التنقيب في البحر

حقل إكوفيسك النفطي البحري في بحر الشمال والتابع للنرويج ينتج حوالي 200,000 برميل يومياً. عمق البحر في المنطقة هو 70-75 متر.

استخراج البترول من البحر Offshore Oil & Gas Drilling، تعد جزءاً من صناعة النفط لا يقل أهمية عن استخراجه من البر، ولكنه يتطلب خبرات وتقنيات خاصة تختلف قليلاً عن تلك التي تستخدم على اليابسة، كما أن تكاليف استخراجه أكبر.

وثمة عوامل كثيرة تؤثر في اختيار موقع البئر التي سيستخرج منها النفط أهمها: العامل الجيولوجي، أي وجود مكامن الهدروكربونات المكونة للنفط أو الغاز الطبيعي في الصخور تحت سطح الأرض، والعوامل الاقتصادية والقانونية، وتوافر الإمكانات التقنية لاستخراج النفط التي لا يمكن إغفالها عند كل محاولة لاستكشاف مكامنه.[1].


البترول مصدر غير متجدد للطاقة تكون منذ ملايين السنين تحت سطح الأرض و قيعان البحار والمحيطات وهو يوجد في طبقات الصخور الرسوبية المسامية التي تكونت في بيئة بحرية أو قريبة من البحار والتى يتراوح عمرها التكوينى بين حقبة الحياة العتيقة Paleozoic والحياة الحديثة Cenozoic وذلك على هيئة حبيبات دقيقة داخل تلك الصخور الرسوبية وتحرك خلال الطبقات الأرضية وتجمع في تراكيب جيولوجية خاصة احتوته وحدت من ترحاله وتسمى مصائد البترول.

إلا أن استخراج البترول من على اليابسة بأسلوب صناعي منظم لم يبدأ إلا عام 1901 بعد بناء أول برج حفر نظامي في ولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ هذا التاريخ استمر إنتاج البترول من على اليابسة يتزايد.


وقد أدى التنوع العظيم في المنتجات البترولية والاستخدام الواسع لها في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات إلى زيادة الطلب عليه حيث يمثل البترول والغاز حاليًا نحو ٦٠ % من موارد الطاقة في العالم (سترتفع هذه النسبة إلى ٦٥ % بنهاية عام ٢٠١٠) مما أدى إلى اتجاه العالم إلى البحث عن البترول في البحر ولكن في حدود المناطق الضحلة نسبيا حتى عمق حوالي 100 متر فقط.


ومع الزيادة المطردة في استهلاك الوقود أبان وبعد الحرب العالمية الثانية حدث ارتفاع ضخم في استهلاك البترول لتوفير الطاقة المطلوبة الأمر الذى انعكس على تطور تقنيات المسح الجيوفيزيائي وتكنولوجيا الحفر والإنتاج للحقول البحرية فامتدت أعمال استكشاف وإنتاج البترول من البحر حتى وصلت حاليا إلى أعماق كبيرة تتعدى ألفي متر ، لقد بدأ الاستكشاف والإنتاج من المناطق الضحلة قرب الشواطئ أولاً فقد كان البترول يستخرج من قاع البحر بالردم من البر إلى داخل المياه للوصول إلى الطبقات الحاملة للزيت ومع تطور تكنولوجيا الحفر تم ابتكار الحفر الأفقى أو الموجه الذى يمكننا من تجاوز العديد من العقبات الطبيعية للوصول إلى مكامن البترول وتم استخدام ذلك للوصول إلى البترول الموجود في قيعان البحار بإقامة الآبار على الأرض قرب الساحل مع امتداد الحفر إلى التراكيب الجيولوجية تحت سطح مياه تلك البحار


إلا أن هناك حدوداً لتطبيق تلك التقنية فإذا كان التكوين الصخري المطلوب الوصول إليه بعيدا عن أقرب شاطئ ولم يكن عميقا بالدرجة الملائمة وجب إقامة برج الحفر فوق الماء والتى تسمى الرصيف البحرى أو المنصة Platform ومن هنا تجرأ الإنسان وقام ببناء منصة في البحر لاستكشاف البترول في المنطقة المستهدفة ، وتم بناء أول منصة لاستكشاف واستخراج البترول في خليج المكسيك في عمق لا يتجاوز خمسة أمتار فقط وعلى مسافة ميل واحد من الساحل وكانت مصنوعة من الخشب إلا أن هذه المنصة دمرت بالكامل بفعل إعصار سنة 1938 فاتجه التفكير إلى استخدام الصلب في التصميم وتم بناء أول منصة معدنية في البحر لاستكشاف البترول ثم استخراجه سنة 1946 بخليج المكسيك


ولما كانت هذه الأنشطة تتم في البحر فقد اضطر الرواد في هذه الصناعة إلى الاستعانة بدعم بحري لتنفيذ أنشطتهم لنقل الأفراد والوقود والمياه ومعدات الحفر والإنتاج إلى مواقع العمل ، وفي البداية استخدموا قوارب الصيد كما استعانوا بالسفن الحربية التى خرجت من الخدمة إلا أن إمكانياتها لم يجعلها تتواكب مع متطلبات الصناعة فبدأ المجتهدون في تصميم وبناء وحدات بحرية متخصصة لهذه الصناعة إلى أن وصلنا لتصميمات غاية في التعقيد ولاسيما بالنسبة للحفر في المياه العميقة حيث يتطلب الاعتماد على منصات عائمة semi-submersible أو من خلال سفن حفر مزودة بأجهزة المحافظة على الموقع ذاتيا Dynamic position (سيأتي شرح ذلك لاحقا)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

آفاق صناعة إنتاج البترول من البحر في مصر والعالم العربي

وإذا نظرنا إلى إنتاج مصر من البترول فسنجد أن معظمه يأتي من حقول بحرية بدأت في خليج السويس في الخمسينيات وامتدت للبحر الأبيض في الستينيات من القرن الماضي وكانت كلها بلا استثناء في أعماق لا تتجاوز الخمسين متراً

وجدير بالذكر أن الاقتصاديات العربية تعتمد على البترول والغاز إلى حد كبير. ويملك العرب ٦٣ %من احتياطيات العالم المؤكدة من البترول، وإن كانوا لا ينتجون حاليًا سوى نحو ٣٨ % من الإنتاج العالمي ، ولا يزال حوض الترسيب العربي الكبير غنيا بمكامن بترولية لم تكتشف بعد حيث يزداد ترجيح وجود مكامن كبرى في المياه العميقة في البحر المتوسط والخليج العربى


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "استخراج النفط من البحر". الموسوعة العربية. 2007.

وصلات خارجية