أوروك‌أگينا

(تم التحويل من Urukagina)
شظية من كتابة من اوروك‌أگينا؛ تـُقرأ كالتالي: "هو [اوروإنيم‌گينا] حفر (…) القناة إلى بلدة-نينا. في البداية، وقد بنى الإنينـّو؛ عند نهايتها بنى الإسيراران." (متحف اللوڤر)

اوروك‌أگينا Urukagina (حكم ح. 2380 ق.م.-2360 ق.م.، التأريخ القصير)، وأحياناً يـُكتب اسمه اوروإنيم‌گينا Uruinimgina أو إريك‌أگينا Irikagina، كان حاكم (إنسي) المدينة-الدولة لگش في بلاد الرافدين. وقد اتخذ لقب ملك، مدعياً أن الآلهة عينته، بعد سقوط سلفه الفاسد، لوگالاندا.

يعد أول حاكم مصلح في الشرق القديم. حكم في مدينة لگش (لجش أو لغش Lagash وهي اليوم تل الهبا يقع على بعد 28 كم شمال غرب البصرة في العراق). وقد عُثر في التل المذكور على وثائق ملكية اقتصادية المحتوى تُعد في أهم المصادر التي تلقي أضواء على اقتصاد المدينة، الذي يؤدي المعبد السومري دوراً رئيسياً فيه، في النصف الأول من الألف الثالث ق.م. ومن أهمها وثائق الملك المصلح أوروك أجينا مع أنها صعبة القراءة ومضمونها غير مفهوم. ويبدو أن هذا الحاكم كان ذا شخصية فذة وفريدة في تاريخ الشرق القديم، فهو لم يكن الوارث الشرعي لسلفه لوگال‌أندا Lugalanda وربما وصل إلى الحكم بثورة شعبية مكنته من إزاحة الملك الشرعي في السنة السابعة من حكمه، أي نحو سنة 2370 ق.م، وسمى نفسه ملكاً Lugal والمعنى الحرفي للكلمة السومرية «السيد العظيم»، بخلاف الحاكم الذي كان يسمي نفسه Ensi أي أمير، وتطلع إلى إزاحة ملك كيش نفسه. ووثائق هذا الملك الثائر قليلة للأسف لا تعدو كونها كتابات تدشينية لمرافق عامة دونت على ثلاثة مخاريط طينية ولوح حجري، وتحتوي هذه الكتابات على سلسلة من الأعمال قام بها الملك، مثل تشييد مرافق عامة وترميم قنوات ري الأراضي الزراعية. ويعود تاريخ وثيقتين منها إلى السنة الأولى من حكمه، يتحدث فيهما عن الأسباب التي دعته إلى الإصلاحات، أهمها الأمر الإلهي الصادر عن إله مدينته نن‌گرسو Nin-Gir-Su ويعني الاسم «سيد گـِرسو».

وكان أول ما قام به أوروك أجينا من أعمال أنه نزع ملكية أراضي المعبد وهي أملاك عامة، من البيت الملكي، ووضعها تحت تصرف إله المدينة، ولم يكتف بكف يد الإقطاعية الممثلة بالملك وحاشيته، بل عمد أيضاً إلى تجريد كهنة المعابد من الصلاحيات الواسعة التي كانوا يستغلونها باسم الآلهة لمصلحتهم، فكانوا يتقاضون أجوراً وضرائب عالية جداً، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب بين عامة الشعب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حين كانت المرأة تطلق من بعلها وتتزوج رجلاً آخر كانا لا يوثقان ذلك لدى كهنة المعبد بسبب ارتفاع الرسوم التي يتعين عليهما دفعها، فتبقى المرأة على ذمة رجلين في آن واحد.

حساب الحصص التموينية من الشعير الصادرة شهرياً للبالغين (30 أو 40 مكيال نصف-لتر) وللأطفال (20 مكيال) مكتوب بخط مسماري على لوح طيني، كـُتـِب في السنة الرابعة من عهد الملك اوروك‌أگينا (حوالي 2350 ق.م.). من نن‌گرسو، العراق. المتحف البريطاني، لندن. BM 102081

وتقول وثيقة النص الإصلاحي: كانت المرأة في الأيام الماضية تتزوج رجلين، ولكن اليوم، أي في عهده، إذا حاولت أن تفعل ذلك، فإنها ترجم بحجارة منقوش عليها نيتها الشريرة.

كما عمد الملك المصلح إلى وضع حد لممارسة البغاء بأي شكل كان، وتحت أي اسم حفاظاً على حرمة الأسرة وقدسيتها. انشغل أوروك أجينا في إصلاحاته الداخلية، ولم يأبه للأخطار الخارجية المحدقة ببلاده، وهو وإن استطاع في بداية أمره أن يسدد ضربةً قاسية إلى جارته المشاغبة مملكة اومّا Umma ويزيح مليكها عن العرش، فإن الخليفة الجديد «لوگال زاگسي» Lugal-Zagesi اهتم بالفتوحات الخارجية وتوسيع رقعة مملكته، فشن هجوماً عاتياً على لجش راح ضحيته الملك أوروك أجينا، بعد حكم إصلاحي قصير لم يتجاوز سبع سنوات.

اوروك‌أگينا هو ثائر سومري نهض لمقاومة جشع الكهنة حينما كانت السلطة السياسية والدينية والإقتصادية في أيديهم في بلاد سومر وهو الملك الثامن من ملوك أسرة لكش الأولى (حوالي 2575 – 2352 ق.م). بدأ حكمــه حوالي 2355 ق.م واستمر حوالي ثلاث سنوات. قام أوروكاجينا بإصلاحات إجتماعيـــة وأشار في كتاباته إلى أنه قد سن القوانين، ولكن قوانينه لـــم تصل إلينا بعد. والذي قضى على أوروكاجينا هو الملك الرابع من ملوك أسرة أوما، المدعو لوكال زاكيزي، الذي لم يستمر في الحكم طويلاً، حيث قضى عليه الملك سرجون الأول.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  • أخوية
  • محمد وحيد خياطة. "أوروك أجينا". الموسوعة العربية.


انظر أيضاً

الهامش

وصلات خارجية