أخبار:ولد الإمام الشافعي وسيطا بتشاد

رجل الأعمال والمعارض الموريتاني المصطفى ولد الإمام الشافعي.

في 31 مايو 2022، أعلنت قطر تعيين رجل الأعمال الموريتاني ولد الإمام الشافعي وسيطاً بين الفرقاء التشاديين، في خطوة تهدف إلى إنقاذ الحوار الوطني. وقال موقع آفريكا إنتليجنس، اليوم الثلاثاء، إن قطر اختارت تعيين ولد إمام الشافعي وسيطاً بين الكتلات السياسية التشادية.

وتقود قطر منذ فترة وساطة لتسوية الأزمة السياسية التي تعيشها تشاد منذ مقتل الرئيس إدريس ديبي في 20 أبريل 2020، فيما أعرب المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، مطلق بن ماجد القحطاني، عن تقدير قطر لموافقة السلطات الانتقالية على الدعوة القطرية.[1]

وكانت السلطات التشادية قد وافقت على دعوة الدوحة لتأجيل الحوار، الذي كان من المقرر عقده في 10 مايو، في العاصمة أنجمينا، بهدف منح أطراف المفاوضات في الدوحة فرصة للاتفاق. وأوضح القحطاني أن طلب التأجيل جاء بناء على المعطيات الجارية في مفاوضات الدوحة التي تسير بخطى جيدة وتحرز تقدماً ملموساً، ومن أجل منح الأطراف المشاركة فيها المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق سلام، تمهيدا لانعقاد الحوار الوطني الشامل في أنجمينا. وكان المجلس العسكري الانتقالي في تشاد قد أعلن، في 9 مارس 2022 تشكيل لجنة للتفاوض مع ممثلي جماعات سياسية وعسكرية في البلاد، مشيرة إلى أن الدوحة ستستضيف المحادثات.

معارض المعارضين ولد الإمام الشافعي

ولد الإمام الشافعي في استقبال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، لدى زيارته رواندا، ديسمبر 2019.

المصطفى ولد الإمام الشافعي، هو معارض ورجل أعمال موريتاني، وأحد أنشط الدبلوماسيين في منطقة غرب أفريقيا وأوسعهم علاقات، ويصف نفسه بأنه معارض كل المعارضين لكل ما يمكن أن يمس مصلحة البلاد أو يؤثر على مستقبلها. قضى ولد الإمام معظم سنوات منفاه خارج موريتانيا في قطر، وتصفه الصحف السعودية والإماراتية "برجل قطر في الساحل".كان ولد الشافعي معروفاً في ذلك الوقت بدوره الحاسم في المفاوضات من أجل تحرير العديد من الغربيين الذين خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. اتُّهم مصطفى ولد الإمام الشافعي بأنه "عميل سابق للمخابرات الفرنسية بالمنطقة"، فيما عمل منذ وقت قريب كمستشار للرئيس الرواندي پول كاگامي وللعديد من الزعماء الأفارقة.

وُلد المصطفى ولد الإمام الشافعي في نواكشوط، عام 1960. نشاط والده وتنقله في سنواته الأولى بين عدة دول أفريقية، أتاح له معرفة واسعة بشعوب المنطقة، وعلاقات ثقة تنفذ حدود هذه البلدان.

عام 1982 زار بوركينا فاسو في إطار عمله بشركة طوابع بريدية أفريقية، وسرعان ما ربطته علاقة مع الثائر البوركيني توماس سنكارا، وكان وزيراً حينها. وهي علاقة سرعان ما تطورت إلى صداقة، دفعت ولد الشافعي للمشاركة الفاعلة في الثورة التي قادها سنكارا. وبعد مقتل سنكارا، غادر ولد الإمام بوركينا فاسو حيث زار عدة دول أفريقية، وربطته علاقات بقادة، وشارك في أحدث سياسية فارقة في تاريخها.[2] عام 1996 ربطت علاقة مع الرئيس البوركيني إيليس كومباري، وربطته علاقات خاصة معه، عين بعدها مستشاراً خاصاً له، وهي العلاقة التي استمرت حتىكان آخر مع يغادر معه بوركينا فاسو بعد الإطاحة بكومباري.

ربطته علاقات واسعة مع الطيف السياسي الموريتاني، ومع الطيف المعارض بشكل خاص، وتتجاوز علاقته الفاعلين السياسيين إلى النشطاء الحقوقيين، وفاعلي المجتمع المدني. كان مصطفى ولد الإمام الشافعي من معارضي الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي كان على رأس السلطة من 2008 إلى 2019. لم يعارض ولد الشافعي ولد عبد العزيز فقط، بل كان أيضا أحد معارضي معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الذي بدأ حياته ضابطاً في الجيش وشارك في الانقلاب الذي أطاح بالنظام المدني، ثم تولى الحكم في انقلاب عسكري عام 1984 وظل فيه نحو عقدين من الزمن، إلى أن أطاح به رفاقه سنة 2005. اتهم نظام الطايع ولد الشافعي بدعم وإيواء "فرسان التغيير" الذين نفذوا محاولتين انقلابيتين ضد ولد الطايع في 2003 و2004، وعاد الشافعي في 2005 مع عناصر التنظيم من بوركينا فاسو حيث كان مقيماً، بعد الإطاحة بالطايع.

واجه الشافعي تهمة الإرهاب، التي وجهها له نظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وحرك مذكرة بحث دولية (إنتربول) بحقه، ما منعه من العودة إلى بلده. بعد حوالي عشر سنوات قضاها في المنفى، عاد ولد الإمام إلى موريتاينا في أكتوبر 2020، قادماً من العاصمة القطرية الدوحة، التي قطعت معها موريتانيا علاقتها الدبلوماسية منذ الأزمة الخليجية 2017. وظل ولد الإمام بعيداً عن موريتانيا حتى أسقط الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني مذكرة البحث عنه. وفي ديسمبر 2019، زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العاصمة الرواندية كيگالي، وكان في استقباله بمطارها مصطفى ولد الإمام الشافعي ما جعل عدداً من التحليلات تشير إلى تطور علاقات قطر بإفريقيا بعد طول إقامة رجل الأعمال الموريتاني فيها.

أوردت بعض الصحف أخباراً غير موثوقة عن تسريب تسجيل صوتي، قالت إنه لمكالمة بين ولد الشافعي والرئيس السنغالي ماكي سال، يخبره رجل الأعمال الموريتاني فيها أن "مصادر من داخل نواكشوط تقول إن هناك تحركات موريتانية لتجنيد عملاء بدكار لاغتياله"، وهو ما "تأكدت منه المخابرات المغربية فيما بعد".[3]

انظر أيضاً


مرئيات

عودة ولد الإمام الشافعي لموريتانيا، ديسمبر 2020.

المصادر

  1. ^ "تشاد.. تعيين ولد الإمام الشافعي وسيطا بين الفرقاء السياسيين". صحراء ميديا. 2022-05-31. Retrieved 2022-06-01.
  2. ^ "المعارض المصطفى ولد الإمام الشافعي يتحدث عن علاقته برجل الأعمال محمد ولد بوعماتو". ميادين. Retrieved 2022-06-01.
  3. ^ "طارده رئيس وأعاده آخر.. ما قصة مستثمر موريتانيا ولد الإمام الشافعي؟". الاستقلال. 2020-11-02. Retrieved 2022-06-01.