قابلية التكذيب

(تم التحويل من قابلية الدحض)

قابلية التكذيب (قابلية الدحض، قابلية التفنيد) (Falsefiability) مصطلح هام في فلسفة العلوم يعتمد على مفارقة تقول بأن أي افتراض أو نظرية لا يمكن لها أن تكون علمية ما لم تقبل إمكانية أن تكون كاذبة.

قابلية التكذيب لا تعني أن النظرية خاطئة حقيقة، فلكي يكون افتراض ما قابلا للتكذيب، يجب أن يكون هناك من حيث المبدأ إمكانية إجراء تجربة تظهر أن هذا الافتراض خاطيء، حتى لو لم تجر هذه التجربة أو لم تلتقط تلك الملاحظة المكذّبة للنظرية.

يلخص كارل بوبر في كتابه :Conjectures and Refutations: The Growth of Scientific Knowledge أهم الخلاصات التي انتهى إليها بخصوص معيار القابلية للتكذيب كالآتي:

1.      إذا كان همنا البحث عن تصديقات، فمن اليسير أن نعثر على تصديقات، أو تحققات، لكل نظرية تقريبا.

2.      لا يُعوَل على التصديقات ما لم تكن نتيجة تنبؤات مجازِفة، أي ما لم تكن مجهولة من طرف النظرية المبحوثة. فالمطلوب أن نكون قد توقعنا حدثا لا يتوافق والنظرية ــــ حدثا من شأنه أن يدحضها Refute.

3.      كل نظرية علمية "جيدة" هي حَظرْProhibition : تَحظر حدوث أشياء معينة. وتزداد جودة النظرية بقدر ما تَحظر.

4.      النظرية التي يتعذر تصور أي حدث محتمل يدحضها، هي نظرية غير علمية. فعدم القابلية للدحض Irrefutability ليس مزية للنظرية (كما يظن الناس في غالب الأحيان) بل مَثلبة.

5.      كل اختبار أصيل للنظرية هو محاولة لتكذيبها Falsify أو دحضها. فالقابلية للاختبار Testabilityهي القابلية للتكذيب Falsifiability؛ لكن القابلية للاختبار درجات: فبعض النظريات أكثر قابلية للاختبار من غيرها وأكثر عرضة للدحض؛ لأنها تُقْدِم على مجازفات أكبر إن صح التعبير.

6.      كل دليل مُصدِق لم يَنتج من اختبار أصيل للنظرية؛ أي من محاولة جدية ــــ لكن غير ناجحة ـــ لتكذيبها، لا يعول عليه. (أتحدث الآن، في مثل هذه الحالات، عن "الدليل الإضافي المعزِّز" Corroborating Evidence).

7.      بعض النظريات القابلة للاختبار حقيقة، عندما يُتبين كذبها، فإن شيعتها يستمرون في التمسك بها ـــ فيدفعون، مثلا، ببعض الفرضيات المساعدة المعدة لهذا الغرض ad hoc، أو يعيدون تأويل [هذه] النظرية المخصصة تأويلا تنجو به من الدحض. إجراء كهذا ممكن دائما، لكنه ينقذ النظرية من الدحض على حساب تدمير، أو على الأقل خفض، مكانتها العلمية. (وصفتُ فيما بعد عملية الإنقاذ هذه بأنها "حيلة محافِظة" Conventionalist twistأو "مناورة محافِظة" Conventionalist stratagem). [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً


الهامش

  1. ^ كارل بوبر: القابلية للتكذيب فيصل بين العلم التجريبي والزائف، ترجمة عبد المجيد سعيد، مجلة مقاربات فلسفية، المجلد 7، العدد 01، 2020، ص233 ـ248
الكلمات الدالة: