المسرح في ألمانيا

يوجد في ألمانيا أوسع نظام للمسارح التي تدعمها الدولة في العالم. هناك فرق باليه وأوبرا ومسرح مدعومة من الدولة في كل مدينة كبيرة في ألمانيا تقريبًا. ويعود تاريخ العديد من هذه الفرق إلى أواخر القرن الثامن عشر. وتخضع جميع المسارح في المدينة الواحدة لإدارة واحدة تعينها المدينة أو الدولة. كما أن هذه المسارح تشترك في هيئة مخرجين ومصممين واحدة.

كانت برلين عاصمة الفنون المسرحية قبل الحرب العالمية الثانية؛ غير أن الحرب قد قضت على العديد من هذه المسارح في العديد من المدن الألمانية. نتيجة لذلك، نرى معظم المسارح الألمانية اليوم حديثة. وقد ساعد توحيد الألمانيتين سنة 1990م على إنشاء فرق مسرحية مشهورة مثل فرقة برلينر إنسامبل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المسرح في القرن 19

Fecht- oder Tagkomödienhaus zu Nürnberg 1750

كان في كل مدينة ألمانية - تقريبا - مسرح لأن الناس الذين أرهقتهم الحقائق نهارا يرتاحون إلى الخيال مساء. وكان في بعض المدن فرق مسرحية دائمة كما هو الحال في هامبورج، ومينز (مينتس) وفرانكفورت وفيمار وبون وليبزج (ليبتسج) وبرلين. وكانت هناك مدن أخرى تعوّل على الفرق الجوالة وتقيم مسرحا مؤقتا عند وصول إحدى هذه الفرق• وحقق مسرح مانهيتن أفضل شهرة لجودة عروضه وبراعة ممثليه، كما كان مسرح برلين هو الأكثر إيرادا وكان أفراد فرقته التمثيلية يتقاضون أعلى الأجور (بالنسبة إلى المسارح الأخرى) أما مسرح فيمار فاشتهر بعروضه الكلاسية.

وكان سكان فيمار في سنة 9871: 0026 نفس ارتبط كثيرون منهم بالوظائف الحكومية والحاشية الأرستقراطية، ولفترة من الزمن أخذ سكان المدن على عواتقهم دعم فرقة من الممثلين فكانت النتيجة أن انتهت هذه الفرقة في سنة 0971 لسوء التمثيل، فأخذ شارلز أو جستس هذا المشروع على كاهله فجعل المسرح جزءاً من بلاطه وحث المستشار جوته على إدارته، وكان يمكن لأي فرد من أفراد الحاشيه أن يقوم بدور خلا أدوار البطولة (الأدوار الرئيسة) فهذه الأدوار مقتصرة على النجوم من الرجال أو النساء الذين يأتون إلى المسرح، وعلى هذا أتى إفلاند Iffland العظيم إلى فيمار، وأتت أيضا كورونا شروتر Schroter (1571 - 2081) التي كادت تنتزع بصوتها وقوامها وعينيها المتألقين - جوته من شارلوت فون شتاين• ولم يكن جوته (الشاعر ورجل الدولة والفيلسوف) بالقليل الشأن في التميثل، فقدم قام بدور أورستس Orestes التراجيدي أمام مدام شروتر Schroter التي قامت بدور إفيجينيا Iphigenia، ونجح أيضا - ويا للدهشة - ككوميدي بل وحتى في الأدوار - الهزلية(92). ودرب الممثلين على الأسلوب الغالي (الفرنسي) في الحدث الذي يكاد يكون خطابة، وكان هذا الأسلوب يتسم بالرتابة، وإن كان يتسم بالوضوح، والرتابة خطأ والوضوح فضيلة وشجع الدوق بشدة هذه السياسة، وهدد بعقوبة التوبيخ عند وقوع أي خطأ في التفاصيل.

لقد أخذ مسرح فيمار على عاتقه أداء مجموعة من الذخائر المسرحية الطموحة من سوفوكليس وتيرنس Terence إلى شكسبير وكارلدرون Carlderon وراسين وفولتير بل وحتى المسرحيات المعاصرة لفريدريش، وأوجست فيلهيلم فون شليجل وصولا إلى النصر الداعي للفخر مع عمل شيلر (فالنشتين Wallenstein) (8971).

لقد أتى شيلر Schiller من يينا (جينا Jena) ليعيش في فينا، وبتشجيع من جوته أصبح عضوا في مجلس إدارة الفرقة• والآن (0081) جعل هذا المسرح الصغير من فيمار قبلة ينجه إليها آلاف الألمان من محبي الدراما• وبعد موت شيلر (5081) فقد جوته اهتمامه بالمسرح، وعندما أصر الدوق - بتحريض من خليلاته اللائي كن يترددن عليه - على تقديم فاصل درامي يظهر فيه كلب كنجم مسرحي، استقال جوته من منصبه الإداري واختفى مسرح فيمار من التاريخ.

وهيمن ممثلان على الساحة المسرحية في ألمانيا في هذا العصر• أوجستس (أغسطس) فيلهيلم إفلاند (9571 - 4181) الذي كان يضارع تالما، ولودفيج ديفرينت (4871 - 2381) الذي كرر اهتمامات إدموندكين Kean ومأساته• ولد في هانوفر يوم كان إفلاند في الثامنة عشرة من عمره، وترك بيته ليلتحق بفرقة مسرحية في جوثا Gotha رغم اعتراض والديه• وبعد ذلك بعامين فقط تألق في مانهايم بأدائه (Dierauber) لشيلر• وفي هذه الفترة الراديكالية من حياته نعم بالرخاء وتعاطف مع الذين تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة الفرنسـية، وسـرعان مـا غــدا معبــودا للمحافظين (المناهضين للثورة الفرنسية) وبعد أن قام بأدوار كثيـرة فـي معظـم أنحـاء ألمانيا قبل دعوة جوته لزيارة فيمار (6971) وأسعد مشاهديه بكوميديات الطبقة الوسطى، لكنه لم يكن بارعاً في الأدوار التراجيدية براعة فالنشتين Wallenstein أولير Lear• وألف عددا من المسرحيات التي أثارت إعجاب الناس بما فيها من فكاهة، وفي سنة 8971 أصبح مديرا لمسرح برلين الوطني وبذلك حقق ما كان يصبو إليه.

وقبل موته بفترة وجيزة تعاقد مع ممثل هو لودفيج ديفرينت Devrient (ديفريا) جلب للمسرح الألماني كل مشاعر ومآسي tragedy الفترة الرومانسية• وكان لقبه الفرنسي ديفرينت (ديفريا - وهو النطق الفرنسي) جزءاً من تراثه الهيجونوتي (الهيجونوت هم البروتستنط الفرنسيون) وتزوج أبوه امرأتين على التوالي وأنجب ثلاثة أبناء كان هو آخرهم وكان أبوه تاجر أجواخ وألبسة في برلين، وماتت أمه في طفولته وتركته بائساً في بيت مزدحم، فانكفأ على نفسه وعاش في عزلة ووحدة ولم يكن يواسيه في حياته سوى أنه كان وسيما أسود الشعر، وهرب من البيت والمدرسة لكن أباه أعاده مرة أخرى وبذل كل جهده ليجعل منه تاجر أجواخ وأقمشة لكن جهوده فشلت فقد كان الفتى غير كفء بدرجة تدعو للسخط، فتركه أبوه على هواه• وفي سنة 4081 التقى وهو في العشرين من عمره بفرقة مسرحية في ليبزج (ليبتسيج) فعهدت إليه بدور صغير، انطلق منه فجأة إلى دور كبير بسبب مرض (الممثل الأول (النجم)• لقد كان الدور دور متسول سراق سكير، فوجده يتلاءم مع ذوقه فأداه بإتقان حتى كان يشار إليه على سبيل الإدانة أنه ممثل متجول سكير على المسرح وعندما يكون بعيدا عن المسرح (سكير تمثيلا وواقعا) وأخيراً - في بريسلاو Breslau في سنة 9081 - وجد نفسه يمثل لا (فلستف Falstaff) وإنما في مسرحية راديكالية لشيلر (كارل مور Karl Moor)، وفي هذا الدور صبَّ كل ما تعلّمه من كراهية وعدوانية وشر• لقد استولت عليه شخصية زعيم السرّاق فعبّر عنها بكل خلجةٍ من خلجاته وببريق عينيه الغاضب المخيف، ولم تكن بريسلاو Breslau قد شهدت من قبل مثل هذه الحيوية والقوّة في التمثيل، ولم يكن يمكن أن يصل لهذه الذورة والعمق المسرحيين في هذا العصر العامر بالممثلين العظام سوى إدموند كين Kean، لقد أصبحت كل الأدوار التراجيدية تُسند إليه الآن دون منازع• لقد مثل لير Lear وذاب في دوره (تقصمه تماما) واستسلم لهذا الخط الرفيع بين الحكمة والجنون حتى أنه ذات ليلة انهار وسط المسرحية وكان لابد من حمله للبيت أو لحانته المفضّلة.

وفي سنة 4181 أتى إفلاند - وكان في الخامسة والخمسين - إلى بريسلاو Breslau ومثل مع ديفرينت (دوفريا) وأحس بطاقته ومهارته فطلب منه الانضمام للمسرح الوطني قائلا له المكان الوحيد الجدير بك هو برلين، فأنا أحسّ تماما أن هذا المنصب في المسرح الوطني سيغدو شاغرا عما قريب• إنه محجوز لك(03) وفي سبتمبر مات إفلاند Iffland وفي الربيع التالي شغل ديفرينت مكانه• وهناك ظل يمثل إلى آخر حياته فعاش على الشهرة والنبيذ وقضى ساعات ممتعة يتبادل الحكايات مع إ• ت• أ• هوفمان فقبل تحديا بأن يمثل في فينّافعاد منها إلى برلين محطم الأعصاب، ومات في 03 ديسمبر 2381 في الثامنة والأربعين من عمره، وظل أبناء أخيه الثلاثة الموهوبون - وكلهم يحمل اسمه - يتوارثون فنه حتى آخر القرن.


الكتاب المسرحيون في القرن 19

بعد أن قام ڤلهلم فون شليگل بترجمته الممتازة لأعمال شكسبير (1798 وما بعدها) قدم المسرح الألماني مكانا جديداً لمسرحيات العصر الإليزابيثي، وكان كتاب المسرح الألمان - بين ليسنگ وكلايست Kleist يهدفون عادة إلى إرضاء الطبقة الوسطى بشكل عام، وكانوا قد فقدوا ما حققوه من نجاحات جماهيرية بسبب عدم الاستقرار الذي شهده عصرهم. لقد وضع زكارياس ڤرنر Zacharias Werner اتجاهه الصوفي (الباطني) على المسرح بشكل عابر، أما أوگوست فون كوتسبوه Von Kotzebue ‏(1761-1819) فأسعد بمسرحياته جيلا واحدا لكنه الآن ذكرى باهتهة لا يكاد يذكر إلا بسبب اغتياله. لكن الألمان يذكرون هاينريش ڤلهلم فون كلايست Kleist شفقة عليه ولاحترامه لقلمه. ولد (1777) في فرانكفورت على الأودر Frankfort-an-der-Oder وكان قريبا في طبعه (مزاجه) للسلاف كما كان قريباً لهم من الناحية الجغرافية وقضى سبع سنوات في الجيش كأي مواطن ألماني صالح، لكنه تحسر بعد ذلك على ضياع هذه الأعوام. درس العلوم والأدب والفلسفة في الجامعة المحلية وفقد إيمانه بالدين والعلم على سواء. وارتجف لفكرة الزواج عندما رشح ليكون زوجا لابنة جنرال، وهرب إلى باريس ومنها إلى سويسرا حيث لعب خياله به بشراء مزرعة وليترك توالي الفصول يهدئ من عقله المزدحم بالأفكار، لكنه عاد مرة أخرى للأدب فكتب تراجيدية تاريخية (لم يكملها) هي: روبرت جسكارد Guiskard وفي سنة 8081 عرض فوق خشبة المسرح في فيمار مسرحية كوميدية هي مسرحية الإبريق المكسور Der Zerbrochene Krug التي صنفها الجيل التالي باعتبارها عملاً كلاسيا باقيا. ومكث في فيمار فترة (2081 - 3081) ونعم بصداقة - وتشجيع - كريستوف فيلاند Wieland وهو لا أدري عجوز قال له بعد أن سمع مقتطفات من تراجيديته جوسكارد Guiskard أنت تحمل في داخلك أرواح أسخيلوس وسوفوكليس وشكسبير(13) وقال له أيضا إن عبقرية كلايست Kleist خلقت لتسد كل الفراغ في تطور الدراما الألمانية فحتى شيلر وجوته لم يملآه(23) وكان هذا كافيا لتدمير هذا الكاتب المسرحي الشاب أو بتعبير آخر تدمير سوفوكليس الجديد الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.

لقد اتجه إلى باريس ليعيش فيها فشعر بفورانها فراح يتفكر في النزعة إلى الشك المتوارثة في الفلسفة المثالية الألمانية: إذا كنا لا نعرف إلا أقل القليل عن الكون كما ندركه بوعينا، فلن نعرف الحقيقة أبدا. شيء واحد مؤكد فالكل مصيره للتراب: فلاسفة وعلماء وشعراء وقديسون ومتسولون ومجانين. لقد فقد كلايست الشجاعة لمواجهة واقع غير قائم على أساس وطيد، لقد رفض مواجهته وقبوله والاستمتاع به وانتهى إلى أن عبقريته وهم وكتبه ومخطوطاته عبث، وفي لحظة يأس حرق كل ما كان معه منها وحاول الانضمام إلى جيش نابليون المتأهب لعبور القنال الإنجليزي، وفي 62 اكتوبر سنة 3081 كتب إلى أخته التي أحبها حبا يفوق الوصف ماسأذكره لك قد يكلفك حياتك، لكن لا بد، لا بد من قوله لك. لقد درست وأمعنت مرة أخرى في عملي (مؤلفي) فرفضته وأحرقته. والآن حلت النهاية. السماء تنكر عليّ الشهرة - وهي أعظم ما يمكن أن يناله المرء في الدنيا، لكنني كطفل متقلب سأقذف بكل ما بقي أمامها (السماء). لا أستطيع أن أرى نفسي جديرا بصداقتك، وبدون صداقة لا أستطيع العيش. إنني أختار الموت. كوني هادئة، فسأموت ميتة جميلة. سأموت سامياً في معركة. لقد غادرت عاصمة البلاد واتجهت إلى سواحلها الشمالية وسألتحق بالخدمة العسكرية الفرنسية وسرعان ما سيركب كل الجنود السفن في الطريق إلى إنجلترا، ودمارنا جميعا رهن بالبحر. إنني مبتهج لهذا القبر الفخم. وستكونين يا حبيبتي آخر ما أفكر فيه(33).

لكن خطته أن يكون جنديا ألمانيا في الجيش الفرنسي أثارت الشكوك حوله، فطرد من فرنسا بإصرار من السفير البروسي، وبعد ذلك بوقت وجيز أعلنت فرنسا الحرب على بروسيا، وفي سنة 6081 دمرنابليون الجيش البروسي بل ودمر تقريبا بروسيا نفسها، وبحث كلايست عن ملجأله في دريسدن لكن العسكر الفرنسيين قبضوا عليه ظانين أنه جاسوس فقضى في السجن ستة أشهر وعندما عاد إلى دريسدن انضم إلى مجموعة وطنية من الكتاب والفنانين وتعاون مع آدم ميلر Muller في تحرير دورية أسهم فيها بكتابة بعض من أجمل مقالاته. وفي سنة 8081 نشر مسرحية تراجيدية (Penthesilea) كانت بطلتها أميرة أمازونية Amazonian انضمت إلى تروجان المتهور ضد الإغريق في طروادة (وذلك بعد موت هيكتور Hector). لقد انطلقت لتقبل أخيل Achilles إلا أنه تغلب عليها فوقعت في حبه، وعلى وفق قانون النسوة الأمازونيات كان عليها أن تثبت جدارتها بالانتصار على عشيقها في معركة، فوخزت أخيل بسهم وأطلقت كلابها عليه، وانضمت لهذه الكلاب في تمزيقه إربا وشربت من دمه ثم سقطت ميتة. والمسرحية صدى للجنون أو العربدة السعار المؤقت الذي تناوله يوربيدز Euripides - وهو جانب من الميثولوجيا الإغريقية لم يركز عليه الدارسون للأدب الهيليني قبل نيتشه.

والذي لاشك فيه أن الغضب قد تصاعد بسبب تمزيق نابليون لأوصال بروسيا بطيش وبلا روية، مما أخرج الشاعر من أحزانه الخاصة وأصبح من بين أصوات أخرى تدعو ألمانيا لشن حرب تحرير. وفي نحو نهاية سنة 8081 أصدر مسرحية Die Hermannsschlacht استعاد فيها ذكريات أرمينيوس Arminius على الجيوش الرومانية. في السنة السادسة للميلاد، ليبعث بذلك الشجاعة ويحثهم على التصدّي لنابليون في حرب بدت يائسة. هنا نجد - مرة أخرى - نجد وطنية كلايست Kleist ترتفع لذروة العصاب: فزوجة هيرمان (ثوزنلدا Thusnelda) تغري الجنرال الألماني (فينتيديوس (Ventidius لتلتقي به لقاء غرام، ومن ثم قادته ليلقى حتفه إذ يلتهمه دب متوحش.

وكان العامان 1809-1810 يمثلان ذورة عبقرية كلايست. لقد عرضت مسرحيته الشعرية (Das Kathechen von Hilbronn) وحققت نجاحا في هامبورغ وفينا وجراز (جراتس) كما أن مجموعة قصصه القصيرة التي صدرت في مجلدين في سنة 1810 ميزته وربما جعلته من بين أصحاب أجمل الأساليب الأدبية في عصر جوته. وبعد ذلك أصيب بالإحباط ربما لتدهور صحته، ووقع أخيرا في حب رومانسي مع امرأة مصابة بمرض عضال هي هنريت فوجل، وربما كان هذا الحب ناتجا عن المعاناة المشتركة بينهما. وتعكس خطاباته لها عقل رجل على حافة الجنون: يا جت Jette العزيزة، يا كلي، يا حصني، يا أرضي الخضراء، يا خلاصة حياتي، يا عرسي، يا عماد أطفالي، يا مأساتي، يا قدري، يا ملاكي الحارس، يا ملاكي الجميل، يا سيرا في Seraph (الكلمة تعنى ملكاً مجندا لحراسة الله (أستغفر الله) في التوراة)! وقد أجابته بأنه إن كان يحبها فلا بد أن يقتلها، وفي 12 نوفمبر 1811 وعلى شاطئ الفانسي Wansee بالقرب من بوتسدام أطلق عليها النار فأرداها ثم قتل نفسه.

لقد استسلمت الرومانسية فيه إلى المشاعر كأشد ما يكون الاستسلام مع قوة خيال وبراعة أسلوب. وبدا في مرات عديدة فرنسياً أكثر منه ألمانياً، مناقضا لجوته، أخا لبودلير وأكثر قرباً لريمبو Rimbaud. ويكاد يكون (بحياته هذه) قد أكد مقولة جوته غير المتعاطفة (الكلاسية صحة، والرومانسية مرض). دعنا نر.

المصادر

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.