الكامل في تواتر حديث نهاني ربي أن أستغفر لأمي وأن حديث إحياء أبوي النبي حديث آحاد مكذوب


سلسلة الكامل / 66 / الكامل في تواتر حديث استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، من ( 24 ) طريقا مختلفا إلي النبي ، وأن حديث إحياء أبوي النبي حديث آحاد بإسناد واحد مسلسل بالكذابين والمجهولين


يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .  


وفي الكتاب السابق رقم 62 / ( الكامل في أحاديث من شهد الشهادتين فهو مسلم له الجنة خالدا فيها وإن قتل وزني وسرق ، ومن لم يشهدهما فهو كافر مخلد في الجحيم وإن لم يؤذ إنسانا ولا حيوانا  ) ، وفيه ( 800 ) حديث ،


ثم الكتاب رقم 63 / ( الكامل في أحاديث لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ) ، وفيه ( 150 ) حديث ،


آثرت أن أتبعه بكتاب في مسألة ثبوت حديث ( استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ) ، وأحاديث ( أبي في النار ) ،


وذلك من أجل جمع أسانيدها وبيان ليس صحة الحديث فقط بل وتواتره ، وبينت أنه ورد من ( 45 ) طريقا تقريبا عن النبي ، إلا أني لن أحسبها كلها في العدد ، وإنما أحسب الطرق المختلفة فقط ،


أي إن تكرر راو ما في بضعة أسانيد عددتها إسنادا واحدا ، وتبين في آخر الكتاب أنه روي من ( 24 ) طريقا مختلفا إلي النبي ، وذكرتها مختصرة في آخر الكتاب ، وهذا يصل إلي حد التواتر ، فماذا بعد التواتر .


------------------------


__ أما حديث إحياء أبوي النبي فهو حديث واحد ، وإسناده كالتالي :


_ روي ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ ( 646 ) عن عائشة أن النبي نزل إلى الحجون كئيبا حزينا فأقام به ما شاء ربه ثم رجع مسرورا فقلت يا رسول الله نزلت إلى الحجون كئيبا حزينا فأقمت به ما شاء الله ثم رجعت مسرورا ؟ قال سألت ربي فأحيا لي أمي فآمنت بي ثم ردها .


رواه عن محمد بن الحسن الموصلي عن أحمد بن يحيي الحضرمي عن محمد بن يحيي الزهري عن عبد الوهاب بن موسي الزهري عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير عن عائشة .


وهذا إسناد مكذوب ، وفيه :

_(1) محمد بن يحيي الزهري كذبه الدارقطني ولم يوثقه أو يمدحه أحد بأي شيء .

_(2) أحمد بن يحيي الحضرمي ، مجهول لا يُعرف من هو أصلا .

_(3) عبد الوهاب الزهري ، لا يُعرف من هو ، وقال الذهبي ( نكرة ) .


__ وذكر له ابن الجوزي في الموضوعات إسنادا آخر قال حدثنا يحيي بن علي المدير عن أبي بكر بن علي بن ثابت عن أبي العلاء بن علي الواسطي عن الحسين بن علي الحنفي عن أبي طالب بن الربيع الزاهد عن عمر بن أيوب الكعبي عن محمد بن يحيي الزهري عن عبد الوهاب بن موسي عن مالك بن أنس عن أبي الزناد القرشي عن هشام بن عروة عن عائشة .


وهذا إسناد مكذوب ، وفيه :

_(1) محمد بن يحيي الزهري كذبه الدارقطني ، ولم يوثقه أو يمدحه أحد بأي شيء .

_(2) عمر بن أيوب ، مجهول لا يُعرف من هو أصلا .

_(3) عبد الوهاب الزهري ، لا يُعرف من هو ، وقال الذهبي ( نكرة ) .

_(4) الحسين بن علي الحنفي ، مجهول لا يُعرف من هو .


وهذا إسناد لا يصلح حتي للاستئناس ، ولا يصلح حتي في الفضائل ، فكيف يُحتج به في مسألة في الاعتقاد الذي يرفض بعض الناس الاحتجاج فيه بالحديث الآحاد الصحيح !


بل وإن قال قائل أن هؤلاء المجاهيل لم يكونوا موجودين أصلا وإنما اخترع أسماءهم بعض الكذبة لينسب الحديث إليهم فليس ببعيد ، إذ حديث كهذا في أهيمته ومكانته وفضله لا يمكن أن يوجد إلا من طريق واحدة يرويها رواة كذابون ومجهولون .


ويا ليتها مسألة في الاعتقاد وفقط ، بل وثبت فيها التواتر ، فكيف تعارضه بحديث يرويه مجاهيل وكذابون !


أما من قال أن الحديث تعددت طرقه ، لا لم تتعدد ، ومن ادعي التعدد فليذكر لنا أين هذه الطرق وأين مصادرها ، فمن أغرق إغراقا في البحث لم يجد إلا هذه الطرق فقط والتي هي أصلا طريق واحدة وهي علي ما تري فأي تعدد .


سلسلة الكامل / 66 / الكامل في تواتر حديث نهاني ربي أن أستغفر لأمي ..................................