موريس گاملان

موريس گاملان

موريس گوستاف گاملان Maurice Gustave Gamelin (عاش 20 سبتمبر 1872، باريس - 18 أبريل 1958) جنرال فرنسي. القائد العام للجيوش الفرنسية في بداية الحرب العالمية الثانية، أخفق في إيقاف تقدم القوات الألمانية، مما أدى إلى انهيار فرنسا أمام الغزو الألماني عام 1940.

يعد الجنرال غاملان سليل أسرة من الجنرالات الألزاسيين من جهة أمه، وكان أبوه جنرالاً ومفتشاً للجيش. برّز في دراسته الثانوية ونال جوائز في التاريخ والفلسفة في مسابقات عامة. تخرج في كلية سان سير Saint-Cyr عام 1893 باختصاص مشاة أولاً على دفعته. وبدأ حياته العسكرية ملازماً وتدرج سريعاً في المراتب العسكرية إلى رتبة عميد ولم يكن قد تجاوز من العمر 44 سنة.[1]

أمضى غاملان أربع سنوات في شمال أفريقيا في فوج القناصة، وفي مصلحة المساحة العسكرية، عاد بعدها إلى فرنسا استعداداً للالتحاق بمدرسة الحرب العليا سنة 1899. وبعد تخرجه التحق بدورة تدريبية مدة ثلاث سنوات في الأركان العامة. ترقى بعدها إلى رتبة نقيب وقاد سرية قناصة.

في سنة 1906 اختار الجنرال جوفر Joffre النقيب غاملان مرافقاً له، ورقي إلى قائد كتيبة سنة 1911. استدعاه جوفر من جديد سنة 1914 للعمل معه، ورقي إلى رتبة مقدم، وتولى طوال مدة الحرب (باستثناء خمسة أشهر منها) مناصب أركان مختلفة، وقاد على التوالي نصف لواء قناصة ثم لواء مشاة برتبة عقيد، رفع بعدها إلى رتبة عميد قائد فرقة.

الپورتريه الرسمي للجنرال الأوحد للبلد فرنسا في أغسطس 1918

وفي المدة ما بين عامي 1919 و1924 أرسل الجنرال غاملان في مهمة عسكرية إلى الجيش البرازيلي، ونقل بعدها قائداً للقوات الفرنسية في المشرق، وتمكن من إيقاف الثورة السورية الكبرى (1925ـ 1927) وفرض الهدوء في المنطقة.

عاد جاملان إلى فرنسا عام 1929 وتولى قيادة المنطقة العشرين في نانسي. وفي الأول من كانون الثاني/يناير في العام التالي خلف أندريه تارديو A. Tardieu معاوناً لرئيس الأركان العامة للجيش، لمتابعة السياسة المعتدلة التي نهجها رئيس الأركان العامة الجنرال ويغان Weygnd، وحل محل هذا الأخير بعد أن نقل إلى منصب المفتش العام.

في عام 1935 وبعد إحالة ويغان على التقاعد لتقدم سنّه، أسندت الحكومة منصبي المفتش العام ورئاسة الأركان العامة إلى الجنرال غاملان. وبعد إحداث مناصب جديدة في وزارة الدفاع سمي غاملان رئيساً للأركان العامة للدفاع الوطني، وكلف مهمة التنسيق بين الجيوش البرية والجوية والبحرية. وهي مهمة اسمية، لأن القوى البحرية والقوى الجوية كانتا تتمتعان باستقلالية تامة. وفي منصبه هذا تمكن غاملان من تزويد القوات المسلحة الفرنسية بمعدات حديثة، ووضع أنظمة قتال وخدمة جديدة تناسب احتمالات الحرب المقبلة. غير أنه لم يهتم كثيراً بالتطورات التقنية التي لم يكن ملماً بها. فلم يعر التفاتاً إلى برامج التسلح المستقبلية التي اقترحتها رئاسة الأركان. ومع أنه كان مقتنعاً بأن الهجوم وحده يمكن أن يحقق الحسم، فقد ظلت الروح الدفاعية هي السائدة مع التذبذب الواضح في سياسة الحكومة حيال ألمانيا.

في آب/أغسطس 1939 أعلم غاملان رئيس مجلس الوزراء إدوار دالادييه E. Daladier جاهزية القوات المسلحة للحرب، وأن الجيش الفرنسي أقوى جيش في أوربا، وعُيِّن القائد الأعلى لقوات الحلفاء (بريطانيا وفرنسا). ولعدم ثقته في كفاءة معاونه الرئيسي الجنرال ألفونس جورج، المكلف قيادة مسرح العمليات الشمالي الشرقي في فرنسا، رفض تعيين أركان عامة مستقلة له حتى كانون الأول/ديسمبر 1939.

وفي أيار/مايو1940 أمر غاملان بتنفيذ المناورة عبر بلجيكا التي أعطيت اسم «مناورة ديل ـ إسكو» Dyle- Escaut بإشراف الجنرال جورج، وكانت تهدف إلى تعزيز مواقع الجيش البلجيكي وحسب، وإعاقة تقدم القوات الألمانية على اتجاه الموزل Moselle وبلجيكا. ومع بدء الحرب اتخذ غاملان مقره في قصر فنسان مع أركان عامة مختصرة، وابتعد طوعياً عن الجبهة، لأنه كما ادعى استراتيجي مسؤول عن قيادة الحرب، وليس تكتيكياً مسؤولاً عن قيادة العمليات. وكانت البنية المعقدة للقيادة الفرنسية وإعادة التنظيم التي جرت في كانون الأول/ديسمبر 1939 قد حرمت القادة المرؤوسين الكبار من إبداء المبادرة في الحرب. وتسبب ذلك في انهيار الجبهة منذ الأيام الأولى للغزو الألماني. ولعدم ثقة رئيس الوزراء پول رينو Paul Reynaud بكفاءة الجنرال غاملان أقيل من منصبه وحل محله الجنرال ويغان في 17 أيار/مايو1940.

Gamelin (بالقبعة العسكرية) كما شوهد في فيلم فرانك كاپرا Divide and Conquer

أحيل غاملان على التقاعد في 6 أيلول/سبتمبر 1940، وحوكم في ريوم Riom سنة 1942، غير أن حكومة فيشي Vichy أوقفت المحاكمة، ونقل غاملان إلى ألمانيا قيد الإقامة الجبرية ثم أخلي سبيله من قبل الحلفاء عام 1945. وبعد الحرب مثل غاملان أمام لجنة برلمانية حققت في حوادث (1933ـ1945)، وبدا ضعيف الحجة لدى تبريره مواقفه في أثناء الحرب على رأس القوات المسلحة الفرنسية. نشر بين العامين 1946 و1947 مذكراته بعنوان «الخدمة» Servir في ثلاثة مجلدات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ محمد وليد الجلاد. "غاملان (موريس ـ)". الموسوعة العربية.


للاستزادة

  • Alexander, Martin S. The Republic in Danger : General Maurice Gamelin and the Politics of French Defence, 1933-1940. Cambridge University Press, 1992.
  • Gamelin, Maurice. Servir.... Paris, 1946.
  • Tissier, Pierre. The Riom Trial. London, G. G. Harrap, 1942.
  • L'Ouest-Eclaire 1935-01-19 "Le général Gamelin succède au général Weygand comme généralissime tout en restant chef d'état-maior général". Includes a short bio.