إدريس الخوري

إدريس الخوري
إدريس الخوري.jpg
وُلِدَ1939
توفي14 فبراير 2022 (83 عام)
المهنةصحفي وروائي
سنوات النشاطالستينيات-2022
الأدب المغربي
قائمة الكتاب

أدب المغرب
العربية المغربية
الأمازيغية

المؤلفون المغاربة
الروائيون

كتاب المسرحيات - الشعراء
كتاب المقالات - المؤرخون
كتاب الرحلات - كتاب صوفيون
كتاب أندلسيون

الصيغ
الروايات - الشعر - المسرحيات
النقد والجوائز

النظرية الأدبية - النقاد
الجوائز الأدبية

انظر أيضاً

المجدوب - عوزل
شكري - بن جلون
زفزاف - المالح
شرايبي - مرنيسي
ليو أفريكانوس - خير الدين

بوابة المغرب
بوابة الأدب

إدريس الخوري (1939 - ت. 14 فبراير 2022)، هو روائي وصحفي مغربي ويعد من أشهر الأدباء في المغرب.[1] عُرف الخوري بأسلوبه الإبداعي المتميز واللاذع سواء في أعماله الأدبية أو في مقالاته الصحفية. ويعد آخر العنقود من ثلاثي مغربي مبدع وفريد بأسلوبه في عالم الرواية والأدب، محمد شكري ومحمد زفزاف.[2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد الخوري عام 1939 في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، فقد والديه باكراً، فتكفل به أخوه الأكبر. وكان يتنقل بين مكتبات المدينة باحثاً عن روايات وقصص كتّاب مشارقة كان يحبهم، مثل نجيب محفوظ ومحمود تيمور ومارون عبود، فضلاً عن اهتمامه بقراءة كتاب مغاربة أقرب إلى جيله مثل محمد برادة وعبد الجبار السحيمي. ترك لقب العائلة واختار لنفسه اسماً أدبياً تيمناً بعائلة الخوري اللبنانية المعروفة بانشغالاتها الأدبية والموسيقية. نشأ في أسرة عمالية محافظة، في طفولته حفظ القرآن وبعض المتون الدينية، لكنه تأثر في شبابه بالفكر الوجودي وتحول من العمل في الصحافة الوطنية (جريدة العلم) إلى الصحافة اليسارية (جريدة الاتحاد الاشتراكي).

قضى ثلاثين عاماً في الدار البيضاء، ثم انتقل إلى الرباط من أجل العمل في الصحافة. وإن كان ظل مشدوداً باستمرار إلى كازابلانكا ومغامراته فيها أيام الشباب، فقد صار يتأسف لاحقاً على ما آلت إليه هذه المدينة بعد إغلاق قاعات السينما وتراجع الحركة الثقافية وهيمنة ما سماه "وحش الاقتصاد".

مع مطالع الستينيات وصل الخوري إلى أرض الأدب من طريق الشعر، شأنه في ذلك شأن رفيقه محمد زفزاف، ثم غير الوجهة باتجاه السرد، وشكّل برفقة محمد زفزاف ومحمد شكري ثالوثاً خطيراً قلب الطاولة على رواد الكتابة التقليدية، وقاد الأدب عبر طرقات الحداثة، مما جعل نقاد المشرق يحتفون بهذا الثلاثي المغربي على نحو غير مسبوق. وإن كان شكري وزفزاف قد كتبا الرواية فإن الخوري ظل وفياً للقصة القصيرة، مبرراً ذلك بأسباب شخصية وأدبية، معتبراً أن هذا الجنس الكتابي الصعب قادر، على نحو فريد، على التقاط أدق التفاصيل بأقل عدد من الكلمات.

بيت النعاس، مجموعة قصصية من تأليف إدريس الخوري.

في 2014 كتب إدريس الخوري، الذي غادرنا مساء أمس الاثنين، رسالة مؤلمة، وجهها إلى نفسه. كانت تلك الرسالة بمثابة نعي مبكر، كلماتها تنضح باليأس والسخط، على واقع ثقافي ظل الخوري طوال حياته متوجساً منه. استهل الكاتب المغربي رسالته المؤثرة على النحو الاتي: "ها قد بلغتَ من الكبر عتياً، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائياً؟ تلتفت يميناً وشمالاً فلا ترى أحداً بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة، وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت".

استعرض الخوري في تلك الرسالة تفاصيل من حياته، وتوقف عند إخفاقاته وعند مشكلاته الصحية. انتقد الحياة السياسية والثقافية على السواء، وعبّر عن يأسه من الكتابة: "لقد كتبتَ كثيراً، وماذا من بعد؟ هل أضفت شيئاً إلى هذه اللعنة؟ لعنة الكتابة؟ من أنت حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ منها؟ لست إلا رقماً عادياً من أرقام الكتابة في هذا البلد". كانت كلمات الخوري مبطنة بمشاعر العدمية واللاجدوى، لذلك ختمها بجملة قاسية: "أيها التعيس، لقد حانت نهايتك".[3]

وبعد رسالته الجارحة، لنفسه أولاً ولكل المنخرطين في عالم الكتابة الأدبية، دخل إدريس الخوري في عزلته، إن لم نقل تعمّق فيها، هو الذي عاش منذ سنوات عدة في بيت على سطح عمارة، مثل نسر هرم، بعيداً من مراكز الثقافة ما أمكن، وقريباً من صدى كلماته. فإن كان صاحب "حزن في الرأس والقلب" قد توقف عن كتابة الأدب في السنوات الأخيرة من حياته، فهو عاش بالمقابل على ذكراه، وذكرى رفاقه الأوائل في الكتابة. صرح في أحد حواراته بأن أصدقاءه تخلوا عنه: "لم يعد هناك مفهوم حقيقي للصداقة. حاليا لا يسأل أحد عني، فالكل أصبح منشغلاً بمشاريعه الخاصة، ويجمع النقود، مفهوم الصداقة الذي عشته في الستينيات لم يعد قائماً".


أسلوبه الأدبي

كان الخوري يستقي مادته الأدبية من واقعه، فهو أبرز رواد القصة الواقعية في المغرب، وإن كان انتقل في فترة لاحقة من الواقعية إلى التجريب. اغترف من تجربته الشخصية وحياته المتشعبة في مدينتي الدار البيضاء والرباط. نقل حياة الليل إلى الورق وعبّر عن أحلام الطبقات الهشة، وترجم المفارقات الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها كازابلانكا، وانتصر للمنسيين والمختلفين والخارجين عن كلّ نظام اجتماعي وسياسي. أدخل اللهجة الدارجة إلى القصة القصيرة في المغرب، في زمن كانت الفصحى وحدها هي لغة الأدب. ابتعد عن التنميقات اللغوية، واختار لغة يفهمها الجميع، وجنح إلى السخرية كسلاح نقدي.

مدينة التراب، مجموعة قصصية من تأليف إدريس الخوري.

كان الخوري يميل إلى الكتابة المشهدية، مركزاً بالأساس على الصورة لا الفكرة. لم يكن يرتاح للمناهج الأكاديمية التي تقيّد عملية الكتابة، بل اختار أن يكتب نصوصاً متشظية ومفتوحة. كتب عن المقاهي والحانات التي كان يرتادها، افتتن بالأماكن الشعبية وظلت تشكل مداره، في نفور واضح من كل أشكال الرفاهية التي قد تشوش على نظرته للأدب وحياة الأديب. كان أصدقاؤه ومحبوه ينادونه "بّا ادريس" لما تحمله كلمة الأب من تقدير، ومنهم من سماه بوكوفسكي المغرب نظراً لحياة الصعلكة التي عاشها، وظل يعيشها إلى آخر حياته. فقد جرب الزواج أكثر من مرة ثم ترك حياة الزوجية، عاش حياة الليل بكل جنونها، وكان متمرداً على كل شيء تقريباً. لم يكن يطمئن لأي نظام اجتماعي أو ثقافي، كان جريئاً في آرائه، وسليط لسان في كثير من المناسبات، وله تاريخ مشهود في المصادمات الثقافية.

من يقرأ مقالات إدريس الخوري يدرك أن الرجل، وسط شغبه وفوضاه، كان يحمل رسالة واضحة. وهي أن على الإنسان المعاصر، خصوصاً حين يكون مثقفاً، ألا يتوقف عن النقد وأن ينحاز إلى الفئات المظلومة، وينتصر للقيم الجميلة نكاية بكل قبح. ومن يقرأ قصص إدريس الخوري يحس أن الرجل كان يريد، قبل كل شيء وبعد كل شيء، أن يكتب أدباً يشبهه.

أعماله

اشتهر إدريس الخوري بشكل خاص في مجال القصة القصيرة حيث أصدر عدة مجموعات قصصية من أشهرها:

  • حزن في الرأس والقلب، 1973.
  • ظلال، 1977.
  • البدايات، 1980.
  • الأيام والليالي، 1980.
  • مدينة التراب، 1988.
  • وفضاءات، دار الكلام، 1989.
  • يوسف في بطن أمه، 1994.

وفاته

توفي خوري في منزله بالرباط في 14 فبراير 2022 عن عمر ناهز 83 عاماً.[4][5]

ونعى اتحاد كتاب المغرب الراحل إدريس الخوري في بيان قال فيه "بوفاة الكاتب إدريس الخوري، يكون المغرب الإنساني والإبداعي والإعلامي، قد فقد إنسانا نادرا واستثنائيا، وكاتبا كبيرا، ومبدعاً رفيعاً وملتزما، وصديقا وفيا للشعب المغربي، بمختلف شرائحه الثقافية الاجتماعية، وأحد من خدموا الثقافة والصحافة والإبداع الأدبي المغربي، بشكل قل نظيره، على مدى عقود من الكتابة والإبداع والحضور والنضال والسفر والمغامرات وحب الحياة والنقاش والجدل والتضحيات". وعلى حسابه في موقع فيسبوك نعى رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام الراحل إدريس الخوري ووصفه بـ"أحد أعمدة الأدب المغربي".

وقال اتحاد الكتاب في بيانه "هكذا، ظل كاتبنا الراحل قاصا وناثرا وكاتب مقالة من الطراز الرفيع، يتميز بأسلوبه الخاص في الكتابة وبلغته المميزة له، في التعبير والسرد وصوغ المفارقات الاجتماعية، ما جعل تجربته القصصية وكتاباته عموما، ذات نكهة ساحرة، بما تضمره من سخرية وصفية ونقدية مبدعة".

تكريمات

أقيم مهرجان شعري في الرباط عام 2004 تكريمأً لإدريس الخوري.

المصادر

  1. ^ http://uemnet.free.fr/guide/kha/khaa07.htm
  2. ^ "رحيل الروائي إدريس الخوري ..آخر العنقود من ثلاثي مغربي مبدع". إذاعة صوت ألمانيا. 2022-02-15. Retrieved 2022-02-15.
  3. ^ "القاص المغربي الرائد إدريس الخوري كتب رسالة يأس ورحل". إندپندنت عربية. 2022-02-15. Retrieved 2022-02-15.
  4. ^ "الموت يخطف الكاتب و الصّحافي إدريس الخوري". Achkayen. 14 February 2022. Retrieved 15 February 2022.
  5. ^ "L'écrivain Driss El Khoury s'en est allé". TelQuel (in الفرنسية). Retrieved 2022-02-15.

وصلات خارجية

المراجع

  • Le Monde, 2 October 2003: Driss El Khoury fait bonne figure en Italie (Festival de la littérature méditerraéenne)