إعلان البندقية 1980

إعلان البندقية The Venice Declaration (يعرف أيضاً باسم "إعلان قمة البندقية") اتفاقية أصدرتها اللجنة الاقتصادية المكونة من تسعة أعضاء من المجموعة الاقتصادية الأوروبية، والتي اجتمعت في يونيو 1980 بالاشتراك مع منظمة التحرير الفلسطينية. ودعا الإعلان إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي وحق منظمة التحرير الفلسطينية في الارتباط بمبادرات السلام.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محتوى الإعلان

مع تصاعد التوتر في الصراع العربي الإسرائيلي، قررت الدول الأوروبية أن المفاوضات الحالية (التي تنسقها الولايات المتحدة) لم تكن ناجحة، وأن الوضع خطير، وأن عليها التدخل. وبررت دورها في المفاوضات، وأشارت الدول الأوروبية التسع إلى مصالحها التقليدية والمشتركة كعلاقاتها بالمنطقة. واستندوا في إعلان البندقية إلى قرار مجلس الأمن رقم 242 وقرار مجلس الأمن رقم 338. وأكدوا، في النقطة الرابعة من الإعلان، أنهم مهتمون في المقام الأول بـ"المبدأين المقبولين عالمياً من قبل المجتمع الدولي وهما: الحق في الوجود والأمن لجميع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، والعدالة لجميع دول وشعةب المنطقة، والأمر الذي يعني الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". كما أكدوا على ضرورة ترسيم الحدود في الشرق الأوسط والحفاظ على السلام داخلها. وأكدوا أنه من المهم إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، كما أكد الزعماء الأوروبيون أيضاً على ضرورة الحكم الذاتي للفلسطينيين، وعلى أنهم، مثل الإسرائيليين، يجب أن يشاركوا في عملية التسوية السلمية. علاوة على ذلك، يؤكد الإعلان أن هذه المبادئ ضرورية لإحلال السلام، وأن جميع الأطراف المعنية، فلسطينيين وإسرائيليين، يجب أن يكون لهم حق الوصول إلى القدس. وقررت القوى الأوروبية التسع أنه يتعين على إسرائيل "وضع حد للاحتلال الإقليمي الذي استمرت فيه منذ صراع عام 1967". وفي الختاب أعلنوا أنه سيتم استخدام القوة لتنفيذ الإعلان وأنهم، القوى الأوروبية التسع، سوف يتواصلون مع دول الشرق الأوسط من أجل البدء في التغييرات.[2] وكان إعلان البندقية أول اتفاق بين دول السوق الأوروبية المشتركة بشأن سياسة الشرق الأوسط. وجرى قبوله تحت ضغط من فرنسا. وبينما طالبت فرنسا بأن يدعو الإعلان إلى مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في محادثات السلام، طلبت هولندا حذف الإشارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

ردود الفعل غلى الإعلان

هدف إعلان البندقية إلى إقامة الحدود وتأسيس للسلام. ولذلك، أرادوا منح حق تقرير المصير للفلسطينيين وتقويض السياسات الإقليمية لإسرائيل. وبجهود من ياسر عرفات تم الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي وإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها منظمة جامعة للفلسطينيين. وذا كُليف عرفات بتنفيذ إعلان البندقية لأنه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. ولكنه تعرض لضغوط كبيرة من اليمينيين الإسرائيليين، الذين شعروا أن إعلان البندقية لم ينفعهم، ومن العرب الذين شعروا أن الإعلان أهمل القضية المتعلقة بالأردن والضفة الغربية. وكانت ردودهم رافضة أيضاً؛ أما سوريا، فقد ساعدت عبر مسؤول في فتح، في اغتيال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بلجيكا.[3]


وقد أدانت الولايات المتحدة هذا البيان، حيث عارضت مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية بسبب تورطها في ما اسمته "أنشطة إرهابية". كما أثار التصريح غضباً شديداً في إسرائيل، ووصف رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن الإعلان بالعار، وأصدرت الحكومة الإسرائيلية بياناً رفضت فيه الإعلان وأدانت الاتحاد الأوروبي لتبنيه موقف مناصر لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقال زعيم المعارضة شيمون بيريز إن الموقف الفرنسي في إعلان البندقية أكثر تطرفا من الموقف المصري، وقال إن الإعلان ليس أكثر من قطعة من الورق لا تمس الواقع الحقيقي. فيما أنتقدت منظمة التحرير الفلسطينية الإعلان لأنه لم يعترف بها صراحةً ولم يدعوا لإقامة دولة فلسطينية.

تأثيرات لاحقة

في عام 1981، وقعت اشتباكات بين مجموعات من منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. ثم توصلوا إلى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي أثار لغطاً، لأنه أوحى بقبول الإسرائيليين التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية. وبذلك أصبحت إسرائيل مدفوعة بالاعتراف الرسمي بالفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية، الأمر ساهم في زيادة التوترات. وعندما كان السادات في واشنطن العاصمة عام 1981، اقترح أن تشارك إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في محادثات السلام، لكن مناحيم بيغن رفض اقتراحه. كذلك استفاد من الإعلان ولي العهد السعودي الأمير السعودي فهد بن عبد العزيز الذي طرح في 1981 مبادرة تدعو "لإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد، وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".[4] لكن أرادت مصر الحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد. كما تعاملت الولايات المتحدة مع إعلان البندقية وتداعياته بعناية؛ إذ كانوا ملتزمين باتفاقية كامب ديفيد، لكنهم لم يرغبوا في الدخول في صدام مع السعوديين.[5]

ملاحظات

  1. ^ The Venice Declaration: June 13, 1980. (1999). Palestine - Israel Journal of Politics, Economics, and Culture, VI(2), 116. Retrieved March 16, 2009, from Alt-Press Watch (APW) database. (Document ID: 507320391).
  2. ^ The Venice Declaration: June 13, 1980. (1999). Palestine - Israel Journal of Politics, Economics, and Culture, VI(2), 116. Retrieved March 16, 2009, from Alt-Press Watch (APW) database. (Document ID: 507320391).
  3. ^ Smith, Charles D. Palestine and the Arab Israeli Conflict, ed. 6. Boston: Bedford/St. Martin: 2007, p. 376-379
  4. ^ Smith, Charles D. Palestine and the Arab Israeli Conflict, ed. 6. Boston: Bedford/St. Martin: 2007, p. 378
  5. ^ Smith, Charles D. Palestine and the Arab Israeli Conflict, ed. 6. Boston: Bedford/St. Martin: 2007, p. 376-379