ولا يوم الطين

قصر المعتمد في إشبيلية.

ولا يوم الطين، هي جملة قالتها الجارية والشاعرة اعتماد الرميكية للمعتمد بن عباد، آخر ملوك الطوائف في الأندلس. بعد زواجه من الرميكية، كانت ذات يوم في أشبيلية تطل من النافذة فرأت مجموعة نساء يبعن اللبن بالجوار وهن يخضن في الطين، فاشتهت ما يفعلنه وقالت للمعتمد، فأمر بالعنبر والمسك والكافور ‏وماء الورد، وخلطه بالطين داخل القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً من إبريسم، وخرجت هي وجواريها ‏تخوض في ذلك الطين. بعد خلع المعتمد، قالت له الرميكية في إحدى المرات: والله ما رأيتُ منك خيراً، فقال لها: ولا يوم الطين؟ تذكيراً لها بذلك اليوم، فاستحيت وسكتت.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القصة الشهيرة

كان المعتمد بن عباد، وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس، قد تولى إشبيلية بعد وفاة أبيه سنة 461هـ، واتسع ملكه وأصبح مقصد الأمراء والعلماء والشعراء، ثم ضعف حكمه وأنهكته الفتن، وانتهى به المآل سنة 488هـ أسيراً عند يوسف بن تاشفين، فأرسله إلى بلدة أغمات في المغرب ليعيش فيها مع زوجته وأطفاله في حالة من الفقر والعوز.[1] وجاء في تفاصيل قصة يوم الطين، كما رواها عديد من المؤرخين والأدباء، أن اعتماد الرميكية وهي جارية أعجب المعتمد بن عباد بحُسن منطقها وملاحة نوادرها فتزوجها، رأت ذات يوم في أشبيلية مجموعة من النساء يبعن اللبن في القرب وهن يخضن في الطين، فقالت له: أشتهي أن أفعل أنا وجواريّ مثل هؤلاء النساء، فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور ‏وماء الورد، وصيّر الجميع طيناً في القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً من إبريسم، وخرجت هي وجواريها ‏تخوض في ذلك الطين، ويقال: إنّه لمّا خُلع المعتمد جرى بينه وبين الرميكية ما يجري بين الزوجين، فقالت له: والله ما رأيتُ منك خيراً، فقال لها: ولا يوم الطين؟ تذكيراً لها بذلك اليوم، فاستحيت وسكتت. والغريب أن يلتقي مَن يريد الإساءة إلى المرأة مع مَن يدافع عنها على هدف واحد، وهو إبراز قصة يوم الطين وتناسي ما بعد تلك القصة من مشاركة الرميكية لابن عباد في ما كان ينتظره من مصير مؤلم، وبقائها معه حتى توفيت قبله بأيام قليلة سنة 488هـ.

وهنالك أبيات تقول:

ولا يوم طينٍ يا رميكية الهوى وقد كان طيني طينة الفخرِ والجودِ
ومن يأمن الأنثى فيا شر يومه كما فعلت أنثى بطينِ ابن عبودي

وفي أول يوم عيد بسجنه في أغمات، بالمغرب، أفطر على تمرات وقد دخل عليه بنيه وبناته عليهن أطمار وأقدامهن حافية، فقال المعتمد بن عباد:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكاً وكافـورا
لا خـد إلا تشكى الجدب ظاهره وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عـادت مساءته فكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً فردك الدهر منهيـاً ومأمورا
من بات بعـدك في ملك يُسَرُّ به فإنما بات بالأحـلام مغرورا


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "قصة يوم الطين.. هل أساءت إلى المرأة؟". الرميكية. 2010-06-20. Retrieved 2022-12-22.
الكلمات الدالة: