الكامل في احاديث لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة / 150 حديث


سلسلة الكامل / 63 / الكامل في أحاديث لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة / 150 حديث


يقول المؤلف : بعد كتابي الأول ( الكامل في السُّنن ) ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، وفيه ( 60.000 ) أي 60 ألف حديث ، آثرت أن أجمع الأحاديث الواردة في بعض الأمور في كتب منفردة ، تسهيلا للوصول إليها وجمعها وقراءتها .  


وفي الكتاب السابق رقم 62 / ( الكامل في أحاديث من شهد الشهادتين فهو مسلم له الجنة خالدا فيها وإن قتل وزني وسرق ، ومن لم يشهدهما فهو كافر مخلد في الجحيم وإن لم يؤذ إنسانا ولا حيوانا  ) ، وفيه ( 800 ) حديث ،


آثرت أن أتبعه بكتاب في الأحاديث التي ورد فيها ( لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ) ، وأحاديث ( لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وما في هذا المعني من أحاديث ، ففيه :


_ أحاديث لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي

_ أحاديث لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة


_ أحاديث يعطي الله يوم القيامة كل رجل من المسلمين رجلا من اليهود والنصاري ويقول هذا فداؤك من النار ، وهو حديث ثابت في صحيح مسلم وغيره ، وروي عن عدد من الصحابة من كثير من الطرق ، فهو حديث مشهور وليس بحديث آحاد .


_ أحاديث أن آية ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وهم لا يستكبرون ) نزلت في أقوام نصاري لما سمعوا القرآن آمنوا به وآمنوا بالنبي ،


وهذا ورد في الآية نفسها ، إذا قال بعدها مباشرة ( وإذا سمعوا ما أنزل إلي الرسول تري أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) وهذا أوضح بيان أنهم لما سمعوا القرآن والنبي آمنوا به .


_ أحاديث لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ولا يؤمن بي إلا كان من أهل النار

_ أحاديث لو كان موسي حيا وتبعتموه لضللتم


_ وكل ما في هذا المعني من أحاديث ،

وفي الكتاب ( 150 ) حديث


-----------------------


وهذا ما دعي البعض للكلام في بعض هذه المسائل :


__ قال البعض متسائلا ما المردود العملي علي بني آدم وعامة الناس من رجل قضي عمره في قتل أو اغتصاب أو سرقة أو ظلم ، ليكون له علي أقل القليل مثل عشرة أضعاف أهل الدنيا جميعا ، في حين أن من عاش عمره كله يفعل الخير ولا يؤذي إنسانا ولا حيوانا يصير مخلدا في الجحيم والعذاب الشديد أبد الآبدين .


__ قال البعض متسائلا أليس المردود العملي هو الأوقع والمشاهد والمؤثر في حياة الناس ، فهذا الذي قضي عمره في خير أو علي الأقل لا يؤذي إنسانا ولا حيوانا أوقع في النفوس وأشد مردودا حسنا علي حياة الناس ، ومع ذلك صار مخلدا في الجحيم ،


فقالوا إن ذلك صار كحاكم إن شهدت له بالحكم فافعل ما شئت ففي النهاية سيرضي عنك ، وإن لم تشهد له بالحكم ثم لم تؤذ كلبا فأنت مغضوب عليك ، ونعوذ بالله من التشبيه إلا أن ذلك قيل وانتشر ، فإن لم تسمعه أنت فقد سمعه غيرك كثيرا وكثيرا .


__ قل البعض أن من لم يؤمن بالإسلام فهو في فوضي وليست له قوانين وأحكام معتبرة يعود إليها ويعيش بها ، لكن أجاب البعض عن ذلك أن الأحاديث وردت أيضا في النصاري/ المسيحيين واليهود ، وليسوا من عامة المشركين ، ومع ذلك أخبر في الأحاديث أنهم في جحيم أبدي إن لم يؤمنوا بالنبي ،


وأجاب البعض أيضا قائلين أن المشاهد واقعيا خلاف ذلك ، فكم من دولة لها قوانينها وكم من شعوب لها قوانينها ونراهم في سلام ووئام بشكل عام ، وتسير أمورهم ومعايشهم بلا إشكال ،


وأجاب البعض مضيفا قائلا أن الأحكام التشريعية الإسلامية ليس متفقا عليها ، بل فيها الكثير والكثير من الخلاف ، فإن استطعت أن تسلم من الخلاف العقدي الذي بلغ عشرات الفرق حتي ورد في الأحاديث أنها نحو ( 73 ) فرقة ، فلن تسلم مما بعده ،


وليس ذلك في الأحكام القليلة الحدوث أو غير المشهورة مثلا بل لا تكاد تجد بابا من أبوبا الفقه إلا وفيه خلاف واختلاف ، وهذه الصلاة ولا أشهر منها ، لا تحدث في السنة مرة ، ولا في الشهر مرة ، ولا في اليوم مرة ، بل في اليوم الواحد خمس مرات ، فلك أن تري كم من الصحابة رآي صلاة النبي ،


ومع ذلك وهي بهذه الشهرة والتكرار تجد في كيفية الصلاة خلاف بين المذاهب ، ولا يتفقون جميعا قطعيا علي صلاة واحدة صلاها النبي ، نعم يتفقون في المجمل العام ، لكن اختلفوا فيها أيما خلاف ، بل واشتد الخلاف في بعض أمورها كمسألة القنوت في الصلاة هل فعله النبي أم لا ، وهل داوم عليه أم لا ، وهذا مثال ولا أشهر منه ،


فإن قيل لكنهم يعذرون بعضهم في كثير من الأمور ، لكن حينها يقال إذن أنت تقر أنهم فعلا مختلفون في كثير من الأمور ، وحينها يقال وغيرك أيضا يعذر بعضهم بعضا في كثير من الأمور .


_ ولعل في المسألة مزيد تمحيص وبحث ونظر وإنزال علي مواقف مخصوصة أو أوقات مخصوصة ، وإن السلام اسم من أسماء الله سبحانه ، فما وافقه فبه ونعمت ، وما خالفه فردٌ أو تأويل ، والله وليُّ التوفيق .


الكامل في احاديث لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي .....................................