المظفر أبو سعيد بن زين الدين كوكبري

المظفر أبو سعيد بن زين الدين كوكبري ( - ) أمير أيوبي صاحب مدينة أربل، أول من احتفل بذكرى مولد الرسول Mohamed peace be upon him.svg بعد الفاطميين. تزوج أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي ، ربيعة بنت أيوب ، بعد أن توفي عنها زوجها الأول سعد الدين معين الدين الزنكي فأقامت عنده أكثر من أربعين سنة، حتى وفاته ثم عادت إلى دمشق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المولد النبوي

ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة 'المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار' أنه كان للعبيديين في طول السنة أعياد ومواسم، فذكرها وهي كثيرة جداً، وكان منها مولد الرسول Mohamed peace be upon him.svg.

وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة 'أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة من الأحكام' : إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدع الموالد النبوية،. ولقد كان المعز الفاطمي يغدق فيها بالأموال والعطايا على الفقراء، ويعلّق الزينات، ويقيم الولائم، ويسيّر المواكب العظيمة والجند الكثيرة بالأعلام والأبواق، فاستولى بتلك الاحتفالات والشعائر على قلوب العامة ، وواكب تلك الاحتفالات وجود حالة من القحط والجوع عند أهل مصر؛ فاستفادوا مما يوزع من هبات وصدقات وطعام وشراب، واستمرت هذه الفعالية الدينية قائمة في مصر في دولة العبيديين لا تعرف إلا عندهم فقط، حتى تسربت في القرن السادس الهجري لأحد أمراء الدولة الأيوبية، وهو المظفر أبو سعيد بن زين الدين كوكبري صاحب مدينة أربل،

وبعض أهل العلم ومنهم ابن الجوزي ذكر أن أول من احتفل بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم هو الملك المظفر 'أبو سعيد كوكبوري' ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول القرن السابع الهجري وقال ابن كثير في البداية والنهاية عن هذا الملك وهو أبو سعيد كوكبوري: 'كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً.. [إلى أن قال:] قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة آلف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى.. [إلى أن قال:] ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر أ.ه وكان له آثار حسنة وأفعال طيبة، كما و كان له ميل شديد للصوفية، مما جعله يحدث الاحتفال بالمولد النبوي، فاعتنى كوكبري بأمر المولد وبالغ في الاحتفال به ، وكان ينفق على المولد في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، ولقد صنف له الحافظ ابن دحية وهو المشايخ مجلدًا في فضل المولد النبوي، سماه: "التنوير في مولد البشير النذير"؛ فأعطاه كوكبري عليه ألف دينار. ومن مدينة أربل انتشر الاحتفال بالمولد النبوي لسائر بلاد المسلمين؛ لأن الناس ـ وخاصة الصوفية ـ كانوا يفدون على مدينة أربل من كل مكان ثم يعودون لبلادهم ليقيموا بها تلك الاحتفالات .

ويمكن الجمع بين قول من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي أول من فعله بنو عبيد في القرن الرابع، وبين قول من قال أول من فعله هو ملك إربل في القرن السابع، أن يقال:

أن أول من فعله بنو عبيد في مصر ثم سرى إلى الشام والعراق في القرن السابع الهجري. ثم انتقل بعد ذلك الى المغرب حيث بات ملوكها وسلاطينها ومنهم السلطان أبو حمو موسى صاحب تلمسان يحتفلون ليلة المولد غاية في الاحتفال ومن احتفالهم ما دونه الحافظ أبو عبد الله التنسي في كتابه راح الأرواح الذي أفاض به من الخيرات والصدقات الشيء الكثير وفي العهد العثماني اهتم السلاطين والولاة بالمولد غاية الاهتمام وجعلوه من أهم مناسبات أمة الإسلام.

وعن ذكر الاحتفال في هذه المناسبة في كتب الائمة المعتبرين الشيء الكثير فقد جاء في بعضها قال الامام أبو شامة شيخ النووي : ومن احسن ما ابتدع في زماننا ما يعمل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف واظهار الزينة والسرور فان ذلك مع مافيه من الاحسان للفقراء مشعر بمحبة النبي وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكر الله على ما من به من ايجاد رسوله الذي ارسله رحمة للعالمين وقال السخاوي :ان عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة الاولى ثم لازال أهل الاسلام في سائر الاقطار والمدن الكبرى يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بانواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركات كل فضل عميم وقال ابن الجوزي: من خواص الاحتفال بالمولد أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام. و"لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان، وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، وإذا كان أهل الصليب اتخذوا مولد نبيهم عيدًا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر".

وقال الإمام "ابن حجر العسقلاني": " عمل المولد اشتملت محاسن، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة".


المصادر

ابراهيم فاضل الناصري (2009-10-03). "تاريخ الاحتفال بالمولد الشريف". موقع آل كراجه.