ختان الإناث

ختان الإناث أو الخفاض أو المعروف بالختان السني الشرعي للبنات هي عملية قطع جلدة القلفة التي تغطي رأس البظر فقط إنگليزية: Prepucectomy للائي في حاجة إلي الختان.[1]. وهذا النوع من الختان لم يكن ممنوعا من منظمة الصحة العالمية(WHO). وهنالك تعريف صريح له في بعض الكتب المنشورة للمنظمة سابقا. ولكن في السنوات الأخيرة أدمج هذا الختان مع النوع الأول (Type I) لتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى (FGM) بحجة أن ممارسة المسلمين له غير صحيحة.[1] ويختلف الختان الفرعوني اختلافا كليا عن ختان الإناث الشرعي أو الخفض [2] أما مايطلق عليه تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى أو الختان الفرعوني ينقسم إلى أربعة أنواع، ويكون ببتر أو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية للأنثى إزالة كاملة أوجزئية، وذلك لأسباب ثقافية أو دينية أو لغيرها من الأسباب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت 6 فبراير "يوما عالميا لرفض ختان الإناث".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخيًا

جاء في لسان العرب:خَتَنَ الغلامَ والجارية يَخْتِنُهما ويَخْتُنُهما خَتْنًا، والاسم الخِتانُ والخِتانَةُ، وهو مَخْتُونٌ.والخَتْن للرجالِ، والخَفْضُ للنساء، والخَتِين المَخْتُونُ الذكر والأُنثى في ذلك سواء. كان الختان معروفاً عند العرب حيث توارثوه عن النبي إبراهيم، وكان العرب يُعرفون عند غيرهم بأنهم أمة الختان[2]. والختان السني للبنات يكون بقطع الجلدة التي تغطي رأس البظر ويبقى أصلها الذي يشبه النواة [3]. كما ذكر العلماء أن الختان يعتمد في الأساس على حاجة الفتاة له، وتختلف الحاجة باختلاف المفاهيم التربوية والجغرافيا، ويمارس بكثرة في المناطق الحارة من صعيد مصر والسودان وشبه الجزيرة العربية، والغاية منه تهذيب الشهوة ومنع الالتهابات والطهارة والنظافة عند الإناث. وقال ابن حاج إن السنة هي إشهار ختان الذكور وإخفاء ختان الإناث، وأن أصل الخلق في أهل المشرق أنهم يؤمرون بالفضيلة والعفة[4]. وعرفت أنواع أخرى من الختان، ومنها الختان الفرعوني في عصور مصر الفرعونية القديمة وفي أنحاء أخرى عديدة ومناطق مختلفة في العالم، ويكون الختان بإزالة أجزاء كبيرة من البظر إزالة كلية أوجزئية، بحيث يؤدي إلي فقدان المرأة شهوتها تماماً [5].

طبيًا واجتماعيًا

نشر أطباء وعلماء مسلمون وغربيون دراسات تفيد بوجود فوائد عديدة للخفض، ونشرت أبحاث أيضا عن فوائد ومحددات وشروط الختان الشرعي [5][6][7]. وقالت جمعية أم عطية أن الفرق بين الختان الشرعي والفرعوني واضح ولكن يتعمد اللبس لتشويش الصورة ولتمرير مفاهيم اجتماعية غربية [8]. وفسر القرضاوي أن الخفض مشروعا للائي في حاجة إلي الختان ويعرف ذلك عن طريق طبيبة مسلمة، ذات خبرة بختان الإناث.[2] وقال القرضاوي أن تحريم الختان للإناث يكون في حالة تجاوز الإشمام إلى النهك، أي الاستئصال والمبالغة في القطع، التي تحرِم المرأة من لذَّة مشروعة بغير مبرِّر، وهو ما يتمثَّل فيما يسمونه (الخفاض الفرعوني)، أو أن يباشر هذا الختان الجاهلات من القابلات وأمثالهن، وإنما يجب أن يقوم بذلك الطبيبات المختصَّات الثقات، فإن عُدمن قام بذلك الطبيب المسلم الثقة عند الضرورة، و أن تكون الأدوات المستخدمة مُعقَّمة وسليمة، وملائمة للعملية المطلوبة، وأن يكون المكان ملائما، كالعيادات والمستشفيات والمراكز الصحية، فلا يجوز استخدام الأدوات البدائية، وبطريقة بدائية، كما يحدث في الأرياف ونحوها. وأضافت د. آمال أحمد البشير أن الخطوات الصحيحة في الختان الشرعي للائي في حاجة لهن لا يشكل أي خطورة، وشرحت أن الخطوات تبدأ بتهئية الطفلة من الناحية النفسية واختيار الوقت المناسب للطفلة والتأكد من عدم وجود حالات نزف دموي وراثي بالأسرة، وأيضا عدم وجود تشوهات خَلقية بالأعضاء التناسلية للطفلة، ويجب أن يكون بمعدات معقمة واستخدام محاليل الإبثانول واستخدام البنج الموضعي(1% lidocaine) بواسطة حقنة صغيرة (Hypodermic needle) ومن ثم إزالة الطبقة السطحية والداخلية للقلفة دون قطع رأس البظر أو أي من جلد جسم البظر تنتهي بالنظافة ومسح الفازلين ووضع القطن ومراعاة عدم ترك فرصة لحدوث التصاقات ومتابعة نظافة الجرح في الأيام التالية بواسطة الماء والصابون أوالماء والملح، وذكر د.محمد علي البار أنه يفضل استخدام الطرق الطبية التشريحية والتي ثبت أنها أفضل الطرق وأبعدها عن حدوث المضاعفات [9]. وتقول د. آمال أحمد البشير أن المنظمات الطبية والدراسات الاجتماعية لم تثبت وجود أي مخاطر للخفض وأن الختان الشرعي "الخفض" لم يكن ممنوعا من منظمة الصحة العالمية(WHO). ووجد له تعريف صريح في بعض الكتب المنشورة للمنظمة سابقا. ولكن في السنوات الأخيرة أدمج هذا الختان مع النوع الأول (Type I) لتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى (FGM) بحجة أن ممارسة المسلمين له غير، وذكرت د. آمال أحمد البشير في دراسة بعنوان "ختان الأنثى في الطب والإسلام، بين الإفراط والتفريط" وفق دراسات طبية واجتماعية أن الحرب على الختان ليس لها أساس طبي صحيح، وفي دراسة غربية أعلن أطباء واختصاصيين أنه لا توجد أدلة تشير إلى مخاطر الختان وأن بعض الدراسات تأتي بنتئائج متضاربة ولا يمكن الجزم على أساسها وأن بعض الدراسات تشير إلى وجود فوائد في الختان[7] وقد ذكرت الدكتورة فتحية حسن ميرغني أن الحرب على الختان تستهدف الحرب على ختان الذكور مستقبلا، وأنه بحجة عدم وجود مصلحة في تغيير خلق الله، وأصبحت الدعوات تلقى رواجا ودعما حتى من البعض في العالم الإسلامي، ونشرت د.ست البنات خالد محمد علي استشاري أمراض النساء والتوليد، دراسة بخصوص الختان وعمل لجان الجمعيات غير الحكومية[8] التي عقدتها هيئة الأمم المتحدة حول الأسرة والمرأة والطفل والسكان والاسكان ومؤتمر السكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994 م والمؤتمر الرابع للمرأة الذي عقد في بكين في سبتمبر من عام 1995 م ومؤتمر المستوطنات البشرية الثاني الذي عقد في إسطنبول في شهر يونيو عام 1996 م، في الجلسة الثالثة والعشرين للأمم المتحدة التي عقدت في نيويورك، ذكرت الطبيبة أن عمل اللجان التي تستهدف محاربة الختان لها مفاهيم إيديولجية واجتماعية أيضا، ومن أهدافها التنفير من الزواج المبكر، والدعوة إلى مفاهيم الحرية والمساواة الغربية والقضاء على الفوارق الفطرية بين الرجل والمرأة، ونشر عادات الحديث العام عن العورات، وفتح باب العلاقات المحرمة، والعمل على نشر وسائل منع الحمل بين المراهقين، والمطالبات بإباحة الأجهاض، وإباحة الزنا والسفاح والعلاقات خارج إطار الزواج، وتحديد النسل، ورفع سن الحد الأدنى للزواج، ونشر ثقافة الاختلاط، وترويج ما يسمي بالجنس الآمن عبر نشر الفيديوهات ووسائل الإباحية والإغراء بدعوى محاربة الإيدز، ورفع ولاية الآباء عن أولادهم وإلغاء الميراث وإلغاء ولاية الآباء على الأبناء والنساء وتسميم أفكار الشباب، والكثير من المفاهيم والعادات التي لا تناسب القيم الدينية والاجتماعية في البلدان الإسلامية والعربية[10]. وفي مذكرة قدمتها رابطة العالم الإسلامي ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. عبد الله بن صالح العبيد واستعرض فيهااعتراضات على بعض البرنامج التي تحتوي على أفكار سيئة ومبادىء هدامة وخطيرة على الإنسانية بصفة عامة وعلى البلاد النامية بصفة خاصة والإسلامية منها بصفة أخص[10] وكشف في المذكرة عن أخطار بعض المواد في البرامج التي تسعى هيئة الأمم المتحدة لاتخاذ قرارات وتوصيات حيالها.وأن فيها إغفال للجانب الديني في برنامج هيئة الأمم المتحدة.

فقهيًا

لم يقُل أي من الفقهاء بأن الخفض حرام أو مكروه تحريما أو تنزيها. وله مشروعية وجواز في الجملة عند الجميع، وإن تجاوز الحدود الشرعية المتَّفق عليها يحرم [11]. واختلف علماء الفقه والمذاهب مختلفة في حكم الخفاض بين مَن يوجبه ومَن يستحبه، ومَن يقول: إنه مجرَّد مَكرُمة للمرأة[11]. فعند الأحناف مكرمة [12] وعند المالكية مندوب [13] وعند الشافعية واجب [14] وعند الحنابلة مكرمة وغير واجب [15]، وقال النووي «الختان في المرأة: قطع أدنى جزء من الجلدة التي في أعلى الفرج وهي فوق مخرج البول، تشبه عرف الديك» [16] وقال الحافظ العراقي «الختان هو قطع القلفة التي تغطي الحشفة من الرجل، وقطع بعض الجلدة التي في أعلى فرج المرأة، ويُسَمَّى ختان الرجل إعذارًا، وختان المرأة خفضًا» وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني «أعلم أن خثن النساء كان معروفاً عند السلف خلافاً لما يظن من لا عِلْمَ عنده».[17].وقال مفتى الأزهر «أن ختان البنات من سنن الإسلام وطريقته لا ينبغى إهمالها، بل يجب الحرص على ختانهن بالطريقة والوصف الذى علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة، وينبغى البعد عن الخاتنات اللاتى لا يحسن هذا العمل. وقد وكل الله سبحانه أمر الصغار إلى آبائهم وأولياء أمورهم. فمن أعرض عنه كان مضيعا للأمانة التى وكلت إليه». وفال ابن باز «الختان من سنن الفطرة، وهو للذكور والإناث، إلا أنه واجب في الذكور، وسنة ومكرمة في حق النساء».[18] وقال أبو حفص سراج الدين الحنبلي الدمشقي «أمَّا ختان المرأة، فشَفران مُحيطان بثلاثة أشياء: ثُقْبة في أسفل الفَرْج، وهو مدخل الذَّكَر، ومخرج الحَيْض والوَلَد، وثُقبة أخرى فوق هذه مثل إحليل الذَّكَر، وهي مخرج البول لا غير، وفوق ثُقبة البول موضع ختانها، وهنا كجلدة رقيقة قائمة مثل عُرْف الدِّيك، وقَطْع هذه الجلدة هو ختانها».[19]. وقال الشيخ علام نصار «ختان الأنثى من شعار الإسلام، وردت به السنة النبوية، واتفقت كلمة فقهاء المسلمين وأتمتهم على مشروعيته مع اختلافهم في كونه واجباً أو سنة ،فإننا نختار في الفتوى : القول بسنيته لترجح سنده ووضوح وجهته، والحكمة في مشروعيته ما فيه من تلطيف الميل الجنسي في المرأة، والاتجاه به إلي الاعتدال المحمود».[20]. وقال الشيخ جاد الحق على جاد الحق «اتفق الفقهاء على أن الختان في حق الرجال، والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في كونه سنة أو واجباً، الختان للرجال والنساء من صفات الفطرة التي دعا إليها الإسلام وحث على الالتزام بها، ولم يُنقل عن أحد من فقهاء المسلمين _ فيما طالعنا من كتبهم التي بين أيدينا –القـول بمنع الختـان للرجـال أو للنسـاء، أو عـدم جــوازه، أو إضراره بالأنثى، إذا هو تم على الوجه الذي عَلمه الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأم حبيبة، وأما الاختلاف في وصف حُكمه، بين واجب، وسُّنة، ومَكرمة، فيكاد يكون اختلافاً في الاصطلاح الذي يندرج تحته الحكم. إن ختان البنات من فطرة الإسلام وطريقته على الوجه الذي بينه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإنه لا يصح أن يُتركَ توجيهه وتعليمه إلى قول غيره، ولو كان طبيباً، لأن الطب علم، والعلم متطور، تتحرك نظرته ونظرياته دائماً، ولذلك نجد أن قول الأطباء في هذا الأمر مختلف، فمنهم من يرى ترك ختان الإناث، وآخرون يرون ختانهن، لأن هذا يهذب كثيراً من إثارة الجنس لا سيما في سن المراهقة، التي هي أخطر مراحل حياة الفتاة، وأضاف الأطباء والمؤيدون لختان النساء : أن الفتاة التي تُعرض عن الختان تنشأ من صغرها، وفي مراهقتها حادة المزاج، سيئة الطبع، وهنا أمر قد يصوره لنا ما صرنا إليه في عصرنا من تداخل وتزاحم، بل وتلاحم بين الرجال والنساء في مجالات الملاصقة والزحام التي لا تخفى على أحد، فلو لم تقم الفتاة بالاختتان، لتعرضت لمثيرات عديدة تؤدي بها _ مع موجبات أخرى تذخر بها حياة العصر وانكماش الضوابط فيه _ إلي الانحراف والفساد ولما كان ذلك : ففي واقعة السؤال : قد بان أن ختان البنات من سنن الإسلام وطريقته، لا ينبغي إهمالها بقول أحد، بل يجب الحرص على ختانهن بالطريقة والوصف الذي عَلَّمه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أم حبيبة».[21] وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية « تُختتن المرأة، وختانها أن تقطع أعلى الجلدة التي كعرف الديك. قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للخافضة : وهي الخاتنة أشمي ولا تنهكي، فإنه أبهى للوجه، واحظى لها عند الزوج." يعنى : لا تبالغي في القطع، وذلك أن المقصود بختان الرجل تطهيره من النجاسةالمحتقنة في القلفة، والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة، شديدة الشهوة.ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتار والإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين، وإذا حصلت المبالغة في الختان ضعفت الشهوة فلا يكمل مقصود الرجل فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود باعتدال».[22] وقال ابن القيم «لا خلاف في استحباب الختان للأنثى واختُلف في وجوبه».[23] وقال الشيخ عطية صقر «إن الصيحات التي تنادي بحرمة ختان البنات صيحات مخالفة للشريعة ،لأنه لم يرد نص صريح في القرآن والسنة ولا قول للفقهاء بحرمته ،فختانهن دائر بين الوجوب والندب. وإذا كانت القاعدة الفقهية تقول :حكم الحاكم برفع الخلاف فإنه في هذه المسألة له أن يحكم بالوجوب أو الندب، ولا يصح أن يحم بالحرمة، حتى لا يخالف الشريعة التي هي المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد التي ينص دستورها على أن الإسلام هو الدين الرئيسي للدولة ومن الجائز أن يشرع تحفظات لحسن أداء الواجب والمندوب بحيث لا تتعارض مع المقررات الدينية».[24]

فوائد خفض الإناث اللائي في حاجة إلى خفض

ذكر د.نجاشي علي إيراهيم، ود.أحمد محمد كنعان في الموسوعة الطبية الفقهية بعض أسباب الإقبال على الختان[6][25] ومنها أن الأنثى إذا لم تختن وظلت قلفاء، كانت مغتلمة شديدة الشهوة، وتتطلع إلي الرجال أكثر، لأن تَرك ختانهما يشعل الغريزة الجنسية عندها، وقد يدفعها ذلك إلي الوقوع في المحرمات، ومنها انتشار الفواحش في نساء غير المسلمين ما لا يوجد في المسلمين، هذا إلي جانب الإفرازات التي تكون في هذا الموضع، مما يسبب رائحة كريهة.والنساء غير المختونات دائماً مضطربات وعندهن حِدة في الطبع، وشُرود في الفكر، وعصبية في المزاج. وذكرت د.ست البنات أن زيادة حجم القلفة وطولها تؤدي إلى التهابات وتسبب حساسية في البظر وألم عند لمسه، وتسبب تكاضر البكتيريا في الجتز البولي وتراكمات في اللخن، وأن الالتصاقات في القلفة يمكن أن تؤدي إلى التهابات بسبب قلة هرمون الاستروجين خصوصا في فئة الفتيات في أعمار ما قبل البلوغ والكبر، كما أنها تؤدي إلى قلة الإرتواء الجنسي لأن القلفة تدفع البظر إلى الداخل، وشدة الشبق الجنسي نتيجة لكثرة الحساسية والملامسة، وتؤدي إلى التبول اللاإرادي ويمكن أن تؤدي إلى بعض حالات الاكتئاب واللمفومينيا[8]. والختان يُعدل الشهوة ويهذبها، لأن الشهوة الإنسانية إذا أُفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإذا عُدمت الشهوة ألحقت الإنسان بالجمادات، فالختان يُهذبه ولهذا تجد غير المختون من الرجال ومن النساء لا يشبعُ من الجماع، وقطع القلفة يخلص الإنسان من الإفرازات الدهنية والسيلان الشحمي.

أضرار الختان الفرعوني

ذكر د.نجاشي علي إيراهيم ود.أحمد محمد كنعان في الموسوعة الطبية الفقهية، أن للبظر دور هام في إحساس المرأة بالنشوة والمتعة عند الجماع، لوجود خلايا حسية، تستجيب للإثارة الجنسية، وأن المبالغة عند ختان الأنثى أو استئصال كامل البظر يقلل ويعدم الشعور بالشهوة تماماً فلا تستطيع المرأة أن تستمتع بحياتها الجنسية، بل يمكن أن تكرهها ولا تطيقها، فتحدث فجوة بينها وبين زوجها، وقد يكون ذلك سبباً في فراقهما وانتهاء حياتهما الزوجية، أو قد يؤدي ذلك إلي انحراف الزوج، إذا لم يكن عنده دين يعصمه ويحفظه من الوقوع في الحرام. ولذا كان خير الأمور الوسط، وذلك إنما يكون الختان من غير استئصال كُلي للعضو المختون أو مبالغة. وبذلك يحصل المقصود باعتدال. كما أمر بذلك النبي محمد أم عطية التي كانت تقوم بختان الإناث.[6][25] تقول اللجنة الشرعية العليا بدار الإفتاء المصرية، أن «ختان الإناث» بالشكل والطريقة التي يتم بها حالياً، هو عادة محرمة شرعاً، وذلك لما أثبته الطب الحديث بالأمر القطعي واليقيني، بمضاره الكثيرة الجسدية منها والنفسية علي الأنثى، حيث يكون ختان الأنثي أو خفاضها بقطع جزء من جسدها بغير مسوغ أو ضرورة توجبه أمراً محظوراً شرعاً.[11] إضافة إلى الألم الذي تسببه هذه الجراحة فان لها مضاعفات خطيرة على المدى البعيد على المستوى الصحي والاجتماعي للمرأة، ففضلا عن تأثر الحياة الجنسية للنساء بهذه العملية ونقص الخصوبة والألم الشديد أثناء الجماع والتكيسات والندبات الجلدية والصديد،[26] ومن أضرارها ومضاعفاتها احتباس البول والسلس البولي والاتصال غير الطبيعي بين عضوين داخليين في جسم الأنثى وذلك نتيجة الاتصال في بعض الأحيان بين المهبل وقناة البول أو الشرج.

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية

تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (حسب منظمات دولية كمنظمة الصحة العالمية)[27] هو بتر أو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية للأنثى إزالة كاملة أوجزئية، وذلك لأسباب ثقافية أو دينية أو لغيرها من الأسباب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت 6 فبراير "يوما عالميا لرفض ختان الإناث". حيث تعد تلك العادة خطرا على صحة الفتيات والنساء [28][29] لما لها من آثار ضارة تتسبب في تدهور الصحة الإنجابية والنفسية للضحية. وتؤدي الممارسة إلى زيادة عدد وفيات الأمهات والأطفال وزيادة تعرض الفتيات والنساء للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية /الإيدز.[30] كما أن المرأة التي أجريت عليها تلك العملية تعانى من برود جنسي في إقامة علاقة جنسية طبيعية مع الرجل.[بحاجة لمصدر]

هذه الصورة تظهر أنواع الختان لدى الأنثى مع تبيان الفرق مع الأنثى الطبيعية

هناك عدة أنواع مختلفة من "ختان الإناث" التي تتراوح شدتها حسب مقدار الأنسجة والأعضاء التناسلية المبتورة (بظر والأنسجة الأخرى)، وقد صُنِّفت إلى أربعة أنواع رئيسية (انظر الشكل).

وغالبا ما يشار إلى "قطع الأعضاء التناسلية للإناث" (Female genital Cutting) بـ(FGC) أو "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث" (Female genital Mutilation) بـ(FGM) وتوجد معارضة لوصفه أو تضمينه تحت مسمى "ختان الإناث" (female circumcision).

اعتمدت هذه المصطلحات في المؤتمر الثالث للجنة البلدان الأفريقية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر على صحة النساء والاطفال في اديس ابابا. وفي عام 1991، اوصت منظمة الصحة العالمية بأن تتبنى الأمم المتحدة هذه المصطلحات مما أدى إلى استخدامها على نطاق واسع في وثائق الأمم المتحدة. كما أن منظمة العفو الدولية ومنظمة الصحة العالمية تشير في أغلب الأحيان بالنسبة لموضوع ممارسة ختان الإناث إلى أن استخدام مصطلح "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث" يعزز فكرة ان هذه الممارسة التي تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان بما فيها من نساء وفتيات.[31] وعلى مستوى المجتمع، فإن المصطلح يمكن ان يكون مشكوكا فيه. أي استخدام مصطلح "بتر" لوصف هذه الممارسة؛ مع أن بعض الآباء يستاء من المفهوم بأنها "تشوه" بناتها. ومن هذا المنطلق، في عام 1999 دعت الأمم المتحدة بأنه لا لللباقة أو الصبر بخصوص هذه الأنشطة، ولا بد من لفت الانتباه إلى مخاطر بعض الثقافات والمجتمعات. ونتيجة لذلك، فإن مصطلح بتر الأنثى يستخدم بصورة متزايدة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ختان الإناث في الإسلام

حسب أقوال الأئمة الأربعة فهو يتراوح بين الوجوب حسب رأي الأمام الشافعي والإستحباب وفق رأي الباقين.[32]

تقول اللجنة الشرعية العليا بدار الإفتاء المصرية، أن «ختان الإناث» بالشكل والطريقة التي يتم بها حالياً، هو عادة محرمة شرعاً، وذلك لما أثبته الطب الحديث بالأمر القطعي واليقيني، بمضاره الكثيرة الجسدية منها والنفسية علي الأنثي، حيث يكون ختان الأنثي أو خفاضها بقطع جزء من جسدها بغير مسوغ أو ضرورة توجبه أمراً محظوراً شرعاً. وقد أصدر الشيخ علي جمعة مفتي مصر، بياناً رسمياً بتحريم ختان الإناث، واعتباره مجرد عادة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد. [33]


في المسيحيَّة واليهوديَّة

يهودٌ أحباش على مقرُبة من حائط البُراق في بيت المقدس.

يمارس الختان للإناث عند الأقباط المسيحيين في مصر والسودان تبعًا للعادات الاجتماعيَّة وليس له سبب ديني أو عقائدي،[34] إذ أنَّ الأقباط - كما المُسلمين في مصر - ربطوا تلك المُمارسة السابقة على المسيحيَّة بِالعفَّة والطهارة قبل الزواج وبعد الزواج، على الرُغم من أنَّ الكنيسة المصريَّة كان لها دائمًا موقف رافض لِتلك العادة الاجتماعيَّة القديمة. ففي نهاية القرن الثالث عشر الميلادي سُئل الأنبا أثناسيوس أسقف مدينة قوص عمَّا إذا كان يجوز ختان البنات، فكان جوابه قاطعًا: «لا رُخصة لهُنَّ في ذلك، لا قبل عمادهنَّ ولا بعد». كما أشار العُلماء المسيحيُّون أنَّ الله حينما خلق الإنسان خلق كُل شيء فيه حسنًا، وكُل عضو في جسده له وظيفته ودوره. فهذه العادة تُشوِّه خلقه الله الحسنة، كما أنها تُفقد الأعضاء التناسُليَّة في جسد المرأة دورها ووظيفتها الطبيعيَّة، التي خلقها الله من أجلها. لِذلك لا يُمكن لِلمسيحيَّة أن تؤيِّد مثل هذا التشويه المُتعمَّد لِجسد المرأة، الذي كرمه الله، وخلقه في أحسن تقويم.[ْ 1] وأشارت الكنيسة القبطيَّة الكاثوليكيَّة أنَّ ختان الإناث في المسيحيَّة يُعتبر جريمة وخطيئة جسيمة قد تتسبب في منع من قام بها ومن اشترك في إجرائها من طبيب ومساعدين ووالدين بالحرم الكنسي من ممارسة الأسرار المُقدَّسة. وتقول الكنيسة في هذا المجال أنَّ هذه العادة لا تحمي الفتاة من الانحراف، كما قد يتصوَّر البعض، فالعفَّة تبدأ من القلب والطهارة تبدأ من الداخل، كما قال المسيح: «اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ».[ْ 2] أمَّا بالنسبة لِليهود فإنَّ الفرقة اليهوديَّة الوحيدة التي تسمح بِختان الإناث هم يهود الفلاشا الأحباش.[35]

ختان الإناث عبر التاريخ

إنَّ أُصول وجُذور خِتان الإناث غير معلومة، ولا يُعرف على وجه الدقَّة أيُّ الحضارات البشريَّة التي اتبعتها أولًا.[36]:1003[37] على أنَّ نُقطة التقاء هذه المُمارسة في أفريقيا، شمالًا-جنوبًا، وشرقًا-غربًا، هي في السودان. اقترح گاري مكِّي أن يكون خِتان الإناث قد ظهر بدايةً في الحضارة المرويَّة (حوالي 800 ق.م - 350م) جنبًا إلى جنب مع تعدُّد الزوجات، قبل قُرونٍ من بُزوغ فجر الإسلام، ولعلَّ الهدف من وراء ذلك كان إثبات أُبوَّة الأطفال وضمان نسبتهم إلى والدهم ووالدتهم، والحيلولة دون اختلاط الأنساب.[38]:264, 267[39]

مصر القديمة

اللعنة رقم 1117
ولكن إن رغب امرئٍ بِمعرفة كيف أن يعيش، فعليه أن يتلوها [تعويذة سحريَّة] كُلَّ يوم، بعد أن يُمسح جسده بالـب3ب [مادَّة غير معروفة] من فتاةٍ غير مختونة [عم عت] وقُشُور جلد [شنفت] رجُلٍ أصلع.

—— نقشٌ على ناووسٍ مصريٍّ قديم يعود لِحقبة المملكة الوُسطى. ح. 1991–1786 ق.م[40]:330[41]

تقول المُؤرِّخة ماري نايت أنَّ اللعنة رقم 1117 (حوالي 1991–1786 ق.م) المنقوشة على النواويس المصريَّة القديمة بِالهيروغليفيَّة قد يُقصد بها الإشارة إلى الفتيات غير المختونات، ولفظها قريبٌ من «عم عت»:

ama
X1
D53B1

عُثر على نقش هذه اللعنة على ناووسٍ يعود لِشخصٍ يُدعى «ست حدجحوتب»، يُحتفظ به حاليًّا في المتحف المصري بالقاهرة، ويرجع إلى عصر المملكة المصريَّة الوُسطى،[حـ 1] على أنَّ العالم الأمريكي پول أورورك يقول بأنَّ عم عت المذكورة في النقش يُقصد بها الإشارة إلى المرأة الطامث وليس غير المختونة.[42]

ذُكر خِتان إحدى الفتيات المصريَّات، واسمُها «تاثميس»، في إحدى البرديَّات الإغريقيَّة العائدة لِسنة 163 ق.م، والمُحتفظ بها في المتحف البريطاني، فقيل:

بعد هذا بِفترة، تحايلت عليّ نفوريس [والدة تاثميس]، إذ كانت قلقة ومُتلهفة لِحُلول ميعاد خِتان ابنتها، كما هي العادة المُتبعة بين المصريين. فطلبت مني أن أُقرضها 1,300 دراخما... لِتكسو بها الفتاة... وكي تؤمِّن لها مهرًا مُعتبرًا... فإن لم تفعل أيٌّ مما ذكرت أو لم تُختن تاثميس خِلال شهر أمشير، من سنة 18 [163 ق.م]، فسوف ترد لي 2,400 دراخما على الفور.[40]:329–330[43]

إسطرابون
إحدى أبرز العادات التي يُواظب عليها المصريُّون بكثرة هي التالية، يُعجزون كُلَّ مولود، ويختنون [پريتيمنين] الذُكُور، ويُخفضون [إكتمنين] الإناث ...

—— إسطرابون، كتابُ الجُغرافيا، ح. 25 ق.م.[40]:318

أثبتت الفُحوصات التي أُجريت على المومياءات المصريَّة العائدة لِنساءٍ وبنات وُجود آثارٍ لِلختان، وقد أشارت ماري نايت إلى الخُلاصة التي توصَّل إليها الأخصَّائي بِعلم الأمراض «گرافتون ألیوت سميث»، بعد أن فحص مئات المومياءات خلال أوائل القرن العشرين، وهي أنَّ المنطقة المهبليَّة تبدو بحالةٍ شبيهةٍ بِحالة المنطقة المهبليَّة لِلأُنثى التي خُتنت ختانًا من النمط الثالث، وذلك لأنَّهُ خلال التحنيط، شُدَّ جلد الشفرين الكبيرين إلى الخلف ناحية فتحة الشرج لِتغطية الشق الفرجي، ولعلَّ ذلك مردُّه الحيلولة دون تدنيس المومياء جنسيًّا. أمَّا تحديد ما إذا كان النمطان الأوَّل والثاني قد طُبقا على إحدى المومياءات فمُستحيل، نظرًا لأنَّ الأنسجة اللينة الطريئة إمَّا أزالها المُحنطون أو تحللت مع مُرور الزمن.[44]

كتب الجُغرافي الإغريقي إسطرابون (ح. 64 ق.م - ح. 23 ق.م) عن ظاهرة ختان الإناث في مصر حينما زارها سنة 25 ق.م،[حـ 2][حـ 3] كما أشار إلى هذا الأمر الفيلسوف فيلون السَّكندري (ح. 20 ق.م - 50م)، فقال: «عادةُ المصريين الرائجة في بلادهم هي ختن الشباب والبنات الصالحات لِلزواج في السنة الرابعة عشر من حياتهم، عندما يبدأ الصبي بالاحتلام، ويبدأ الطمث عند الفتاة».[40]:333 ذُكرت هذه العادة أيضًا بشكلٍ وجيز في مُؤلَّفٍ منسوب لِلطبيب الإغريقي جالينوس (129 - 200م)، حيثُ قيل: «عندما يبرز [البظر] بشكلٍ واضحٍ عند فتياتهم الشابَّات، يرى المصريُّون أنَّه قد آن الأوان لِقطعه».[حـ 4]

أشار الطبيب الرومي آطيوس الآمدي (عاش خِلال أواسط القرن الخامس إلى أواسط القرن السادس الميلاديين) إلى مزيدٍ من التفاصيل المُتعلِّقة بِالختن الطبي، في الكتاب السادس عشر من موسوعته حاملة عنوان: «ست عشرة كتابًا عن الطب»، فقال أنَّ العمليَّة كانت تجري بحال أصبح البظر شديد النُتوء أو أثار الغريزة الجنسيَّة للفتاة بسبب احتكاكه بِالملابس، عندها كان المصريُّون يرون أنَّهُ قد آن الأوان لِبتره قبل أن يزداد حجمه أكثر، وخُصوصًا لو صودف حُلول الوقت الذي سوف تتزوج فيه الفتاة.

تتمُّ العمليَّة الجراحيَّة على الشكل التالي: إجعل الفتاة تجلس على كُرسيّ واجعل خلفها شابٌ قويّ العضلات لِيُمسك بها من تحت فخذيها. إجعله يُباعد ما بين ساقيها ويُثبتهما وسائر جسمها تثبيتًا جامدًا. يقف الجرَّاح بِمُواجهتها ماسكًا البظر باستخدام ملقط واسع الفم بيده اليُسرى، ثُمَّ يمُطُّه خارجًا، ويقطعه بِيده اليُمنى وُصولًا إلى حد كمَّاشة الملقط.

يُستحسن ترك قسمٌ بسيط من النسيج المقطوع دون أن يُمس، على أن يبلغ في حجمه حجم الغشاء الفاصل بين المُنخرين، وهكذا لا يُزالُ إلَّا الأنسجة الفائضة فقط؛ كما سبق وذكرت، فإنَّ الجُزء المبتور هو فقط تلك المنطقة التي تعلو كمَّاشة الملقط. نظرًا لأنَّ لِلبظر بُنية أشبه بِبُنية الجلد ويُمكن مطُّه خارجًا إلى حدٍ كبير، لا تبتر منه الشيء الكثير، فمن الممكن أن يتسبب هذا بِظُهور ناسورٍ بوليّ.[حـ 5]

بعد ذلك كانت المنطقة المهبليَّة تُنظف باستخدام إسفنجة، ومسحوق اللبان، والنبيذ أو الماء البارد، وتُضمَّد بواسطة أوراق الكتَّان المُغمَّسة بِالخل طيلة سبعة أيَّام، وفي اليوم السابع تُمسح بِالكالامين، وبتلات الورد، وبُذور البلح، أو بواسطة «مسحوقٍ مهبليّ مصنوعٌ من الطين المشوي».[40]:328

العرب قبل الإسلام

تخطيط لاسم النبيّ إبراهيم، الذي سار العربُ على سُنَّته في ختان أبنائهم.

عرف العرب الخِتان مُنذ عصر الجاهليَّة، وكان العرب في جاهليَّتهم يختتنون اقتداءً بسُنَّة النبي إبراهيم التي سار عليها ولده إسماعيل ومن تحدَّر منه من آباء العرب، فقد ورد عن الرسول مُحمَّد أنه قال: «اخْتُتِنَ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةٍ بِالْقَدُومِ...»،[ْ 3] ويُحتملُ أنَّ عادة ختان الإناث وصلت شبه الجزيرة العربيَّة من مصر الفرعونيَّة، بعد أن كانت قد انطلقت منها إلى حوض النيل وأفريقيا الشرقيَّة، ويبدو أنَّ تلك المُمارسة وإن كانت معروفة عند العرب قبل الإسلام إلَّا أنها كانت نادرة. ومن أشهر من كانت تقوم بذلك «أمُّ أنمار» كما جاء في صحيح البُخاري في قتْل حمزة بن عبد المُطلب. وقد كان هذا عارًا عند العرب وعيبًا، ومن الأدلَّة على ذلك ما جاء في صحيح البُخاري: «خرج سباع فقال: "هل من مُبارز"؟ قال فخرج إليه حمزة بن عبد المُطَّلب رضوان الله عليه فقال: "يا سباع با ابن أمَّ أنمار مُقطِّعة البُظور أتُحاد الله ورسوله Mohamed peace be upon him.svg؟»[ْ 4] قال ابن حجر في فتح الباري: «العرب تُطلق هذا اللفظ في معرض الذم».[ْ 5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أوروپَّا

صورة
الطبيب إسحٰق بيكر براون، اشتهر باستئصاله بُظُور مرضاه الإناث متى ما سنحت لهُ الفُرصة ذلك.[46]

ربط الأوروپيُّون خِلال عصر النهضة بين الخِتان والعُبوديَّة، فقد كتب المُبشِّر الدومينيكاني الپُرتُغالي يوحنَّا سانتوس عندما زار سلطنة ورسنجلي بِالقرن الأفريقي سنة 1609، أنَّ هُناك فئة من الناس في داخل البلاد الواقعة ما وراء مدينة مقديشو «لهم عادة تخييط مهبل بناتهم، وخُصوصًا الإماء في صغرهنَّ، لِلحيلولة دون أن يُجامعهُنَّ رجل، الأمر الذي من شأنه رفع سعر الواحدة منهُن، كونها تصبح أكثر عفَّة، وأكثر جدارةً بثقة سيِّدها». وفي سنة 1799 كتب المُستكشف الإنگليزي وليم جورج براون يقول أنَّ المصريين كانوا يُمارسون الخِتان، وأنَّ الإماء في البلاد المصريَّة يُختنَّ ختانًا فرعونيًّا لِلحيلولة دون حملهنَّ عن طريق الزنا. وقد جعلت هذه المُلاحظات بعض العُلماء المُعاصرين مثل گاري مكِّي يعتبرون أنَّ هذه المُمارسة إنما هي «استعبادٌ أُنثويٌّ مُخزٍ أصبح رمزًا من رُمُوز الشرف».[36]:1003, 1009

كان أطبَّاء النساء الأوروپيين والأمريكيين خِلال القرن التاسع عشر يستأصلون البظر في سبيل عِلاج الجُنُون ولِلحيلولة دون مُمارسة العادة السريَّة.[47] وفي سنة 1813 اقترح الطبيب البريطاني روبرت طوماس استئصال البظر كحلٍ لِلقضاء على الشبق.[48] أوَّلُ حالة استئصال بظرٍ معروفةٍ جرت في العالم الغربي ذُكرت في دوريَّة «المشرط» الطبيَّة سنة 1825، حيثُ قيل بأنَّها أُجريت في مدينة برلين سنة 1822 على يد الجرَّاح كارل فرديناند ڤون گرافه، لِفتاةٍ مُراهقةٍ تبلغ من العُمر 15 سنة، قيل بأنَّها كانت تُمارسُ العادة السريَّة بِكثافة.[49]

كان الطبيب النسائي الإنگليزي إسحٰق بيكر براون، وهو أيضًا رئيس الجمعيَّة الطبيَّة في لندن وأحد مُؤسسي مُستشفى القدِّيسة مريم، يعتقد بأنَّ العادة السريَّة أو «التهيُّج غير الطبيعي» لِلبظر، يُسبب تهيُجًا مُحيطيًّا لِعصب العانة، الأمر الذي يؤدي بِدوره إلى حالةٍ هستيريَّةٍ، وتهيُّج العمود الفقري، ونوباتٍ عصبيَّة، وحماقةٍ، ومُسوس، ومن ثُمَّ الوفاة.[50] لِذلك، عمد براون إلى استئصال بظر كُل مريضةٍ تُعرض عليه متى ما تمكَّن من ذلك، وفق ما ذُكر ضمن سجل الوفيَّات خاصَّته المنشور في مجلَّة «Medical Times and Gazette» في سنة 1873.[51] استأصل براون عدَّة بُظُور لِعدَّة إناث خِلال الفترة المُمتدَّة بين سنتيّ 1859 و1866، ولمَّا نشر آرائه في مُؤلَّفه حامل عنوان «آراءٌ حول شفاء أشكال مُعينة من الجُنون والصرع والإغماء التخشُبي والهستيريا لدى الإناث» (بالإنگليزيَّة: On the Curability of Certain Forms of Insanity, Epilepsy, Catalepsy, and Hysteria in Females) سنة 1866، هاجمه الأطباء اللندنيُّون بشدَّة واتهموه بالدجل، ثُمَّ طردوه من جمعيَّة أطباء التوليد.[52]

الولايات المُتحدة الأمريكيَّة

سار الطبيب والجرَّاح الأمريكي جيمس ماريون سيمز على نهج نظيره الإنگليزي سالِف الذِكر، حيثُ أقدم في سنة 1862 على قطع عُنق رحم امرأة وبتر بظرها، في سبيل «إراحتها من الحالة العصبيَّة والهستيريَّة المُصابة بها كما أوصى بيكر براون»، وذلك بعد أن اشتكت المريضة من آلامٍ تُعاني منها خِلال الحيض، ومن تشنُّجات، واضطراباتٍ مُرتبطة بِالمثانة.[53] خِلال وقتٍ لاحقٍ من القرن التاسع عشر، أقدم جرَّاحٌ أمريكيٌّ آخر من مدينة أورليان الجديدة، يُدعى «أ. جـ. بلوك»، على استئصال بظر طفلة صغيرة تبلغ من العُمر سنتين فقط، قيل بأنَّها كانت تُمارس العادة السريَّة.[54] ووفقًا لِبحثٍ منشورٍ سنة 1985 في دوريَّة «Obstetrical & Gynecological Survey»، فإنَّ استئصال البُظُور استمرَّ شائعًا في الولايات المُتحدة حتَّى عقد الستينيَّات من القرن العشرين، وذلك لِعلاج الهستيريا، والهوس الشبقي، والسُحاق.[55]

قوانين

وفي مصر أقر مجلس الشعب في يونيو 2008 قانونا يجرم ختان الإناث إلا في "حالة الضرورة"، أصبح يعاقب من يقوم بالختان بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين وغرامة قد تصل من ألف جنيه إلى خمسة آلاف جنيه [56]

انتقاد المُعارضة

التسامُح في مُواجهة حُقُوق الإنسان

سنة 2004، كتب عالم الإنسانيَّات الدكتور أريك سيلڤرمان يقول أنَّ خِتان الإناث استحال إحدى المواضيع الأخلاقيَّة المركزيَّة في علم الإنسانيَّات. وقد أشار العديد من عُلماء الإنسانيَّات إلى أنَّ مُنتقدي خِتان الإناث ما هم إلَّا مُستعمرون لِلشُعوب مثلهم مثل القوى العُظمى سابقًا، إلَّا أنَّ استعمارهم هذا هو استعمار ثقافي، إذ يستبدلون مفاهيم الناس ومُعتقداتهم بِمفاهيمهم ومُعتقداتهم الخاصَّة المبنيَّة على نظرتهم لِلحياة البشريَّة. بِالمُقابل، تعرَّض هؤلاء العُلماء أنفُسهم إلى الانتقاد من قِبل بعض الناشطين والمُفكرين، بسبب ما دعوه «أخلاقيَّاتهم النسبيَّة»، إذ كيف يُدافعون عن ظاهرة وفكرة بشريَّة وحيدة ولا يُدافعون عن فكرة حقوق الإنسان العالميَّة.[57]:420, 427

ملف:Obioma Nnaemeka (cropped) 2.jpg
أوبيوما ننيميكا: «الغربيُّون سريعون في تكييف البأس مع أيّ عبارةٍ يبتدعونها ...»[58]

يقولُ مُنتقدي مُعارضي خِتان الإناث، أنَّ الاختزال الأحيائي الذي يقوم به المُعارضين وفشلهم في فهم وتقدير هذه الظاهرة في سياقها الثقافي، يُساهم في جعل مُمارسي هذه العادة من فئة «الآخرين»، ويُقوِّض هيكلهم الاجتماعي والثقافي والنفسي ونظرتهم إلى أنفُسهم – خُصوصًا عندما يُرمز إليهم بأنَّهم «مُشوهو الأعضاء التناسُليَّة الأُنثويَّة»،[59] وأنَّ الأفارقة الذين يعترضون على اللهجة القاسية التي يستعملها مُعارضي خِتان الإناث لِمُواجهة هذه الظاهرة يخشون الظُهُور علنًا لِلدفاع عنها بسبب اعتقادهم أنَّ النظرة إليهم ستكون سلبيَّة فائقة.[60] تقول المُفكرة والمُنظرة الأُنثويَّة «أوبيوما ننيميكا» – وهي من مُعارضي خِتان الإناث (المشهورة بِقولها: «لو خُتنت فتاةٌ واحدة فكأنما خُتنت الكثيرات») – أنَّ تأثير إطلاق تسمية «تشوية الأعضاء التناسُليَّة الأُنثويَّة» على هذه الظاهرة لا يُمكن الاستهانة به:

في لُعبة التسميات هذه، وعلى الرُغم من أنَّ النقاش في هذا الموضوع غالبًا ما يدور حول النساء الأفريقيَّات، إلَّا أنَّ قراءة ما بين السُطُور توضح أنَّ القصد الضمني لِلغرب هو جميع الثقافات الأفريقيَّة والإسلاميَّة التي يعتبرها همجيَّة ويرغب بِتطهيرها من علامات البربريَّة هذه بما يُلائمه، وبهذا يُمكن القول أنَّ سعي الغرب لِتطهير وإزالة علامات الهمجيَّة هذه ما هو إلَّا دورٌ استعماريٌّ جديد في تاريخ البلاد، حيثُ تقوم القوى الاستعماريَّة والبعثات التبشيريَّة بِتحديد ما هو «حضاري» وما معنى «الحضارة»، ومتى يجب عليها أن تفرض حضارتها ومفاهيمها هذه على أُناسٍ لم يُطالبوا بها يومًا.[61]

وتقول الطبيبة آمال أحمد البشير أنَّ المُنظمات الطبيَّة والدراسات الاجتماعيَّة لم تُثبت وُجود أي مخاطر للخفض وأنَّ الختان الشرعي (الخفض) لم يكن ممنوعًا من مُنظمة الصحة العالميَّة. ووُجد له تعريفٌ صريحٌ في بعض الكُتب المنشورة لِلمُنظمة سابقًا. ولكن في السنوات الأخيرة أُدمج هذا الخِتان مع النمط الأوَّل لِتشويه الأعضاء التناسُلية للأُنثى بِحُجَّة أنَّ مُمارسة المُسلمين له غير صحيحة، وذكرت الطبيبة سالِفة الذِكر في دراسةٍ بِعنوان «ختان الأُنثى في الطب والإسلام، بين الإفراط والتفريط» وفق دراساتٍ طبيَّةٍ واجتماعيَّة أنَّ الحرب على الخِتان ليس لها أساس طبي صحيح، وفي دراسةٍ غربيَّةٍ أعلن أطباء واختصاصيين أنه لا توجد أدلة تشير إلى مخاطر الخِتان وأنَّ بعض الدراسات تأتي بنتائج مُتضاربة ولا يُمكن الجزم على أساسها وأنَّ بعض الدراسات تُشير إلى وُجود فوائد في الختان.[ْ 6] أيضًا، تقُولُ أُستاذة الحُقوق الأوغنديَّة «سيلڤيا تماليه» أنَّ المُعارضة الغربيَّة المُبكرة لِظاهرة الخِتان في أفريقيا كان منبعها مُعتقدٌ يهودي - مسيحي مُشترك بِأنَّ العادات الجنسيَّة والعائليَّة والزوجيَّة لِلأفارقة - بما فيها الجنس الجاف، وتعدد الزوجات، والصداق وزواج الأرملة من شقيق زوجها - ليست إلَّا عاداتٍ بدائيَّة تستوجب التقويم.[62] تقول تماليه أنَّ النساء الأفريقيَّات «لا يتغاضين عن الجوانب السيِّئة لِختان الإناث، لكنَّهُنَّ في الوقت نفسه لا يؤيدن الهُجُوم الإمبريالي العُنصُري المُمتهن لِكرامتهنَّ الإنسانيَّة».[62]

أثار الجدالُ المُتعلِّق بِختان الإناث عاصفةً من التوتر بين عُلماء الإنسانيَّات وبين المُدافعين عن حُقوق النساء والناشطين الأُنثويين، بحيثُ ركَّز الجانب الأوَّل على مفهوم التسامح مع وبين العادات والتقاليد المُختلفة، بينما ركَّز الجانب الثاني على ضرورة حُصُول كُل النساء حول العالم على حُقوقهنَّ بالتساوي. تقول عالمة الإنسانيَّات كريستين والي أنَّ التعبير المألوف بين جميع مُعارضي خِتان الإناث هو إظهار جميع النساء الأفريقيَّات على أنَّهُنَّ ضحايا وعيٌ اجتماعيٌّ زائف يجعلهُنَّ يُساهمن في قمع أنفُسهنَّ دون أن يشعرن، وهذا المفهوم ساهم في ترويجه الكثير من الناشطين الأُنثويين خِلال عقد سبعينيَّات وثمانينيَّات القرن العشرين، بما فيهم فران هوسكن وماري دالي وهاني لايتفوت-كلاين. دفع هذا الأمر جمعيَّة عُلماء الإنسانيَّات الفرنسيَّة إلى إصدار بيانٍ في سنة 1981، خِلال ذُروة المُجادلات الأولى جاء فيه: «إنَّ بعض الناشطين النسويين اليوم يعملون على إحياء الغطرسة الأخلاقيَّة لِزمن الاستعمار الماضي».[63]

من الأمثلة على قلَّة الاحترام والامتهان الذي تتعرض لهُ الإناث المختونات هو ما وُصف بأنَّهُ «الاستيلاء على أجسادهنَّ بِغرض عرضها لِلعامَّة». تقول المُؤرِّخة «شيما كوريه» أنَّ الصُور المنشورة سنة 1996 والفائزة بِجائزة پوليتزر (أعلاه) لِفتاةٍ كينيَّةٍ تبلغ من العُمر 16 سنة، نُشرت من قِبل 12 صحيفة أمريكيَّة، مع العلم أنَّ الفتاة التي صُوِّرت أعضائها التناسُليَّة قبل وبعد الخِتان لم تأذن لا هي ولا أهلها بِنشر تلك الصُور، ولم يأذنوا حتَّى بِتصويرها من الأساس.[64]

مُقارنةً مع مُمارساتٍ أُخرى

تقولُ أوبيوما ننيميكا أنَّ السؤال المفصليّ، الأوسع والأشمل من أخلاقيَّة وفائدة خِتان الإناث، هو لِمَ تتعرَّض أجساد النساء حول العالم وفي الغرب خُصوصًا إلى الكثير من «الاضطهاد والامتهان».[65] يعتبرُ الكثير من المُفكرين والباحثين أنَّ ختان الإناث والعمليَّات الجراحيَّة التجميليَّة هُما كخطين يسيران بالتوازي جنبًا إلى جنب، أي لا يجب التفرقة بينهما بهذا الشكل المُبالغ.[66]:32[67] سنة 2006، كتب الطبيب رونان كونروي من كُليَّة الجرَّاحين الملكيَّة في إيرلندا يقول أنَّ العمليَّات الجراحيَّة التجميليَّة لِلأعضاء التناسُليَّة كانت «تدفع بِعمليَّة خِتان الإناث إلى التطوُّر والتقدُّم» من خلال تشجيعها النساء على اعتبار الاختلافات الطبيعيَّة في أجسادهنَّ تشوُّهات يجب علاجها.[68] قارنت عالمة الإنسانيَّات المصريَّة فدوى الجُندي بين خِتان الإناث وعمليَّة تكبير الثدي واعتبرتهُما مُتشابهين من حيث تفضيل غاية لِلعُضو على غايةٍ أُخرى، ففي حالة تكبير الثدي تُصبح الغاية الأساسيَّة هي إرضاء الرجل وتُصبح الغاية الأُموميَّة (الإرضاع) ثانويَّة، وفي حالة الخِتان الفرعوني تُصبح إحدى الغايات الأساسيَّة هي إرضاء الزوج جنسيًّا بينما تُصبح سُهولة الإنجاب ثانويَّة.[69] أشارت الصحافيَّة والناشطة الأُنثويَّة الفرنسيَّة بنوا گرولت إلى نُقظةٍ مُشابهةٍ في سنة 1975 عندما قالت أنَّ خِتان الإناث والجراحات التجميليَّة ظاهرتان ذكوريَّتان تدعمان التمييز الجنسي.[70]

صورة
الفيلسوفة الأمريكيَّة مرثا نوسباوم، اعتبرت أنَّ القضيَّة الأخلاقيَّة والقانونيَّة الرئيسيَّة في ظاهرة خِتان الإناث هي إجراء تلك الأخيرة على الأطفال بالقُوَّة.

تُشيرُ كارلا أوبرماير إلى أنَّ خِتان الإناث قد يُفضي إلى سلامة النساء على مُختلف الأصعدة (بالأخص الاجتماعيَّة والنفسيَّة) في مُجتمعاتهنَّ التي تُمارسه، تمامًا كما تُفضي عمليَّة تجميل الأنف وخِتان الذُكور إلى سلامة من يقوم بها على عدَّة أصعدة.[71] في مصر، وعلى الرُغم من الحظر الذي فرضه القانون على خِتان الإناث سنة 2007، أخذت الأُمهات اللواتي يرغبن بِختن بناتهنَّ يُطالبن بِإجراء «عمليَّات تجميلٍ» لهُنَّ لِإزالة ما اعتبرنه أنسجةً زائدةٍ في الجسم، كي يكون مظهر الفتاة أكثر قبولًا وجاذبيَّةً.[72]

يُلاحظ أنَّ مُنظمة الصحَّة العالميَّة لا تُصنِّف عمليَّة تجميل الشفرين ولا عمليَّة تخفيض غطاء البظر على أنها من أشكال الخِفاض أو خِتان الإناث، على الرغم من أنَّ تعريفها لِهذه المُمارسة الأخيرة جاء لِتفادي أي ثغراتٍ بحيثُ لا يُمكنُ تفادي إدراج أيَّة عمليَّة شبيهة يقوم بها الأشخاص البالغين بِملء إرادتهم ضمن الفئات التي حُددت مُسبقًا.[73]:28 بعضُ القوانين التي تحظر الخِتان، مثل القوانين الأمريكيَّة والكنديَّة، يقتصرُ نصَّها على القاصرات فقط دون أن يشمل البالغات طالما رغبن بِذلك بملئ إرادتهنَّ. وفي العديد من الدُول الأُخرى، مثل السُويد والمملكة المُتحدة، فإنَّ حظر القانون يمتد لِيشمل جميع الفئات العُمريَّة، وفي بعض تلك الدول فإنَّ الحظر يطال حتَّى الجراحات التجميليَّة طالما كانت الغاية منها الوُصُول لِذات نتيجة الخِتان. ففي السُويد على سبيل المِثال ينص القانون على منع «جميع العمليَّات الجراحيَّة التي تُجرى على الأعضاء التناسُليَّة الأُنثويَّة الخارجيَّة بِهدف تشويهها أو إحداث تغييراتٍ دائمةٍ فيها... بِغض النظر عمَّا إذا كان الطرف المعني راضيًا بِذلك أم لا». تُشيرُ الطبيبة النسائيَّة بريجيتا إيسن وعالمة الإنسانيَّات سارة يوهانسدوتر أنَّ القانون السُويدي وما يُماثله من القوانين التي نصَّت على أمرٍ شبيه، يُفرِّقُ ويُميِّزُ بين الأعضاء التناسُليَّة الأُنثويَّة الغربيَّة والأفريقيَّة، بحيث يُفهم من نصِّه أنَّهُ يعتبر النساء الأفريقيَّات (كاللواتي يسعين طوعًا إلى إعادة إغلاق مهبلهنَّ بعد الإنجاب) غير مؤهلات لاتخاذ قراراتهنَّ بِأنفُسهنَّ.[74]:613[66]:33

كتبت الفيلسوفة الأمريكيَّة مرثا نوسباوم تُناهضُ الفكرة القائلة بِوُجود شبه بين خِتان الإناث وقرار الفتاة أن تتبع نظامًا غذائيًّا أو أن تُجري تغييراتٍ في مظهرها الخارجيّ، مُعتبرةً أنَّ الفرق الجوهريّ هو أنَّ خِتان الإناث غالبًا ما يتم إجراءه على فتياتٍ صغيراتٍ وبِالقُوَّة. كما تقول أنَّ التفرقة بين الضُغوطات الاجتماعيَّة والقُوَّة الجسديَّة غالبًا ما تكون صامتة على الصعيدين الأخلاقي والقانوني، وأنَّ هذا أقرب ما يُمكن مُقارنته به هو الفرق بين الإغراء والاغتصاب. وتُضيف بأنَّ نسبة التعليم لدى النساء في الدُول التي يُشاع فيها خِتان الإناث غالبًا ما تكون ضئيلة، الأمر الذي يحول دون إمكانيتهنَّ من اتخاذ القرارات الأسلم لهُنَّ ولِبناتهنَّ.[75]

يعتبرُ العديد من المُفكرين أنَّ حُقوق الأطفال ثُنائيُّي الجنس (المُخنثون) - الذين يُولدون بِتشوُّهاتٍ طبيعيَّة في الأعضاء التناسُليَّة تجعل من الصعب تحديد جنسهم - تُخرق ويُعتدى عليها في كُل مرَّة يُقرر الأطباء تقويم تلك التشوُّهات. يقول الباحثان الحُقوقيَّان مارك بار ونانسي إهرنريك أنَّ آلاف العمليَّات الجراحيَّة من هذه الشاكلة تُجرى سنويًّا في الولايات المُتحدة وحدها، على الرُغم من أنَّ لا ضرورة طبيَّة تفرض ذلك، كما أنَّ نسبتها أكثف بكثير من نسبة عمليَّات خِتان الإناث، وتوابعها ومُضاعفاتها النفسيَّة والجسديَّة أخطر بكثير من تلك الخاصَّة بِالخِتان. ينسب الباحثان سالِفا الذِكر صمت الفئة المُناهضة لِختان الإناث تجاه عمليَّات تقويم الجنس إلى فكرة تفوُّق العرق الأبيض على سائر الأعراق البشريَّة، ورفض البيض الاعتراف بِحُصُول عمليَّاتٍ مُشابهة لِعمليَّة خِتان الإناث في المُجتمعات البيضاء وتحت أنظارهم مُباشرةً.[76]

رأي بعض الأطباء والباحثين المُسلمين

أشار بعض الأطباء إلى أنَّ خِتان الأُنثى له فوائد طبيَّة مُحددة، وفي ذكر بعض هذه الفوائد يقول الدكتور حامد الغوابي: «تتراكم مُفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنَّخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يُؤدي إلى التهاب المهبل أو الإحليل، وقد رأيت حالات مرضيَّة كثيرة سببها عدم إجراء الخِتان عند المُصابات». كما قال أنَّ من فوائد خِتان المرأة تقليل الحساسيَّة المُفرطة لِلبظر الذي قد يكون شديد النُمو بحيثُ يبلغ طوله 3 سنتيمترات عند انتصابه وهذا مُزعج جدًّا لِلزوج، وبخاصَّة عند الجماع. وأنَّ ختان المرأة يحول دون ظُهور ما يُسمَّى بإنعاظ النساء وهو تضخُّم البظر بِصورةٍ مُؤذيةٍ يُكوِّن معها آلام مُتكررة في نفس الموضع. كما قال بأنَّ الخِتان يمنع ما يُسمَّى «نوبة البظر»، وهو تهيُّج عند النساء المُصابات بمرض الضنى، ويمنع الغلمة الشديدة التي تنتج عن تهيُّج البظر ويُرافقها تخبُّط بِالحركة. أمَّا بِالنسبة لِلبرود الجنسي فقال أنَّ الخِتان الفرعوني الذي يُستأصل فيه البظر بكامله هو بِالفعل يؤدي إلى هذه المُشكلة، أمَّا الخِفاض الشرعي فلا يتسبب بها. وتقول الطبيبة النسائيَّة ست البنات خالد في مقالة لها بعنوان «خِتان البنات: رُؤية صحيَّة»: أنَّ من فوائد الخِتان الشرعي لِلإناث القضاء على الغلمة والشبق عند النساء، أي شدَّة الشهوة والانشغال بها والإفراط فيها، إلى جانب منع الروائح الكريهة التي تنتج عن تراكم اللخن (النتن) تحت القلفة، وانخفاض مُعدَّل التهابات المجاري البوليَّة وانخفاض نسبة التهابات المجاري التناسُليَّة.[ْ 7][ْ 8]

الفوائد الطبية لختان الإناث

إن الله تعالى كما خلق الخلق فإنه سبحانه تكفل بما يصلحهم في أمر دينهم ودنياهم فأرسل لهم الرسل وأنزل الكتب ليدل البشر على الخير ويحثهم عليه ويعرفهم الشرَّ ويحذرهم منه .

ولربما أمر الشرع بأمر أو نهى عن شيء لم تظهر للناس - أو لكثير منهم - حكمة الشرع من هذا الأمر أو النهي ، فحينئذ يجب أن نمتثل الأمر ونجتنب النهي ونتيقن أن في شرع الله الخير كل الخير ولو لم تظهر لنا الحكمة منه .

إن الختان من سنن الفطرة كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب ) رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .

ولا شك أن سنن الفطرة كلها من الأمور التي ظهرت بعض حكمة الشرع المطهر فيها ، والختان كذلك ، ظهرت له الفوائد الجليلة التي تسترعي الانتباه لها ومعرفة حكمة الشرع منها.

وفي جواب السؤال رقم ( 9412 ) تكلمنا عن الختان ؛ كيفيته وأحكامه ، وفي جواب السؤال رقم ( 7073 ) بيَّنا فوائد الختان الصحية والشرعية عند الذكور .

والختان مشروع في حق الذكر والأنثى ، والصحيح أن ختان الذكور واجب وأنه من شعائر الإسلام ، وأن ختان النساء مستحب غير واجب .

وقد جاء في السنة ما يدل على مشروعية الختان للنساء فقد كان في المدينة امرأة تختن فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تنهكي ؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل ) رواه أبو داود ( 5271 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " .

ولم يشرع الختان للإناث عبثا ، بل له من الحكم والفوائد الشيء العظيم .

وفي ذكر بعض هذه الفوائد يقول الدكتور حامد الغوابي :

- " .... تتراكم مفرزات الشفرين الصغيرين عند القلفاء وتتزنخ ويكون لها رائحة كريهة وقد يؤدي إلى إلتهاب المهبل أو الإحليل ، وقد رأيت حالات مرضية كثيرة سببها عدم إجراء الختان عند المصابات .

- الختان يقلل الحساسية المفرطة للبظر الذي قد يكون شديد النمو بحيث يبلغ طوله 3 سنتيمترات عند انتصابه وهذا مزعج جدّاً للزوج ، وبخاصة عند الجماع .

- ومن فوائد الختان : منعه من ظهور ما يسمى بإنعاظ النساء وهو تضخم البظر بصورة مؤذية يكون معها آلام متكررة في نفس الموضع .

- الختان يمنع ما يسمى " نوبة البظر " ، وهو تهيج عند النساء المصابات بالضنى [ مرض نسائي ] .

- الختان يمنع الغلمة الشديدة التي تنتج عن تهيج البظر ويرافقها تخبط بالحركة ، وهو صعب المعالجة .

ثم يرد الدكتور الغوابي على من يدَّعي أن ختان البنات يؤدي إلى البرود الجنسي بقوله :

" إن البرود الجنسي له أسباب كثيرة ، وإن هذا الإدعاء ليس مبنيّاً على إحصائيات صحيحة بين المختتنات وغير المختتنات ، إلا أن يكون الختان فرعونيّاً وهو الذي يُستأصل فيه البظر بكامله ، وهذا بالفعل يؤدي إلى البرود الجنسي لكنه مخالف للختان الذي أمر به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لا تنهكي ) أي : لا تستأصلي ، وهذه وحدها آية تنطق عن نفسها ، فلم يكن الطب قد أظهر شيئا عن هذا العضو الحساس [ البظر ] ولا التشريح أبان عن الأعصاب التي فيه .

عن مجلة " لواء الإسلام " عدد 7 و 10 من مقالة بعنوان : " ختان البنات " .

وتقول الطبيبة النسائية ست البنات خالد في مقالة لها بعنوان : " ختان البنات رؤية صحية " :

الختان بالنسبة لنا في عالمنا الإسلامي قبل كل شيء هو امتثال للشرع لما فيه من إصابة الفطرة والاهتداء بالسنة التي حضت على فعلها ، وكلنا يعرف أبعاد شرعنا الحنيف وأن كل ما فيه لا بد أن يكون فيه الخير من جميع النواحي ، ومن بينها النواحي الصحية ، وإن لم تظهر فائدته في الحال فسوف تعرف في الأيام القادمة كما حدث بالنسبة لختان الذكور ، وعرف العالم فوائده وصار شائعا في جميع الأمم بالرغم من معارضة بعض الطوائف له .

ثم ذكرت الدكتورة بعض فوائد الختان الصحية للإناث فقالت :

- ذهاب الغلمة والشبق عند النساء ( وتعني شدة الشهوة والانشغال بها والإفراط فيها ) .

- منع الروائح الكريهة التي تنتج عن تراكم اللخن (النتن) تحت القلفة .

- انخفاض معدل التهابات المجاري البولية .

- انخفاض نسبة التهابات المجاري التناسلية .

عن كتاب : " الختان " للدكتور محمد علي البار .

وقد جاء في كتاب " العادات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال " الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية في عام 1979م ما يأتي :

" إن الخفاض الأصلي للإناث هو استئصال لقلفة البظر وشبيه بختان الذكور ... وهذا النوع لم تذكر له أي آثار ضارة على الصحة " .

مصادر

  1. ^ أ ب "منظمة أم عطية الأنصارية". umatia.org. Retrieved 2012-06-20.
  2. ^ أ ب ت "موقع التوحيد". umatia.org. {{cite web}}: Text "title20" ignored (help)
  3. ^ تحفة المودود بأحكام المولود، ص 113
  4. ^ (المدخل لابن الحاج جـ3 صـ296)
  5. ^ أ ب (الموسوعة الطبية الفقهية للدكتور أحمد محمد كنعان) (صـ423: صـ424)
  6. ^ أ ب ت (خصال الفطرة للدكتور نـجاشى علي إبراهيم صـ31)
  7. ^ أ ب "موقع التوحيد". hoodectomyinformation.com. Retrieved 2012-06-20.
  8. ^ أ ب ت "موقع التوحيد" (PDF). umatia.org. Retrieved 2012-06-20.
  9. ^ (الختان، للدكتور محمد علي البار، ص 105)
  10. ^ أ ب "منظمة أم عطية الأنصارية". umatia.org. Retrieved 2012-06-20.
  11. ^ أ ب ت "دراسة في الختان للشيخ القرضاوي". www.qaradawi.net. Retrieved 2012-06-20.
  12. ^ (فتح القدير لابن الهمام جـ1 صـ63)
  13. ^ (الشرح الصغير للدردير جـ2 صـ151 : 152)
  14. ^ (المجموع للنووي جـ1 صـ300)
  15. ^ (المغني لابن قدامة جـ1 صـ115)
  16. ^ شرح صحيح مسلم (3/148)
  17. ^ (السلسلة الصحيحة للألباني جـ2 صـ357)
  18. ^ (فتاوى اللجنة الدائمة جـ5_ فتوى رقم 2137 صـ13)
  19. ^ للُّباب في علوم الكتاب، ج 6، ص (6)
  20. ^ (فتاوى دار الإفتاء المصرية جـ6 رقم 874(صـ985 1: صـ986 1)
  21. ^ (فتاوى دار الإفتاء المصرية جـ9 رقم 1202 صـ3119: صـ3125)
  22. ^ . (مجموع فتاوى ابن تيمية جـ21 صـ114)
  23. ^ (تحفة المودود لابن القيم صـ117)
  24. ^ (فتاوى عطية صقر جـ 2 فتوى 523 صـ 176:174)
  25. ^ أ ب (الموسوعة الطبية الفقهية للدكتور أحمد محمد كنعان (صـ420 : صـ423)
  26. ^ ختان الإناث وثالوث الطب والدين والقانون - beirut.indymedia.org - 29 يوليو-2005 - تاريخ الوصول 24 سبتمبر 2009
  27. ^ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية - منظمة الصحة العالمية - تاريخ النشر مايو-2008 - تاريخ الوصول 22 يونيو-2009
  28. ^ OHCHR، UNAIDS، UNDP، UNECA، UNESCO، UNFPA، UNHCR، UNICEF، UNIFEM، WHO (2008). Eliminating Female Genital Mutilation - An interagency statement (English) (PDF). Department of Reproductive Health and Research (RHR)، World Health Organization
  29. ^ UNFPA: Statement on the International Day Against Female Genital Mutilation
  30. ^ مزاولات مهنة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى (ختان الإناث) في النيجر يصبحن ضد هذه الممارسة - يونيسف
  31. ^ Alexia Lewnes, ed. (2005). "Changing a harmful social convention: female genital cutting/mutilation" (PDF). Innocenti Digest. Florence، Italy: Giuntina: 1–2. ISBN 88-89129-24-7. Retrieved 2007-12-24. The expression "female genital mutilation (FGM) gained growing support in the late 1970s. The word "mutilation" not only establishes a clear linguistic distinction with male circumcision، but also، owing to its strong negative connotations، emphasizes the gravity of the act. In 1990، this term was adopted at the third conference of the Inter African Committee on Traditional Practices Affecting the Health of Women and Children (IAC) in Addis Ababa. In 1991، WHO recommended that the United Nations adopt this terminology and subsequently، it has been widely used in UN documents. {{cite journal}}: Cite has empty unknown parameters: |month= and |coauthors= (help)
  32. ^ Firestone, Reuven et al. 2001, ص.253.
  33. ^ المفتي يحرّم «ختان الإناث» رسمياً، المصري اليوم
  34. ^ Mackie 1996, p. 1005 (also here Archived 2017-09-02 at the Wayback Machine
  35. ^ *For the Beta Israel and Judaism, see Cohen, Shaye J. D. Why Aren't Jewish Women Circumcised? Gender and Covenant In Judaism, University of California Press, 2005, p. 59. See p. 59ff for a discussion of سترابو's reference around 25 BCE to female excision and Jewish custom; he argues that Strabo conflated the Jews with the Egyptians. *Also see "Circumcision," in أديل برلين (ed.), The Oxford Dictionary of the Jewish Religion, Oxford University Press, 2011, p. 173: "Circumcision was widespread in many ancient cultures. Some of these also practiced female circumcision, which was never allowed in Judaism." Archived 2016-05-17 at the Wayback Machine
  36. ^ أ ب خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Mackie1996
  37. ^ Abusharaf 2007, p. 2.
  38. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Mackie2000
  39. ^ Shell-Duncan and Hernlund 2000, p. 13.
    Also see C. G. Seligman, "Aspects of the Hamitic problems in the Anglo-Egyptian Sudan",The Journal of the Royal Anthropological Institute of Great Britain and Ireland, 1913, 40(3) (pp. 593–705), pp. 639–646. JSTOR 2843546

    Esther K. Hicks, Infibulation: Female Mutilation in Islamic Northeastern Africa, Transaction Publishers, 1996, p. 19ff. Archived 2014-12-29 at the Wayback Machine

  40. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Mary Knight, "Curing Cut or Ritual Mutilation?: Some Remarks on the Practice of Female and Male Circumcision in Graeco-Roman Egypt," Isis, 92(2), June 2001, pp. 317–338. JSTOR 3080631
  41. ^ Adriaan de Buck and Alan H. Gardiner, The Egyptian Coffin Texts, Chicago: Chicago University Press, 1961, Vol. 7, pp. 448–450.
  42. ^ Paul F. O'Rourke, "The 'm't-Woman", Zeitschrift für Ägyptische Sprache und Altertumskunde, 134(2), February 2007 (pp. 166–172), pp. 166ff (hieroglyphs), 172 (menstruating woman). DOI:10.1524/zaes.2007.134.2.166 Archived 2019-05-02 at the Wayback Machine
  43. ^ F. G. Kenyon, Greek Papyri in the British Museum, British Museum, 1893, pp. 31–32 (also here [1]).
  44. ^ Knight 2001, p. 331, citing G. Elliot Smith, A Contribution to the Study of Mummification in Egypt, Cairo: L'Institut Egyptien, 1906, p. 30, and Marc Armand Ruffer, Studies in the Paleopathology of Egypt, Chicago: University of Chicago Press, 1921, p. 171. Archived 2019-05-02 at the Wayback Machine
  45. ^ سترابو, Geographica, Book VII, chapter 2, 17.2.5. Cohen 2005, p. 59ff, argues that Strabo conflated the Jews with the Egyptians). Archived 2016-05-17 at the Wayback Machine
  46. ^ J. F. C. "Isaac Baker Brown, F.R.C.S.", Medical Times and Gazette, 8 February 1873, p. 155.
  47. ^ Sarah W. Rodriguez, "Rethinking the History of Female Circumcision and Clitoridectomy: American Medicine and Female Sexuality in the Late Nineteenth Century", Journal of the History of Medicine and Allied Sciences. 63(3), July 2008, pp. 323–347. DOI:10.1093/jhmas/jrm044 PubMed
  48. ^ Robert Thomas, The Modern Practice of Physick, London: Longman, Hurst, Rees, Orme, and Brown, 1813, pp. 585–586.

    Edward Shorter, From Paralysis to Fatigue: A History of Psychosomatic Illness in the Modern Era, New York: Simon and Schuster, 2008, p. 82. Archived 2014-07-05 at the Wayback Machine

  49. ^ Shorter 2008, p. 82; Uriel Elchalal, et al., "Ritualistic Female Genital Mutilation: Current Status and Future Outlook", Obstetrical & Gynecological Survey, 52(10), October 1997, pp. 643–651. PubMed Archived 2014-07-05 at the Wayback Machine
  50. ^ Elchalal, et al, 1997; بيتر لويس ألين, The Wages of Sin: Sex and Disease, Past and Present, Chicago: University of Chicago Press, 2000, p. 106. Archived 2017-11-23 at the Wayback Machine
  51. ^ J. F. C. 1873, p. 155; Allen 2000, p. 106. Archived 2014-01-02 at the Wayback Machine
  52. ^ John Black, "Female genital mutilation: a contemporary issue, and a Victorian obsession", Journal of the Royal Society of Medicine, 90, July 1997 (pp. 402–405), p. 403, 404–405. PubMed قالب:PMC

    Allen 2000, p. 106; also see Elizabeth Sheehan, "Victorian Clitoridectomy: Isaac Baker Brown and His Harmless Operative Procedure," Medical Anthropology Newsletter, 12(4), August 1981. JSTOR 647794 PubMed Archived 2014-01-02 at the Wayback Machine

  53. ^ Deborah Kuhn McGregor, From Midwives to Medicine: The Birth of American Gynecology, New Brunswick: Rutgers University Press, 1998, p. 146.
  54. ^ John Milton Hoberman, Testosterone Dreams: Rejuvenation, Aphrodisia, Doping, Berkeley: University of California Press, 2005, p. 63.
  55. ^ Lawrence Cutner, "Female genital mutilation", Obstetrical & Gynecological Survey, 40(7), July 1985, pp. 437–443. PubMed Cited in Nawal M. Nour, "Female Genital Cutting: A Persisting Practice", Reviews in Obstetrics and Gynecology, 1(3), Summer 2008, pp. 135–139. PubMed قالب:PMC

    Also see G. J. Barker-Benfield, The Horrors of the Half-Known Life: Male Attitudes Toward Women and Sexuality in Nineteenth-Century America, New York: Routledge, 1999, p. 113. Archived 2017-09-09 at the Wayback Machine

  56. ^ البرلمان المصري يقر قانونا يجرم ختان الإناث إلا عند "الضرورة"، العربية
  57. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Silverman2004
  58. ^ Nnaemeka 2005, p. 34. Archived 2016-12-23 at the Wayback Machine
  59. ^ Vicky Kirby, "Out of Africa: 'Our Bodies Ourselves?'" in Obioma Nnaemeka (ed.), Female Circumcision and the Politics of Knowledge: African Women in Imperialist Discourses, Westport: Praeger, 2005, p. 83.
  60. ^ Obioma Nnaemeka, "African Women, Colonial Discourses, and Imperialist Interventions: Female Circumcision as Impetus," in Nnaemeka 2005, p. 33. Archived 2016-12-23 at the Wayback Machine
  61. ^ Nnaemeka 2005, pp. 34–35. Archived 2016-12-23 at the Wayback Machine
  62. ^ أ ب Tamale 2011, pp. 19–20.
  63. ^ Christine J. Walley, "Searching for 'Voices': Feminism, Anthropology, and the Global Over Female Genital Operations" in James and Robertson 2002, pp. 18, 34 (for false consciousness), 43.

    For the statement, Bagnol and Mariano 2011, p. 281; for Hosken, Daly and Lightfoot-Klein, Robertson 2002, p. 60. Archived 2017-09-08 at the Wayback Machine

  64. ^ Chima Korieh,"Other' Bodies: Western Feminism, Race and Representation in Female Circumcision Discourse," in Nnaemeka 2005, pp. 121–122.

    For the photographs, "Stephanie Welsh", 1996 Pulitzer Prize winners; for other examples, Nnaemeka 2005, pp. 30–33. Archived 2014-01-03 at the Wayback Machine

  65. ^ Nnaemeka 2005, pp. 38–39. Archived 2016-12-23 at the Wayback Machine
  66. ^ أ ب Sara Johnsdotter and Birgitta Essén, "Genitals and ethnicity: the politics of genital modifications", Reproductive Health Matters, 18(35), 2010, pp. 29–37. PubMed DOI:10.1016/S0968-8080(10)35495-4 Archived 2017-01-01 at the Wayback Machine
  67. ^ Marge Berer, "It's female genital mutilation and should be prosecuted", British Medical Journal, 334(7608), 30 June 2007, p. 1335. PubMed قالب:PMC DOI:10.1136/bmj.39252.646042.3A Archived 2017-11-13 at the Wayback Machine
  68. ^ Ronán M. Conroy, "Female genital mutilation: whose problem, whose solution?", British Medical Journal, 333(7559), 15 July 2006. PubMed قالب:PMC Archived 2017-02-01 at the Wayback Machine
  69. ^ El Guindi 2007, p. 33.
  70. ^ Lora Wildenthal, The Language of Human Rights in West Germany, Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2012, p. 148.
  71. ^ Obermeyer 1999, p. 94.[[تصنيف:مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير صحيح.]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 2016-05-21 at the Wayback Machine
  72. ^ Rahim (Tahrir Institute) 2014. Archived 2017-07-30 at the Wayback Machine
  73. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة WHO2008
  74. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة EssenJohnsdotter2004
  75. ^ Nussbaum 1999, pp. 123–124.

    Also see Yael Tamir, "Hands Off Clitoridectomy", Boston Review, Summer 1996.

    مارثا نوسباوم, "Double Moral Standards?", Boston Review, October/November 1996.

  76. ^ Nancy Ehrenreich, Mark Barr, "Intersex Surgery, Female Genital Cutting, and the Selective Condemnation of 'Cultural Practices', Harvard Civil Rights-Civil Liberties Law Review, 40(1), 2005 (pp. 71–140), pp. 74–75.

    Also see شيريل شايس  [لغات أخرى],"'Cultural Practice' or 'Reconstructive Surgery'? US Genital Cutting, the Intersex Movement, and Medical Double Standards", in James and Robertson (eds.) 2002, pp. 126–151. Archived 2017-05-17 at the Wayback Machine

انظر أيضا

وصلات خارجية

Hrlogo.jpg هذه بذرة مقالة عن حقوق الإنسان تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "ْ"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="ْ"/>
خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "حـ"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="حـ"/>