الفكر الحر

الفكر الحر Freethought هو وجهة نظر فلسفية أراؤها يجب أن تكون مبنية على أساس من المنطق، العقل والتجريبية وليس السلطة أو التقليد، أو مسلـَّمات أخرى.[1][2][3] ممارسة الفكر الحر تـُعرف بإسم "التفكير الحر"، وممارسو الفكر الحر يـُعرفون بإسم "مفكرون أحرار freethinkers."[1][4]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

استعراض

يرى الفكر الحر أن على الأفراد ألا يقبلوا أفكاراً مُقترحة كحقائق بدون التعريج على المعرفة والعقل. ولذلك يجاهد المفكرون الأحرار لبناء أراءهم على أساس من الحقائق، التمحيص العلمي، والمبادئ المنطقية، المستقلة عن أي مغالطة منطقية أو أي تأثير للسلطة مقيد للفكر، انحياز تأكيدي، انحياز معرفي، حكمة تقليدية، ثقافة شعبية، حكم مسبق، طائفية، تقليد، أسطورة حضرية، وكل المسلـَّمات الأخرى. وفيما يتعلق بالدين، يرى المفكرون الأحرار أنه لا يوجد دليل كافي يدعم وجود ظواهر خارقة.[5]

ولعل سطراً من "عقيدة كليفورد Clifford's Credo" لعالم الرياضيات والفيلسوف البريطاني من القرن 19، وليام كنگدون كليفورد، ربما يكون أفضل وصف لأساس الفكر الحر: "إنه لمن الخطأ دوماً، وفي كل مكان ولأي شخص، أن يعتقد أي شيء بدون دليل كافي."


الرمز

بنفسج الثالوث، رمز الفكر الحر.

بنفسج الثالوث pansy هي رمز الفكر الحر منذ زمن بعيد، وقد بدأ استخدامها في أدبيات الاتحاد العلماني الأمريكي American Secular Union في أواخر القرن التاسع عشر. وسبب اتخاذ تلك الزهرة رمزاً للفكر الحر يأتي من اسمها ومظهرها. وسبب التسمية يأتي من أن الكلمة الفرنسية لبنفسج الثالوث هي pensée پانسيه، والتي تعني أيضاً "الفكر"؛ وقد أخذت الزهرة ذلك الاسم لأنها تشبه الوجه البشري، وفي منتصف لآخر الصيف، فإنها تنحني للأمام كما لو كانت في تفكير عميق.[6]

التاريخ

قبل الحركة الحديثة

في البوذية، فإن نوعاً من الفكر الحر دعا إليه گاوتاما بوذا، الذي تحدى المسلّمات[7] وقد حث الناس على ألا يتـَّبعوا أي شيء لمجرد التقاليد. التشابه بين تعاليمه والفكر الحر يمكن ملاحظته في كلاما سوتـّا:

"It is proper for you, Kalamas [the people of the village of Kesaputta], to doubt, to be uncertain; uncertainty has arisen in you about what is doubtful. Come, Kalamas. Do not go upon what has been acquired by repeated hearing; nor upon tradition; nor upon rumor; nor upon what is in a scripture; nor upon surmise; nor upon an axiom; nor upon specious reasoning; nor upon a bias towards a notion that has been pondered over; nor upon another's seeming ability; nor upon the consideration, 'The monk is our teacher.' Kalamas, when you yourselves know: 'These things are bad; these things are blameable; these things are censured by the wise; undertaken and observed, these things lead to harm and ill, abandon them.

"...Do not accept anything by mere tradition... Do not accept anything just because it accords with your scriptures... Do not accept anything merely because it agrees with your pre-conceived notions... But when you know for yourselves—these things are moral, these things are blameless, these things are praised by the wise, these things, when performed and undertaken, conduce to well-being and happiness—then do you live acting accordingly."

الفكر الحر

إذا شئنا ألاّ نفهم الفلسفة المدرسية على إنها تكديس لا طائل من ورائه للتجريدات المملة، وجب علينا ألا ننظر إلى القرن الثالث عشر على انه الميدان الذي يصول فيه الفلاسفة المدرسيون ويجولون غير منازعين، بل أن ننظر إليه على انه ميدان اصطرع فيه مدى سبعين عاما المتشككة، والماديون، والأحديون القائلون بوحدة الوجود، والجاحدون بالله، اصطرع فيه هؤلاء مع علماء اللاهوت المسيحي للاستحواذ على العقل الأوربي.

ولقد لاحظنا من قبل وجود نزعة عدم الإيمان بين أقلية ضئيلة من سكان أوربا، وزادت هذه الأقلية في القرن الثالث عشر على اثر اتصال الأوربيين بالمسلمين عن طريق الحروب الصليبية وتراجم الكتب العربية. ولما تبين الأوربيون وجود دين آخر، اخرج رجالاً عظاماً أمثال صلاح الدين والمندي، وفلاسفة مثل ابن سينا وابن رشد، كان ذلك في حد ذاته كشفاً اضطربت له نفوسهم؛ ذلك أن مقارنة الأديان لا تنفع الدين أي نفع. ومن الشواهد على هذا ما نقله ألفونسو الحكيم Alfonso the wise، (1252- 1284) عن انتشار عدم الاعتقاد بالخلود بين مسيحيي أسبانيا(21)؛ وليس ببعيد أن تكون آراء ابن رشد قد تسربت إلى الشعب نفسه. وكان في جنوبي فرنسا في القرن الثالث عشر جماعة من أصحاب النزعة العقلية القائلين بان الله بعد ان خلق العالم تركه تسيره القوانين الطبيعية؛ وكانوا يعتقدون أن المعجزات مستحيلة، وان الصلاة لا تستطيع تغيير مسلك العناصر، وان الأنواع الجديدة لم تخلق خلقاً خاصاً وإنما وجدت بالتطور الطبيعي(22). وكان بعض أصحاب التفكير الحر- وبعض القساوسة أنفسهم - ينكرون تحول العشاء الرباني إلى جسم المسيح(23). وأخذ أحد المدرسين في أكسفورد يشكو قائلاً (انه ليس ثمة ما هو أشبه بالوثنية من القربان عند المذبح)(24). ويقول ألان من ليل Alain of Lille (ع1114- 1203) أن كثيرين من المسيحيين الزائفين في وقتنا هذا ينكرون البعث لان الروح تفنى مع الجسم)؛ وهم يؤيدون اعتقادهم بأقوال أبيقور ولكريشيوس. ويعتنقون مذهب الجوهر الفرد، ويخرجون من هذا إلى أن خير ما يفعله الإنسان هو ان يستمتع بالحياة على ظهر الأرض(25).

ويبدو إن انتشار الصناعة في حواضر فلاندرز قد عمل على نشر الإلحاد. وشاهد ذلك إننا نجد ديڤد من دينانت في بداية القرن الثالث عشر وسيجر من برابنت قرب اختتامه يتزعمان حركة تشكك قوية. وكان داود (حوالي 1200) يدرس الفلسفة في باريس، ويمتع إنوسنت الثالث بجدله الدقيق(26)، ويعبث بضرب مادي من عقيدة الأحدية مضمونه إن الله، والعقل، والمادة الخالصة (المادة قبل ان تتشكل) أصبحت كلها وحدة في ثالوث جديد(27). وحرم كتابه كواترنولي Quaternuli ، والذي لا وجود له الآن. وأحرق بأمر مجلس باريس المقدس الذي عقد في عام 1210. وندد هذا المجلس نفسه بأحدية قال بها أستاذ آخر من جامعة باريس هو أملريك من بنا، ومضمونها ان الله والخليقة شيء واحد. وأرغم أملريك على أن يرجع عن قوله ومات، كما يقول، من حسرة الخيبة (1207) (28). وأمر المجلس تنبش عظامه وتحرق في ميدان باريس إرهاباً لاتباعه الكثيرين. غير انهم ظلوا مستمسكين بآرائهم على الرغم من هذا، ووسعوا نطاق آرائه فأنكروا وجود الجنة والنار، وقوة القربان المقدس. وحرق عشرة من اتباع أملريك هذا أحياء (1210)(29).

وازدهر التفكير الديني الحر في جنوبي إيطاليا الذي كان يحكمه فردريك الثاني، حيث شب القديس تومس، وحيث أعلن الكردنال أبلديني صديق فردريك جهرة اعتناقه المذهب المادي(30). أما في إيطاليا الشمالية فان عمال الصناعة، ورجال التجارة والمال، والمحامين، وأساتذة الجامعات اندفعوا إلى حد ما في تيار المتشككين. واشتهرت جامعة بولونيا بعدم مبالاتها بالدين، فكانت المدارس الطبية فيها وفي غيرها من المدن مراكز للشك، وفيها نشأ القول المأثور (حيث يجتمع ثلاثة أطباء يكون اثنان منهم كافرين ubi tres medici duo athei )، وكادت آراء ابن رشد حوالي عام 1240 تصبح الطراز العصري بين الطبقات المتعلمة من غير رجال الدين في إيطاليا. وكان آلاف منهم يقبلون عقائد ابن رشد القائلة بان القانون الطبيعي يحكم العالم دون تدخل من قبل الله؛ وان العالم مخلد كله؛ وانه لا يوجد إلا نفس واحد خالدة هي (عقل) الكون (الفعال)، وان النفس الفردية ليست إلا مظهراً أو صورة عابرة زائلة من هذا العقل، وان الجنة والنار قصص اخترعت لتغرى العالم أو ترهبهم فيحسن سلوكهم(32). وأراد بعض المعتنقين لآراء ابن رشد ان يسترضوا محاكم التفتيش فتقدموا بعقيدة الحقيقة المزدوجة؛ فقالوا أن القضية قد تبدو صحيحة من ناحية الفلسفة أو حسب التعليل الطبيعي، ولكنها مع ذلك قد تكون خاطئة حسب الكتب المقدسة أو الدين المسيحي؛ واقروا في الوقت نفسه انهم يؤمنون بمقتضى الدين بما يشكون فيه حسب العقل والمنطق. وهذه النظرية تنكر الفرض الأساسي من فروض الفلسفة المدرسية - وهو إسكان التوفيق بين العقل والدين.

وكانت جامعة پادوا في أواخر القرن الثالث عشر، وطول القرنين الرابع عشر والخامس عشر مركزاً مضطرباً لفلسفة ابن رشد. ونذكر من الشواهد الدالة على هذا الاضطراب أن بطرس من أبانو Peter of abano (حوالي 1250- 1316) أستاذ الطب في جامعة باريس ثم أستاذ الفلسفة في جامعة پادوا، ألف كتاباً يراد به التوفيق بين النظريات الطبية والفلسفية. وقد اكتسب مكانة ملحوظة في تاريخ العلوم الطبيعية لأنه قال في دروسه أن المخ هو مصدر الأعصاب وان القلب مصدر الأوعية الدموية. ولأنه قدر طول السنة تقديراً مدهشاً في وقته وهو 365 يوما، وست ساعات وأربع دقائق(34). وكان لثقته بالفلسفة يرجع العلل كلها تقريباً لقوة النجوم وحركتها، وكاد يبعد الله عن حكم العالم(35). واتهمه رجال محاكم التفتيش بالإلحاد؛ غير أن المركيز أزو الثامن دسته Azzo VIII d'Este والبابا هونوريوس الرابع كانا من بين مرضاه فبسطا حمايتهما عليه. ثم اتهم مرة أخرى في عام 1315، ونجا هذه المرة من المحاكمة بان مات ميتة طبيعية. وحكم قضاة التفتيش بان تحرق جثته في ميدان الحريق، ولكن أصدقاءه أخفوا رفاته إخفاء محكما اضطرت المحكمة أن تنفذ حكمها بحرق صورة له(36).

ووجد توماس أكويناس بعد انتقاله من إيطاليا إلى باريس أن فلسفة ابن رشد قد استحوذت من زمن بعيد على جزء كبير من الجامعة، ويؤيد هذا ما لاحظه وليام من أوڤرن William of Auvergne في عام 1240 من أن في الجامعة (كثيرين من الرجال يلتهمون هذه النتائج (من فلسفة ابن رشد) من غير تمحيص)؛ وان تومس نفسه وجد فلسفة ابن رشد منتشرة بين شباب الجامعة(37). ولعل ما نقله توماس عن هؤلاء قد روع البابا أسكندر الرابع (1256) فكلف ألبرتس مجنس أن يكتب رسالة في وحدة العقل ضد فلسفة ابن رشد. ولما جاء توماس ليدرس في باريس (1252- 1261، 1269- 1276) كانت حركة الفلسفة الرشدية قد بلغت ذروتها؛ وقد درس زعيمها في فرنسا سيگر من برابنت Siger of Barbant في هذه الجامعة من 1266 إلى 1276. وظلت فلسفة ابن رشد والكثلكة تتخذان من جامعة باريس ميداناً لاقتتالهما جيلا من الزمان.

وكان سيگر (1235؟- 1281) وهو قس من غير رجال الدين الاديرة متجراً في العالم؛ وحتى الأجزاء القليلة الباقية من مؤلفاته تنقل عن الكندي، والفارابي، والغزالي، وابن سينا، وابن باجة، وابن جبروئيل، وابن ميمون. ويقول سيجر في سلسلة من الشروح والتعليقات على أرسطو، وفي مقالة جدلية ضد رجلي الفلسفة الذائعة الصيت، ألبرت وتوماس، يقول سيجر في هذه وتلك أن ألبرت وتوماس يفسران الفلسفة تفسيراً خاطئاً وان ابن رشد يفسرها تفسيراً صحيحاً(39). وهو يستخلص ما يستخلصه ابن رشد من أن العالم أزلي، وأن القانون الطبيعي لا يتبدل، وان نفس النوع وحدها هي التي تبقى بعد موت الفرد. ويقول سيجر أن الله هو العلة النهائية، لا العلة الفعلية، للأشياء- وهو هدف الخليقة لا علتها. وقد افتتن بالمنطق فقاده هذا الافتتان كما قاد ڤيكو Vico ونيتشه إلى الإيمان بعقيدة تسلسل الحادثات تسلسلاً لا نهائياً فقال: بما أن جميع الحادثات الأرضية تحددها في نهاية الأمر تجمعات النجوم، وبما أن عدد التجمعات الممكن حدوثها محدودة، فان كل تجمع لا بد أن يتكرر بصورته نفسها المرة بعد المرة في زمن لا نهائي، تكراراً تعقبه حتما نفس النتائج التي أعقبته من قبل؛ وبذلك تعود (نفس الأنواع، ونفس الاراء، والقوانين، والأديان) (40). وقد حرص سيرجو على أن يضيف إلى هذا (ونحن نقول هذا أخذاً برأي الفيلسوف، دون أن نقطع بصحته) (41). وكان يضيف مثل هذا الاحتياط إلى كل رأي من آراءه الملحدة. ولم يكن يجهر بعقيدة الحقيقتين؛ وكان يعلم تلاميذه أن بعض النتائج تستتبعها آراء أرسطو ويستتبعها العقل؛ فإذا كانت هذه النتائج تناقض العقائد المسيحية، فانه يؤكد إيمانه بعقائد الدين، ويسمها هي وحدها، دون الفلسفة بميسم الحق(42).

ويدل تقدم سير إلى المطالبة بان يكون مديراً للجامعة على انه كان له فيها اتباع كثيرون، وان لم يوفق في طلبه هذا (1271). وليس أدل على تمكن فلسفة ابن رشد في جامعة باريس من تنديد إتيان تمپييه Etienne Tempier أسقف باريس بهذه الحركة المرة بعد المرة. ففي عام 1269 حكم بأن ثلاث عشرة قضية من القضايا التي يعلمها في الجامعة بعد الفلاسفة مبادئ الحادية لا تتفق مع الدين، وهذه القضايا هي: أنه لا يوجد في الناس كلهم إلا عقل واحد.... وان العالم أزلى... وأنه لم يوجد قط رجل أول... وأن النفس تفسد بفساد الجسم... وأن إرادة الإنسان تريد وتختار بحكم الضرورة... وأن الله لا علم له بالحوادث الفردية... وأن أعمال الإنسان لا تسيطر عليها العناية الإلهية(43).

ويبدو أن مدرسة ابن رشد الفلسفية ظلت تعلم كما كانت تعلم من قبل، وشاهد ذلك أن الأسقف أصدر في عام 1277 ثبتاً بتسع عشرة ومائتي مسألة قرر رسمياً إنها تسم القائلين بها بالإلحاد. وهذه المسائل، على حد قول الأسقف، كان يعلمها سيگر أو بوئثيوس من داتشيا Boethius of Dacia أو غيرهما من أساتذة جامعة باريس ومنهم القديس توماس نفسه. وكانت هذه المسائل التسع عشرة والمائتين تشمل التي حكم عليها في عام 1269 وغيرها من المسائل الشبيهة بالأقوال الآتية:

إن عملية الخلق مستحيلة... إن الجسم إذا فسد (بالموت) لا يمكن أن يقوم بعدئذ بوصف كونه الجسم نفسه... أن من واجب الفيلسوف ألا يؤمن ببعث في المستقبل، لأن هذا لا يمكن ان يمحصه العقل... أن أقوال علماء الدين قائمة على الطرافات... أن علوم الدين لا تضيف شيئاً ما إلى معلوماتنا... أن الدين المسيحي يقف في سبيل العلم... أن الإنسان يحصل على السعادة في هذه الحياة لا في غيرها... أن العقلاء في هذه الأرض هم الفلاسفة وحدهم... أنه ليس ثمة حالة أفضل من أن يجد الإنسان فراغاً في دراسة الفلسفة(44).

وأدانت محكمة التفتيش سيگر في شهر أكتوبر من عام 1277؛ وقضى سنيه الأخيرة في إيطاليا سجيناً بأمر المحكمة الرومانية حتى اغتاله مختال نصف مجنون في اورڤييتو Orvieto.

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ أ ب http://www.merriam-webster.com/dictionary/freethinker
  2. ^ http://dictionary.reference.com/browse/free+thought
  3. ^ http://www.iheu.org/glossary/12#letterf
  4. ^ http://www.ffrf.org/nontracts/freethinker.php
  5. ^ Hastings, James. Encyclopedia of Religion
  6. ^ A Pansy For Your Thoughts, by Annie Laurie Gaylor, Freethought Today, June/July 1997
  7. ^ "Buddha, The Sensible Rationalist!". http://nirmukta.com/heretics-rebels-and-revolutionaries/. nirmukta. {{cite web}}: External link in |work= (help)

Humanist Canada


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستزادة

وصلات خارجية