الكامل في شهرة حديث أطفال المشركين في النار والوائدة والموؤودة في النار من 10 طرق مختلفة إلي النبي


سلسلة الكامل / 68 / الكامل في شهرة حديث أطفال المشركين في النار ، والوائدة والموءودة في النار ، من ( 10 ) عشر طرق مختلفة إلي النبي


يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .  


وفي الكتاب السابق رقم 66 / ( الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، من ( 24 ) طريقا مختلفا إلي النبي ، وأن حديث إحياء أبوي النبي حديث آحاد بإسناد واحد مسلسل بالكذابين والمجهولين ) ،


ثم الكتاب رقم 67 / ( الكامل في شهرة حديث أن أبا نبي الله إبراهيم في النار ، من ( 9 ) تسع طرق مختلفة إلي النبي ) ،


آثرت أن أتبعه بكتاب في مسألة ثبوت حديث أن النبي سئل عن أطفال المشركين فقال هم في النار ، فقيل بغير عمل ؟ فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ، وحديث الوائدة والموءدة في النار ،


وذلك من أجل جمع أسانيدها وبيان ليس صحة الحديث فقط بل وشهرته ، وبينت أنه ورد من ( 25 ) طريقا تقريبا عن النبي ، إلا أني لن أحسبها كلها في العدد ، وإنما أحسب الطرق المختلفة فقط ،


أي إن تكرر راو ما في بضعة أسانيد عددتها إسنادا واحدا ، وتبين في آخر الكتاب أنه روي من ( 10 ) عشر طرق مختلفة إلي النبي ، وذكرتها مختصرة في آخر الكتاب ، وهذا يصل إلي حد الشهرة عند الكل ، ويصل إلي حد التواتر عند البعض ،


-----------------------


وهذا ما دعي البعض لذكر بعض الأمور في هذا الحديث :


__ قال البعض أن أطفال المشركين فيهم عدة أمور خارجة عن إرادتهم بشكل كلي ، إذ هم لم يختاروا أن يوجدوا من حيث الأصل كليا وإنما خلقهم الله سبحانه بإرادته ،


ولم يختاروا كذلك أن يولدوا لأبوين مشركين ، وإنما هذا من القدر ، أي قدره الله سبحانه عليهم ، ولم يختاروا كذلك أن يموتوا وهم صغار ، وإنما هذا من القدر ، أي قدره الله سبحانه عليهم ،


لذا قالوا متسائلين كيف يقال لهؤلاء هم في النار ، وفي بعض الأحاديث أن النبي قال لو شئتم لأسمعتكم أصوات تضاغيهم أي عذابهم في النار ،


ولما سئل النبي عن كيف ذلك ، فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ، وهذا يوحي أنهم إنما خُلقوا خلقا مجردا للنار ،


فلم يختاروا أن يخلقوا ، ولم يختاروا أن يولدوا لأبوين مشركين ، ولم يختاروا أن يموتوا أطفالا ، وبعد هذا مصيرهم النار ، فكأنما هؤلاء خلق خلقوا أصلا للنار .


__ قال البعض أن وردت أحاديث أخري فيها أن أطفال المشركين خدم أهل الجنة ، لكن أثار البعض فيه تساؤلات قائلين هؤلاء أيضا مثل السابقين لم يختاروا أن يُخلقوا ولم يختاروا أن يولودوا لأبوين مشركين ولم يختاروا أن يموتوا صغارا ، فلِمَ يكون مصيرهم خدما لأهل الجنة وليسوا متنعمين من ضمن أهل الجنة أنفسهم ،


والتساؤل الآخر أن هذا الحديث لا ينفي ثبوت الأحاديث الأخري الكثيرة التي فيها أن أطفال المشركين في النار ، وإنما فيه فقط أن بعضهم ليس في النار ويكون خدما لأهل الجنة ، فما زال القسم الأول أي أطفال المشركين في النار قائما بذاته وبما حوله من بحوث وأخذ ورد .


__ وذكر بعض الناس قديما وحديثا عددا من الأجوبة في مثل هذا الأمر ، إلا أن أكثرها محض رأي لا بيان عليه من قرآن أو سنة ،


_ فقال البعض هذا حديث ضعيف ، لكن كما تري الحديث ثابت من طرق كثيرة ، وإن سلمنا جدلا بضعفها واحدا واحدا فمجمعوها يثبت ولابد أن الحديث له أصل عن النبي ، ولكم حسّن هؤلاء بل وصححوا أحاديث بطرق أقل من هذه بكثير ،


_ وقال البعض هذا حكمهم في الآخرة ، فهذا ماذا أضاف في الحقيقة ؟ فما زال السؤال الفعلي قائما ،


_ وقال البعض نتوقف في المسألة ، وهذا أيضا ماذا أضاف غير أنه أخبر بعدم علمه هو ، فطالما ثبتت الأحاديث في ذلك فلم يتوقف ،


_ وقال البعض هذا حكم عام في أطفال المشركين ولا ينبغي إنزاله علي أطفال معينين ، وهذا أيضا في الحقيقة ماذا أضاف ؟ فما زال يقول أن الحكم الإجمالي أنهم في النار ،


_ وقال البعض هذا في بعض أطفال المشركين ، فبعضهم في الجنة وبعضهم في النار ، وهذا أيضا في حقيقة الأمر ماذا أضاف ، فما زال يقول أن من أطفال المشركين من هو في النار ،


_ وقال البعض أنهم يمتحنون في الآخرة ، وهذا في الحقيقة لغي الأحاديث كلها من الأصل ، أو جعل النبي عاجزا عن التعبير ! بل وإن أراد النبي هذا المعني لأخبر به صريحا كما في أحاديث أخري في المعتوه والمجنون ، أخبر النبي صراحا أنهم يمتحنون في الآخرة ، هذا بخلاف أن بعض الأحاديث ورد فيها قول النبي ( لو شئتم أسمعتكم تضاغيهم في النار ) وهذا لا يقال إلا فيمن يُعذب فعليا ،


_ وقال البعض أن دخولهم في النار للامتحان أي يقال لهم ادخلوا النار فإن أطاعوا عفا عنهم وإن لم يدخلوها عذبهم بها ، وهذا في الحقيقة مشتق من القول السابق ، وهو في الحقيقة لغي الأحاديث كلها في المسألة أصلا أو جعل النبي عاجزا عن التعبير وحاشا ،


بل وإن أراد النبي هذا المعني لأخبر به صريحا كما في أحاديث أخري في المعتوه والمجنون ، أخبر النبي صراحا أنهم يمتحنون في الآخرة ، هذا بخلاف أن بعض الأحاديث ورد فيها قول النبي ( لو شئتم أسمعتكم تضاغيهم في النار ) وهذا لا يقال إلا فيمن يُعذب فعليا ،


بالإضافة إلي أن هؤلاء أطفال ، فكيف يمتحنون بمثل هذا في الآخرة ، وتنبه لهذا بعض الأئمة كما قال الإمام ابن عبد البر في الاستذكار ( 3 / 114 ) ( ... وإن كان معذورا بأنه لم يأته نذير ولا رسول فكيف يؤمر أن يقتحم النار وهي أشد العذاب ؟ والطفل ومن لا يعقل أحرى بألا يُمتحن بذلك ) ،


فإن سلمنا بهذا في رجال كبار عاقلين بالغين لكان للأمر وجه ومعني ، أما أن يقال يُمتحن الأطفال بمثل هذا في الآخرة فليس بسديد ،


_ ولعل في المسألة مزيد تمحيص ونظر وبحث وتأويل ، وصولا لما يليق به سبحانه ، وإن السلام اسم من أسمائه سبحانه ، فما وافقه فبه ونعمت وما خالفه فردٌ أو تأويل ، والله وليُّ التوفيق .


سلسلة الكامل / 68 / الكامل في شهرة حديث اطفال المشركين في النار ...............................