العبرات

العبرات العبرة أو التاكسي المائي، الذي ينقل الركاب عبر ضفتي خور دبي

كانت العبرات وهي القوارب الصغيرة ذات المجذافين تنقل الناس بين بري دبي وتسمى العبرات. وقد تطورت هذ العبرات إلى قوارب أكبر قليلا وبمحرك ديزل. فهي أسرع وتنقل عددا أكبر من الناس. وبالرغم من حداثة مدينة دبي اليوم إلا أن العبرات ما زالت تعمل بكثافة كونها الأرخص والأسرع للانتقال بين شقي دبي.

ملايين الركاب في دبي، ينتقلون بالعبارات سنويا

لا تزال العبرة أو التاكسي المائي، الذي ينقل الركاب عبر ضفتي خور دبي، من ارخص وسائل النقل العامة في المدينة ومن المعالم السياحية التي يحرص السياح ايضا على «تجربتها» خاصة حينما يكون الطقس معتدلا. وتعمل هذه العبرات التي يشغلها عادة عمال آسيويون، وخاصة من الهند وباكستان وينغلاديش، بمحركات الديزل التي تلوث البيئة وتثير الضوضاء، مما يفسد متعة ركوب العبرة للترفيه عن النفس، كما ان ارتفاع تكاليف الديزل الى مستويات قياسية، جعل من تشغيل هذه القوارب الخشبية البسيطة التي تخلو من الفخامة، والتي تتميز بسقف لحماية سائق العبرة وركابه من اشعة الشمس. وتخطط دبي لتحويل هذه العبرات الى وسائل نقل نظيفة تعمل بالطاقة الشمسية، حيث بدأت كما أعلنت أمس تجاربها على هذا النوع من الطاقة الصديقة للبيئة، والتي تتوفر في هذا الجزء من العالم بكثرة وعلى مدار العام. وأعلنت مؤسسة النقل البحري بهيئة الطرق والمواصلات مع شركة سويسرية بإجراء تجارب على احدة العبرات، تمهيدا لتطبيق نظام تشغيلها بالطاقة الشمسية، ليبدأ بذلك عصر استخدام الطاقات المتجددة والصديقة للبيئة.

يقول محمد عبيد الملا المدير التنفيذي، ان المؤسسة قامت بعمل تجارب، تضمنت مراحل لرفع العبرة التي تم اختيارها لتطبيق نظام الطاقة الشمسية من خلال العبرة رقم 119، وذلك بمحطة الشندغة، حيث تم رفع العبرة لمعرفة وزنها ثم قطرها بعد حل مراوح العبرة لعمل اختبار مقاومة هيكل العبرة للماء بواسطة قارب خاص بذلك، ثم قطرها على أربع مراحل لتحديد الطاقة اللازمة لتحريك العبرة، كما تم قطر العبرة مع التيار وضده للوقوف على مدى تأثير حركة التيار على كفاءة التشغيل، خاصة أثناء فترة تعامد الشمس مع القمر، الأمر الذي يؤثر تأثيرا واضحا على حركة سرعة تيار الماء وانسيابية العبرات داخل الخور.

وقامت العبرات التي تجوب خور دبي بنقل قرابة 7.26 مليون راكب في 2006 عبر اكثر من 1.2 مليون رحلة.

ويشدد الملا على الهدف من هذه المبادرة هو تخفيض نسبة التلوث الناجم عن محركات العبرة بالديزل بنسبة 80%، وتخفيض تكاليف الوقود بنسبة 65%.

وتصل قيمة الفاتورة السنوية للوقود الذي تستهلكه اكثر من ثلاثين عبرة الى مليون دولار سنويا. والاهم من ذلك ان نسبة الغازات الضارة المنبعثة من محركات العبرات بالديزل ستنخفض بعد تشغيلها بمحركات الطاقة الشمسية مائة في المائة، فضلا عم تخفيض نسبة الضوضاء بنسبة لا تقل عن 80%، كما أنه لا ينجم عن محركات الطاقة الشمسية أي تسرب للوقود، إضافة إلى عدم تأثر المحركات بارتفاع أسعار الوقود، وكذلك الديزل المتزايد دائما. وإضافة الى الطاقة الشمسية التي لم تحدد المؤسسة جدولا زمنيا بعد لتطبيقه، فقد قامت العام الماضي بتشغيل ثلاث عبرات بالغاز الطبيعي، بدلا من الديزل على سبيل التجربة ايضا، لتخفيض نسبة التلوث البيئي وتكاليف الوقود. ويساهم استخدام هذا الوقود النظيف في خفض التكاليف بنسبة 30 في المائة من قيمة الوقود، وخفض نسبة التلوث الناجم من محركات الديزل بنسبة 66 في المائة، وكذلك خفض نسبة الغازات الضارة، مثل أول وثاني أكسيد الكربون الصادرة من عادم محركات العبرات، كما انه أكثر أمناً في حال حصول تسرب أو زيادة تدفق الغاز، نتيجة وجود نظام الإغلاق الآلي المضاد للاشتعال أو الانفجار،

كما انه يحتاج إلى محركات ذات حجم أصغر وكفاءة أعلى، وكذلك انخفاض نسبة الضوضاء الصادرة من المحرك، وسهولة أعمال الصيانة مقارنة بمحركات الديزل، وطول العمر الافتراضي للمحرك نظراً لخلوه من الرصاص، إلى جانب تفادي حصول بقع نفطية. وتعتبر هذه المبادرات جزءا من خطط عامة تدرس في انحاء الإمارات لتخفيض «البصمة الكربونية» للبلاد على مراحل خاصة في ظل تزايد الوعي البيئي في المنطقة بمخاطر ازمة الاحتباس الحراري العالمي. والى جانب الولايات المتحدة واستراليا، تمتلك دول الخليج العربي واحدة من أعلى انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون للفرد في العالم. وقد وجدت دراسة ان متوسط انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ـ وهو غاز الدفيئة الرئيسي، الذي يعتير المسبب الأساسي للاحتباس الحراري العالمي ـ الذي يطلقه فندق فخم في دبي يبلغ حوالي 6500 طن سنويا، مقابل 3000 طن من فندق مشابه في أوروبا. وقدرت مؤسسة «فارنيك افيريال»، أن فنادق دبي الـ300 تطلق 1.9 مليون طن من غاز ثاني اوكسيد الكربون الى الغلاف الجوي سنويا.

وتدرس ابوظبي اقامة محطة ضخة للطاقة الشمسية، بقيمة 500 مليون قادرة على توليد500 ميغاواط.

وقال ديفيد ويفر الرئيس التنفيذي لمجموعة «اي.اس.آر. تكنولوجي» البريطانية، «إن هذا المشروع يهدف الى تقليص استخدام النفط والغاز في محطات توليد الطاقة للحفاظ على الاحتياطيات الهيدروكربونية. والاشعاع الشمسي في الإمارات يقاس بـ2200 كيلوواط ساعة للمتر المربع الواحد سنويا».

كما تدرس ابوظبي امكانية بناء محطة طاقة هيدروجينية، بميزانية قد تصل الى 100 مليون دولار. وتتصدر دبي الجهود في ابحاث طاقة الرياح، حيث تقوم هيئة كهرباء ومياه دبي بدراسة انشاء مشروع مجمع لتوليد الطاقة من الرياح بتكلفة مليار دولار، يشتمل على تركيب وتشغيل توربينات رياح بارتفاع 70 مترا.

ويقول ويفر إن البحث يتمحور حول استغلال الرياح كمصدر بديل للطاقة في المنطقة، على نطاق واسع، بهدف توفير 10% من احتياجات دبي من الكهرباء.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=450822&issueno=10616