النزاع الحدودي الصيني الهندي

(تم التحويل من Sino-Indian border dispute)

تتنازع الهند والصين على السيادة على منطقتين شاسعتين نسبياً وعدة أجزاء منفصلة من الأراضي الأخرى. تقع آق‌صاي چن إما في إقليم لداخ الاتحادي الهندي أو منطقة شين‌جيانگ ذاتية الحكم الصينية. وهي أراضي قفر مرتفعة غير مأهولة عملياً، يمر عبرها طريق شين‌جيانگ-التبت السريع. تقع المنطقة الأخرى محل النزاع جنوب خط مكماهون. كان يشار إليها بوكالة الحدود الشمالية الشرقية، وتسمى الآن أروناچل پرادش. كان خط مكماهون جزءاً من اتفاقية سملا 1914 بين الهند البريطانية والتبت، دون موافقة الصين.[1]

دارت الحرب الصينية الهندية 1962 بسبب هاتين المنطقتين. عام 1996 تم التوصل لاتفاقية لتسوية النزاع، تضمنت "تدابير بناء ثقة" وخط السيطرة الفعلي الذي حاز موافقة الطرفين. في 2006، ادعى السفير الصيني لدى الهند أن جميع أروناچل پرادش هي أراضي صينية[2] في خضم حشد للقوات العسكرية.[3] في ذلك الوقت، ادعى البلدان حدوث توغلات بمقدار كيلومتر في الطرف الشمالي من سكم.[4] عام 2009، أعلنت الهند عزمها نشر قوات عسكرية إضافية على امتداد الحدود.[5] عام 2014، اقترحت الهند على الصين أن تعترف بسياسة "الهند الواحدة" لحل النزاع الحدودي.[6][7]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

آق‌صاي چن

الجزء الغربي من الحدود المتنازع عليها.

من أدنى نقطة في المنطقة على نهر قرة‌قاش على بعد 4.300 متر تقريباً من القمم الجليدية التي يصل طولها إلى 6.900 متر فوق مستوى سطح البحر، تقع آق‌صاي چن في منطقة معزولة وغير مأهولة إلى حد كبير. تصل مساحة المنطقة إلى حوالي 37.244 كم². تعني عزلة هذه المنطقة أنه لم يكن لها أهمية إنسانية كبيرة باستثناء طرق التجارة القديمة التي تعبرها، مما يوفر ممراً مختصراً خلال الصيف لقوافل الياك من شين‌جيانگ والتبت.[8]

من أقدم المعاهدات المتعلقة بالحدود بين القطاع الغربي تلك التي أُبرمت عام 1842. قامت امبراطورية السيخ في منطقة الپنجاب بضم لداخ إلى إمارة جمو عام 1834. هزمت القوات الصينية الجيش السيخي ودخلت لداخ حاصرت بلدة لـِه. وقع الصينيون والسيخ على معاهدة في سبتمبر 1842، تنص على عدم حدوث تجاوزات أو تدخل في حدود كلا البلدين.[9] أسفرت هزيمة السيخ عام 1846 عن نقل السيادة على لداخ إلى البريطانيين، وحاول المفوضون البريطانيون اللقاء بالمسئولين الصينيين لمناقشة الحدود التي يتشاركونها حالياً. إلا أن كلا الطرفين كان راضياً بما يكفي عن أن الحدود التقليدية تم تعيينها بواسطة التضاريس الطبيعية، ولم يتم ترسيم الحدود.[9] كان طرفي الحدود، پانگونگ تسو وممر قرةقرم مرسمان بشكل معقول، لكن آق‌صاي چن الواقعة بينهما لم تكن محددة بشكل كبير.[8][10]

خط جونسون

خريطة وسط الصين (1878) توضح خوتان (بالقرب من أعلى الركن الأيمن). الخطوط السابقة التي كانت تطالب بها الامبراطورية الهندية البريطانية موضحة بالخطين القرمزي والوردي حيث تظهر شهيد الله وممر ركلك، كليان، وسانجو بوضوح شمال الحدود.
خريطة توضح المطالبات الحدودية الهندية والصينية في منطقة آق‌صاي چن، خط مكارثي-مكدونالد، خط مكتب الخارجية، بالإضافة لتقدم القوات الصينية في المناطق التي احتلتها أثناء الحرب الصينية الهندية.

كان و. هـ. جونسون، موظف مدني في مسح الهند، قد اقترح عام 1865 "خط جونسون"، بوضع آق‌صاي چن في جمو وكشمير. كان هذا في وقت ثورة الدونگان، عندما لم تكون الصين تسيطر على شين‌جيانگ، لذلك لم يقدم هذا المقترح للصين. قدم جونسون مقترحه هذا لمهراجا جمو وكشمير، الذي كان يطالب بمساحة مقدارها 18.000 كم² ضمن أراضيه[11] وفي بعض الروايات[بحاجة لمصدر] كان يطالب بالأراضي الممتدة شمالاً حتى ممر سان‌جو في جبال كون لون. كان مهراجا جمو وكشمير قد شيد حصناً في شهيد الله، وعسكرت قواته هناك بضعة سنوات لحماية القوافل.[12] وفي النهاية حددت معظم المصادر على أن شهيد الله وأعالي نهر قرة‌قاش يقعا داخل أراضي شين‌جيانگ (انظر الخريطة المرفقة). حسب فرانسيس يونگ‌هزبند، الذي استكشف المنطقة في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر، لم يكن هناك سوى حصناً مهجوراً ولا يوجد منزلاً واحداً مأهولاً في بلدة شهيد الله عندما كان هناك - كان مجرد موقع مناسب ومقر مناسب لبدو القرغيز.[13][بحاجة لمصدر غير رئيسي] ويبدو أن الحصن المهجور كان قد شُيد قبل بضعة سنوات بواسطة الدوگراس.[14][بحاجة لمصدر غير رئيسي] في عام 1878، استعاد الصينيون شين‌جيانگ، وبحلول عام 1890 كان لديهم بالفعل شهيد الله قبل أن يتم البت في القضية.[11] بحلول 1892، كانت الصين قد وضعت علامات حدودية عند ممر قرةقرم.[15]

عام 1897، اقترح ضابط الجيش البريطاني سير جون أرداگ خطاً حدودياً على امتداد قمة جبال كون لون شمال نهر يرقند.[12] كان البريطانيون في ذلك الوقت مهتمين بخطر التوسع الروسي مع ضعف الصين، وزعم أرداگ أن خطه يمكن الدفاع عنه بشكل أكبر. كان خط أرداگ تعديل لخط جونسون، وأصبح يعرف باسم "خط جونسون-أرداگ"

خط مكارثي-مكدونالد

خريطة سلمها هونگ تا-چـِن إلى القنصل البريطاني في قشغر عام 1893. الحدود، المميزة بالخط المتقطع الرفيع، تتماشى مع خط جونسون[16]:pp. 73, 78

عام 1893، قام هونگ تا-چـِن، مسئول صيني رفيع المستوى في سانت پطرسبورگ بتسليم خرائط للمنطقة إلى جورج مكارثي، القنصل العام البريطاني في قشغر، التي توضح الحدود بشكل مفصل.[16] عام 1899، اقترح البريطانيون حدوداً منقحة، كان جورج مكارثي أول من اقترحها وطورها الحاكم العام للهند اللورد إلگين. وضعت هذه الحدود سهول لينگ‌زي، الواقعة جنوب سلسلة لاكت‌سانگ، في الهند، ومنطقة آق‌صاي چن، التي تقع شمال سلسلة لاكت‌سانگ، في الصين. هذه الحدود، التي تقع على امتداد جبال قرة‌قرم، اقترحها وأيدها المسؤولون البريطانيون لعدة أسباب. تشكل جبال قرة‌قرة حدوداً طبيعية، حيث تمتد بواسطته الحدود البريطانية حتى مستجمع نهر السند بينما يترك مستجمع نهر تاريم تحت السيادة الصينية، وستشكل السيطرة الصينية على هذه المنطقة عقبة أخرى أمام التقدم الروسي في آسيا الوسطى.[17] قدم البريطانيون هذا الخط، المعروف بخط مكارثي-مكدونالد، إلى الصينيين عام 1899 في مذكرة قدمها السير كلود مكدونالد. لم ترد حكومة تشينگ على المذكرة.[18] حسب بعض المعلقين، كانت الصين تعتقد أن هذه الحدود مقبولة.[19][20]

1899 حتى 1945

استخدم كلا من خطي جونسون-أرداگ ومكارثي-مكدونالد على الخرائط البريطانية للهند.[11] حتى عام 1908 على الأقل، كان البريطانيون يستخدمون خط مكدونالد لتعيين الحدود،[21] لكن عام 1911، أسفرت ثورة شين‌هاي عن انهيار القوى المركزية في الصين، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، كان البريطانيون يستخدمون خط جونسون رسمياً. لكنهم لم يتخذوا أي خطوات لإنشاء بؤر استيطانية أو فرض سيطرة فعلية على الأرض. في عام 1927، تم تعديل الخط مرة أخرى حيث تخلت حكومة الهند البريطانية عن خط جونسون لصالح خط الذي يمتد بطول سلسلة قرة‌قرم جنوباً. ومع ذلك، لم يتم تحديث الخرائط وما زالت تُظهر خط جونسون.[15]


خريطة بريدية للصين نشرتها حكومة الصين عام 1917. الحدود في آق‌صاي چن حسب خط جونسن.

من عام 1917 حتى 1933، كان "الأطلس البريدي للصين"، الذي تنشره الحكومة الصينية في پكينگ يظهر حدود آق‌صاي چن حسب خط جونسون، الذي يمتد بطول سلسلة جبال قرة‌قرم.[16][20] وكذلك، وضع "أطلس جامعة پكينگ"، المنشور عام 1925، آق‌صاي چن في الهند.[22]:101 عندما علم المسؤولون البريطانيون أن المسؤولين السوڤييت يقومون بمسح آق‌صاي چن لصالح شنگ شي‌تساي، أمير حرب شين‌جيانگ عام 1940-1941، دعوا مرة أخرى لاستخدام خط جونسون.[11] في هذه المرحلة، لم يقم البريطانيون بعد بمحاولات لإنشاء بؤر استيطانية أو السيطرة على آق‌صاي چن، ولم تتم مناقشة هذه المسألة مع حكومتي الصين أو التبت، وظلت الحدود غير مرسمة عند استقلال الهند.[15]

منذ 1947

عند الاستقلال عام 1947، كانت آق‌صاي چن جزءاً من الهند. في ذلك الوقت قامت حكومة الهند بتثبيت حدودها الرسمية في الغرب، والتي شملت آق‌صاي چن، بطريقة تشبه خط أرداگ-جونسون. كانت الهند تعتمد في ترسيم حدودها "بشكل رئيسي على الاستخدام الطويل والعرف".[23] على عكس خط جونسون، لم تطالب الهند بالمناطق الشمالية قرب شهيد الله وخوتان. من ممر قرة‌قرم (الذي لم يكن محل نزاع)، كان خط المطالبة الهندي يمتد شمال غرب جبال قرة‌قرم في شمال المسطحات الملحية في آق‌صاي چن، ويشكل الحدود عن جبال كون‌لون، ويضم جزءاً من مستجمع نهري نهر قرة‌قاش ويرقند. من هناك، كانت الحدود تمتد شرقاً على طول جبال كون‌لون، قبل أن تنحرف للجنوب الشرقي عبر المسطحات الملحية في آق‌صاي چن، عبر جبال قرة‌قرم، ثم وصولاً إلى بحيرة پانگونگ.[8]

في 1 يوليو 1954 كتب رئيس الوزراء الهندي نهرو مذكرة توجه بمراجعة خرائط الهند لإظهار حدود واضحة على جميع الحدود. حتى هذه اللحظة، كانت الحدود في قطاع آق‌صاي چن، على أساس خط جونسون، توصف بأنها "غير محددة".[17]

أرض ما وراء قرةقرم

لم يكن خط جونسون يستخدم غرب ممر قرةقرم، حيث تلتقي الحدود الصينية مع گلگت-بلتستان تحت الإدارة الپاكستانية. في 13 أكتوبر 1962، بدأت الصين وپاكستان مفاوضات حول الحدود الغربية لممر قرةقرم. عام 1963، توصل البلدان لتسوية لحدودهما تعتمد بشكل كبير على خط مكارثي-مكدونالد، التي تُركت بموجبها أرض ما وراء قرةقرم بمساحة 5.800 كم داخل الصين، على الرغم من أن الاتفاقية تنص على إعادة التفاوض في حالة تسوية النزاع في كشمير. لا تعترف الهند بوجود حدود مشتركة بين پاكستان والصين، وتزعم أن المنطقة جزءاً من حدود ولاية جمو وكشمير قبل عام 1947. ومع ذلك، لا يمتد خط المطالبة الهندي في تلك المنطقة حتى شمال جبال قرةقرم مثل خط جونسون. لا تزال هناك نزاعات حدودية حول هذه المنطقة بين الصين والهند.[8]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خط مكماهون

خط مكماهون هو الحدود الشمالية للمنطقة المتنازع عليها الموضحة باللون الأحمر.

ضمت الهند البريطانية آسام في شمال غرب الهند عام 1826، بموجب معاهدة ياندابو عند نهاية الحرب البريطانية البورمية الثانية (1824–1826). بعد الحروب البريطانية البورمية اللاحقة، ضمت بورما بالكامل مما أعطى البريطانيين حدوداً مع مقاطعة يون‌نان الصينية.

عام 1913-14، حضر ممثلون من بريطانيا والصين والتبت مؤتمر عُقد في سملا الهندية وتوصلوا لاتفاقية حول وضع التبت والحدود. خط مكماهون، حدود مقترحة بين التبت والهند على القطاع الشرقي، صممه المفاوض البريطاني هنري مكماهون على خريطة مرفقة بالاتفاقية. وقع الممثلون الثلاثة على الاتفاقية بالأحرف الأولى، لكن بكين سرعان ما اعترضت على الحدود الصينية التبتية المقترحة ورفضت الاتفاقية، رافضة التوقيع على الخريطة النهائية الأكثر تفصيلاً. بعد الموافقة على مذكرة تنص على أن الصين لا يمكن أن تتمتع بالحقوق بموجب الاتفاقية ما لم تصدق عليها، وقع المفاوضون البريطانيون والتبتيون على اتفاقية سملا وخريطة أكثر تفصيلاً كاتفاق ثنائي. حسب نڤيل ماكسويل فإن ماكماهون كان قد أمر بعدم التوقيع ثنائياً مع التبتيين إذا رفضت الصين، لكنه فعل ذلك دون حضور الممثل الصيني ثم أبقى الإعلان عن ذلك سراً.[8]

يزعم ڤ. ك. سينغ أن أساس هذه الحدود، الذي قبلته الهند البريطانية والتبت، هو أن الحدود التاريخية للهند كانت الهيمالايا والمناطق الواقعة جنوب جبال الهيمالايا كانت حدوداً تقليدية هندية ومرتبطة بالهند. تم اقتراح مستجمع المياه المرتفع لجبال الهيمالايا كحدود بين الهند وجيرانها الشماليين. رأت حكومة الهند أن جبال الهيمالايا كانت الحدود القديمة لشبه القارة الهندية وبالتالي يجب أن تكون الحدود الحديثة للهند البريطانية وبعد ذلك جمهورية الهند.[24]

علامات الحدد الصينية، بما في ذلك تلك التي وضعتها الجمهورية الصينية مؤخراً، كانت تقع بالقرب من والونگ حتى يناير 1914، عندما قام ت. أوكالاگان، مساعد مدير القطاع الشرقي لوكالة الحدود الشرقية الشمالية، أعاد وضعهم شمالاً في مواقع بالقرب من خط مكماهون (وإن كان لا يزال جنوب الخط). ثم ذهب إلى ريما، والتقى بالمسئولين التبتيين، ولم يشهد نفوذاً صينياً في المنطقة.[15]

بتوقيع اتفاقية سملا مع التبت، انتهك البريطانيون بنود المعاهدة البريطانية الروسية 1907، التي لم يتفاوض فيها الطرفان مع التبت، "إلا من خلال وسيط الحكومة الصينية"، وكذلك المعاهدة البريطانية الصينية 1906، التي تلزم الحكومة البريطانية "بعدم ضمن إقليم التبت".[25] بسبب الشكوك المتعلقة بالوضع القانوني للاتفاقية، لم يضع البريطانيون خط مكماهون على خرائطهم حتى عام 1937، ولم ينشروا اتفاقية سملا في سجل المعاهدات حتى عام 1938. رفضت إعلان استقلال التبت عام 1913، جادلت الصين بأن اتفاقية سملا وخط مكماهون غير شرعيين وأن حكومة التبت كانت مجرد حكومة محلية بدون سلطات تخولها إبراهم المعاهدات. في عام 1947، طلبت التبت من الهند الاعتراف بالسلطة التبتية في بلدة تاوانگ التجارية، جنوب خط ماماهون. لم تعترض التبت على أي جزء آخر من خط مكماهون. ورداً على ذلك، طلب الهنود من التبت مواصلة العلاقات على أساس الحكومة البريطانية السابقة.[8]

تظهر السجلات البريطانية أن قبول حكومة التبت للحدود الجديدة في عام 1914 كان مشروطاً بقبول الصين لاتفاقية سملا. نظراً لأن البريطانيين لم يتمكنوا من الحصول على موافقة الصين، اعتبر التبتيون خط مكماهون باطلاً.[26] استمر المسؤولون التبتيون في إدارة تاوانگ ورفضوا التنازل عن الأراضي أثناء مفاوضات عام 1938. وأكد حاكم ولاية آسام أن تاوانگ "بريطانية دون أدنى شك" لكنه أشار إلى أنها "تحت سيطرة التبت، ولا أحد من سكانها يعلم أنها ليست تبتية". خلال الحرب العالمية الثانية، مع تهديد شرق الهند من قبل القوات اليابانية وخطر التوسع الصيني، أمنت القوات البريطانية تاوانگ لتعزيز الدفاعات.[15]

استندت مطالبة الصين بشأن المناطق الواقعة جنوب خط مكماهون، والواقعة ضمن وكالة الحدود الشمالية الشرقية، إلى الحدود التقليدية. تعتقد الهند أن الحدود التي اقترحتها الصين في لداخ وأروناچل پرادش ليس لها أساس مكتوب ولا وثائق قبول من أي طرف باستثناء الصين. يجادل الهنود بأن الصين تطالب بالأراضي على أساس أنها كانت تحت السيطرة الامبراطورية الصينية في الماضي،[24] بينما يجادل الصينيون بأن الهند تطالب بالأراضي على أساس أنها كانت تحت السيطرة الإمبراطورية البريطانية في الماضي.[27] سمح تنازل آخر أباطرة تشينگ عن العرش عام 1912 للحكومة الجمهورية اللاحقة بتشكيل اتحاد "الشعوب الخمس، اسمياً، المانچو، صينيو الهان، المنغول، المسلمون، والتبتيون جنباً إلى جنباً في أراضيهم بسلام."[28] ومع ذلك، فإن الممارسة المتمثلة في أن الهند لا تطالب بالمناطق التي كانت تمثل الإمبراطورية الموريانية وأسرة چولا، والتي تأثرت بشدة بالثقافة الهندية، تزيد من تعقيد المشكلة.[24]

يتبع خط المطالبة الهندي في القطاع الشرقي خط مكماهون. الخط الذي رسمه مكماهون بناءاً على الخرائط المفصلة لاتفاقية سملا الموقعة في 24-25 مارس 1914 يبدأ بوضوح عند النقطة 27°45’40"ش، نقطة تقاطع ثلاثية بين بوتان والصين والهند، ومن هناك يمتد شرقاً.[8] وقعت معظم المعارك في القطاع الشرقي قبل بدء الحرب شمال هذا الخط مباشرة.[15][29] ومع ذلك، ادعت الهند أن القصد من المعاهدة كان اتباع تقسيم سلسلة مستجمعات المياه الرئيسية في جبال الهيمالايا بناءً على مذكرات من مكماهون وحقيقة أن أكثر من 90% من خط مكماهون يتبع في الواقع تقسيم سلسلة مستجمعات المياه الرئيسية في جبال الهيمالايا. وزعموا أن المنطقة الواقعة جنوب التلال العالية هنا بالقرب من بوتان (كما هو الحال في أماكن أخرى على معظم امتداد خط مكماهون) يجب أن تكون أراضي هندية وأن تكون شمال التلال العالية منطقة صينية. في المطالبة الهندية، سيتم فصل الجيشين عن بعضهما بأعلى الجبال في العالم.

خلال خمسينيات القرن العشرين وبعدها، عندما بدأت الهند في تسيير دوريات في هذه المنطقة ورسم الخرائط أكثر تفصيلاً، أكدوا ما وصفته خريطة اتفاق سملا لعام 1914: ستة معابر نهرية قطعت سلسلة مستجمعات المياه الرئيسية في جبال الهيمالايا. في أقصى موقع غرباً بالقرب من بوتان شمال تاوانگ، قاموا بتعديل خرائطهم لتوسيع خط مطالبتهم شمالًا ليشمل تضاريس مثل نتوء تاگ لا الجبلي، لونگ‌جو، وخينزمان كأراضي هندية.[8] بالتالي فإن النسخة الهندية من خط مكماهون تنقل نقطة التقاطع البوتانية-الصينية-الهندية شمالاً حتى 27°51’30"ش.[8] ادعت الهند أن خريطة المعاهدة تتماشى مع تضاريس مثل نتوء تاگ لا الجبلي، على الرغم من أن خريطة المعاهدة الفعلية نفسها غامضة طبوغرافياً (حيث لم تكن المعاهدة مصحوبة بترسيم الحدود) في بعض الأماكن، تظهر خطاً مستقيماً (وليس سلسلة مستجمعات مائية) بالقرب من بوتان وبالقرب من تاگ لا، ولا تتضمن المعاهدة أي وصف لفظي للتضاريس الجغرافية ولا وصف للنتوءات الجبلية المرتفعة.[8][30]

الجيب الذي أنشأته الصين على الأراضي الهندية في ضلع شس يومي بولاية أروناچل پرادش، صورة ساتلية في 20 سبتمبر 2021.
الجيب الصيني في ضلع شي يومي بولاية أروناچل پرادش، صورتان ساتليتان، على اليسار: بتاريخ 19 مارس 2021، على اليمين: بتاريخ 20 سبتمبر 2021.

في نوفمبر 2021، أظهرت صور ساتلية جديدة من ماكسار، تشييد الصين جيباً جديداً أو مجموعة من 60 مبنى على الأقل في ولاية أروناچل پرادش الهندية.[31]

لم يكن الجيب الصيني الجديد موجوداً في 2019 بحسب الصور الساتلية. بعد عام، بدا ظاهراً. ويقع الجيب الجديد على بعد 93 كم شرق قرية شيدتها الصين في أروناچل پرادش، وهو زحف كبير أفيد عنه عنه لأول مرة بواسطة NDTV في يناير، وأكده تقرير للپنتاگون قبل أيام فقط. كان رد فعل الهند حادًا على هذا التقرير، الذي أكد القصة الحصرية لـNDTV، مشيرًا إلى أن "الصين قامت بأنشطة بناء في السنوات العديدة الماضية على طول المناطق الحدودية، بما في ذلك المناطق التي احتلتها بشكل غير قانوني على مدى عقود. لم تقبل الهند مثل هذا الاحتلال غير الشرعي لأراضينا، ولم تقبل المزاعم الصينية غير المبررة".


يقع الجيب الثاني على بعد حوالي 6 كيلومترات داخل الهند في المنطقة الواقعة بين خط السيطرة الفعلي والحدود الدولية. لطالما ادعت الهند أن هذه هي أراضيها الخاصة. لا توضح الصور ما إذا كان الجيب محتلًا.

عندما طُلب من الجيش الهندي التعليق، قال: "الموقع المقابل للإحداثيات المذكورة في استفساركم يقع في شمال خط السيطرة الفعلي في الأراضي الصينية". هذا البيان لا يدحض حقيقة أن أن بناء هذا الجيب يقع بين خط السيطرة الفعلي والحدود الدولية، بمعنى آخر، داخل الأراضي الهندية التي تحتلها الصين بشكل غير قانوني. سألت NDTV الجيش عن هذه النقطة؛ قال ضابط كبير بالجيش إنه لا يوجد تغيير في ردهم: "المنطقة المشار إليها شمال خط السيطرة الفعلي". لذا مرة أخرى، لا يوجد رفض للجيب الجديد الذي يجري بناؤه على الأراضي الهندية.

موقع الجيب الصيني، بحسب برات ماپس (أعلى الصورة) والمسح العام الهندي (أسفل الصورة).


كما سعت NDTV إلى الحصول على تعليقات هذا الأسبوع عبر استبيانات مكتوبة من كبار المسؤولين الحكوميين في أروناچل پرادش: رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. لم ولم تتلق أي رد في وقت نشر التقرير في 21 نوفمبر 2021.

يجدر الإشارة إلى أن بيان الحكومة الهندية الصادر منذ أيام- رداً على تقرير الپنتاگون - لم يقر فقط بل أكد أن الصين حاولت، من خلال هذا النوع من البناء تحديداً، تخصيص أجزاء من الأراضي الهندية.

في بيان بالبرلمان عام 2020، علق عضو برلماني من حزب بهاراتيا جاناتا عن ولاية أروناچل پرادش على تعدي الصين. وقال تاپير گاو في صحيفة لوك سابها: "أريد أن أخبر وسائل الإعلام في البلاد أنه لا توجد تغطية لمدى استيلاء الصين على الأراضي الهندية (في أروناچل پرادش)". وفي إشارة إلى المواجهة بين الهند والصين في دوكلام عام 2017 والتي استمرت عدة أشهر، حذر گاو: "إذا كان هناك دوكلام آخر، فسيكون في أروناچل پرادش".

كُشف النقاب عن بناء الجيب الجديد، وهو الثاني من نوعه، من خلال صور ساتلية من اثنين من أبرز مزودي الصور الساتلية في العالم، ماكسار تكنولوجيز وپلانت لابس. لا تُظهر هذه الصور لمنطقة شي يومي في أروناچل عشرات المباني فحسب، بما في ذلك عليه مرسوم على سطحه علم صيني ضخم بما يكفي ليتم رصده من خلال التصوير الساتلي. يبدو أن العلم العملاق يؤكد مطالبة إقليمية بالمنطقة.


علم صيني ضخم مرسوم فوق منشأة في الجيب الصيني.

يشار بوضوح إلى الموقع الدقيق للجيب الجديد على برات ماپس، وهي خدمة خرائط عبر الإنترنت تابعة لحكومة الهند. تؤكد الخريطة الرقمية للهند، التي تم تفصيلها بعناية بواسطة المسح العام الهندي، أن الموقع موجود داخل الهند.

قال سيم تاك، كبير المحللين العسكريين في مركز تحليل القوة وتحليل النزاعات المسلحة وسياسة الدفاع ومقره أوروپا، والذي يوفر البيانات: "استنادًا إلى بيانات GIS [نظام المعلومات الجغرافية] التي تم الحصول عليها من موقع مسح الهند الرسمي على الويب، فإن موقع هذا التجمع السكني يقع بالفعل ضمن الأراضي التي تطالب بها الهند". يبدو أن هذا هو موقع تجعل فيه الجغرافيا المحلية الوصول إلى هذا الوادي أكثر ملاءمة من الجانب الصيني منه من الجانب الهندي. يتصل الوادي مباشرة بالمجتمعات الصينية المجاورة على نهر يارلونگ تسانگ‌پو، بينما تفصله سلاسل جبلية شديدة الانحدار عن الأراضي التي تسيطر عليها الهند.

يؤكد الخبراء الهنود ذلك. يقول أروپ داسگوپتا: "يُظهر فحص بارات مابس أن النقطة تقع في نطاق 7 كم من الحدود الدولية، كما حددها المسح العام الهندي حيث تُصور حدود الهند في إطار ولايته القضائية على جميع الخرائط الرسمية".

نُشرت صورة لهذا الجيب في يوليو 2021 من قبل وكالة أنباء شينخوا، وكالة الأنباء الحكومية الصينية. كان ذلك عندما زار الرئيس الصيني شي جن‌پنگ نفس المنطقة وتفقد خط سكة حديد جديد ذو أهمية استراتيجية على امتداد حدود أروناچل پرادش. يقع الجيب الصيني المشيد حديثًا على بعد حوالي 33 كم جنوب المطار الذي استخدمه شي في زيارته لهذه المنطقة.

صورة من وكالة شينخوا للجيب الصيني مشيرة إليها باسم تشيونگ‌لينگ.

تظهر القرية الجديدة كيفية التهام الصين الأراضي الحدودية في جبال الهيمالايا الهندية. يقول المحلل الاستراتيجي براهما تشيلاني، أحد المحللين الاستراتيجيين البارزين في الهند بشأن الصين: "تظهر صور القرية الجديدة بوضوح طبيعتها الاصطناعية". ويضيف: "لقد صاغت الصين اسمًا صينيًا للقرية، وتقع في منطقة لا يتحدث فيها أحد تقليديًا اللغة الصينية".

صورة من پلانت لابس للجيب الصيني متراكبة على تضاريس گوگل إيرث، فبراير 2021.

يأتي نشاط البناء المستمر للصين على طول حدودها مع الهند في وقت قدمت فيه قانونًا جديدًا للحدود البرية يتعهد بدعم الدولة لإنشاء مستوطنات مدنية في المناطق الحدودية. يُنظر إلى بناء القرى الحدودية على أنه جزء أساسي من استراتيجية الصين لمحاولة جعل مطالبها الإقليمية دائمة لأن القانون الدولي يعترف بالمستوطنات المدنية كدليل على سيطرة الدولة الفعالة على المنطقة.



خريطة تضاريس توضح موقع التجمع السكني الصيني الجديد بولاية أرننوتشال الهندية، نوفمبر 2021.
خريطة موضحة، الأراضي المتنازع عليها بين الهند والصين بالقرب من دوكلام التي شهدت نشاطاً إنشائياً بين عامي 2020 و2021، حيث ظهرت عدة قرى جديدة عبر منطقة تبلغ مساحتها حوالي 100 كم².


من خلال الصور الساتلية، يبدو أن هذا التجمع السكني يقع ضمن حدود خطي مكماهون وخط السيطرة الفعلي، ومع ذلك، فإن التضاريس الجغرافية تقيد الوصول لموقعها، مما يسمح لبكين بالتحرك دون اعتراض. تؤدي عمليات الاستيلاء على الأراضي هذه إلى تغيير الخرائط وتعزيز تجسيد التضاريس المحلية التي تعيق التحديات المستقبلية للمطالبات الإقليمية الهندية. [32]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المفاوضات والنزاعات الحدودية

1947–1962

في الخمسينيات، قامت جمهورية الصين الشعبية ببناء طريقاً بطول 1200 كم يصل بين شين‌جيانگ وغرب التبت، يمر 179 كم منها جنوب خط جونسون عبر منطقة آق‌صاي چن التي تطالب بها الهند.[15][8] كان يمكن الوصول لآق‌صاي چن بسهولة من الصين، لكن بالنسبة للهنود على الجهة الجنوبية من قرة‌قرم، تبين أن السلسلة الجبلية كانت عائقاً أمام وصولهم إلى آق‌صاي چن.[8] لم يعلم الهنود بوجود الطريق حتى عام 1957، عندما تأكد الأمر بظهور الطريق على الخرائط الصينية المنشورة عام 1958.[33]

وكان الموقف الهندي، كما أعلنه رئيس الوزراء جواهر لال نهرو، أن آق‌صاي چن "هي جزءاً من إقليم لداخ الهندي منذ قرون" وأن أمر هذه الحدود الشمالية موضوعاً حازماً ومحدداً لم يكن مفتوحاً للمناقشة مع أي شخص".[8]

زعم رئيس الوزراء الصيني ژو إن‌لاي أن الحدود الغربية لم يسبق ترسيمها، وأن خط مكارثي-مكدونالك، الذي وضع آق‌صاي چن داخل الحدود الصينية كان الخط الوحيد الذي تم اقتراحه على الحكومة الصينية، وأن آق‌صاي چن هي الفعل تحت الإدارة الصينية، وأن المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار الوضع الراهن.[8]

عام 1960، بموجب اتفاقاً بين نهرو وژو إن‌لاي، عقد مسئولون من الهند والصين مناقشات لتسوية النزاع الحدودي.[22] اختلف البلدان حول مستجمعات المياه الكبرى التي ترسم الحدود على القطاع الغربي.[22]:96 كثيرا ما أساءت التصريحات الصينية المتعلقة بمطالباتهم الحدودية للمصادر المذكورة.[34]

اشتباكات ناثو لا وتشو لا 1967

اشتباكات ناثو لا و تشو لا هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية وقعت عام 1967 بين الهند والصين على امتداد حدود مملكة الهيمالايا في سكم، التي كانت في ذلك الوقت محمية هندية.[35][36]

بدأت الاشتباكات في 11 سبتمبر 1967، عندما شن جيش التحرير الشعبي هجوماً على المراكز العسكرية الهندية في ناثو لا، واستمرت حتى 15 سبتمبر 1967. في أكتوبر 1967، وقع اشتباكاً عسكرياً آخر في تشو لا وانتهى في اليوم نفسه.[37]

تبعاً لمصادر مستقلة، فقد أحرزت القوات الهندية "تقدماً تكتيكياً حاسماً" وهزمت القوات الصينية في تلك الاشتباكات. ويقال أنه قد تم تدمير العديد من تحصينات الجيش الصيني في ناثو لا، حيث دحرت القوات الهندية القوات الصينية المهاجمة.[38]

1968–2017

SINO-INDIAN BORDER DEFENSES CHUSHUL AREA (CIA, 1963)

عام 1975، لقى أربعة جنود هنود مصرعهم في تولونگ لا بولاية أروناچل پرادش.[39][40] في أبريل 2013 زعمت الهند، في إشارة لتوصرها الخاص، [41] لموقع خط السيطرة الفعلي، أن القوات الصينية قامت بتشييد معسكراً في قطاع دولت بگ أولدي، على بعد 10 كم من جانبها على خط السيطرة الفعلي. تم تعديل هذا الرقم لاحقاً ليصبح 19 كم. تبعاً لوسائل الإعلام الهندية، فإن هذا التوغل كان يشمل دخول مروحيات عسكرية صينية المجال الجوي الهندي لإسقاط إمدادات للقوات. إلا أن المسئولين الصينيين قد أنكروا أي محاولة للتوغل.[42][43] عسكر الجنود من كلا البلدين لفترة وجيزة معسكرات على الحدود غير المحددة بدقة التي تواجه بعضهم البعض، ولكن تم نزع فتيل التوتر عندما سحب كلا الجانبين جنودهما في أوائل مايو.[44] في سبتمبر 2014، دخلت الهند والصين في مواجهة بمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، عندما بدأ العمال الهنود في بناء قناة في قرية دمشوك الحدودية، واحتج المدنيون الصينيون بدعم من الجيش. انتهت المواجهات بعد حوالي ثلاثة أسابيع، عندما اتفق الجانبان على سحب القوات.[45] زعم الجيش الهندي أن نظيره الصيني قد شيد معسكراً على بعد 3 كم داخل الأراضي التي تطالب بها الهند.[46] أشار مقال نشر على موقع بي بي سي إلى أن الصين كانت تكسب المزيد من الأراضي في كل عملية توغل.[47]

في سبتمبر 2015، تواجهت القوات الصينية والهندية في إقليم بورتسى في شمال لداخ بعد أن قامت القوات الهندية بتفكيك برج مراقبة متنازع عليه، كان الصينيون يبنون بالقرب من خط الدوريات المتفق عليه بشكل متبادل.[48]

الموجهة العسكرية في دوكلام عام 2017

في يونيو، وقعت مواجهة عسكرية بين الهند والصين في إقليم دوكلام المتنازع عليه، بالقرب من ممر دوكا لا. في 16 يونيو 2017، أتت الصين إلى إقليم دولاك بمعدات ثقيلة لإنشاء الطرق وبدأت بإنشاء طريقاً في المنطقة المتنازع عليها.[49] في السابق، شيدت الصين طريقاً ترابياً ينتهي في دوكا لا حيث كانت القوات الهندية معسكرة.[49] كانوا يقومون بدوريات راجلة من هذه النطقة حتى معسكر الجيش البوتاني الملكي عند نتوء جامپري الجبلي.[49] نشأ الخلاف الذي أعقب ذلك يوم 16 يونيو من منطلق أن الصينيين بدأوا في بناء طريق أسفل دوكا لا، في ما تدعي الهند وبوتان أنها منطقة متنازع عليها.[49] وقد أدى ذلك إلى تدخل الهند في بناء الطرق الصينية في 18 يونيو، بعد يومين من بدء البناء. ادعت بوتان أن الصينيين انتهكوا الاتفاقات بين البلدين التي أُبرمت في عامي 1988 و1998 بعد جولات مكثفة من المحادثات.[50] تنص الاتفاقيات على أنه يجب الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة دوكلام قبل مارس 1959.[50] هذه الاتفاقيات هي التي انتهكتها الصين ببناء طريق أسفل دوكا لا، وقد صدرت سلسلة من البيانات عن وزارات الشؤون الخارجية في كل من الدولتين للدفاع عن تصرفاتها. بسبب غموض الجولات السابقة من المحادثات الحدودية التي بدأت من الاتفاقية الأنگلو-صينية لعام 1890 التي تم التوقيع عليها في كلكتا بتاريخ 17 مارس 1890، تشير كل دولة إلى اتفاقيات مختلفة تم وضعها عند محاولة الدفاع عن موقفها من النزاع الحدودي.[49][50] بعد التوغل، في 28 يونيو، ادعى الجيش الصيني أن الهند أوقفت بناء طريق كان يجري في الأراضي ذات السيادة الصينية.[51] في 30 يونيو، زعمت وزارة الخارجية الهندية أن بناء الطرق الصينية في انتهاك للوضع الراهن كان له آثار أمنية على الهند.[52] بعد ذلك، في 5 يوليو، أصدرت بوتان مذكرة تطلب فيها من الصين استعادة الوضع الراهن قبل 16 يونيو.[53] طوال شهري يوليو وأغسطس، ظلت قضية دوكلام دون حل. في 28 أغسطس، أصدرت الهند بياناً قالت فيه إن البلدين اتفقا على "فك الارتباط السريع" في منطقة دوكلام.[51]

مناوشات 2020

سكم

الهند تتسلم جثمان أحد جنودها بعد النزاع الحدودي الصيني الهندي، 1967.

عام 1967 شهدت ناثو لا وتشو لا سلسلة من الاشتباكات العسكرية بين الهند والصين على امتداد حدود الهيمالايا التابعة لمملكة سكم التي أصبحت لاحقاً محمية هندية. انتهت الاشتباكات بانسحاب الجيش الصيني من سكم.

عام 1975، عقدت ملكية سكم استفتاءاً، صوت فيه شعب سكم بالإجماع على الانضمام للهند.[54][55] في ذلك الوقت احتجت الصين ورفضت ذلك باعتباره أمراً غير قانونياً. لاقت المذكرة الصينية الهندية لعام 2003 ترحيباً على أنها قبول بالأمر الواقع من قبل الصين[56] نشرت الصين خريطة توضح الصين كجزء من الهند وألغتها وزارة الخارجية من قائمة "البلدان والمناطق الحدودية" للصين".[56] إلى أن هناك نقطة تقع في أقصى شمال الحدود بين الصين وسكم، تسمى "الاصبع"، لا تزال محل نزاع ونشاط عسكري.[4]

صرح رئيس الوزراء الصيني ون جياباو عام 2005 أن "سكم لم تعد تمثل مشكلة بين الصين والهند".[57]

في مايو 2020، اشتبكت القوات الصينية والهندية في منطقة سكم وأسفر القتال عن إصابة 10 جنود.[58]

في يونيو 2020، اشتبكت القوات الهندية والصينية في وادي نهر گلوان أسفر عن مصرع 20 جندي هندي و43 جندي صيني.[59]

انظر أيضاً

مرئيات

ثاني جيب تنشئه الصين في ولاية أروناچل پرادش الهندية،
نوفمبر 2021.

المصادر

  1. ^ Hoffmann, India and the China Crisis (1990), p. 19.
  2. ^ "Arunachal Pradesh is our territory": Chinese envoy Rediff India Abroad, 14 November 2006. Archived 8 نوفمبر 2011 at the Wayback Machine
  3. ^ Subir Bhaumik, "India to deploy 36,000 extra troops on Chinese border", BBC, 23 November 2010. Archived 2 يناير 2012 at the Wayback Machine
  4. ^ أ ب Sudha Ramachandran, "China toys with India's border", Asia Times Online, 27 June 2008. Archived 22 نوفمبر 2009 at the Stanford Web Archive
  5. ^ "The China-India Border Brawl", Wall Street Journal, 24 June 2009, Archived from the original on 23 September 2011, https://web.archive.org/web/20110923151949/http://online.wsj.com/article/SB124578881101543463.html 
  6. ^ 何, 宏儒 (12 يونيو 2014). "外長會 印向陸提一個印度政策". 中央通訊社. 新德里. Archived from the original on 27 فبراير 2017. Retrieved 27 فبراير 2017.
  7. ^ "印度外長敦促中國重申「一個印度」政策". BBC 中文网. Archived from the original on 27 فبراير 2017. Retrieved 27 فبراير 2017.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  9. ^ أ ب The Sino-Indian Border Disputes, by Alfred P. Rubin, The International and Comparative Law Quarterly, Vol. 9, No. 1. (Jan. 1960), pp. 96–125. JSTOR 756256.
  10. ^ Guruswamy, Mohan (2006). Emerging Trends in India-China Relations. India: Hope India Publications. p. 222. ISBN 978-81-7871-101-0. Archived from the original on 25 June 2016. Retrieved 27 October 2015.
  11. ^ أ ب ت ث Mohan Guruswamy, Mohan, "The Great India-China Game", Rediff, 23 June 2003. Archived 30 سبتمبر 2016 at the Wayback Machine.
  12. ^ أ ب خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  13. ^ Younghusband, Francis E. (1896). The Heart of a Continent. John Murray, London. Facsimile reprint: (2005) Elbiron Classics, pp. 223–224.
  14. ^ Grenard, Fernand (1904). Tibet: The Country and its Inhabitants. Fernand Grenard. Translated by A. Teixeira de Mattos. Originally published by Hutchison and Co., London. 1904. Reprint: Cosmo Publications. Delhi. 1974, pp. 28–30.
  15. ^ أ ب ت ث ج ح خ Calvin, James Barnard (أبريل 1984). "The China-India Border War". Marine Corps Command and Staff College. Archived from the original on 11 نوفمبر 2011.
  16. ^ أ ب ت خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  17. ^ أ ب Noorani, A.G. (30 August 2003), "Fact of History", Frontline 26 (18), Archived from the original on 2 October 2011, https://web.archive.org/web/20111002095213/http://frontlineonnet.com/fl2018/stories/20030912002104800.htm 
  18. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.: "The proposed boundary seems never to have been considered in the same form again until Alastair Lamb revived it in 1964".
  19. ^ "India-China Border Dispute". GlobalSecurity.org. Archived from the original on 15 فبراير 2015.
  20. ^ أ ب Verma, Virendra Sahai (2006). "Sino-Indian Border Dispute At Aksai Chin - A Middle Path For Resolution" (PDF). Journal of Development Alternatives and Area Studies. 25 (3): 6–8. ISSN 1651-9728. Archived (PDF) from the original on 19 October 2013.
  21. ^ خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  22. ^ أ ب ت خطأ: الوظيفة "harvard_core" غير موجودة.
  23. ^ Raghavan, War and Peace in Modern India 2010, p. 235
  24. ^ أ ب ت V. K. Singh, Resolving the boundary dispute, india-seminar.com. Archived 18 أكتوبر 2006 at the Wayback Machine
  25. ^ Karunakar Gupta. The McMahon Line 1911–45: The British Legacy, The China Quarterly, No. 47. (Jul. – Sep. 1971), pp. 521–545. JSTOR 652324
  26. ^ Tsering Shakya (1999). The Dragon in the Land of Snows: A History of Modern Tibet Since 1947. Columbia University Press. pp. 279–. ISBN 978-0-231-11814-9. Archived from the original on 30 March 2017. Retrieved 31 March 2017.
  27. ^ Arthur A. Stahnke. "The Place of International Law in Chinese Strategy and Tactics: The Case of the Sino-Indian Boundary Dispute", The Journal of Asian Studies. Vol. 30, No. 1, Nov 1970. pg. 95–119
  28. ^ Qing Dynasty Edict of Abdication, translated by Bertram Lenox Putnam Weale, The Fight for the Republic in China, London: Hurst & Blackett, Ltd. Paternoster House, E.C. 1918. – Emphasis added, "Muslims" rendered as "Mohammedans" in original translation
  29. ^ A.G. Noorani, "Perseverance in peace process". Frontline, 29 August 2003. Archived 26 مارس 2005 at the Wayback Machine
  30. ^ T. S. Murty & Neville Maxwell, Tawang and "The Un-Negotiated Dispute" The China Quarterly, No. 46. (Apr. – Jun. 1971), pp. 357–362. Archived 8 فبراير 2017 at the Wayback Machine.
  31. ^ "Second China-Constructed Enclave In Arunachal, Show New Satellite Images". روسيا اليوم. 2021-11-21. Retrieved 2021-11-21.
  32. ^ "This village appears to be within the survey of #India & McMahon line boundary". Damien Symon. 2021-11-21. Retrieved 2021-11-21.
  33. ^ * Garver, John W. (2006), "China’s Decision for War with India in 1962", in Robert S. Ross, New Directions in the Study of China's Foreign Policy, Stanford University Press, ISBN 978-0-8047-5363-0, Archived from the original on 28 August 2017, http://indianstrategicknowledgeonline.com/web/china%20decision%20for%201962%20war%202003.pdf 
  34. ^ Fisher, Rose & Huttenback, Himalayan Battleground (1963), p. 99.
  35. ^ Krishnan, Ananth (30 July 2017). "The last Sikkim stand-off: When India gave China a bloody nose in 1967". India Today. Archived from the original on 25 December 2018. Retrieved 27 May 2020.
  36. ^ Rana, Sonal (7 September 2018). "Know about the Nathu La and Cho La clashes of 1967 that inspired Paltan". The Statesman.
  37. ^ M.L.Sali (1998). India-China Border Dispute: A Case Study of the Eastern Sector. 236: APH Publishing. p. 313. ISBN 9788170249641.{{cite book}}: CS1 maint: location (link)
  38. ^ Patranobis, Sutirtho (1 July 2017). "Lessons for India and China from 1967 Nathu La clash". Hindustan Times. Archived from the original on 6 November 2018. Retrieved 27 May 2020.
  39. ^ https://www.thehindu.com/news/national/forgotten-in-fog-of-war-the-last-firing-on-the-india-china-border/article31827344.ece
  40. ^ https://theprint.in/india/1975-arunachal-ambush-the-last-time-indian-soldiers-died-in-clash-with-china-at-lac/442674/
  41. ^ "China's Ladakh Incursion Well-planned". Archived from the original on 19 أغسطس 2017.
  42. ^ "India sends out doves, China sends in chopper", Hindustan Times, Archived from the original on 27 May 2013, https://web.archive.org/web/20130527155029/http://www.hindustantimes.com/India-news/JAndK/After-incursion-China-s-helicopters-violate-Indian-airspace/Article1-1049762.aspx 
  43. ^ "India, China caught in a bitter face-off", Hindustan Times, Archived from the original on 26 May 2013, https://web.archive.org/web/20130526205811/http://www.hindustantimes.com/India-news/NewDelhi/India-moves-in-more-troops-stand-off-with-China-escalates/Article1-1048784.aspx 
  44. ^ "India and China 'pull back troops' in disputed border area". BBC News. 6 مايو 2013. Archived from the original on 13 مايو 2015. Retrieved 14 سبتمبر 2015.
  45. ^ Hari Kumar (26 سبتمبر 2014). "India and China Step Back From Standoff in Kashmir". New York Times. Archived from the original on 20 يوليو 2016.
  46. ^ "Chinese and Indian troops in Himalayan standoff", Reuters, 2014-09-23, Archived from the original on 11 September 2016, https://web.archive.org/web/20160911230230/http://in.reuters.com/article/india-china-idINKCN0HI10C20140923 
  47. ^ "Why border stand-offs between India and China are increasing", BBC News, 2014-09-26, Archived from the original on 12 September 2016, https://web.archive.org/web/20160912094720/http://www.bbc.com/news/world-asia-india-29373304 
  48. ^ "India-China troops face-off near Line of Actual Control in Ladakh", The Economic Times, 2018-07-13, Archived from the original on 15 September 2015, https://web.archive.org/web/20150915004913/http://economictimes.indiatimes.com/news/defence/india-china-troops-face-off-near-line-of-actual-control-in-ladakh/articleshow/48937565.cms 
  49. ^ أ ب ت ث ج Manoj Joshi, Doklam: To Start at the Very Beginning Archived 30 أكتوبر 2017 at the Wayback Machine
  50. ^ أ ب ت Manoj Joshi, Doklam, Gipmochi, Gyemochen: It’s Hard Making Cartographic Sense of a Geopolitical Quagmire Archived 4 أغسطس 2017 at the Wayback Machine
  51. ^ أ ب HT Correspondent Blow by blow: A timeline of India, China face-off over Doklam Archived 7 نوفمبر 2017 at the Wayback Machine
  52. ^ A Staff Writer Doklam standoff ends: A timeline of events over the past 2 months Archived 2 نوفمبر 2017 at the Wayback Machine
  53. ^ Shishir Gupta, Bhutan issues demarche to Beijing, protests over India-China border row Archived 2 نوفمبر 2017 at the Wayback Machine
  54. ^ "Sikkim (Indien), 14. April 1975 : Abschaffung der Monarchie -- [in German]". www.sudd.ch. Archived from the original on 18 أغسطس 2017.
  55. ^ "Sikkim Votes to End Monarchy, Merge With India". The New York Times. 16 أبريل 1975. Archived from the original on 19 أغسطس 2017.
  56. ^ أ ب D. S. Rajan, "China: An internal Account of Startling Inside Story of Sino-Indian Border Talks", South Asia Analysis Group, 10-June-2008. Archived 13 يونيو 2010 at the Wayback Machine
  57. ^ Scott, David (2011). Handbook of India's International Relations. Routledge. p. 80. ISBN 9781136811319.
  58. ^ 中共與印度邊境衝突!150士兵互毆10多人掛彩. New Tang Dynasty Television (in الصينية التقليدية). 11 May 2020. Retrieved 16 May 2020.
  59. ^ Gettleman, Jeffrey; Kumar, Hari; Yasir, Sameer (2020-06-16). "3 Indian Soldiers Killed in First Deadly Clash on Chinese Border in Decades". The New York Times (in الإنجليزية الأمريكية). ISSN 0362-4331. Retrieved 2020-06-16.

المراجع

قراءات إضافية

وصلات خارجية

  1. ^ Johny, Stanly (20 July 2019). "'The McMahon Line – A Century of Discord' review: The disputed frontier". The Hindu (in الإنجليزية). Archived from the original on 18 October 2019. Retrieved 18 October 2019.