المركز من أجل التقدم الأميركي

المركز من أجل التقدم الأميركي The Center for American Progress

مركز الأبحاث الثالث الذي يبرز من بين المؤثرين في صناعة سياسات الإدارة الجديدة هو "المركز من أجل التقدم الأميركي" (The Center for American Progress).

بالإضافة إلى جون پودستا رئيس وأحد مؤسسي المركز وأحد ثلاثة من أبرز المشرفين بشكل عام على الفريق الانتقالي للإدارة الجديدة.

هناك كذلك گريگوري كريگ الذي كان حتى فترة قريبة أحد أبرز مستشاري أوباما في السياسة الخارجية، وهو أحد كبار الباحثين في المركز، وقد كان مكلفا بالتشكيك في مؤهلات هيلاري كلينتون في ملف السياسة الخارجية.

ورغم أنه عمل في السابق في إدارة كلينتون فإن التقارب بين الكثير من الكلينتونيين وأوباما أدى على ما يبدو إلى محاولة إبعاده عن ملفات السياسة الخارجية من خلال تعيينه مستشارا قانونيا للبيت الأبيض.

لكن ذلك لا يبدو أنه يمنع كريغ من التدخل في السياسة الخارجية، إذ نشر عبر المركز من أجل التقدم الأميركي وقام بتصريحات يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني تتعلق بالملف الكوري الشمالي وتحديدا ضرورة إرسال مبعوث خاص للكوريين لإبراز النوايا الجيدة للإدارة الجديدة.

وبالنسبة للملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية، فقد كان جوسف سرنسيونه المستشار الرئيسي لاوباما بالنسبة لملف الأسلحة النووية وكان أحد كبار الباحثين في المركز.

مواقف سيرينسيوني مثيرة للانتباه كذلك خاصة أنها جلبت انتقادات كثيرة من المعلقين الإسرائيليين بسبب دعوته إلى وضع الترسانة النووية الإسرائيلية على طاولة المفاوضات في أي صفقة نووية في المنطقة بما في ذلك الحوار الأميركي الإيراني المتوقع.

يجب التذكير هنا بأن الداعم المالي للمركز البليونير هو جورج سوروس المعروف بانتقاداته الحادة للمحافظين الجدد، كما أن أوراق بحث المركز تبدو متماهية إلى حد كبير مع المواقف العامة لأوباما في السياسة الخارجية بما في ذلك الانسحاب من العراق مقابل زيادة القوات في أفغانستان.

لكنه من اللافت مدى اهتمام المركز بملف الصراع العربي الإسرائيلي، بشكل خاص والتعويل على خبراء ناشطين في أروقة "قوى السلام".

بشكل عام يبدو تأثير مراكز البحث هذه متفاوتا على الإدارة المرتقبة، إذ وفقا للمعطيات الراهنة يبرز مركز الأمن الأميركي الجديد بوصفه المؤسسة الأكثر تأثيرا من الناحية الكمية في أقل الأحوال.

كما أنه من الملاحظ أن هناك اختلافات بينها بالرغم من أن معظم المنتسبين إليها عملوا سابقا في إدارة الرئيس كلينتون مما يعني أن هذه الخلفية لا تعني بالضرورة استنساخا لنفس الرؤى.

من جهة أخرى تبدو أوراق البحث الخاصة بهذه المراكز مهتمة بصياغة رؤى إستراتيجية عامة، وبالتركيز على موضوعات مستقلة في نفس الوقت كإيران والعراق وأفغانستان من دون تقديم رؤية واضحة ومتناسقة في العلاقة مع المنطقة العربية.

ولا يوجد اهتمام بارز لدى هذه المراكز عموما بملف الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما لا يتفق مع تقارير إخبارية غير مؤكدة برزت في الآونة الأخيرة حول عزم أوباما دفع هذا الملف بقوة مع بداية عهدته الرئاسية من خلال التركيز على "مبادرة السلام" العربية.

يجب النظر في هذا الإطار أيضا إلى غياب أي خبراء من الشرق الأوسط خاصة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي من بين خبراء الصفوف الأولى الذين تم تعيينهم في الإدارة الانتقالية.

رغم تداول اسمي دنيس روس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومارتن إنديك من مركز صبان التابع لمعهد بروكينگز فإنهما يغيبان عن الأسماء المعلنة الآن المكلفة بملفات السياسة الخارجية.

وحتى لو تم تعيين هذين الخبيرين فبالنظر إلى التجربة السابقة لهما في عهد الرئيس كلينتون فسيكون ذلك مؤشرا على رغبة الإدارة القادمة في وضع هذا الملف في الثلاجة والاقتصار فيه على جولات استكشافية. [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموطفون والزملاء


المصادر

  1. ^ طارق الكحلاوي (2008-11-30). "مراكز أبحاث إدارة اوباما في السياسة الخارجية". الجزيرة.نت. Retrieved 2008-12-02.

وصلات خارجية