استراحة وادي الرشراش

استراحة وادي الرشراش

استراحة وادي الرشراش تقع على بعد نحو 25 كيلومتراً شرق الطريق الدولي الصف - الكريمات جنوب القاهرة، والوصول إليها يتـــــم عبر دروب صحراوية غير ممهدة، فهي تتـــــخذ مكاناً استراتيجياً في صحراء مدينة الصف التي زاد انهيار جسر مصرفها الرئيس الذي أغرق عشرات المنازل معاناة سكانها القابعين تحت سطوة المُسلحين، وسط غياب أمني منذ تدمير قسم الشرطة ومقرات الأمن فيها في 14 آب (أغسطس) الماضي، بالتزامن مع فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

في قلب الصحراء المصرية جنوب القاهرة تقبع استراحة الملك فاروق التي خُصصت لممارسة هواية صيد الغزلان ببناياتها المتعددة التي كستها أتربة الصحراء ورمالها فتلونت بلون تربتها الصفراء. وتلك الاستراحة الملكية التي تضم بنايات عالية وشرفات ما زالت شاهدة على جمال معماري يقبع وسط جبال شاهقة، تحولت إلى «متنزه» للمسلحين الذين يتخذون من الجبال مأوى لهم.

وينتشر المسلحون في الظهير الصحراوي للمدنية حتى قبل اندلاع «ثورة 25 يناير»، لكن بعد الانفلات الأمني الذي رافق الثورة، بات «الجبل» كما يسميه أهالي المدينة مأوى آمناً للمسلحين، سواء من الجماعات الجهادية أو المحكومين الجنائيين، خصوصاً أنه يمتد لعشرات الكيلومترات ويصل حتى حدود محافظة السويس.

وفي الصحراء، خلق الفارون حياتهم ووضعوا قوانينها التي لا تخلو من «نزهة» في استراحة «وادي الرشاش» التي تحيطها الجبال وبُنيت خصيصاً للملك فاروق لصيد الغزلان فيها.

والاستراحة لا يمكن الوصول إليها بلا دليل مرافق يكون عالماً بدروب الصحراء، وهناك لا يسمح المسلحون بالتصوير، وتضم بنايات عدة أعلاها الغرفة الخاصة بالملك التي توحي شرفاتها الـــــخشبية العالية ببناء كان فخماً في تلك البقعة. وداخلها آثار لألوان وزخارف رخام «الحمام الملكي».

وروعي في تصميم غرفة الملك أن يكون بابها عالياً ومن دون درج، إذ كانت توضع سلالم خشبية للملك للصعود ثم تُرفع خشية دخول زواحف من الصحراء إلى الغرفة التي خلت من محتوياتها، ولا يعُرف إذا ما كانت سُرقت أم نقلتها الدولة إلى مكان آمن. وتطل الغرفة على حديقة لا تزال تحتفظ ببعض من نخيلها.

وإلى جوار الغرفة مبنى كبير لضيافة رفقاء الملك، تحول إلى ضيافة المسلحين وضيوفهم، ففيه يجلس الراغبون في نزهة في الصحراء على سجاد قديم يفترش أرضية البناية التي لا تبدو ملامحها، ولا تكاد تخلو جلسة واحدة فيها من رجل يضع إلى جواره سلاحا آلياً.

وتضم الاستراحة أيضاً بنايات أخرى لإعاشة الملك مثل مكان صغير خُصص كمخبز، وغرف لإقامة الحراس والخدم، ومكان لتربية الغزلان ومذبح لها.

والمسافة ما بين المدينة والاستراحة الملكية تتمـــــتع برقابة صارمة من المسلحين، فلا يمكن لأي زائر الوصول إلا عبر دليل مرافق معروف لديهم، وإضافة إلى تنزه المسلحين فيها والتمتع ببقعة في الصحراء تحتضنها الجبال، يستغلونها أيضاً في استضافة الراغبين نظير مبلغ مالي.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • أحمد رحيم (2013-10-17). "استراحة ملكية تتحول «متنزهاً» للمسلحين". صحيفة الحياة اللبنانية.