أنه بلغ من الشهرة والمنزلة الشعرية مبلغاً جعله يصل إلى بلاط المناذرة في الحِيرة، ويقيم في قصور ملوكهم، فأقام في قصر النعمان بن المنذر، وفي قصر عمرو ابن هند....[1]


«كان جميلاً غزِلاً مغامراً ذا مكائد، كان يحب هند بنت المنذر أخت عمرو ابن هند، وأما حبه للمتجردة امرأة النعمان بن المنذر أبي قابوس فمشهور جداً». ومما قاله متغزلاً بهند أخت عمرو:

يا هند هل من نائل يا هند للعاني الأسير

يُقال قتله عمرو بن هند، وقيل النعمان بن المنذر، وقيل بل غَيّبه النعمان ولا يدري أحد كيف قتله، ولذلك يُضرب المثل به في عدم العودة فيقال: «حتى يؤوب المنخل». وقيل إن النعمان بن المنذر رآه مع المتجردة، فدفعه إلى رجل من بني تغلب اسمه (عِكَبّ)، ولذلك قال المنخل يحرّض قومه على قتله:

ألا من مبلغ الحيين عنـي بأن القوم قد قتلوا أُبَيّا

فإن لم تثأروا لي من عِكَبٍّ فلا روّيتـم أبداً صدِيّا

ومما قاله قُبيل قتله:

طُلَّ وسْطَ العباد قتلي بلا جر مٍ وقومي يُنَتِّجون السِّخالا

لا رعيتم بطناً خصيباً ولا زُر تم عدواً ولا رَزأتم قِبـالا

ويبدو أن المُنَخَّل كان يحسدُ النابغةَ الذبياني الذي لقيه في بلاط النعمان ابن المنذر، وكان يقرّبه إليه ويجلسه إلى جانبه في مجلسه، ويُغدق عليه الهدايا والأعطيات، ولذلك أوقع بينهما المنخل، ووشى بالنابغة لدى النعمان، متهماً إياه بعلاقةِ حب مع المتجردة، فغضب النعمان وطلب النابغة فهرب منه.

كان المنخل شاعراً مُقِلاً، وقد أوردت بعض كتب الأدب والمجاميع الشعرية قطعاً من شعره، أما شعره فلم يُجمَع في ديوان.

ومن مشهور شعره قصيدته التي قيل إنه تغزّل فيها بالمتجردة:

  إن كنتِ عاذلتي فسيري                نحو العراق ولا تحـوري
  لا تسألي عن جُلِّ مالي                واذكري كرمي وخِيـري
  ولقد دخلتُ على الفتـا               ة الخِدر في اليوم المطيـر
  الكاعبِ الحسنـاء تـر               فُل في الدِّمَقْس وفي الحرير
  فـدفعتُهـا فتدافعـت                مشْيَ القطاة إلـى الغديــر
  ولثمتُهــا فتنفسـت                كتنفـس الظبـي البهيــر
 ما شَفَّ جسمي غيرُ حُبّـ              ـك فاهدئي عني وسيري