هو، نجع حمادي

قرية هو بمركز نجع حمادي، محافظة قنا. وبجوارها مقام مجمع الألومنيوم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أقدم ديوان

في عام 1886م وبعد احتلال مصر بـ4 سنوات من قبل القوات البريطانية تم إنشاء ديوان بيت أحمد خلف الله بقرية "هو" التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا جنوب صعيد مصر. شهر رمضان المعظم في الديوان يبدو مختلفا في معظم دواوين الصعيد الذي تستقبل هذا الشهر بقراءة القرآن الكريم ليلاً وإطعام الغرباء إفطارا وسحورا، حيث تمتلك الأسرة بالديوان صورا تذكارية للذين جلسوا في حجراته منذ بدايات دخول التصوير الفوتغرافى للصعيد، حيث يقوم الأحفاد بتزيين الصور وتعليقها للغرباء وللضيوف الذين يستمعون للقرآن الكريم مما يجعل الديوان الذي تبلغ مساحته نصف فدان أشبه بمتحف مفتوح. أبو الوفا الطاهر خلف الله من أحفاد العائلة قال لـ"بوابة الأهرام": الديوان بني خصيصا لاستقبال الخديو توفيق ابن إسماعيل حفيد محمد على باشا وتم شراء قطعة الأرض من التركي "ببرم" الذي كان يستخدم الأرض في صنع الأسلحة لذا تسمى المنطقة الموجود بها الديوان حتى وقتنا الحالي باسم المعمل. وأضاف: في نفس العام الذي أنشئ فيه الديوان بعد احتلال مصر بـ4 سنوات، تم وضع الحجر الأول للديوان وتم الانتهاء منه بعد 6 أشهر فقط والمواد المستخدمة فيه هي مواد الطين الممزوجة بالحيية والقش مع الطوب الأحمر والخشب والجير وهى المواد التي كانت ساعتها تدل على الأبهة والعظمة وهو باق على حالته حتى الآن بلا تغيير. وأضاف خلف الله، أن الخديو توفيق لم يدخل الديوان، إلا أن واجب ضيافة الديوان ذهب لسفينته التي أرساها على النيل وكانت ضيافة ديوان العائلة لها مقدار 4 من رءوس الماشية والضأن.

يضم الديوان 6 حجرات بجانب دوار مستقل يسمى بدوار ابن السبيل وهو دوار يضم مطعما لإطعام الغرباء بجانب حجرات وفي شهر رمضان المعظم تبدو الصور الموجودة على حوائطه هي بداية السمر خاصة في جلسات الإفطار أو بعد الانتهاء من سماع القرآن الكريم. ليلاً فالديوان يضم صورا لقادة مصر الذين زاروا الديوان وأفطروا في الديوان أو لبعض الشخصيات السياسية التي ضايفتها العائلة مثل الزعيم سعد زغلول صاحب ثورة 1919م ومؤسس حزب الوفد ومكرم عبيد وزير المالية الأسبق في عهد الملكية بجانب النياشين وأوراق البكوية والبشاوية التي حازها مؤسسو الديوان من الديوان الملكي المصري قبل الثورة هذا بجانب حكاوي الغرباء وصفاتهم الذين حلوا ضيوفا على الديوان وقصصهم الغريبة.[1]

يسترسل حفيد العائلة أبوالوفا الطاهر خلف الله قائلا: الصور نجلبها من بيوتنا ونضعها في الديوان في بداية شهر رمضان لتدل على عظمة الديوان ونرفعها بعد انتهاء الشهر المعظم ونضعها في بيوتنا ثانية وقد تم وقف مقدار 12 فدانا لخدمة الديوان ودوار ابن السبيل وهو وقف معمول به حتى الآن بجانب عتق عبد أسود لوجه الله وكان اسمه سعد وهذا العبد كانت له قصة مشهور فالجد خلف الله كان يمتاز بضخامة الجسد وكان يمتطى حصانا للإشراف على بناء الديوان وكان العبد منوطا به أن يمسك اللجام ولكن حدث أن العبد وجد جسد الجد خلف الله مهتزا والحصان لا يحتمل جسده وخشي أن يقع على الأرض فيضحك منه الناس، لذا قام بإدخال يده تحت أرجل الحصان ليرفع الجد ما تسبب في قطع أصابعه فقام جدي بعتقه لوجه الله وأعطاه أيضا فدانا زراعيا ليتعايش به والحادثة هذه كانت في شهر رمضان أيضا.

من تقاليد الديوان المعمول به حتى الآن أن أي غريب له الحق في المبيت في حجراته وطلب الطعام وأن الغريب حتى لو عاش به مدى الحياة لا أحد يمنعه أو يقوم بطرده أو يمنع عنه الطعام وأن الغرباء ومن ضلوا في الطرق يتم التعامل معهم كأنهم أصحاب مكان وحجرات دوار عابر السبيل يضم من القصص الغريبة والرائعة التي يحفظها الأحفاد عن ظهر قلب للغرباء الذين استقروا فيه ثم رحلوا بلا رجعة.

أحمد محمد عمر خلف الله قال: رغم أن الديوان تم إنشاؤه بعد احتلال مصر بـ4 سنوات فهو يضم مواقف مشرفة وخاصة من الأجداد الرافضين للتواجد الأجنبى وبعض هذه الحوادث كانت في شهر المعظم مما يجعل سردها على موائد الإفطار أو السحور مهما جدا فبعد إنشاء الديوان بـ3 سنوات وبالتحديد 1889 م قام حفيد منشئ الديوان بحركة احتجاج ضد ضابط إنجليزي قام باحتجاز النساء من أجل القبض على متمرد كان يشن عليهم هجمات وقام الحفيد بإيواء بعض المتمردين لشن هجمات على ثكنات الجنود الإنجليز وحين طالبت السلطة الإنجليزية برأسه قام بالهرب مما جعل خلف الله منشئ الديوان الذي كان عمره ساعتها 100 عام وسنتين أن يذهب لتركيا والباب العالي لعرض مظالم حفيده حتى أخذ حق إسقاط التهم على حفيده وهذه الواقعة تمت في شهر رمضان. هذا بجانب حوادث أخرى مثل قيام أجدادى بعد انضمامهم للوفد وسعد زغلول بإيواء عناصر قامت بنزع قضبان السكك الحديدية كنوع من الاحتجاج على ما كان يحدث وتضامنا مع الحركة الوطنية المصرية.


المصادر

  1. ^ محمود الدسوقي (2011-08-010). "قصة أقدم ديوان بالصعيد وصوره التاريخية في شهر رمضان". جريدة الأهرام. {{cite web}}: Check date values in: |date= (help)