قيسارية أسيوط

قيسارية أسيوط.

البداية كانت مع العصر العثماني، حيث كانت “قيسارية أسيوط” السوق الأشهر في الصعيد، وكانت تمثل ملتقى التجارة بين مصر والسودان، وما زالت تلك البداية حاضرة بين جنبات السوق، الذي يضم 3 وكالات تجارية (لطفي، وثابت، وشلبي)، وتنطق نقوشه العثمانية بحضارة قديمة أصداؤها حية في القلوب.[1]

داخل السوق، الذي تستقبلك روائح عطوره وعطارته المختلطة ببعضها “البن المحوج، والبخور، والبهارات”، تلحظ إحتواءه على كل شئ كما يقول المثل الشعبي “من الإبرة للصاروخ”، فمرور السنوات لم يزد السوق إلا عراقة بينما أهله تمسكوا به، وتوارث كل منهم تجارته من الأجداد إلى الأحفاد، حيث يوفد إليه الراغبين الجميع، تجار وزبائن، من مراكز وقرى أسيوط كافة، حيث يمكنهم شراء الخضر والفاكهة والملابس والأدوات المنزلية وقطع الأثاث أيضًا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الاسم

تطلق تسمية قيسارية على سوق كَبِير فِي المدن القديمة وتباع فِيهِ بضائع مختلفة من الأطعومات والملبوسات، ثم تحول البناء ليصبح مكاناً للتجارة وكمستودع للبضائع. وقيسارية لفظة يونانية الأصل تطلق على البناء الملكي أو الحكومي المبالغ في جمال عمارته وزخرفته.‏‏

ويماثل بناء القيسارية ومهماته الأبنية التي ظهرت في العصر العثماني باسم (الخان)،و تسمية قيسارية ظلت شائعة على ألسنة الناس إلى الوقت الحاضر،ووصل الأمر إلى إطلاق الاسمين على مكان بعينه ، وقد تكون هذه القيساريات موجودة منذ العصور الرومانية ورممت في عهد أحد الولاة العثمانيين فتحول اسمها إلى خان وسميت باسم الوالي.‏‏


قيسارية أسيوط

يقول عبد المنعم عبد العظيم، الباحث الأثري ومدير دراسات تراث الصعيد، إن قيسارية أسيوط هي الأقدم بعد خان الخليلي، حيث كانت بداية لدرب الأربعين الذي يصل إلى إقليمي دارفور وكردفان بمدينة أسوان، موضحًا أن القيسارية لفظ يطلق على الأسواق المسقوفة، أي التي تُسقف بالقواصر، وتوجد في معظم المدن المصرية.

والوكالات الثلاث، التي تحويها قيسارية أسيوط، تنقسم إلى أقسام متعددة، كما يوضح عبد العظيم، منها: قيسارية الخياطين، وقيسارية سوق اللحم، وسوق الحمام، وقيسارية المنجدين، وتكون الوكالة عادة عبارة عن بناء من طابقين، تم تشييدهم على الطراز العثماني، الأول جزء منه مخصص للدواب، وآخر غرف تخزين للبضائع، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن حجرات لإقامة التجار، القادمين من أماكن بعيدة، وعقد الصفقات التجارية، وإلى جانب تلك الوكالات تحوي القيسارية الأسيوطية مسجد سيدي جلال السيوطي، الذي كان يُدعى مسجد الحمصي، نسبة إلى تاجر من حمص بسوريا.

تصميمها وحكايات التاريخ توحي بحركة تجارية واسعة النشاط لم ترَ هدوءًا، ولكن الحديث مع تجار القيسارية الحاليين يشير إلى أن الوضع لم يعد كما كان، وعلى الرغم من الزحام، وحركة السير المستمرة داخل السوق، إلا أن صاحب أحد محلات الملابس يقول: “دي زحمة على الفاضي، ومفيش بيع ولا شراء، حتى في الأعياد ورمضان”، حيث يعرف أن “قيسارية أسيوط” ملجأ الأهالي الفقير قبل الغني لشراء حاجياتهم، خاصة، مع قرب الأعياد والمواسم الدينية والاجتماعية.

وإلى جانب ما اعتبره الباعة، سوء الحالة الاقتصادية للمواطنين، كان هناك الباعة الجائلين المنتشرين على أطراف السوق، وفي أنحاء المدينة، والذين يعتقد باعة القيسارية ان لهم أثر كبير على رواج تجارتهم، فيقول باسم نظمي، صاحب محل مفروشات، “الباعة الجائلين خاربين الدنيا عندنا، ده غير المعرض اللي بقاله تلات سنين مش بيقفل، مع إنه المفروض له مدة محددة”.

وإن كان التجار يشعرون بضيق ذات اليد، وقلة الدخل، فهم جميعًا في القيسارية يشكلون مجتمعًا خاصًا يحتفل فيه المسيحي مع المسلم بالأعياد وبشهر رمضان، حيث يجتمعون على مائدة إفطار واحدة، خلال الشهر الكريم، وكل منهم يحمل فطار زوجته ليطعم بقية أصدقائه.

وكالة لطفي

تقع هذه الوكالة بمنطقة القيسارية غرب مدينة أسيوط وقد ذكرت الحجة الخاصة بهذه الوكالة أن السيد لطفي عبد الجواد عبد البر السيوطي وهو أحد أعيان تجار مصر ومن طائفة جمليان – المتطوعون للعمل مع الإنكشارية – قام بإنشاء هذه الوكالة في غرة ذي الحجة سنة 1103هـ/1692م وجعلها من جملة الأوقاف التي أوقفها على مسجده الكائن بجوار الوكالة

التخطيط المعماري للوكالة

للوكالة واجهتان الواجهة الأولي هي الواجهة الغربية وتطل على حارة خان ويوجد بطرفها الشمالي كتلة المدخل الرئيسي ، وللوكالة مدخلان المدخل الأول وهو الرئيسي وهو من نوع المداخل التذكارية بني بالطوب المنجور يتوجه من أعلي عقد مدائني وهذا المدخل سد حاليا ولم يعد يستخدم ، أما المدخل الثاني فيقع بمنتصف الواجهة الشمالية وهو المدخل المستخدم حاليا في الدخول إلى الوكالة.

أما الوكالة فإنها تتكون من طابقين يتوصل إلى الطابق الأول عن طريق المدخل الشمالي حيث يؤدي هذا المدخل إلى دركاة تؤدي إلى فناء أو حوش مكشوف مربع تحيط به من جميع الجهات دخلات معقودة بعقود متنوعة ويقع خلف هذه الدخلات فتحات أبواب حواصل الوكالة وعددها تسعة عشرة حاصلا وسقفت أسقف هذه الحواصل بقباب ضحلة وأقبية نصف دائرية ، أما الطابق الثاني فإننا نتوصل إليه عن طريق سلم يقع بالركن الشمالي الشرقي بالفناء ويتكون هذا الطابق من ممر تفتح عليه طباق وقد ذكرت حجة الوكالة أنه كان يوجد به 21 طبقة أما الآن فقد تهدمت الطباق الشمالية تماما وأصبحت الوكالة تشتمل على 15 طبقة فقط ويسقف هذه الطباق سقف مكون من جذوع النخل.

وكالة الكاشف

وكالة الكاشف، غرب أسيوط.

تقع هذه الوكالة بمنطقة القيسارية غرب مدينة أسيوط وقد أنشا هذه الوكالة الأمير محمد كاشف بكزادة سنة 1237هـ/1821م وجعلها من جملة أوقافه على جامعه المواجه للوكالة.

التخطيط المعماري للوكالة

للوكالة واجهتين الأولي هي الواجهة الغربية وتطل على شارع الشيخ خضر ويقع بها المدخل الرئيسي ، أما الواجهة الثانية فهي الواجهة الشمالية وتطل على حارة المغربي ، يتوصل إلى الوكالة عن طريق المدخل الرئيسي لها الذي يقع بالطرف الجنوبي للواجهة الرئيسية وقد بني بالطوب المنجور بنفس أسلوب بناء جامع الكاشف يؤدي المدخل إلى دركاة مستطيلة يغطيها قبو متقاطع ويوجد على يمين دركاة المدخل سلم صاعد يؤدي إلى الطابق العلوي للوكالة ، أما الوكالة من الداخل فإنها تتكون من فناء أو حوش أوسط مكشوف ذكرت حجة الوقف الخاصة بالوكالة انه كان معدا للدواب تحيط به من الجهات الأربعة حواصل عددها 16 حاصلا تغطي أسقفها قباب ضحلة وتتقدم الحواصل سقيفة من عوارض خشبية ترتكز على عمودين من الرخام ، أما الطابق العلوي للوكالة فإنه يتكون من سبعة عشرة طبقة وكشك مفتوح أعلى المدخل مباشرة ويتقدم الطباق ممشي تغطيه سقيفة من جذوع النخيل وتتكون الطباق من مساحات اختلفت ما بين مربعة ومستطيلة يغطي أسقفها سقف مسطح من جذوع النخيل

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ رشا هاشم (2015-01-13). ""قيسارية أسيوط" الأقدم بعد خان الخليلي". المندرة (صحيفة).