مراد بك (مملوك)

مراد بك

مراد بك المملوكي (1750 - 22 أبريل 1801) هو أحد المماليك الجراكسة (بك) سلاح الفرسان والحاكم المشترك لمصر مع إبراهيم بك. والحاكم المشترك لمصر مع إبراهيم بك.[2]

وبعد هزيمته على يد نابليون في معركة الأهرام، فر مراد إلى صعيد مصر، شن حرب عصابات قصيرة ضد الحملة بقيادة دوزيه لمدة عام. في عام 1800 عقد مراد بك اتفاقية سلام مع جان بابتيست كليبر، ووافقت عليها حامية القاهرة، ولكنه توفي بالطاعون أثناء رحلته هناك.[2]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

مراد بك، رسم أندريه دوترتريه، نُشرت في الجزء الثاني من وصف مصر، 1809.

بدأ مراد يك حياته كأحد مماليك علي بك الكبير، وكان أحد قادة جيوشه التي ذهبت إلى الشام لضمها إلى الدولة المصرية، ولكنه خان سيده، وقاتله إلى أن مات على يد قوات محمد بك أبو الدهب، الذي أصبح الحاكم لمصر وسعى لتثبيت الحكم العثماني واسترضاء السلطان العثماني.

لم يمكث ابو الذهب إلا ثلاثة أعوام مات بعدها فجأة، ثم تولى إبراهيم بك الحكم وتقاسم بعض سلطاته مع مراد بك دون الدخول تحت طاعة الباشا الذي عينه السلطان العثماني.

ويحكي عبد الرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، الجزء الثاني) عن واقع الحكم المشترك فيقول: "عكف مراد بك على لذاته وشهواته وقضى أكثر زمانه خارج المدينة مرة بقصره الذي أنشأه بالروضة وأخرى بجزيرة الذهب وأخرى بقصر قايماز جهة العادلية كل ذلك مع مشاركته لإبراهيم بك في كل أمور مصر. كما أخذ في بذل الأموال وإنفاقها على أمرائه وأتباعه فانضم إليه بعض أمراء علي بك وغيره ممن مات أسيادهم.

إلا أن شريكي الحكم فوجئا بحملةٍ عسكرية أرسلها عبد الحميد الأول بقيادة حسن باشا الجزايرلي فقاوما هذه الحملة، غير أن حسن باشا انتصر عليهما، وحتى يكسبهما إلى جانبه أعطاهما حكم المنطقة الواقعة ما بين برديس - قرب سوهاج - حتى شلال أسوان.

حشد المماليك صفوفهم وهيئوا الفرصة لإبراهيم بك ومراد بك للعودة إلى القاهرة والسيطرة على البلاد مرة أخرى. وآل بعدها إلى مراد بك وإبراهيم بك منصب شيخ البلد، وكان هذا المنصب حينها هو الحاكم الفعلي لمصر


الحملة الفرنسية

جنود مراد بك الكبير أثناء معركة الأهرام.

عند مجىء الحملة الفرنسية هزم مراد بك إمام الفرنسيين في معركة الأهرام ففر لصعيد مصر. أرسل نابليون بونابرت حملة إلى الصعيد لمطاردة مراد وإخضاع الصعيد بقيادة الجنرال ديزريه، ثم أرسل إليه أيضاً قنصل النمسا في الإسكندرية شارل روزنتي برسالةٍ مضمونها أن يقدم مراد الطاعة إلى الفرنسيين، مقابل ذلك يجعله الفرنسيون حاكماً على الصعيد. رفض مراد هذا العرض وكان هذا الرفض بداية لحملة مطاردة طويلة اعتمد فيها مراد بك على اسلوب حرب العصابات بينه وبين ديزريه لمدة عام. مما أدى إلى إنهاك ديزريه ، وفقد الفرنسيون الزاد والمئونة والسلاح أيضاً.

وعلى الرغم من ان هذه الخطة قد حققت أهدافها ، لكن الذي تحمل ثمن وتكلفة تلك الخطة هم المصريون أبناء الصعيد، فلم يكن مراد ينزل بمدينة حتى يلزم أهلها بدفع "الميري"أي الضرائب التي كان يحصلها من الأهالي بعنف، ، ثم ما يكاد يتركها، حتى يتبعه ديزريه لينهب هو الآخر، فقد كان بحاجة إلى المال والطعام. فكان جنوده يأخذون الحبوب التي لدى الفلاحين ويذبحون حيواناتهم وطيورهم كطعام لهم، ثم يخلعون أسقف البيوت وأبوابها ونوافذها للتدفئة بها في ليل الشتاء، ويفرضون الضرائب الباهظة من جديد على الأهالي.

التعاون مع الفرنسيين

الجنرال جان باپيتست كليبر عام 1800 يوقع معاهدة تحالفة مع مراد بك، لكنه قُتل بعدها بوقت قصير.

عندما تولى كليبر قيادة الحملة بدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا على أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كل منهما بحماية الآخر وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم.

وعندما اشتعلت ثورة القاهرة الثانية شارك مراد بك في عمليات القتال ضد المصريين، ومنع عن القاهرة الإمدادات الغذائية التي كانت ترد إليها من الصعيد ومن الجيزة، فيُذكر أنه:

«قد صادر شحنة من الأغذية والخراف تقدر بأربعة آلاف رأس كانت آتية من الصعيد لنجدة أهل القاهرة، وقدمها هديةً إلى كليبر والجيش الفرنسي، وكادت القاهرة تسقط في مجاعةٍ حقيقية.»
پورتريه مراد بك. زيت على كنڤاه، لرسام مجهول، 1800.

لم يكتفِ مراد بذلك، بل سارع أيضاً بإرسال الهدايا والإمدادات إلى جيش كليبر الذي يحاصر القاهرة، وقدم للفرنسيين المؤن والذخائر، وسلمهم العثمانيين اللاجئين إليه، كما انه نصح كليبر بأن يحرق القاهرة على من فيها، وهو الذي أمد الفرنسيين بالبارود والمواد الحارقة التي استخدمت بالفعل في تدمير أحياء القاهرة. وكان مراد قد اشترى هذا البارود من قبل بأموال المصريين التي جمعها منهم للدفاع عن مصر ضد أي خطرٍ يمكن أن تتعرض له.

ومن مكانه في الصعيد، أخذ مراد بك يتابع الموقف في القاهرة والإسكندرية بدقة شديدة، وبدأ يرى بعينيه نهاية الحملة، واقتنع بضعف الفرنسيين أمام الإنجليز. فاتصل الإنجليز، الذين اعلنوا أنهم سيصفحون عن كل ما ارتكبه مراد إذا ما انضم إليهم في المعركة الأخيرة التي كان يجري التحضير لها لإنهاء وجود الحملة في مصر. فأبدى مراد استعداده التام للانضمام إلى الإنجليز ومحاربة الفرنسييين.* أدمن /أميمه حسين. "وعلى الباغ تدور الدوائر". صفحة تراث مصـــري.


وفاته

وفي ذروة سعادته بأنه نجح في أن يلعب على الجانبين الفرنسي والإنجليزي كان المرض القاتل ينتظره. فقبل نشوب المعركة الأخيرة بين الإنجليز والفرنسيين، أصابه مرض الطاعون ومات به في 22 أبريل عام 1801 ودفن في سوهاج.

قال عنه الجبرتي في نعيه في وفيات أبريل عام 1801:

«أنه كان من الأسباب في خراب الإقليم المصري بما تجدد منه ومن مماليكه وأتباعه من الجور والقصور، ومسامحته لهم فلعل الهم يزول بزواله".»

ويذهب الجبرتي إلى أنه لولا انضمام مراد بك إلى كليبر لما انتهت ثورة القاهرة الثانية بهذه الهزيمة الساحقة للمصريين وتدمير القاهرة[3] انطلق مراد بعد ذلك إلى الصعيد، واستقر في جرجا، وكانت رسائل قادة الحملة إلى مينو -الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية بعد اغتيال كليبر على يد سليمان الحلبي في 14 يونيو عام 1800 - تؤكد إخلاص مراد وولاءه الشديد للفرنسيين.


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ (Mikaberidze 2006, p. 663).
  2. ^ أ ب Mikaberidze, Alexander, "مراد بك" في : د. جورج فرمونت بارنز (طبعة 2006), « موسوعة الحروب النابليونية والثورة الفرنسية » المجلد2 صـ 663. ABC-CLIO, Inc.
  3. ^ كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار - الجبرتي