ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد (447 - 527 هـ / 1053-1133م) شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له ديوان شعر مطبوع ومخطوطاته موجودة في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607 هـ.

هو عبد الجبار بن أبي بكر محمد بن حمديس الأزدي الصقلي. أبو محمد, عربي الأصل, ولد في مدينة (سرقوسة) بجزيرة صقلية وفيها تعلم. لما استولى النورمان سنة 471هـ على معظم الجزيرة رأى ابن حمديس أن يغادرها إلى تونس فمكث فيها مدة ثم انتقل إلى الأندلس وحل في إشبيلية عاصمة المعتمد بن عباد وأقام فيها مدة, وعلم به المعتمد فدعاه وامتحن بديهته بقول الشعر, فسر به ونال عند المعتمد حظوة ومالا وشهرة, ولها في إشبيلية ما شاء له اللهو. وبعد أسر المعتمد على يد المرابطين سنة 484هـ انتقل ابن حمديس إلى المغرب وأخذ يتردد على (أغمات) يزور المعتمد السجين فيها. فلما توفي المعتمد سنة 488هـ اتصل ابن حمديس ببني (علناس) و (بني زيري) و(بني خراسان) ولم يتصل بسلاطين المرابطين وفاء للمعتمد, وأخيرا استقر في (بجاية) على الساحل شرق مدينة الجزائر وأقام فيها حتى توفي عن ثمانين عاما. وفي بعض الروايات أنه توفي في جزيرة (ميورقة) , ويبدو أنه كان قد عمي في ذلك الحين.

كان ابن حمديس شاعرا مكثرا, يجيد الوصف, ويجري في نظمه على السليقة. أما فنونه فالمديح والرثاء والغزل والنسيب, وهو كثير الحنين إلى موطنه صقلية . كذلك له شيء من الخمريات والحكمة والزهد. من شعره قصيدة يتذكر فيها صقلية ويتذكر أيام لهوه فيها مع حنين المشوق إليها, ومطلعها:

قضـت فـي الصبـا النفس أوطارهـا      وأبلغهــــا الشـــيب إنذارهـــا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

من شعره

وضـراغمٍ سكنت عرين رياسة      تـركت خـرير الماء فيها زئيرا
فـكأنما غشى النضار جسومها وأذاب فـي افـواهها الـبلورا
أُسـدٌ كـأن سـكونها مـتحركٌ في النفس لو وجدت هناك مثيرا
وتـذكـرت فـتـكاتها فـكأنما أقـعت عـلى أدبـارها لـتثورا
وتـخالها والـشمي تجلوا لونها نـاراً وألـسنها اللواحس نورا
فـكأنما سـلٌت سـيوف جداول ذابـت بـلا نـارٍ فـعدن غديرا
وكـأنما نـسج الـنسيم لـمائه درعـاً فـقدر سـردها تـقديرا
وبـديعة الـثمرات تعبر نحوها عـيناي بـحر عجائب مسجورا
شـجريةٍ ذهـبيةٍ نـزعت الـى سـحرٍ يـؤثر فـي النها تأثيرا
قـد سـرجت اغـصانها فكأنما قـبضت بهن من الفضاء طيورا
وكـأنما يـأتي لـوقعِ طـيرها ان تـستقل بـنهضها وتـطيرا
مـن كـل واقـعةٍ ترى منفارها مـاءً كـسلسال الـلجين نميرا
خُرسٌ تُعدُ من الفصاح فأن شدت جـعلت تـغرد بـالمياه صفيرا


انظر أيضاً

Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.