الامبراطورية البريطانية

(تم التحويل من British Empire)

تعتبر الإمبراطورية البريطانية أكبر إمبراطورية في تاريخ العالم فلم تكن مجرد قوة عظمى بل هي من أوائل القوى في العالم و لفترة طويلة . و قد كانت نتاج عصر الاستكشاف الأوروبي الذي بدأ مع الاكتشافات البحرية العالمية للدول الأيبيرية في أواخر القرن الخامس عشر مما أدى إلى تدشين عصر الإمبراطوريات العالمية الأوروبية . في عام 1913 بسطت الإمبراطورية البريطانية سلطتها على تعداد سكاني يقارب 458 مليون شخص ، أي حوالي ربع سكان العالم.[1] و غطت تقريبا 36.6 مليون كيلومتر مربع (14.2 مليون ميل مربع)،[2]، أي حوالي ربع مناطق الأرض . بالرغم من أن معظمها نشأ في أمم الكومنويلث ، بقي التأثير البريطاني قويا في جميع نواحي العالم : في التطبيق الاقتصادي و الأنظمة القانونية والحكومية و المجتمع والرياضة (مثل الكريكت و كرة القدم) ، و في اللغة الإنجليزية نفسها ، وهذا غيض من فيض . وبسبب اتساع حجمها في أوج قوتها ،قيل أنها " الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" ويؤكد اتساع الإمبراطورية على طول العالم أن الشمس كانت تشرق دائما على واحدة على الأقل من مستعمراتها العديدة.

الإمبراطورية البريطانية في عام 1897، تظهر باللون الوردي ، اللون التقليدي لسيطرة الاستعمار البريطاني على الخريطة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الإمبراطورية الإنجليزية

نمو إمبراطورية ما وراء البحار

رسخت السياسات البحرية الرائدة للملك الإنجليزي هنري السابع الذي حكم من 1485 إلى 1509 إمبراطورية ما وراء البحار البريطانية (بما يتعلق بالاستكشافات البريطانية للمحيط و الاستيطان خارج أوروبا و خارج الجزر البريطانية) . تعزز عمل الصلات التجارية لتجارة الصوف خلال حكم سلفه ، الملك ريتشارد الثالث ، فأسس هنري النظام الإنجليزي الحديث للتجارة البحرية ، الذي وسع بشكل هائل كلا من صناعة السفن و الإبحار . وكذلك زودت تجارة البحرية الأساس للمؤسسات التجارية التي لعبت دورا حساسا في إنجلترا وبعد الوحدة مع سكوتلاندا في عام 1707 ، لتكون الإمبراطورية البريطانية المشتركة ، المتضمنة لشركة خليج ماساشوستس و شركة شرق الهند البريطانية. أدت إصلاحات هنري المالية لإيجاد خزينة الدولة الإنجليزية لقضاء الديون ، التي ساعدت في تأمين التطور للتجارة البحرية . كذلك اصدر هنري أوامره لبناء أول ميناء إنجليزي ، في بورتسماوث ، و لتطوير أسطول إنجلترا الصغير . وعلاوة على ذلك تكفل هنري برحلات البحار الإيطالي جون كابوت في عامي 1496 و 1497 مما أدى إلى إيجاد أول مستعمرة ما وراء البحار لإنجلترا– مستوطنة الصيد – فينيوفاوندلاند التي طالب بها كابوت لصالح هنري.[بحاجة لمصدر]

اتسعت تأسيسات القوة البحرية التي وضعت تدريجيا خلال حكم هنري السابع لتحمي التجارة الإنجليزية و لتفتح طرقا جديدة . أوجد الملك هنري الثامن الأسطول الإنجليزي الحديث عبر خطط لموانئ جديدة ، و إنشاء شبكات الإنارة و المنارات التي سهلت بشكل كبير الإبحار من الشواطئ لكل من التجار البحارة الإنجليز والأجانب . لذلك أسس هنري قاعدة ذخائر الأسطول الملكي الذي تمكن من إيقاف الأسطول الحزبي الإسباني "ارمدا" في عام 1588 ، ووضعت اختراعاته البذور الأولى للأسطول الإمبريالي بعد عدة أيام.

أيرلندا

انبثقت أول الإنجازات الجوهرية للإمبراطورية الاستعمارية من قرار اللقب الملكي الذي أقره البرلمان الايرلندي في عام 1541 . حول هذا التمثال ايرلندا من سيادة خاضعة للعرش الإنجليزي إلى مملكة لها حقها المستقل . فكانت نقطة البداية لإعادة غزو تيودور لايرلندا . تم في عام 1550 اعتماد سياسة الالتزام لمستعمرات البلاد التي بلغت اوجها في مزرعة الستر في عام 1610 بعد سنوات الحرب التسعة من 1595 إلى 1603 . في أثناء هذا الوقت شكلت مزارع ايرلندا نماذج للإمبراطورية و انخرط العديد من الناس في هذه المشاريع فكان لهم اليد في تكوين بداية المستعمرات في شمال أمريكا مثل : همفري جلبرت و والتر ريلاي و فرانسيس دريك و رالف لين .

العصر الإليزابيثي

هزيمة الارمدا الإسبانية, على يد فيليب جاك دو لوثيربورج، رسمت في عام 1796.

أبحر السيد برانسيس دريك حول العالم في الأعوام من 1577 إلى 1580 خلال فترة حكم تيدور الملكة اليزابيث الأولى ، فكان الثاني في تحقيق هذا الإنجاز بعد بعثة فيرديناند ماجلان . في عام 1579 رسى دريك في مكان ما في كاليفورنيا الشمالية فضم للعرش الإنجليزي ما اسماه ب Nova Albion ("الالبيون الجديد " حيث الالبيون هو اسم قديم لإنجلترا) ، و مع انه لم يعقب هذا الانضمام مستوطنة . أوضحت الخرائط فيما بعد تواجد Nova Albion على طول شمال إسبانية الجديدة . لذلك تزايد اهتمام إنجلترا تدريجيا بما هو خارج أوروبا ، بتحفيز من جون دي الذي سك عبارة " الإمبراطورية البريطانية " . كان خبيرا في البحرية و زاره العديد من المستكشفين الإنجليز قبل وبعد حملاتهم . كان من سكان ويلز وكان استخدامه للفظ "بريطاني" مناسبا لعائلة تيودور اليزابيث ذات الأصول التابعة لويلز ،و قد استمد تصوراته للإمبراطورية من كتاب دانتي "الملك" . تابع همفري جيلبرت ما ضمه كابوت عندما أبحر إلى نيوفو في عام 1583 و أعلنها كمستعمرة إنجليزية في الخامس من أغسطس/ آب في شارع جون . نظم السيد والتر ريلاي المستعمرة الأولى في شمال كارولينا في عام 1587 في جزيرة روانوك. استمرت كل من مستوطنة نيوفاوندلاند لجيلبرت و مستعمرة روانوك لفترة قصيرة من الزمن ومن جهة أخرى قد هجرتا بسبب نقص في الغذاء و قساوة الطقس و تحطم السفن و المواجهات العنيفة مع شعوب القبائل في قارة أمريكا الشمالية.

أدى اتساع أسطول هنري الثامن إلى اعتماد العصر الاليزابيثي على الأسس الإمبريالية للقرن الماضي ، و على تطوير البحارة الإنجليز للاستكشافات الأطلسية بالإضافة إلى تشجيع التجارة البحرية وخاصة مع هولندا و مع الرابطة الهانزية . وسرعان ما تحولت الحروب الانجلو إسبانية التي دامت لعشرين سنة تقريبا (1585-1604 ) و التي بدأت لصالح إنجلترا و الاستيلاء على كاديز و التصدي للارمدا الأسبانية ، لصالح إسبانيا التي كبدتها العديد من الهزائم الشديدة التي أدت إلى انحدار الأسطول الملكي و سمحت لأسبانيا بالاحتفاظ بسيطرة قوية على ممرات البحر الأطلسي ، معترضا الآمال الإنجليزية في بناء مستعمرات في شمال أمريكا . مع ذلك منح هذا فعلا البحارة و بنائي السفن الإنجليز تجارب حية .

عصر ستيوارت

في عام 1604 قام الملك جيمس الأول ملك إنجلترا بمفاوضات معاهدة لندن ، لإنهاء العنف مع إسبانيا ، وتبعتها أول مستوطنة إنجليزية في عام 1607 في مدينة جيمس في فيرجينيا . بسطت إنجلترا خلال القرون الثلاثة التالية نفوذها إلى ما وراء البحار وعززت تقدمها السياسي في الوطن مع قرارات الاتحاد في عام 1707 ، حيث اتحد برلمان إنجلترا و برلمان الاسكتلنديين في ويستمنستر في لندن تحت عنوان برلمان بريطانيا العظمى مما أدى بدوره لولادة مملكة بريطانيا العظمى.

الدور الاسكتلندي

كان هناك العديد من المحاولات قبل هذا الاتحاد لتكوين دول ما وراء البحار الاسكتلندية ، مع وجود العديد من المستوطنات الاسكتلندية شمال وجنوب أمريكا . ربما كانت نوفا سكوتيا أعظم فرصة لاسكتلندا لتكوين تواجد دائم في أمريكا ، لكن سمعتها السيئة كانت من سوء حظ خطة دارين التي حاولوا من خلالها إنشاء مستعمرة و محطة تجارية في باناما لتنمية التجارة بين اسكتلندا و الشرق الأقصى . بعد قرار الاتحاد في عام 1707 تولى العديد من الاسكتلنديين خاصة في كندا و جامايكا و الهند و استراليا و نيوزيلندا مناصب كمدراء و أطباء و محامين و مدرسين في ما سمي بالإمبراطورية البريطانية . أدى التقدم في اسكتلندا خلال فترة الازدهار الاسكتلندي إلى تطورات في جميع أنحاء الإمبراطورية . استقر الاسكتلنديون في الإمبراطورية كما قامت بتطوير و بناء مجتمعاتهم الخاصة مثل دنيدن في نيوزلندا .

الاستعمار

في عام 1583 ضم همفري جيلبرت جزيرة نيوفاوندلاند كجزيرة تابعة لإنجلترا تحت حكم اليزابيث الأولى ، معززا بذلك ضم جون كابوت للجزيرة سابقا في عام 1497 ، تحت حكم هنري السابع كأول مستعمرة ما وراء البحار . منع تحطم سفينة جلبرت من تكوين مستوطنة في نيوفاوندلاند غير أن صيادي سمك القد الموسميين كانوا يترددون على الجزيرة منذ عام 1497 . مع ذلك تمكن مستعمرو مدينة جيمس بقيادة الكابتن جون سميث من التغلب على الحرمان الشديد في الشتاء في عام 1607 لإيجاد أول مستوطنة دائمة في ما وراء البحار . وهكذا تشكلت الإمبراطورية في أوائل القرن السابع عشر مع الاستيطان الإنجليزي في المستعمرات الشرقية لشمال أمريكا التي أصبحت لاحقا تعرف بالولايات المتحدة و [[مقاطعات كندا على المحيط الأطلسي]] و استعمار الجزر الصغيرة في البحر الكاريبي مثل سانت كيتس و باربادوس و جامايكا.

كانت مستعمرات البحر الكريبي المنتجة للسكر و التي أصبح الاسترقاق فيها جزء أساسيا في اقتصادها من أكثر مستعمرات إنجلترا أهمية وربحا .ما قدمته المستعمرات الأمريكية من التبغ و القطن و الأرز في الجنوب و من المعدات والتجهيزات العسكرية البحرية و الفرو في الشمال كان أقل نجاحا من الناحية المالية لكن امتلاكها لمساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة جذب أعدادا كبيرة من المهاجرين الإنجليز .

وسعت الحروب و المستعمرات من الإمبراطورية الأمريكية التابعة لإنجلترا ببطء ، تمكنت إنجلترا من السيطرة على نيوأمستردام (ولاحقا نيويورك ) من خلال المفاوضات التي تبعت الحرب الانجلو هولندية الثانية . و حث تنامي المستعمرات الأمريكية غربا على البحث عن أراضي زراعية جديدة .

هزم البريطانيون الفرنسيين أثناء سنوات الحرب السبعة في سهول أبرا هام و استولت على فرنسا الجديدة جميعها في عام 1760 مما أعطى بريطانيا سيطرة على الأجزاء الكبيرة من شمال أمريكا . أدى الانتصار البريطاني على الفرنسيين في سنوات الحرب السبعة إلى حركة استقلال في الجزء الشمالي من المستعمرات الأمريكية ، حيث شعر الكثير من المستعمرين بعدم الحاجة إلى الحماية البريطانية عقب خروج الفرنسيين من شمال أمريكا . لاحقا شكلت مستوطنة أستراليا (بدأ من المعتقلات من عام 1788 ) و نيوزيلندا (تحت الحكم من 1840 ) منطقة رئيسية لهجرة البريطانيين . ضمت القارة الأسترالية جميعها إلى بريطانيا عندما اكتشف ماثيو فلنديرز هولندا الجديدة وجنوب ويلز الجديد ليكون الشاطئ الوحيد بعد إكمال إبحاره حوله في عام 1803 . ثم أصبحت المستعمرات لاحقا مستعمرات ذات حكم ذاتي و أصبحت مصدر تصدير مربح للصوف و الذهب .

انظر أيضا استعمار البريطانيين للأمريكيتين و استعمار الاسكتلنديين للأمريكيتين و استعمار أهالي ويلز للأمريكيتين و تاريخ أمريكا الاستعماري .


التجارة الحرة و " الإمبراطورية غير الرسمية "

استسلام كورنواليس في يوركتاون(جون ترومبل ، 1797، 1797). شكل خسارة المستعمرات الأمريكية نهاية " الإمبراطورية البريطانية الأولى ".

بدأ انهيار النظام الاستعماري البريطاني القديم في القرن الثامن عشر. أصبحت الإمبراطورية خلال سيطرة الحزب اليميني التام على الحياة السياسية الداخلية (1714-62 ) أقل أهمية وأقل احتراما حتى كانت تلك المحاولة المشؤومة (تضمنت بشكل كبير الضرائب والاحتكار و التقسيم ) لعكس ما نتج " الإهمال المفيد " (أو " الإهمال اللطيف" ) التي أشعلت حرب الاستقلال الأمريكية (1775- 83 )، مما حرم بريطانيا من مستعمراتها الأكثر كثافة سكانية مع أن الاستثمارات البريطانية استمرت لتلعب دورا هاما في اقتصاد الولايات المتحدة حتى الحرب العالمية الأولى. أشير إلى هذه الفترة كنهاية "للإمبراطورية البريطانية الأولى"، مما يظهر تحول التوسعات البريطانية من الأمريكيتين في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى ما عرف " بالإمبراطورية البريطانية الثانية " في آسيا ولاحقا في أفريقيا من القرن الثامن عشر. أظهرت خسارة المستعمرات الثلاثة عشر أن هذه المستعمرات ليست بالضرورة ذات فائدة من الناحية الاقتصادية، حيث بإمكان بريطانيا الاستفادة من التجارة مع المستعمرات السابقة بدون الحاجة لأن تتكلف للدفاع عنهم وعن سيادتهم.

حسب النظام التجاري، فإن المبدأ الاقتصادي في المنافسة بين الأمم من أجل كمية من الثروة المحدودة التي شكلت الفترة الأولى من التوسع الاستعماري هي الآن تفسح المجال في بريطانيا وفي أماكن أخرى إلى سياسة عدم التدخل الليبرالية الاقتصادية لآدم سميث وأتباعه مثل ريتشارد كوبدين .

ساهم ما تعلموه من خسارة الشمال الأمريكي البريطاني – وقد تكون التجارة مربحة أكثر مع غياب الحكم الاستعماري – في التوسيع في الأعوام 1840 و 1850 من حالات الحكم الذاتي للمستعمرة إلى مستعمرات المستوطن الأبيض في كندا وأستراليا حيث يبدو فيها السكان البريطانيين أو الأوربيين كقاعدة أمامية " للدولة الأم ". عوملت ايرلندا بشكل مختلف بسبب قربها الجغرافي، واندماجها مع المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى و ايرلندا في عام 1801، مما كان سببا في الثورة الايرلندية في عام 1798 على الحكم البريطاني. أثناء هذه الفترة، حظرت بريطانيا تجارة الرقيق في عام 1807 وعن قريب بدأت بفرض هذا النظام على الأمم الأخرى. في منتصف القرن التاسع عشر اجتثت بريطانيا عالم تجارة الرقيق. اختفى الاسترقاق في المستعمرات البريطانية في عام 1834، بالرغم من احتفاظ ظاهرة عقود العمل بكثير من الطابع القمعي حتى عام 1920.

ترافقت نهاية الأنظمة الاستعمارية القديمة ونهاية الرق بالتجارة الحرة، التي بلغت أوجها بإلغاء قوانين الذرة وقوانين الملاحة في عام 1840. فتحت التجارة الحرة السوق البريطانية لمنافسة طليقة محرضة الدول الأخرى للعمل المتبادل خلال الأرباع الوسطى من القرن التاسع عشر .


يدعي البعض أن ظهور التجارة الحرة عكس موقع بريطانيا الاقتصادي وأن لا علاقة له بأي قناعة فلسفية صحيحة . و بالرغم من الخسارة المسبقة لثلاثة عشر مستعمرة من مستعمرات شمال أمريكا البريطانية فإن الهزيمة الأخيرة في أوروبا في فرنسا نابليون في عام 1815 تركت بريطانيا كأنجح قوة دولية . في حين أعطاها التطور الصناعي للبلاد قيادة اقتصادية بلا منافس ، و سيطر الأسطول الملكي على البحار. لكن الانشغال بالشؤون الأوروبية كقوة منافسة منع بريطانيا من مواصلة التوسع في اقتصادها والتأثير السياسي عبر " الإمبراطورية الغير رسمية " على أساس التجارة الحرة والتفوق الاستراتيجي.

كانت بريطانيا بين مؤتمر ڤيينا في عام 1815 وبين الحرب الفرنسية الپروسية في عام 1870 القوة الصناعية الوحيدة في العالم، مع ما يفوق 30% من النتاج الصناعي العالمي في عام 1870. وبما يشبه " ورشة العالم "، كان بإمكان بريطانيا إنتاج سلع تامة مفيدة ورخيصة تباع بسعر اقل مقارنة مع المواد الغذائية المنتجة في الأسواق الأجنبية. وبحصول بريطانيا على ظروف سياسية مستقرة في أسواق ما وراء البحار، ازدهرت من خلال التجارة الحرة وحدها بدون الحاجة للجوء إلى القانون الرسمي. في الأمريكتين كانت إمبراطورية التجارة البريطانية الغير رسمية مدعومة من قبل المصالح المشتركة لبريطانيا مع عقائد مذهب مونرو للولايات المتحدة التي صرحت أن العالم الجديد لن يكون مفتوحا للاستعمار أو لتدخل الأوروبيين السياسي. حيث لا تمتلك الولايات المتحدة الآن القوة العسكرية لفرض هذا المعتقد، بقي البريطانيون بإمكانهم الدخول في الأسواق الجديدة في أمريكا اللاتينية التي أنشئت بعد الاستقلال من إسبانيا والبرتغال، واستمرت السيادة التجارية البريطانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.[3]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شركة الهند الشرقية البريطانية

كانت شركة الهند الشرقية البريطانية من أنجح المراحل في تاريخ الإمبراطورية البريطانية حيث ضمت الكثير من أجزاء شبه القارة الهندية التي أصبحت فيما بعد من أضخم مصادر الدخل للإمبراطورية البريطانية بالتماشي مع غزو هونج كونج و سنغافورة و سيلون و مالايو ( التي كانت كذلك من أكبر مصادر الدخل ) ودول أخرى آسيوية محيطة، وذلك مما أدى إلى تأسيس الإمبراطورية الآسيوية البريطانية التي هي من أهم مكونات الإمبراطورية البريطانية.

كانت بداية شركة الهند الشرقية البريطانية كشركة متعاونة من التجار و المستثمرين متمركزين في ليدينهال ستريت في لندن والحاصل على ميثاق ملكي من اليزابيث الأولى في عام 1600 بنية رعاية امتيازات التجارة في الهند. أعطى الميثاق الملكي هذا فخامة شركة الهند الشرقية حديثة الإنشاء احتكارا للتجارة مع شرق الهند جميعها. تحولت الشركة من مجرد مشروع صناعي تجاري إلى مشروع لحكم الهند باعتبارها قد اكتسبت وظائف حكومية وعسكرية ثانوية مع ما لديها من جيش كبير خاص مكون من جنود ذات أصول هندية، الذين كانوا مخلصين لقادتهم من البريطانيين و شكلوا عاملا مهما في غزو بريطانيا الآسيوية. اعتبر البعض شركة الهند الشرقية البريطانية كأول تعاون متعدد الجنسيات في العالم. تضمن التاج البريطاني عقود الأراضي في عام 1858 ، في أعقاب الأحداث التي سميت بثورة الهنود الأصليين أو العصيان الهندي . [1] كذلك للشركة مصالح على طول الطرق الموصلة إلى الهند من بريطانيا العظمى . وفي أوائل عام 1620 ، حاولت الشركة ضم منطقة تابل ماونتن في جنوب أفريقيا ، ولاحقا احتلت وحكمت ستريت هيلينا ، ومن الأحداث الجديرة بالذكر استعمار الشركة لهونج كونج و سينغافورا ، واستخدام كابتن كيد سيئ السمعة لمواجهة القرصنة ، و زراعة و إنتاج الشاي في الهند ، و عزل نابليون بونابارت الأسير في سانت هيلينا ، و حصولها على هذا التميز المريب بسبب كون منتجاتها هدفا لحفلات الشاي في بوسطن في أمريكا المستعمرة الذي كان من أكثر العوامل تأثيرا في عقول كثير من قواد المستعمرات إلى وقت الثورة الأمريكية . جمع رؤساء الشركة ( أي القواد و الأشخاص المهمين والمؤثرين داخل بنية الشركة) ثروات شخصية هائلة مثل إليهو يال الذي سميت باسمه جامعة يال في نيوهيفن عرفانا بالجميل لمساهمات يال الكثيرة في المدرسة .

في عام 1615 أمر جيمس الأول توماس رو بزيارة إمبراطور المغول جهانجير ( الذي حكم أكثر أجزاء شبه القارة الهندية في ذلك الوقت على طول أفغانستان و أجزاء من بيرسيا الشرقية ). كان الهدف من هذه البعثة هو الترتيب لمعاهدة تجارية التي ستعطي الحق الخاص للشركة في إقامة وبناء مصانع في سورات و مناطق أخرى . من جهة أخرى عرضة الشركة تزويد الإمبراطور بالأغذية والنوادر من السوق الأوروبية . تمت هذه المهمة بنجاح و أرسل جهانجير رسالة إلى الملك عن طريق السيد توماس. وجدت شركة الهند الشرقية البريطانية نفسها مسيطرة تمام السيطرة على الشركات التجارية لفرنسا و هولندا والبرتغال في شبه القارة الهندية . في عام 1634 وسع إمبراطور المغول شاه جهان ضيافته للتجار الإنجليز إلى منطقة البنغال التي كانت تملك أكبر صناعة نسج في العالم في ذلك الوقت . في عام 1717 ، تخلى إمبراطور الموجال تماما عن جمارك التجارة مما أعطى الشركة ميزة تجارية في التجارة الهندية . في 1680 ازداد دخل الشركة بما يكفي لتتمكن من إنشاء جيشها الخاص ، متضمننا بشكل رئيسي الشعوب الهندية الأصلية الخاضعين تحت أوامر الموظفين البريطانيين الذين كانوا من الإنجليز و الاسكتلنديين . سمي هؤلاء الجنود الهنود ب sepoys أي الهنود الأصليين .

التوسع

جعل انتصار روبرت كلايڤ في معركة بلاسي من الشركة قوة عسكرية وتجارية.

إن انهيار إمبراطورية المغول التي قسمت إلى العديد من الدول الصغيرة يحكمها حكام محليون مختلفون عادة مع بعضهم البعض، مما سمح للشركة في توسعة أراضيها، وبدأ هذا في عام 1757 ، عندما حدث الصراع بين الشركة والنواب في البنغال، وسراج الدولة. هزمت جنود الشركة النواب في 23 يونيو 1757 في معركة بلاسي تحت قيادة روبرت كلايڤ، و السبب الرئيسي في هذه الهزيمة هو خيانة القائد السابق للنواب مير جعفر. حولت خيانة السيد جعفر المعركة إلى مجرد مناوشات. وهذا الانتصار الذي نتج عنه غزو فعلي للبنغال ساعد على إنشاء الشركة الهندية الشرقية البريطانية لكلا القوتين العسكرية و التجارية. ومع ذلك لم تتدعي الشركة السيطرة التامة على الأرض لوقت طويل. بل فضلوا أن يحكموا من خلال دمية النواب الذي قد يلام بسبب الخسائر الحكومية التي كان سببها استغلال الشركة الاقتصادي الجشع للأرض. يعتبر هذا الحدث كبداية للحكم البريطاني للهند. سمحت الثروة المكتسبة من الخزينة البنغالية للشركة في تقوية الناحية العسكرية بشكل ملحوظ. غزى هذا الجيش (المكون من أغلبية من الجنود الهنود المدعوين الهنود الأصليين وبقيادة موظفين بريطانيين) أغلب مناطق الهند الجغرافية والسياسية في منتصف القرن التاسع عشر فكانت أراضي الشركة بازدياد فعلي.

خاضت الشركة العديد من الحروب مع الحكام الهنود المحليين أثناء فترة غزوها للهند، و أصعبها كانت الحروب الأنجلو ميسورية الأربعة ( بين عام 1766 وعام 1799 ) ضد مملكة ميسوري الجنوب هندية تحت حكم حيدر علي ومن بعده ابنه طيبو سلطان (نمر ميسوري) الذي طور استخدام السهام في المعارك. هزمت ميسوري فقط في الحرب الانجلو ميسورية الرابعة من قبل القوى المتحدة من بريطانيا و الدول المجاورة لميسوري حيث يسجل التاريخ حيدر علي وطيبو سلطان خاصة في الهند كأطول الحكام فترة حكم. يوجد العديد من الدول الأخرى التي لم تستطع الشركة غزوها بالقوى العسكرية وغالبا في الشمال حيث كان تواجد الشركة بازدياد في وسط الصراع الداخلي والعروض المريبة من الحماية ضد بعضها البعض. ساعدت الأفعال القسرية و التهديدات والدبلوماسية الشركة في منع الحكام المحليين من تدبير صراع موحد ضد الحكم البريطاني. في عام 1850 حكمت الشركة أكثر شبه القارة الهندية وكنتيجة بدأت الشركة التصرف كأمة أكثر من مؤسسة تجارية.

كذلك كانت الشركة مسؤولة عن تجارة الأفيون الغير شرعية مع الصين ضد إرادة إمبراطور الكنغ ، مما أدى لاحقا إلى حربي الأفيون (بين 1834 و 1860 ). وكنتيجة لانتصار الشركة في حرب الأفيون الأولى فجعلت من هونج كونج كأرض بريطانية. بالإضافة إلى أن الشركة كان لها عدد من الحروب مع الدول الآسيوية المحيطة، وأشدها كان حروب الأنجلو أفغانية الثلاثة ( بين 1839 و 1919) ضد أفغانستان التي اعتبرت حربا فاشلة من وجهة نظر البريطانيين .

انظر: حكم الشركة في الهند في سلسلة تاريخ جنوب آسيا لتاريخ حكم الشركة في الهند بين 1757 و 1857.

الانهيار

اقترب حكم الشركة من نهايته بعد قرن تحديدا من انتصاره في بلاسي . حدث العصيان الهندي في عام 1857 عندما ثار الجنود الهنود للشركة على قوادهم البريطانيين ، ربما بسبب الاضطراب السياسي الذي أشعله عدة أحداث سياسية . ومن هذه الأحداث التي تبدو تافهة للشركة في ذلك الوقت لكنها أدت إلى نتائج رهيبة كان طرح الشركة للبندقية طراز 1853 انفيلد . يحتوي بارودها على خرطوش الورق الذي من المفترض تزيته من دهن الحيوان والذي يجب فتحه قبل أن يسكب البارود في الفوهة . كان محرما أكل دهن البقر أو الخنزير لأسباب دينية عند أغلبية عظمى من الجنود . وكانت منتجات اللحم محرمة على غالبية الهنود و كذلك تحريم لحم الخنزير على الأقلية المسلمة .

على الرغم من إصرار ممثلي الشركة و إنفيلد على عدم استخدام شحوم البقر والخنازير لكن الشائعات استمرت ورفض العديد من الجنود الهنود الالتزام بالأوامر بما في ذلك استخدام الأسلحة المستخدم فيها تلك الخراطيش . وقد تم شنق الجندي الهندي مانجال باندي كعقاب له بسبب مهاجمته و جرحه رئيس بريطاني عند طرح البندقية الذي زاد من التوتر في ذلك الوقت وأحس الهنود أنهم عاشوا في عقود من الاستغلال من الحكم البريطاني و شعروا كأنهم مواطنون من درجة ثانية ؛ مستغلين و غير قادرين على الحكم الذاتي . في الماضي ، تعززت الضغينة بين الهنود بعضهم مع بعض و مع البريطانيين . مما ساعد بشكل كبير البريطانيين في غزوهم ، على سبيل المثال أثناء معركة بلاسي و استفادتهم من ارتداد قائد الجيش المعارض . فكان مناسبا لحدوث أي ثورة موحدة ضد السلطة البريطانية . لكن في عام 1857 حفز عدد من الأحداث الجارية مثل قضية خرطوش انفيلد لعمل عصيان جلب نهاية نظام الشركة الهندية الشرقية البريطانية في الهند . وبالرغم من تحقيق الهنود لنصر عظيم من خلال أهداف شائعة وبالرغم من وجود اختلافات إقليمية ، تحول وضعهم الحالي إلى الأسوأ .

أدى فشل الشركة في فرض سيطرة حكيمة على الأراضي الهندية التي غزتها إلى أن تصبح الكينونة السياسية والمالية البريطانية مضطربة و غير آمنة على مصالحها في الهند و ما قد عنى هذا لمستقبل الإمبراطورية . في عام 1857 ، كانت الهند أضخم جزء في اقتصاد الإمبراطورية . فكانت كارثة العصيان لها التأثير الأعظم على سياسة الملك بالأخذ بعين الاعتبار الطريقة الأمثل في حكم الهند . و بالنتيجة خضعت شبه القارة الهندية للعرش وللسياسة الحكومية لمدة 90 سنة بعد تفكك الشركة . تعرف فترة الحكم المباشر في الهند بالراج و تعرف هذه الأمم الآن بالهند و باكستان و بنجلادش و ميانمار التي كانت تعرف بمجملها بالهند البريطانية .

انظر الراج البريطانية في سلسلة تاريخ جنوب آسيا لتاريخ الحكم البريطاني في الهند بين 1857 و 1947 .

انهيار باكس بريتانيكا

استطاعت بريطانيا كأول دولة صناعية الاستفادة من أكثر العالم حصولا على المواد الخام و الأسواق . لكن هذا الوضع انحدر تدريجيا خلال القرن التاسع عشر عندما بدأت قوى أخرى في العمل الصناعي و رأت استغلال الوضع لضمانة أسواقها و مصادر المؤونة . في عام 1870 واجهت السلع البريطانية للصناعات الأساسية التابعة للنهضة الصناعية منافسة حقيقية من الخارج .

أصبحت بريطانيا رمزا للقوة الإمبريالية البريطانية .

تقدم التصنيع سريعا في ألمانيا و الولايات المتحدة ، مما سمح لهم باللحاق بالاقتصاد البريطاني والفرنسي "القديم" حيث كانوا قواد العالم في بعض المناطق . في عام 1870 ، استطاعت صناعات المعادن والنسيج الألمانية التفوق على مثيلاتها البريطانية في التنظيم و القدرة التقنية و استطاعت سحب البساط من تحت السلع البريطانية في السوق المحلية . وقبل نهاية القرن تمكنوا من إنتاج المعادن و الصناعات الهندسة الألمانية لأسواق التجارة الحرة الأولى "ورشة العالم" .

في حين أبقت الصادرات الغير منظورة ( مثل البنوك و التأمين و وخدمات الشحن) من بريطانيا خارج المجموعة ، فنزلت حصتها من تجارة العالم من الربع في عام 1880الى السدس في عام 1913 . لم تخسر بريطانيا في أسواق الدول الصناعية فقط بل في منافسة الطرف الثالث من الدول الأقل تحضرا . كذلك خسرت بريطانيا هيمنتها السابقة على التجارة مع الهند أو مع الصين أو مع أمريكا اللاتينية أو مع شواطئ أفريقيا .

استفحلت الصعوبات البريطانية التجارية مع بداية "الاكتئاب الطويل" لعام 1873-96 ، و كساد تجاري شديد تخلل فترة طويلة من انخفاض الأسعار و أضيف هذا الكساد للضغط على الحكومات لتشجيع الصناعة المحلية ، الذي سيقود إلى تنازل كبير عن التجارة الحرة وسط القوة الأوروبية (في ألمانيا من 1879 و في فرنسا من 1881) . أدى التقييد الناتج من كلا الأسواق المحلية و فرص الاستيراد بالحكومة و رؤساء العمل في أوروبا و لاحقا في الولايات المتحدة إلى إيجاد الحل في حماية أسواق ما وراء البحار المتحدة للوطن وراء الحدود التعريفية الإمبريالية: ستزود مواد جديدة من وراء البحار أسواق الاستيراد الخالية من المنافسة الأجنبية ، وتوفير مواد خام رخيصة . و على الرغم من تمسك بريطانيا بالتجارة الحرة حتى عام 1932 ، انضمت مجددا إلى تحدي لإمبراطورية رسمية على أن لا تترك مناطق تحت سيطرتها تحت حصار المنافسين .

بريطانيا والإمبريالية الجديدة

عرفت السياسة و الأيديولوجية للتوسعات الاستعمارية الأوروبية بين عام 1870 و عام اشتعال الحرب العالمية الأولى في 1914 "بالإمبريالية الجديدة " . ميز هذه الفترة السعي الغير مسبوق إلى ما عرف "بالإمبراطورية من أجل الإمبراطورية " و المنافسة العدائية لاكتساب أراضي ما وراء البحار و ما ظهر في البلاد المستعمرة من مبدأ الفوقية العرقية التي رفضت إخضاع الشعوب للحكم الذاتي .

أثناء هذه الفترة أضافت القوى الأوروبية ما يقارب من 8،880،000 ميل مربع (23،000،000 كيلو متر مربع) لممتلكاتها المستعمرة في ما وراء البحار . ولخلو أفريقيا من السيطرة الغربية في أواخر 1880 ، أصبحت الهدف الرئيسي للتوسع الإمبريالي "الجديد" ، على رغم من أن الغزو تم في مناطق أخرى كذلك – و ما هو جدير بالذكر منها جنوب شرق آسيا و الشاطئ الآسيوي الشرقي ، حيث انضمت اليابان للقوى الأوروبية المتحدة للأرض.

كان دخول بريطانيا في العصر الإمبريالي الجديد مؤرخ إلى عام 1875 ، عندما اشترت الحكومة المحافظة لبينجامين ديزرائيلي مساهمة الحاكم المصري المدين اسماعيل في قناة السويس لضمان السيطرة على قناة استراتيجية مثل هذه ، فهي قناة للشحن بين بريطانيا و الهند منذ افتتاحها قبل ست سنوات تحت حكم نابليون الثالث . انتهت السيطرة التجارية الانجلو فرنسية المشتركة على مصر في الاحتلال البريطاني في عام 1882 .

شكل الخوف من قرون التوسع جنوبا لروسيا عاملا أخرا في السياسة البريطانية : في عام 1878 سيطرت بريطانيا على قبرص كقاعدة للعمليات ضد الهجوم الروسي على الإمبراطورية العثمانية ، بعد مشاركتها في حرب الكريمين في 1854- 56 و غزو أفغانستان لإحباط التأثير الروسي المتزايد هناك . شنت بريطانيا ثلاثة حروب دموية وفاشلة في أفغانستان ، منها الثورات الشعبية الضارية ، و لكن التحريض على الجهاد و الأراضي الغامضة في أفغانستان أحبطت الأهداف البريطانية . أدت الحرب الأنجلو أفغانية الأولى إلى هزيمة مروعة للقوى العسكرية الفكتورية عندما زود الروسيون قبيلة البشتون الأفغانية خلال الانسحاب في 1842 من كابول مما أدى إلى محي الجيش البريطاني بأكمله . أدت الحرب الانجلو أفغانية الثانية إلى British débâcle أي الانحلال البريطاني في ميواند في عام 1880، بحصار كابول و الانسحاب البريطاني إلى الهند . أما الحرب الأنجلو أفغانية الثالثة في عام 1919 فقد أشعلت ثورة قبلية ضد القوة العسكرية البريطانية المنهكة في أعقاب الحرب العالمية الأولى و طردت البريطانيين نهائيا من الدولة الأفغانية الجديدة . انتهت "اللعبة الكبيرة" في داخل آسيا بحملة بريطانية دموية ضد التبت في 1903- 04 .

في الوقت نفسه ، كان جوزيف تشامبيرلين كمثال لبعض اللوبيات الصناعية القوية و قواد الحكومة في بريطانيا ، فقد جاء لعرض إمبراطورية رسمية كضرورة لإيقاف الانحدار النسبي لبريطانيا في أسواق العالم . أثناء عام 1890 تبنت بريطانيا السياسة الجديدة بإخلاص ، و بسرعة ظهرت كجبهة عداء في المنافسة من أجل الأراضي الأفريقية الاستوائية . ربما ينظر إلى تبني بريطانيا للإمبريالية الجديدة كبحث لأسر الأسواق أو الحقول من أجل استثمار الفائض من رأس المال ، أو كاستراتيجية مبدئية أو كمحاولة لحماية الروابط التجارية الموجودة و منع امتصاص أسواق ما وراء البحار إلى التكتلات التجارية الإمبريالية المغلقة المتزايدة في القوة التنافسية . أدى الفشل في عام 1900 لحملة إصلاح التعريفة لتشامبيرلين للحماية الإمبريالية إلى إظهار قوة الشعور بالتجارة الحرة حتى في وجه خسارة المشاركة في السوق الدولي . يقول المؤرخون أن تبني بريطانيا "للإمبريالية الجديدة " كان كنتيجة لسقوطها النسبي في العالم و ليس كنتيجة لقوتها .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السياسة الاستعمارية البريطانية

كانت السياسة الاستعمارية البريطانية مشدودة بشكل كبير إلى المصالح التجارية البريطانية دائما . بينما طور مستوطن الاقتصاد البنية التحتية لدعم الإنماء المتوازن ، وجدت بعض الأراضي الأفريقية الاستوائية نفسها قد تطورت فقط كمزودة للمواد الخام . اعتمدت السياسة البريطانية على ميزة نسبية تترك العديد من الاقتصاد المطور معتمد بشكل خطير على أحد المحاصيل النقدية ، التي استوردها الآخرون إلى بريطانيا أو إلى المستوطنات البريطانية الخارجية . الاتكال على التلاعب بالصراع بين الأعراق و الأديان والهويات العرقية من أجل حفظ موضوع السكان من الاتحاد ضد القوة المحتلة – الاستراتيجية المعروفة "بفرق تسد " – مما ترك شرعية التقسيم و /أو المشاكل بين الطوائف في مناطق متنوعة مثل ايرلندا و الهند و زيمبابوي و السودان و أوغندا .

بريطانيا و الاستماتة من أجل أفريقيا

سيسيل رودس- "تمثال رودس" ممتد من "كيب إلى القاهرة".

في عام 1875 كان أهم دولتين أوروبيتين مسيطرتين في أفريقيا هما فرنسا التي كانت تسيطر على الجزائر و بريطانيا التي كانت تسيطر على مستعمرة كيب . في عام 1914 فقط أثيوبيا و الجمهورية الليبيرية بقيتا خارج السيطرة الأوروبية الرسمية . في الأمم الأوروبية أخذ التحول من سيطرة " إمبراطورية غير رسمية " من خلال التحكم الاقتصادي إلى سيطرة مباشرة شكل "الاستماتة" من أجل الأرض . حاولت بريطانيا عدم التدخل في هذه الاستماتة المبكرة لكونها إمبراطورية تجارية أكثر من كونها إمبراطورية استعمارية مع ذلك أصبح من الواضح لاحقا أن عليها الحصول على إمبراطوريتها الأفريقية الخاصة للحفاظ على توازن القوى . كما هدد الفرنسيون نشاط البلجيكيين و البرتغاليين في منطقة منخفض نهر الكنغو بعمل اختراق منظم لأفريقيا الاستوائية، صوت مؤتمر برلين في عام 1884- 85 بتنظيم المنافسة بين القوى بواسطة تعريف "الاحتلال الفعلي " كمعيار للاعتراف الدولي بالمطالب الإقليمية ، فأدت هذه الصياغة إلى ضرورة اللجوء الروتيني إلى القوى المسلحة ضد الدول والشعوب المحلية .

ساهم الاحتلال العسكري البريطاني لمصر في عام 1882 (حيث أثار الاحتلال ذاته الاهتمام بقناة السويس) في الانشغال المسبق بضمان مراقبة وادي النيل ، مما أدى إلى غزو جارتها السودان في عام 1896- 98 و إلى مواجهة التوسع العسكري الفرنسي في فاشودا (سبتمبر 1898 ).

في عام 1899 أكملت بريطانيا سيطرتها على ما يسمى اليوم بجنوب أفريقيا . بدأ هذا بضم كيب في عام 1795 و أكمل بغزو جمهورية بوير في أواخر القرن التاسع عشر ، بعد حرب البوير الثانية . كان سيسل رودس رائدا في التوسعات البريطانية شمالا باتجاه أفريقيا مع ما يملكه من شركة جنوب أفريقيا البريطانية . توسع رودس إلى أرض شمال جنوب أفريقيا و أسس روديسيا . كان حلم رودس بإنشاء سكة حديدية تصل مدينة كيب بالاسكندرية مرورا أفريقيا البريطانية وتغطي القارة هو الذي أدى إلى ضغط شركته على الحكومة للمزيد من التوسعات باتجاه أفريقيا . حفز كسب البريطانيين في جنوب و شرق أفريقيا رودس و الفريد ملنير ، أعلى مفوض لبريطانيا في جنوب أفريقيا ، إلى الحث على عمل سكة حديدية تصل بين إمبراطورية " كيب إلى القاهرة " كقناة ذات أهمية استراتيجية إلى الجنوب الغني بالمعادن ، بالرغم من منع الاحتلال ألمانيا لتانجانيكا من التحقيق حتى نهاية الحرب العالمية الأولى . في عام 1903 ربطت كل خط أحمر لنظام التلجراف مع الأجزاء الأساسية من الإمبراطورية .

على النقيض ظهرت بريطانيا ، المدافع القوي عن التجارة الحرة، في عام 1914 ليس فقط كأكبر إمبراطورية لما وراء البحار وذلك بفضل تواجدها القديم في الهند، لكن أيضا الربح الضخم في "الاستماتة من أجل أفريقيا" ، مما يعكس مكانتها المتميزة في بدايتها . بين عامي 1885 و 1914 حصلت بريطاني على 30% تقريبا من سكان أفريقيا تحت سيطرتها ، بالمقارنة مع 15% لفرنسا و 9% لألمانيا و 7% لبلجيكا و 1% لإيطاليا : ساهمت نيجيريا بمفردها بـ 15 مليون من الرعية ، أكثر ممن هم في كل غرب أفريقيا الفرنسية أو في كل إمبراطورية المستعمرة الألمانية.

الحكم الذاتي في مستعمرات المستوطن الأبيض

بدأت بريطانيا بالفعل تحولها إلى الكمونويلث الحديث مع اتساع في مركز السيادة إلى مستعمرات الحكم الذاتي لكل من كندا عام (1867) و أستراليا عام (1910) و نيوزيلندا عام (1907) و نيوفاوندلاند عام (1907) و اتحاد جنوب أفريقيا حديث الإنشاء عام (1910) . انضم قواد من الدول الجديدة مع رجال الدولة البريطانيين في مؤتمرات المستعمرة الدورية (من عام 1907 ، الإمبريالي) ، الذي عقد أولها في لندن في عام 1887 . بقيت العلاقات الأجنبية للسيادات متصلة عبر وزارة الخارجية للمملكة المتحدة: أنشأت كندا قسم للعلاقات الخارجية في عام 1909 ، لكن استمرت العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات الأخرى تأخذ طريقها عبر عامة الحكام و مفوضين السيادة العليا في لندن (كانت كندا في عام 1880 و أستراليا في عام 1910 أول من عينا) و عبر البعثات البريطانية للخارج . تم تطبيق إعلان بريطانيا للحرب في الحرب العالمية الأولى على جميع السيادات .

لكن السيادات استمتعت حقا بحرية مطلقة بتبنيهم للسياسة الخارجية التي لم تتعارض صراحة مع المصالح البريطانية: فاوضت الحكومة الليبرالية الكندية التجارة الحرة الثنائية باتفاقية تبادل مع الولايات المتحدة في عام 1911، لكنها انحدرت إلى الفشل بسبب معارضة المحافظين . في الدفاع ، أثبتت الاتفاقية الأصلية للسيادات كجزء من قوة عسكرية إمبريالية و بنية بحرية غير مدعومة كما واجهت بريطانيا التزامات جديدة في أوروبا و التحدي من نشوء أسطول أعالي البحار الألماني بعد عام 1900 . في عام 1909 تم اتخاذ القرار أن على السيادات الاحتفاظ بأساطيلها مما يعكس اتفاق عام 1887 انه يجب على المستعمرات الأسترالية آنذاك المساهمة في الأسطول الملكي مقابل المرابطة الدائمة للسرب في المنطقة .

آثار الحرب العالمية الأولى

تذكار الإمبراطورية البريطانية للحرب العالمية الأولى في كاتيدرائية بروكسل .

أظهرت تبعات الحرب العالمية الأولى آخر أكبر توسع للحكم البريطاني ، و إحكام سيطرتها بواسطة جامعة الدول المنتدبة في فلسطين و العراق بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في الشرق الأوسط ، و كذلك في المستعمرات الألمانية السابقة لتنجانيقا في جنوب غرب أفريقيا (تعرف الآن بناميبيا) و غينيا الجديدة (الدولتان الأخيرتان كانتا تحب حكم جنوب أفريقيا و الحكم الأسترالي على التوالي) . كانت مناطق الاحتلال البريطانية في راينلاند الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى و غرب ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لا تعتبر جزءا من الإمبراطورية .

على الرغم من ظهور بريطانيا بين المنتصرين في الحرب و توسع حكمها لمناطق جديدة لكن التكلفة الثقيلة للحرب أضعف من قدرتها على المحافظة على الإمبراطورية الشاسعة . عان البريطانيون من ملايين الكوارث و تصفية الموجودات في حالة من الخطر ، مما أدى إلى تراكم الديون ،و إلى انقلاب في أسواق المال و إلى نقص في القوى العاملة في وظائف الإمبراطورية مترامية الأطراف في مستعمرات أسيا و أفريقيا . نمى الحس الوطني في أراضي الإمبراطورية القديمة والجديدة ، الذي غذي بفخر مشاركة قوات الإمبراطورية في الحرب . [بحاجة لمصدر]

شهد عام 1920 تحول سريع لمركز السيادة . على الرغم من عدم امتلاك السيادة صوت رسمي في إعلان الحرب في عام 1914 ، انضم الكل بشكل منفصل في الموقعين على معاهدة فرساي 1919 للسلام ، الذي تم التفاوض من قبل البريطانيين بتفويض من الإمبراطورية المتحدة . في عام 1922 أثر النفور السيادي لدعم أعمال العسكرية البريطانية ضد تركيا على القرار بريطانيا في البحث عن تسوية .

تشكلت السيادة المستقلة التامة في وعد بلفور و في عام 1931قانون ويستمنستر : من الآن فصاعدا كانت كل سيادة مساوية في المنزلة لبريطانيا نفسها ، حرة من التدخل التشريعي البريطاني ومستقلة في علاقاتها الدولية . ما تم تشكيله من قطاع السيادة في المستعمرات في عام 1907 تطور في عام 1925 ليصل إلى مكتب سيادة مستقل و أصبح لها وزير الدولة المستقل في عام 1930

خريطة توضح الإمبراطورية البريطانية في عام 1921 تظهر باللون الزهري.

تسلمت كندا دفة القيادة ، فأصبحت ذات السيادة الأولى لتنهي بذلك المعاهدة الدولية كاملة الاستقلال في عام 1923 و لتحصل على مركز المندوب السامي البريطاني في أوتاوا في عام 1928 ، لتفصل بذلك الوظيفة القيادية والدبلوماسية للحاكم العام و لتنهي الدور الشاذ لسابق الذكر هذا كممثل لرئيس الدولة و للحكومة البريطانية . فتحت أول مهمة دبلوماسية دائمة لكندا إلى دولة أجنبية في واشنطن دي سي في عام 1927 : وتبعتها أستراليا في عام 1940 .

اعتبرت مصر مستقلة رسميا منذ عام 1922 لكن هناك معاهدة ربطتها مع بريطانيا حتى عام 1936 (وتحت احتلال جزئي حتى عام 1956 ) وبالمقابل قطعت جميع علاقاتها الدستورية مع بريطانيا . و أصبحت العراق محمية بريطانية في عام 1922 ، و حصلت على استقلالها التام بعد عشر سنوات أي في عام 1932 .

نهاية الحكم البريطاني في ايرلندا


على الرغم من ضمانة الحكم الذاتي الايرلندي (ولكن ليس استقلالا دستوريا ارلنديا ) تحت قانون الحكم الذاتي الايرلندي الثالث في عام 1914 ، أخر اندلاع الحرب العالمية الأولى تطبيقه . في يوم الاثنين من عيد الفصح في عام 1916 أدى ما فعله مجموعة مختلطة الأجناس من القوميين من ضمنهم مايكل كولين إلى ابتداء تمرد مسلح فاشل حدث في دوبلن . وبعد اطلاق سراحه من السجن في عام 1919 قاد كولين جماعة من حرب العصابات الايرلندية ، تعرف بالجيش الجمهوري الايرلندي في حملة عسكرية ضد الحكم البريطاني . انتهت الحرب الأنجلو- ايرلندية في عام 1921 بمأزق و بتوقيع معاهدة الأنجلو- ايرلندية . قسمت المعاهدة ايرلندا إلى دولتين أصبحت معظم الجزر (مقاطعة) دول ايرلندية حرة ، دولة ذات سيادة مستقلة في الكومنويلث البريطاني ، بينما ظلت المقاطعات الست في الشمال مع مجتمع بروتستانتي مخلص واسع جزء من المملكة المتحدة كشمال ايرلندا .

أصبحت ايرلندا في عام 1949 جمهورية مستقلة تماما عن المملكة المتحدة و انسحبت من الكومنويلث . ادعى الدستور الايرلندي المقاطعات الست من شمال ايرلندا كجزء من جمهورية ايرلندا حتى عام 1998 . فكانت القضية هي إما أن تبقى ايرلندا الشمالية تابعة للمملكة المتحدة أو تنضم إلى الجمهورية الايرلندية مما قسم شعب ايرلندا الشمالية و أدى إلى صراع طويل ودامي عرف (تروبلز) أو المشاكل . على كل حال جلب اتفاق الجمعة العظيمة في عام 1998 إلى إيقاف النار بين معظم المنظمات الرئيسية من كلا الطرفين ، مما أضفى جوا من الأمل للتوصل إلى قرار سلام بينهما .

انتهاء الاستعمار و الانحدار

أدى ظهور الحركات القومية المناهضة للمستعمرات البريطانية و تغير الوضع الاقتصادي في العالم في النصف الأول من القرن العشرين إلى تحدي القوة الاستعمارية التي استحوذت الآن بشكل متزايد على صميم قضايا الوطن. شارفت نهاية الإمبراطورية في بداية اندلاع الحرب العالمية الثانية ، عندما ربطت اتفاقية بين الحكومة البريطانية و قادة حركة الاستقلال الهندية ، وبذلك تعاون الهنود و بإخلاص خلال الحرب، بعد ضمان حصوله على استقلال فيما بعد. أعلنت الهند استقلالها في شهر أغسطس من اعم 1947 . بعد العقدين التاليين أصبحت معظم المستعمرات السابقة مستقلة .

السيادات

تركت جهود بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية من الدولة كيانا مرهقا لتجد حلفائها السابقين غير راغبين في مساندة المستعمرة status quo. على الرغم من الانتصار الواضح لبريطانيا وللإمبراطورية في الحرب العالمية الثانية، فإن التكلفة الاقتصادية للحرب كانت أكبر بكثير من سابقتها في الحرب العالمية الأولى. قذفت بريطانيا بالقنابل بشدة وكلفت حرب التوناج الإمبراطورية تقريبا كل اسطولها التجاري. وقد فاقمت وأتلفت حالة القيادة التجارية والمالية المتردية من أهمية السيادات والولايات المتحدة كمصدر للمساعدة العسكرية.

إعلان بريطانيا للعداء مع ألمانيا في سبتمبر 1939 لم يلزم الدول المستقلة أتوماتيكيا. أعلنت جميع الدول ما عدا أستراليا وأيرلندا الحرب. فاوضت دولة ايرلندا الحرة حول نقل الأسطول الملكي من معاهدة الموانئ قبل سنة ، واختارت البقاء محايدة قانونيا أثناء الحرب. خاضت أستراليا الحرب تحت الراية البريطانية ، ومع التصرف غير المسبوق لرئيس الوزراء الأسترالي جون كورتن في عام 1942 في طلبه الناجح لاستعادة خدمة الوطن للجنود الأستراليين التي خصصت للدفاع عن ظهور عقد بورما البريطاني حيث لا يتوقع من الحكومات المسيطرة إخضاع اهتماماتهم المحلية لوجهة النظر الاستراتيجية البريطانية.

بعد الحرب، شاركت كل من أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة في معاهدة أنزوس للأمن الأقليمي في عام 1951 (رغم رفض الولايات المتحدة لالتزاماتها تجاه نيوزيلندا تماشيا مع نزاع عام 1985 حول الوصول إلى ميناء السفن النووية ). أدت ملاحقة بريطانيا (من 1962) أحرز (1973) لعضوية المجتمع الأوروبي إلى إضعاف الروابط التجارية القديمة للحكومات المسيطرة ، لتنهي عبورها الممتاز للسوق البريطانية . في شهر كانون الثاني من عام 1947 أصبحت كندا أول المستعمرات التي طالبت بقوميتها كمواطنين عوضا عن السيطرة البريطانية. استقلت كندا بشكل تام في عام 1982 مع الانتماء للدستور الوطني.

الهند وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادي والكاريبي

أدرك العديدون بعد أزمة ما بعد الحرب الاقتصادية في عام 1947 أن حكومة العمال لكلمنت أتلي يتوجب عليها ترك المحاولة البريطانية في استعادة جميع مستعمراتها في ما وراء البحار. اعتبرت الإمبراطورية بشكل متزايد كاستنزاف غير مجدي للموارد المالية من قبل السياسيين والخدمة المدنية، إن لم يكن الشعب برمته.

أنهى استقلال الهند في عام 1947 صراع المؤتمر الوطني الهندي الذي دام أربعون سنة، أولا للحصول على حكومة ذاتية و لاحقا الحصول على سيادة تامة، على الرغم من أن تقسيم الأرض إلى الهند وباكستان أدى إلى العنف الذي كلف مئات الألوف من الأرواح. تقبل بريطانيا و غيرها من دول السيادة تبني الهند للوضع الجمهوري في عام 1950 اعتبر الآن كبداية لكومنولث جديد . وبسبب هذا التصريح فإن 53 من جمهوريات الكومنولث هي أعضاء في الكومنولث .

في كل من الكاريبي وأفريقيا و آسيا و الباسيفيك تم إتمام فك مستعمرات ما بعد الحرب بسرعة غير ملائمة في وجه القوة المتزايدة (وفي بعض الأحيان الصراع المتبادل ) للحركة القومية حيث كانت بريطانيا تقاتل قليلا لاستعادة أي أرض . كان العدوان الثلاثي عام 1956 بمثابة نكسة شديدة للحدود البريطانية بشكل مخزي حيث عارضت الولايات المتحدة تدخل كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في مصر، التي بدت كمغامرة مشؤومة عرضت الاهتمامات الأمريكية للخطر في الشرق الأوسط .

استقلت سنغافورة على مرحلتين . لم يعتقد البريطانيون أن سنغافورة كبيرة بما يكفي لتدافع عن نفسها ضد الآخرين منفردة . لذلك انضمت سنغافورة مع ملايو وسراواك وشمال بورنيو ليشكلوا ماليزيا إلى حين الاستقلال عن الإمبراطورية . فكت هذه الوحدة التي دامت لفترة قصيرة في عام 1965 عندما طردت ماليزيا سنغافورة لتحقق استقلالا كاملا.

حققت بورما استقلالها في عام 1948 لتخرج عن الكومنولث؛ فكانت بورما أول مستعمرة تقطع جميع صلاتها مع البريطانيين؛ سيلان في عام 1948 وملايو في عام 1957 داخلها. انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1948 بانسحابها وإشعال الحرب بين المستعمرين اليهود والسكان العرب. في البحر الأبيض المتوسط شن القبارصة اليونانيون حرب العصابات وهم أنصار الاتحاد مع اليونان الذي انتهى عام 1960 باستقلال قبرص، وبالرغم من استعادة بريطانيا لقاعدتين عسكريتين هما أكروتيري وذكليا. استقلت جزيرتي مالطا وجوزو في البحر المتوسط عن بريطانيا في عام 1964.

مرئيات

تاريخ الامبراطورية البريطانية.

المصادر

  1. ^ Angus Maddison. The World Economy: A Millennial Perspective (p. 98، 242). OECD، Paris، 2001.
  2. ^ Bruce R. Gordon. To Rule the Earth... (See Bibliography for sources used.)
  3. ^ Britain and Latin America، Alan Knight، The Oxford History of the British Empire، Volume III