أخبار:الرئيس الألماني روسيا ستمتد لحدود التشيك

يرى شتاينماير أن الحرب الروسية تستهدف قيم ومبادئ أوروبا الموحدة.
قالت روسيا إن قواتها أصابت سفينة حربية أوكرانية ومخزن أسلحة في أوديسا بالصواريخ.

في 24 يوليو 2022، أكد الرئيس الألماني شتاينماير أن الحرب على اوكرانيا هي "حرب ضد وحدة أوروبا وقيمها" يأتي ذلك في وقت تدفع روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا لمعركة خرسون التي قد تكون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب.[1]

فقد اعتبر الرئيس الألماني فرانك-ڤالتر شتاينماير الأحد (24 يوليو 2022) أن الحرب التي يشنها الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن على أوكرانيا هي أيضاً "حرب ضد وحدة أوروبا". وقال شتاينماير في خطاب في مدينة بادربورن غرب البلاد إن "الحرب التي يشنها بوتين على أوكرانيا هي أيضاً حرب ضد وحدة أوروبا. علينا ألا ننقسم، علينا ألا نجعل العمل الكبير الذي بدأناه بطريقة واعدة جدا من أجل أوروبا موحّدة يتعرض للتدمير".

وأضاف أن "هذه الحرب لا تعني أراضي أوكرانيا فحسب، إنها تمسّ الأساس المشترك لقيمنا ونظامنا السلمي". ورأى أن الدفاع عن هذه القيم وضمان وجودها يعنيان أيضا الاستعداد "للقبول بسلبيات ذات حساسية"، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية عن طبيعة هذه السلبيات.

وتساءل شتاينماير: "هل نحن مستعدون لهذا الأمر؟ نواجه جميعا هذه القضية اليوم وفي الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة".

ولاحظ أن "روسيا لا تكتفي بإعادة النظر في الحدود، لا تكتفي باحتلال أراضي دولة مجاورة مستقلة وسيدة، إنها تصل الى حدود التشكيك في طبيعة الدولة الأوكرانية".

معركة خرسون الحاسمة

ميدانياً تدفع روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، لمعركة خرسون التي قد تكون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب.

وفي قرية مُدمَّرة قرب خط المواجهة في جنوب أوكرانيا، يُشكّل دوي المدفعية الروسية تذكيراً دائماً بالمعركة الطاحنة التي تنتظر القوات الأوكرانية في سياق ما تخطط له من هجوم مضاد على الروس.

وتوعّدت كييڤ بشن هجوم مضاد لاستعادة السيطرة على منطقة خرسون الاستراتيجية. وقال الرئيس الأوكراني ڤولوديمير زلنسكي السبت إن قواته "تتقدّم خطوة خطوة في منطقة خرسون".

في الوقت الراهن، تبدو القوات الأوكرانية في الموقع الذي زارته وكالة فرانس برس مطمئنة الى القيام بعمل جيد للحفاظ على خط المواجهة.

وكانت خرسون أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا. وستكون استعادتها انتصاراً رمزياً واستراتيجياً لكييڤ، إذ ستعني طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق امام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غرباً على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.

وستكون المعركة المقبلة اختباراً أساسياً للقوات الأوكرانية لتحديد ما إذا كانت، في ظلّ تزويدها أسلحة غربية جديدة، ستتمكن من ردع الروس وتحرير كامل أراضيها.

استخدمت أوكرانيا أهمّ ما حصلت عليه من أسلحة غربية ضدّ الروس في مناطقها الجنوبية، وابرزها منظومات صواريخ موجهة من طراز هايمارز زودتها بها الولايات المتحدة يبلغ مداها 80 كيلومتراً. والهدف تدمير مخازن الأسلحة ومراكز القيادة وتعطيل خطوط الإمداد في الأراضي المحتلة.

واستهدفت القوات الاوكرانية أيضاً جسراً رئيسياً على نهر الدنيپر يؤدّي إلى مدينة خرسون، في محاولة لقطع الطريق أمام القوات الروسية المنتشرة في المدينة.

اسئناف تصدير الحبوب

في ذات السياق واصلت أوكرانيا جهودها اليوم الأحد لاستئناف تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود بموجب اتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي لكنها حذرت من أن الشحنات ستواجه مشاكل إذا كان قصف روسيا لميناء أوديسا ينذر بالمزيد.

وندد الرئيس الأوكرني ڤولوديمير زلنسكي بهجمات 23 يوليو ووصفها بأنها "همجية" صارخة تثبت أنه لا يمكن الثقة في موسكو لتنفيذ اتفاق تم التوصل إليه قبل يوم واحد توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

إطفاء نيران الهجوم في أوديسا أوكرانيا

ونقلت قناة سوسبيلن التلفزيونية الأوكرانية الرسمية عن الجيش الأوكراني قوله إن الصواريخ لم تلحق أضراراً كبيرة بمنطقة تخزين الحبوب في الميناء أو تتسبب في دمار كبير، وقالت كييڤ إن الاستعدادات لاستئناف شحنات الحبوب جارية.

وقال أولكسندر كوبراكوڤ وزير البنية التحتية على فيسبوك "نواصل الاستعدادات الفنية لاستئناف صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا".

وأوضح الجيش الأوكراني أن صاروخين روسيين من طراز كاليبر أصابا منطقة بها محطة ضخ في ميناء أوديسا وأن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين آخرين. وقالت روسيا اليوم الأحد إن قواتها أصابت سفينة حربية أوكرانية ومخزن أسلحة في أوديسا بالصواريخ.

ولاقى الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييڤ ترحيباً باعتباره انفراجة دبلوماسية ستساعد في الحد من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية بعودة تصدير شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى مستوياتها قبل الحرب والتي كانت خمسة ملايين طن شهرياً.

ومع دخول الحرب شهرها السادس في 24 يوليو لم يظهر ما يشير إلى تراجع حدة القتال.

ويستهدف اتفاق يوم 22 يوليو السماح بمرور آمن داخل وخارج الموانئ الأوكرانية، التي أغلقها الأسطول الروسي على البحر الأسود منذ غزو موسكو في 24 فبراير، فيما وصفه مسؤول في الأمم المتحدة "بوقف فعلي لإطلاق النار".

وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدى حصار الأسطول الروسي في البحر الأسود للموانئ الأوكرانية منذ غزو موسكو في 24 فبراير إلى احتجاز عشرات ملايين الأطنان من الحبوب، مما أدى إلى زيادة اختناقات سلسلة التوريد العالمية.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ رويترز (2022-07-24). "شتاينماير يحذر من "حرب على وحدة أوروبا" في أوكرانيا". www.dw.com/ar.