ذيفان

(تم التحويل من الذيفان)
Universal warning symbol used to indicate toxic substances or environments

الذيفان أو التكسين Toxin سم يفرزه كائن حي يتسبب في حدوث أمراض عديدة وقد يؤدي إلى الوفاة. ويظل بعض أنواع التكسين داخل العضو ويسمى هذا النوع السم الداخلي. ويحدث التسمم عندما ينفجر الكائن الحي ويتسرب منه السم. وتُعرف أنواع التكسين الأخرى باسم السم الخارجي، ويحدث التسمم في هذه الحالة من خارج العضو. ذيفان بذرة الخروع (الريسين ricin) أو ذيفان السعال الديكي (بيرتوسيس pertussis). قد يؤدي إدخال جزء من هذه المركبات لخلية أكبر منها ببلايين المرات إلى قتلها. فتفرز البكتيريا التكسين أو السم الذي يسبب مرض الخنّاق أو الديفتيريا ومرض الكزّار أو تشنج العنق والفك ومرض الغرغرينا الغازية والحمى القرمزية. وتفرز بعض البكتيريا سمًا في الطعام الذي تعيش فيه. ويمكن التعرض للإصابة بمرض البتيولية (التسمم الغذائي) الذي ينشأ عن أكل الأسماك الفاسدة أو الأرغوتية الذي ينشأ عن أكل الطعام المعد من أرز مصاب بالأرغوت إضافة إلى الأمراض الأخرى التي تُسببها الأطعمة الملوثة بسِمَّ التكسين عند تناولها.

تحتوي بعض الأسماك الاستوائية على سم التكسين داخل أجسامها. ومع أن هذا التكسين غير مؤذ للأسماك إلا أنه قد يسبب المرض أو الوفاة للإنسان أو الحيوان نتيجة أكل هذه الأسماك. كما أن السم الذي تَنْفُثه بعض الثعابين والعناكب والحشرات هو من نوع التكسين السام. ويصف الأطباء مضادًا للسم لمكافحة التسمم بالتكسين. وتقوم المادة المضادة للسم بإبطال وتحييد التكسين السام.

يمكن استخدام الذيفانات النقية في المداواة بإعطائها كحقنات بجرعات ضئيلة كي لا تثير الجهاز المناعي [1] [2] ويولّد أجسام مضادة للجرعات اللاحقة.

حتى الآن، يعتبر تصنيع الذيفانات أمراً صعباً حتى باتباع أحدث الطرق التقنية وطرق السيطرة الحيوية الدقيقة المتوفرة. ولذلك، حاول بعض العلماء استنساخ مورثات تلك السموم البروتينية داخل بكتريا ليتم تعبيرها بكفاءة أكثر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنواع الذيفانات

تنتج الأحياء العديد من السموم، وحسب نوعها منها:

الذيفانات البروتينية

تتوافق الذيفانات البروتينية إلى حد بعيد مع ما كان يطلق عليه في السابق اسم الذيفانات الخارجية التي تفرزها الجراثيم إيجابية الغرام gram+، ولكن لا يقتصر إفراز الذيفانات البروتينية على إيجابيات الغرام وحدها فعصية شيغا shiga وهي من الشيغلات الزحارية وتسبب الزحار العصوي، والبورديتلات الشاهوقية عامل السعال الديكي أو الشاهوق، واليرسينية الطاعونية عامل الطاعون تفرز ذيفانات خارجية، وهذه كلها جراثيم سلبية الغرام.

تنتشر الذيفانات البروتينية في الوسط الزرعي الذي تنمو فيه، ويمكن فصلها عن الجراثيم التي تفرزها بالترشيح، ومن هنا أتت تسميتها السابقة «الذيفانات الخارجية»، لكن هذا الوصف لا ينطبق دوماً على الحالات جميعها.

تُفرز بعض هذه الذيفانات في الأوساط الزرعية في المرحلة النشطة لنمو الجرثوم، ويحوي جسم الجرثوم كمية ضئيلة من هذا الذيفان لأن معظمه ينتقل على نحو مبكر إلى الوسط الذي يعيش فيه الجرثوم؛ وهذا هو شأن العصيات الخناقية عامل الخناق مثلاً. ولكن هناك ذيفانات ينطرح قسم منها في الوسط وقسم آخر حين انحلال الجرثوم؛ وهذا هو حال ذيفانات معظم الجراثيم اللاهوائية كعصيات الكزاز عامل الكزاز tetanos. كما أن هناك بعض الذيفانات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجسم الجرثوم ولا تنطلق البتة إلى الوسط في أثناء مرحلة نموه كما هو الأمر في عصيات شيغا الزحارية والطاعون والسعال الديكي.

وفي بعض الأحيان يفرز الجرثوم ذيفانه خارج العضوية كأن يفرزه في الغذاء مثلاً، فحين تناول هذا الطعام سواء أكان مصحوباً بالجرثوم أم غير مصحوب به تحدث إصابة مرضية كما هي الحال في التسمم الوشيقي[ر] (البوتوليزم) الذي يحدث أحياناً بعد تناول الأغذية المحفوظة غير المعقمة.

إن القدرة السامة للذيفانات البروتينية شديدة جداً ولاسيما لبعضها كالخناق والكزاز؛ فالمقدار الأصغري المميت لحيوانات التجربة منها ضئيل يمتد من 100/1 ملغرام إلى 1000000/1 ملغرام.

ومن صفات هذه الذيفانات أنها تسبب عدداً من الآفات الخلوية والنسيجية يختص بها كل ذيفان تبعاً لخصائص انجذابه للنسيج. فذيفانات المطثيات الكزازية والوشيقية (البوتوليزم) ذات انجذاب عصبي لكن الأولى تسبب تقفعات (تقلصات) contractures عضلية في حين أن الثانية تسبب شللاً، وذيفان الخناق ينحاز للأنسجة كلها فيصيب معظم أنواع الخلايا.

ومن صفات الذيفانات البروتينية أيضاً أنها تفقد سميتها إذا عوملت بالفورمول والحرارة لكنها تحافظ على خاصتها المستضدية فتسمى حينئذ ذوفان toxoïde ومن هنا أتى اللجوء لبعضها لتهيئة لقاحات تقي شر فعل الذيفان كاللقاح المضاد للخناق واللقاح المضاد للكزاز.

الذيفانات البروتينية الشحمية السكرية (عديدات السكاريد الشحمية)

وهي توافق الذيفانات الداخلية للجراثيم سلبية الغرام وأكثرها أهمية يأتي من زمرة الجراثيم المعوية enterobacteries من جنس السلمونيلات والايشريكيات القولونية. وقد تبين أنها تتوضع في أقصى القسم الخارجي للغشاء الجرثومي (الغلاف). وتظهر هذه الذيفانات في المزارع القديمة بعد انحلال الجراثيم. ومن خصائصها أنها لا تتأثر بالحرارة كالذيفانات الخارجية، وقدرتها السامة ضعيفة نسبيا،ً ولا يمكن تحويلها إلى ذوفانات ذات خواص مستضدية. وقد تمت دراسة دور الذيفان الداخلي للسلمونيلات التيفية على نحو مفصل فهذه الجراثيم حينما تصل إلى الأمعاء الدقيقة تستولي على العقد المساريقية، ثم تتلف داخل هذه العقد فينطلق ذيفانها الداخلي الذي يؤثر من جهة في الجهاز العصبي الودي للبطن فيسبب آفات نازفة بإحداثه تقرحات في لويحات باير Peyer، كما تؤثر من ناحية ثانية في المراكز العصبية النباتية للبطين الثالث فتولد تفاعلاً حرارياً واضطرابات عصبية. وقد أثبتت مشاهدات حدوث صدمة عند المرضى المصابين بتجرثم دموي بجراثيم سلبية الغرام، تؤدي في أحوال كثيرة، إلى الوفاة بظهور وهط قلبي collapsus ونزف هضمي. وآلية هذه الصدمة هو انطلاق مفاجئ للذيفان الداخلي مع إصابة الجهاز العصبي النباتي وحدوث ظاهرة ريلي Reilly أي توسع الأوعية وزيادة نفوذية الشعريات وظهور وذمة واحتشاءات. وتؤلف الصدمة بالذيفان الداخلي أهم خطر للإنتان الدموي[ر] septicemie وقد يزداد خطرها بإعطاء معالجة شديدة بالصادات.

ومن المعتقد أن التأثيرات السريرية للذيفانات الداخلية كارتفاع الحرارة والوهط الوعائي والصدمة، تنتج من تأثر الوطاء بسيتوكينيين هما الأنترلوكين1 وعامل النخر الورمي وكلاهما ينجم عن البالعات الكبيرة macrophages كاستجابة للذيفان الداخلي.

كما أن الصدمة بالذيفان الداخلي كثيراً ما تترافق بانتشار الجراثيم في الأجهزة كما هو في الإنتان الدموي بالإيشريكيات القولونية والنيسيريات السحائية عامل التهاب السحايا.

انظر أيضاً

مراجع

  • - MIMS and all, Medical Microbiology (Mosby, London 1993).

مصادر

وصلات خارجية