الكامل في اسانيد وتصحيح حديث من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق وبيان معناه ومن حسّنه وضعفه من الأئمة


سلسلة الكامل / 84 / الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ، وبيان معناه ومن حسّنه وضعفه من الأئمة وإنكارهم علي من قال أنه متروك أو مكذوب


يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .


بعض الناس يتبعون مقولة ( متنٌ باطل وإن كان سنده كالشمس ) ، فإذا أتي الحديث من طريق ثابتة أو حتي طرق ثابتة قالوا متنه لا يعجبنا فهو باطل وإن أتي كيفما أتي ، مما فتح الباب للرأي في الأحاديث ، وكل من لا يعجبه معني حديثٍ ما لجأ إلي التضعيف ولو رُوي من أصح الطرق أو رُوي من طرق كثيرة تثبت أن له أصلا عن النبي .


وذكرت مثالا من ذلك في كتاب رقم 2 من هذه السلسلة / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث أنا مدينة العلم وعلي بن أبي طالب بابها ) ، وأن الحديث صححه الأئمة الطبري والحاكم والسخاوي وابن حجر والزركشي والعلائي والسيوطي وغيرهم ،


وكتاب رقم 14 / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث اطلبوا الخير عند حسان الوجوه وبيان معناه ) ، وذكرت طرق الحديث الكثيرة التي تثبت أن له أصلا عن النبي ، وأن الإمام السيوطي قد أصاب حين قال أن الحديث صحيح ، وذكرت عددا من أقوال الأئمة والتابعين في معني الحديث ،


وكذلك كتاب رقم 83 / ( الكامل في أسانيد وتصحيح حديث من عشق فعف فمات مات شهيدا ، وبيان معناه ومن صححه من الأئمة ) ، وأن من الأئمة الذين صححوه ابن حزم ومغلطاي والسخاوي والباجي والقشيري وابن الصائغ وابن الديبغ وغيرهم ،


وفي هذا الكتاب أجمع أسانيد حديث ( من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ) ، وحديث ( أصدق الحديث ما عُطس عنده ) وبيان أن الإمامين النووي والسيوطي أصابا في تحسين الحديث .


__ أما من يتبع مقولة باطل وإن كان سنده كالشمس فلا فائدة من ذكر الأسانيد لهم ، فالأحاديث عندهم تحصيل حاصل لا فائدة منه ، فهم قد أجمعوا أمرهم ويختارون الجواب لأنفسهم مسبقا ، ثم إن أتي حديث يوافق قولهم فيقولون أتري إن الحديث موافق لقولنا ، وإن لم يأت موافقا لهم قالوا لا إشكال فهو باطل وإن كان سنده كالشمس .


__ أما من قال بضعف الحديث فمنهم الهيثمي والبوصيري والزركشي والملا القاري وابن عراق ، وهؤلاء أسلم من القسم الأول إذ رأوا إن الحديث ضعيف الإسناد فقط ، ولم يجازفوا مجازفة القسم الأول قائلين باطل وإن كان سنده كالشمس ،


أما الهيثمي فضعفه في مجمع الزوائد ( 8 / 59 ) ، وتضعيف البوصيري في إتحاف الخيرة ( 7466 ) ، وتضعيف الزركشي والملا القاري في الأسرار المرفوعة ( 483 ) ، وتضعيف ابن عراق في تنزيه الشريعة ( 2 / 293 ) .


_ أما من حسن الحديث فهما الإمام النووي في فتاويه ( 136 ) وقال ( إسناده جيد حسن عن أبي هريرة ) ، وحسّن متن الحديث الإمام السيوطي في الجامع ( 8632 ) .


_ أما عن معناه فإنما هو شاهد من الشواهد التي يمكن اعتبارها والاستئناس بها أو تركها ، وورد في بعض الآثار ( عطسة عند الحديث شاهد عدل ) ، بالضبط حين تصلي صلاة الاستخارة كونك بين أمرين ثم تنام فتري أن في أحدهما خيرا فتستبشر وتأخذ به ، فهذا ليس دليلا حتميا أن هذا الأمر صحيح وأنه خير ، بل يمكن أن يكون عبثا من الشيطان كليا ومع ذلك لا تري أحدا يمتنع عن الاستئناس بهذا ،


وكذلك العطاس ، فلا أحد يعتمد علي هذا ، لكن حين تقوم كثير من الدلائل علي صدق القائل ، ثم يأتي فوق ذلك عطاس من غير افتعال ولا زكام فيري بعضهم أن هذا يمكن الاستئناس به ، ومع ذلك ما زال بالإمكان أن يكون القول حينها كذبا كليا ولا مانع ،


وقد روي البخاري في صحيحه ( 6223 ) وابن حبان في صحيحه ( 598 ) وابن خزيمة في صحيحه ( 878 ) وغيرهم عن النبي قال إن الله يحب العطاس .


__ ثم ذكر المؤلف تفصيلا أربع طرق للحديث ، إسنادان كل منهما حسن بذاته ، وإسنادان فيهما ضعف خفيف .


سلسلة الكامل / 84 / الكامل في اسانيد وتصحيح حديث من حدث حديثا فعطس ....................................