إضراب عمال أستورياس 1934

ثورة أستورياس 1934
جزء من ثورة 1934
13a2-revolucionasturias.jpg
التاريخ5-18 اكتوبر 1934
الموقع
{{{place}}}
المتحاربون
الشيوعيون Uniu-vos Germans Proletaris
Aliança Obrera
Segona República Espanyola Segona República Espanyola
Legió espanyola
القادة والزعماء
الشيوعيون Ramón González Peña
الشيوعيون تيودوميرو مننديز
الشيوعيون بلارمينو توماس
Segona República Espanyola فرانشسكو فرانكو
Segona República Espanyola Manuel Goded
القوى
30.000 تقريباً 20.000 تقريباً
الضحايا والخسائر
1000 تقريباً 335 تقريباً

ثورة أستورياس Revolució d'Astúries de 1934

اندلعت، في الخامس من أكتوبر 1934، أحد أهم أحداث التاريخ المعاصر، ليس فقط بالنسبة لإسبانيا، بل للحركة العمالية العالمية. فلقد استولت البروليتاريا الأستورية على السلطة خلال 15 يوما بعد أن انتزعتها بالقوة و الحزم النضاليين. فقد كانت، كما أكد دافيد رويز David Ruiz، "أول ثورة اشتراكية في التاريخ الاسباني".[1]

لقد شكل هذا الحدث، كما الملحمة الرائعة التي كتبها العمال الإسبان خلال الحرب الأهلية، جزءا هاما من النضال ضد الفاشية، و الصفحة الأكثر بطولية و إثارة في تاريخ الحركة العمالية الإسبانية الغنية جدا بنضالات الجماهير المضطهدة. يعد هذا الحدث النضالي الفريد شبيها من عدة جوانب بكمونة باريس، فبنفس الطريقة حيث لأول مرة في العالم ستظفر طبقة عاملة على السلطة و تحافظ عليها خلال 3 أشهر في مدينة مثل باريس قبل أن تعاني بعد ذلك من القمع الوحشي للبرجوازية الفرنسية و البروسية، في الحالة الأستورية كذلك سوف تستول الطبقة العاملة لأول مرة على السلطة في جهة إسبانية بكاملها قبل أن تتلقى، هي الأخرى، الانتقام الوحشي للجيش الجمهوري البرجوازي (بقيادة فرانكو Franco نفسه من مدريد) و الفيالق الموريسكية [3]. تعتبر الكمونة الأستورية حدثا حاسما في الفترة الثورية الممتدة من سقوط الملكية في أبريل 1931 حتى نهاية الحرب الأهلية الإسبانية. و يجب استيعاب ثورة أكتوبر 34 كمكون أساسي لهذا المسلسل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

خلال صيف 1933، وصلت الأزمة الاقتصادية التي تضرب الدولة الإسبانية ذروتها. في نفس الوقت، بدأت حكومة التآلف الجمهوري-الاشتراكي عدها التنازلي بعدما خانت آمال الجماهير خلال عامين. و قد كان هذا الإحباط سببا في الفوز الانتخابي للكنفدرالية الإسبانية لليمين المستقل CEDA في 19 نونبر 1933 خلال الانتخابات التي شهدت نسبة مقاطعة تقدر ب 32%، و التي ساهمت فيها دعوة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT (نقابة فوضوية) بشكل كبير.

سيكون الافلاس الانتخابي لليسار بمثابة بداية فترة جديدة ستتميز بإجهاز البرجوازية على كل المكتسبات الجزئية للعمال خلال عامي النظام الجمهوري. فمنذ دجنبر 1933، وبينما ستقوم قوات الشرطة بقمع حازم للعمال، تساهلت الحكومة، بشكل مفضوح، مع اعتداءات القوات الفاشية وهي في أوجها، كما أصدرت عفوها على الجنرال سانرورخو Sanrurjo و ضباط آخرين سبق و أن حاولوا القيام بانقلاب ضد الحكومة الاشتراكية الجمهورية. تفسر هذه الوضعية غضب العمال و تعطشهم للقتال، كما يبين مثلان المناخ العام للاستعداد النضالي لعمال: ففي 8 دجنبر 1933، دعت الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT، النقابة الفوضوية القوية، بشكل انفرادي إلى إضراب عام انتفاضي. و إذا كانت تعتبر دعوة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT هته، لحسابها الخاص، خطأ، إلا أنها أظهرت تعطش العمال الأكثر وعيا للنضال. سينتشر الإضراب حيث للكنفدرالية الوطنية للعمال CNT التأثير الكبير، أي في مدن أراغون Aragon، ريوخا Rioja، كاطالونيا Cataluna، في الوسط، إستريمادورا Estrémadura و الأستورياس Asturias، إلا أن الإضراب سيفشل نظرا لطابعه الجزئي، و سيتعرض العمال للقمع الوحشي من طرف الحكومة الجمهورية حيث سقط أكثر من 100 قتيلا و 6.000 حالة اعتقال كما منعت صحافة الكنفدرالية الوطنية للعمال CNT و أغلقت مقراتها. و قد دعت هذه الأخيرة بذاتها بعد ذلك إلى الالتحاق بالعمل و ثم حظرها قانونيا أسبوعين بعد ذلك.


الإضراب

ثورة أستورياس

وبعد أشهُر قليلة، انفجر الوضع بالأرياف بحكم التدهور السريع لظروف حياة صغار الفلاحين و العمال الزراعيين الذين تدنت أجرتهم اليومية من 10-12 بسيطة سنة 1931 إلى 4 بسيطات سنة 1934. لقد عملتت حكومة ليرو Lerroux على استرجاع الأراضي التي سبق و أن انتزعت خلال فترة الجمهورية-الاشتراكية، و أعطت بالمقابل الحرية المطلقة لمالكي الأراضي فيما يخص تحديد شروط العمل، مما كان يسمح لهم بتسريح اليد العاملة و تحديد الأجور و ساعات العمل اليومية. في هذا السياق، نظمت فدرالية عمال الأرض التابعة للاتحاد العام للشغيلة UGT، (النقابة الاشتراكية)، تحت ضغط هذا الوضع المتقاطب و قاعدتها المتجذرة جدا، إضرابا عاما في البوادي شهر يونيو 1934، و الذي انضمت له كل من المنظمات الفوضوية و الشيوعية. استطاع الإضراب أن يستمر أسبوعين في العديد من القرى، لكنه فشل لإن القادة عجزوا عن توحيده و توسيعه ليشمل الطبقة العاملة الصناعية. مكنت بالتالي عزلة الأرياف هته عن المدينة الحكومة من قمع الحركة دون رحمة حيث سجلت 8.000 حالة اعتقال، و تطبيق جل القوانين القمعية الممكنة من قمع حق الإضراب؛ حالة الاستثناء؛ إعدامات؛ المحاكم الاستثنائية؛ إغلاق مقرات النقابات و كل دور الشعب...إلخ. أبان العمال المياومين عن شجاعة و رغبة جامحة في القتال، لكن البروليتاريا الصناعية ظلت دون تعبئة للنضال فكانت النتيجة هزيمة لم تكلف الملاكين العقاريين شيئا حيث أن محصول 1934 كان أحسن من محصول 1932. مثلت الهزيمة كذلك إهدارا للقوى لأن حركة أكتوبر وجدت عمال الحقول في السجن، محبطين، منهزمين ودون عزيمة نضالية للدخول في نضالات جديدة غير مضمونة النتيجة. كل ذلك كان نتيجة للتوجه المفرط في النضالات القطاعية للقادة.

تعتبر منطقة الأستورياس، قبل كل شيء، خلال سنة 1932 كما في 1933، الإقليم الاسباني الأول من حيث عدد الإضرابات، ففي سنة 1932 شارك 59.236 عاملا في الإضرابات وسينتقل العدد إلى 105.286 في 1933. في هذه الفترة، كان في الأستورياس 70.000 عاملا منقبا، أي نسبة مهمة من المأجورين: أكثر من 50%. العامل هو القلب النابض للبروليتاريا الأستورية، و بشكل خاص العامل المنجمي. تميزت سنة 1934 بتصاعد متزايد للنضالات، فلم يأت أكتوبر عن فراغ. كانت هناك معارك مهمة في تروبيا Trubia و في معمل البنادق ضد تقليص المستخدمين، و في أبريل كان هناك 11.000 مضربا في الحوض المنجمي مرفوقا بمواجهات مسلحة مع قوات القمع.

بدأت تتعاقب في مايو التجمعات و المظاهرات. و في شتنبر، قامت جماعة النساء الاشتراكيات في ساما دي لانغرييو Sama de Langreo، مدعمات من طرف عمال المناجم المسلحين في الغالب، بالتظاهر ضد "الحرب و الفاشية" مما أدى إلى مواجهات و تبادل جديد لإطلاق النار عندما قام حرس الهجوم باحتلال جزء من المدينة، فقامت النساء بالتجمع في دار الشعب لتنظيم مسيرة أخرى من جديد، إلا أنهن منعن من طرف الخيالة (شرطة) التي تركت قتيلا وراءها.

في اليوم التالي، انفجر الإضراب في كل الحوض المنجمي و المنطقة الضناعية لدورو-فلگويرا Duro-Felguera، وبعد اتساع المواجهات يوم 8 و 9 شتبر، ستتم الدعوة إلى إضراب عام شامل ضد "زيارة" و محاولة تمركز اليمين الرجعي بقيادة خيل روبليس Gil Robles في كوفادونغا Covadonga، و بذلك تم إحباط تجمع-تمركز رجال الدين-الفاشيين كما سييتم إحباطه في كل من الإسكوريال Escorial و مدريد (في هتين الحالتين كان التمركز مع المالكين العقاريين القطالونيين). قام عمال هته المناطق باقتلاع سكك الحافلات الكهربائية Trams، و إيقاف القطارات، و منع بيع وجبات الطعام و اكتراء المساكن، كما أقاموا الخنادق على الطرقات و الشوارع و قاموا في الأخير باجتثات المجموعات الرجعية. قامت حكومة ليرو، بدعم من الكنفدرالية الإسبانية لليمين المستقل CEDA، بحملة قمع قوية. لم تكن تسمية السلطة الجمهورية البرجوازية لسنوات 1933-1935 ب "Bienio Negro" (العامين الأسودين) مجانية. لقد تعاقبت الاستفزازات، الغرامات، الاعتقالات و احتجاز الصحافة العمالية. كان هناك، في شتنبر 1934، حسب إحصاء للأممية الاشتراكية، إجمالي 12.000 عاملا معتقلا. كما تم منع الميليشيات الاشتراكية التي جُردت من أسلحتها. و تم إغلاق مقرات المنظمات العمالية التي تعرضت ميزانياتها النقابية للتحقيق من أجل التأكد إذا ما كانت قد حولتها ل "أغراض ثورية".

تمت إزاحة الاشتراكيين وعمال آخرين منتخبين من المجالس البلدية. و كما جاء في كتاب فيليكس مورو Félix Morrow "الثورة و الثورة المضادة الاسبانية": "لقد تم استعمال كل القوانين التي سنها الاشتراكيون خلال توليهم السلطة في مواجهة "اللامسؤولين"، ضدهم".

المصادر

المراجع

  • Beevor, Antony. The battle for Spain. The Spanish Civil War 1936-1939. Penguin Books. 2006. London.
  • García Gómez, Emilio. Asturias 1934. Historia de una tragedia. Pórtico. 2010. Zaragoza.
  • Graham, Helen. The Spanish Civil War. A very short introduction. Oxford University Press. 2005.
  • Jackson, Gabriel. The Spanish Republic and the Civil War,1931-1939. Princenton University Press. 1967. Princenton.
  • Thomas, Hugh. The Spanish Civil War. Penguin Books. 2001. London. ISBN 978-0-14-101161-5

وصلات خارجية