إنكيدو

إنكيدو Enkidu (𒂗𒆠𒆕 EN.KI.DU3 صنيعة "إنكي'")، هو شخصية مركزية في ملحمة گلگامش الشهيرة. حسب الملحمة، خُلق إنكيدو من طين ولعاب أورورو، إلهة الخلق، ليتحرر گلگامش من غطرسته. في القصة يظهر إنكيدو كرجل براري، تربيه الحيوانات ويتجاهله المجتمع الإنساني حتى يلتقي شامات. بعدها تبدأ سلسلة من الأحداث تقرب من العالم والأساليب الإنسانية لتقربه من الحضارة، وتبلغ ذروتها عند مصارعته گلگامش، ملك اوروك. يجسد إنكيدو الحياة البرية أو الحياة الفطرية، وعلى الرغم من أنه يتساوى مع گلگامش في القوة والتأثير، إلا أنه يقوم ببعض التصرفات التي تتعارض مع تصرفات الملك المثقف والمحارب المتحضر. بعدها يصبح إنكيدو رفيق الملك الدائم وصديقه المقرب، والمرافق له في مغامراته حتى يسقط صريعاً. الخسارة العميقة والتراجيدية لإنكيدو تلهم گلگامش بالسعي للفرار من الموت وطلب الخلود الأبدي.[1]

في مصادر أقدم يُترجم اسمه إنكيمدو، إيباني، أو إنكيتا، لكن الاستخدام المعاصر هو إنكيدو.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إنكيدو في ملحمة گلگامش

خلق إنكيدو

رسم تصوري لإنكيدو.

قامت الآلهة الأنثى أرورو بخلق أنكيدو على شكل إنسان كثيف الشعر ربته الحيوانات، ويسميه بعض الخبراء "طرزان الأول" في التاريخ الإنساني، إذ جعلته أرورو "إنسانًا متوحشًا"، حيث كان صديقًا للحيوان ومعادٍ للتمدن، وقام عند خلقه بتخليص الحيوانات من أفخاخ الصيادين البشر، وضاق بذلك صياد شاب، نصحه والده أن يشتكي إلى الملك گلگامش، عندها قام الملك جلجامش بنصب مكيدة للإيقاع بإنكيدو، عبر إرسال خادمة في قصره اسمها "شامات" لتغوي إنكيدو، ونجحت خديعة جلجامش وكان أنكيدو سريع السقوط عندها في الشهوة، بدأت شامات بتلقين أنكيدو دروس التمدن والخطايا سعيًا لإسقاط شعبيته بين الحيوانات، وبعد ست أيام وسبع ليال قضاها مع شامات، أراد الرحيل، إلا أنه كان قد اكتشف ضعفه بعد خسارته لتوحشه، ولكنه لم يخسر ذكائه، وعندما أخبرته شامات أن گلگامش قد حلم به، أراد أن يذهب لرؤية هذا الملك وليثبت قوته، وهناك عرف ما يقوم به جلجامش في قصره من زنا بكل عروس جديدة في المملكة، واستشاط غضبًا وأراد أن يثنيه عن ذلك عبر دعوته إلى مصارعة، انتصر فيها جلجامش بعد طول نزال، قدر عندها إنكيدو قوة گلگامش وأصبح بعدها الاثنان أعز الأصدقاء.

مصارعة ثور الجنة

عشتار الأكدية توارثها الحضارات التي تعاقبت في بلاد الرافدين. كانت عشتار تعرف في العصر السومري تعرف بعينانا واكتسبت اسم عشتار في عصر تالي وهو العصر الأكدي من الشعر حول عشتار إلى أسطورة. عشتار كما تروي الاسطورة، نزلت إلى "أرضِ اللاعودة .. مملكة إريشكال" إلهة العالم السفلي التي تسكن وحدها

وهي ابنة الإله سين، إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله أوتو إله الشمس، وأختها الإلهة إيرشيكال إلهة العالم السفلي عالم الأموات. وعشتار أعظم الإلهات وأعلاهن مكانة. من تداعيات التاريخ الذي لايرحم رغم أن عشتار وصفت بأنها أعظم الآلهات وأعلاهن مكانة باريجها الأخّاذ امتلكت سمو الروح والحنان نحو الشيوخ والأطفال جامحة الحسّ والرغبة جذّابة الملامح ساحرة القول فكثر عشّاقها. وكلُّ واحد منهم يطمع في الفوز بها لتدع الأمطار تهطل على أرضه وتتكاثر الغلال في حقله وتزداد محاصيله ويرفل بالرفاه. أساء التاريخ للإلهة عشتار حين جاء في ملحمة گلگامش أن الملك (گلگامش) عرضت عليه عشتار الزواج منها فرفضها خوفاً من تَقلّب أحوالها وخشية خيانتها، حين عاد ظافراً من معركته الرهيبة مع الشيطان خمبابا، المُوكل بحراسة غابات الأرز، أسرها جماله وهامت برجولته، فعرضت عشتار على گلگامش أن يتزوَّجها. ولكن الملك الشجاع گلگامش رفض عرضها خوفاً من تتقلّب هواها وخشية خيانتها له فتمادى في جرح مشاعرها بقوله:

«ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد

أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها.»

ثم يعيرها بخياناتها السابقة فيقول:

«فأيّ من عشّاقك أحببتِ إلى الأبد؟

وأي من رعاتك مَن طاب لك على الدوام؟
تعالي أسمّي لك عشّاقك
وبعد ما أحببتِ طير الشقرتق المرقط
ضربتِه وكسرت جناحه
وها هو قابع في البساتين يصيح يا جناحي
ثم أحببتِ الأسد الكامل القوة
ولكن حفرتِ له سبعَ وسبعَ حفر
وأحببتِ الحصان المجلّي في المعركة والسباق
ولكنك كتبت عليه الجري سبعة فراسخ مضاعفة
وحكمتِ عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعفة
وقضيتِ عليه أن لا يَرِد الماء إلا بعد أن يعكّره
ومن ثم أحببتِ راعي القطيع
الذي كان يكدِّس لك أرغفة الخبز المحمَّصة على الدوام
ويذبح لك الجداء كل يوم
ولكنك ضربتِيه ومسختيه ذئباً
حتى صار رفاقه في الرعي يطاردونه
وصارت كلابه تعضّ فخذيه
فإذا ما أحببتني فإنك ستجعليني مثلهم!»

في الأسطورة لم تستطع عشتار تحمل هذه الاهانة فَشَكَت أمر گلگامش إلى أبيها الإله آنو، طالبة من أبيها أن يخلق ثوراً سماويّاً ينازل گلگامش لقتله وهدَّدت أبيها إن رفض طلبها فإنها ستفتح أبواب العالم السفلي فيخرج الأموات ليأكلوا الأحياء. حاول الإله آنو أن يُقنع ابنته عشتار بأن خلق الثور سيكون نذيراً بحلول سبع سنوات عجاف في البلاد فيجوع الإنسان والحيوان. ألا أن عشتار طمأنت والدها بأنها احتاطت للأمر وخزنت ما يكفي من الطعام والأعلاف. ولم يَجد أبوها بُدّا من خلق الثور السماويّ. فدارت معركة بين الثور وگلگامش الذي استعان بصديقه إنكيدو. أخيرأ أمسك إنكيدو بالثور السماوي الهائج من ذيله وثبته ليتمكن گلگامش من طعنة بسيف طعنة قاتلة للثور بين السنام والقرنين.

انتقام الآلهة منه وموته

بعد قتل ثور الجنة، ثارت ثائرة الآلهة وطالبتهم عشتار بقتل الاثنين، وقام شمش بمحاولة اقناع المجلس بالعفو عنهما إلا أنه لم يستطع إلا إقناعهم بالاكتفاء بقتل أنكيدو لكونه مجرد إنسان، أما جلجامش فيجري في عرقه دم آلهة ولا يجوز قتله، أصيب أنكيدو بمرض قاتل، وعلى فراش الموت رأى في عالم الرؤية حياة أخرى قاتمة تنتظره بعد الموت، فيقوم بلعن الصياد الذي شكاه، والخادمة شامات، قبل أن يسحب لعناته عن شامات بعد تدخل الإله شمش، لتذكيرها بأنها صاحبة الفضل عليه بتعريفه إلى صديقه الأعز. مات أنكيدو ورفض گلگامش السماح بدفنه وقام برثائه والبكاء على جسده، حتى خرج الدود من جسد أنكيدو، عندها دفنه گلگامش بنفسه.

الهوامش

  1. ^ Jastrow 1911, pp. 788–789.

المصادر

  • توما شمانيتورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب
  •  Jastrow, Morris (1911). "Eabani" . In Chisholm, Hugh (ed.). دائرة المعارف البريطانية. Vol. 8 (eleventh ed.). Cambridge University Press. pp. 788–789. {{cite encyclopedia}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help); Invalid |ref=harv (help)

قراءات إضافية

  • The Epic of Gilgamesh, Foster, Benjamin R. Foster trans. & edit. New York: W.W. Norton & Company, 2001. ISBN 0-393-97516-9

وصلات خارجية