وثبة 1948

الوثبة
وثبة كانون الثاني 1948 ببغداد.jpg
التاريخكانون الثاني 1948
الموقع
النتيجة
  • استعادة النظام
  • More demonstrations in spring 1948
المتحاربون
العراق الشرطة العراقية
القادة والزعماء
العراق نوري السعيد يوسف سلمان يوسف (فهد)
الضحايا والخسائر
300-400 killed

انتفاضة 1948، أو وثبة 1948، هي انتفاضة شعبية قام بها الشعب العراقي في يناير 1948 بهدف اسقاط حكومة رئيس الوزراء سيد صالح جبر ومعاهدة پورتسموث. وكانت في الفترة من 1-27 يناير 1948.

بدأت الانتفاضة بمظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى معارك بين الشعب والحكومة، ومنها: واقعة الكلية الطبية، معركة كلية الهندسة، معركة الجسر، ومعركة باب المعظم. وحدث في أثنائها عصيان عام أغلقت خلاله جميع المرافق العامة والخاصة. وسقط في هذه التظاهرات المئات من الطلبة والمواطنين العاديين، بين قتيل وجريح، نتيجة استخدام الذخيرة الحية من جانب شرطة النظام، ومن بين الضحايا الذين نعرفهم: قيس الألوسي وشمران علوان وجعفر الجواهري. [1].

ضربت الشرطة حصاراً على مدخل الكلية الطبية المفضي إلى الشارع العام، القريب من ساحة باب المعظم. وقد تجمع فيه الطلبة منذ الصباح الباكر، مع متظاهرين يعدون بالعشرات، ينتسبون إلى بعض المدارس الثانوية وأفراد من طلبة كلية الطــــب؛ للخــــروج في تظاهرة سلمية. أخذ الطلبة يهدمون السياج الخارجي للكلية بعد أن نفدت عدتهم من الحجارة القليلة التي كانوا يقذفون بها قوات الشرطة المدججة بالأسلحة والسيارات المدرعة التي نصبت فوقها الرشاشات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

غضب وطني شامل، لا طائفية فيه

المسألة الطائفية لم تكن مطروحة أصلا. فرئيس الوزراء، صالح جبر، الذي يمثل أول رئيس وزراء شيعي تسلم الحكم بعد مرور قرابة ثلاثة عقود على إنشاء الحكم الوطني في العراق، فرفضه الشعب العراقي بأجمعه.

الجواهري يلقي قصيدة "أخي جعفر" في وثبة 1948.

وقد كان الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، وهو من أسرة شيعية عريقة، من أشد المحرضين على إسقاطه بقصائده التي تلهب مشاعرالمتظاهرين. وقد استشهد شقيقه جعفر برصاص شرطة صالح جبر، فرثاه بقصيدة عصماء تجاوزت المئة بيت، أثارت حماس الجماهير، مطلعها:

أتعلمُ أم أنت َ لا تعلم ُ بأن جـِراح الضحايا فم ُّ
يصيح على المدقعين الجياع أريقوا دماءَكمُ تـُطعموا
ويهتف بالنفر المُهطعين أهينوا لئامكم ُ تـُكرموا

ولهذه القصيدة التحريضية المثيرة دلالات مهمة، تكشف عن مدى رفض العراقيين للنزعة الطائفية. علما أن الأحزاب الوطنية المعارضة كانت تضم مختلف الطوائف والأديان، بما فيها الطوائف السنية والشيعية. كما يمثل كاتب هذه السطور، الذي ينتمي إلى أسرة شيعية محافظة، مثالا واقعيا حيا، لمدى تحرر الشيعة، من قياس الزعيم بمسطرة التشيع والتسنن، بل أن هذا الموضوع لم يكن مفكرا ً به أصلا. وهذه الشذرات تعبر عما عاناه من صعاب، وما تعرض له من أخطار، أثناء تلك الوثبة، ثائرا ضد صالح جبر، بصرف النظرعن شيعيتة، بسبب موقف الأخير المهادن للإنكليز، والمعادي للشعب العراقي. وقد حاول صالح جبر، في أواخر أيام الوثبة، العزف على وتر كون التظاهرات التي انفجرت ضده، كانت بسبب انتمائه المذهبي، وذلك بقصد تحويل الشيعة، الذين كانوا يمثلون أكثرية الجماهير الثائرة، عن موقفهم المعادي له إلى موقف المؤيد له.

ولكنه فشل في هذا المسعى. ففي الأيام الأخيرة للوثبة، أتذكر تماما، أنني لاحظت، أثناء تظاهراتنا الصاخبة والدامية، وفي وقت أصبحنا فيه مسيطرين تماما على شارع الرشيد بكامله، أي من باب المعظم إلى الباب الشرقي، الذي يمثل قلب العاصمة، والذي خلا تماما من قوات الأمن والشرطة؛ لاحظت ظهور منشورات تشير إلى ذلك. فحرصنا على تمزيقها أو إهمالها، وكنت من أكثر المتحمسين لرفضها. ولم تؤثر هذه المحاولة الأخيرة في إنقاذ صالح جبر، مما اضطره إلى الاستقالة، أو بالأحرى الإقالة، فسقط في مساء 27/1/1948، لاسيما بعد 'مذبحة الجسر' التي حصدت العشرات من المتظاهرين. وجدير بالذكر، أنه على الرغم من الغياب الكامل لقوات الأمن، لم تشوه هذه الثورة أية عمليات كسر أونهب لأي من أهم الشركات والمحال التجارية الكبرى التي كانت تملأ شارع الرشيد، آنذاك. علما أن معظم تلك المحال المشهورة كانت مملوكة لجهات أجنبية أو يهودية أو مسيحية. وأذكر منها على سبيل المثال فقط: بيت لنج، وحسو أخوان، ونوفيكس، وكان المحل الأجنبي الشهير والمعروف بـ'أوروزدي باك'، ولكنه لم يصبْ بأي سوء.

من أهم الأحزاب السياسية الرافضة للمعاهدة هي: حزب الاستقلال، الذي يمثل أهم حزب عربي قومي، كان يرأسه الشيخ محمد مهدي كبه، وهو عميد أسرة 'بيت كبة' الشيعية العريقة (علماً أن مساعده الأقرب، هو صديق شنشل، كان سنياً، وهذا دليل آخر على ان هذا الموضوع لم يكن مطروحا أصلا ً) - والحزب الوطني الديمقراطي، يرأسه كامل الجادرجي، من أسرة سنية معروفة، وحزب الأحرار وحزب الشعب والحزب الشيوعي العراقي، وهي أحزاب فيها خليط من الشيعة والسنة والمسيحيين وبعض اليهود، على السواء، دون أن تكون قضية التفرقة الطائفية أو الدينية مطروحة أصلا. تلك الأحزاب وقفت ضد إبرام المعاهدة وضد الحكومة، ودعت الجماهير إلى التظاهر لإسقاطهما؛ إلا أن معظم التظاهرات كانت عفوية، أكثر من أن تكون منظمة وموجهة سلفا. فجميع المظاهرات التي اشتركت فيها، لم تكن فيها قيادات واضحة منظِمة، بل كانت شبه فوضى تتحكم بها الآراء الشخصية الآنية. ومع ذلك كانت هناك توجيهات تنتشر بشأن مكان وزمان اللقاء في اليوم التالي مثلا.


انظر أيضا

المصادر

  1. ^ علاء الأعرجي (2010-01-28). "وثبة 1948". القدس العربي. Retrieved 2010-01-27.

المراجع

  • Batatu, Hanna. The Old Social Classes and the Revolutionary Movements of Iraq: A Study of Iraq’s Old Landed Classes and of its Communists, Ba’thists, and Free Officers. Princeton: Princeton University Press, 1978.
  • Salucci, Ilario. A People’s History of Iraq: The Iraqi Communist Party, Worker’s Movements, and the Left 1924-2004. Chicago: Haymarket Books, 2005.
  • Tripp, Charles. A History of Iraq 3rd Ed. Cambridge: Cambridge University