فرانس هالس

فرانس هالس
تمثال لفرانس هالس في الحديقة النباتية في هارلم

فرانس هالس الأكبر Frans Hals (ح. 1580–26 أغسطس, 1666) ، هو رسام هولندي إشتهر برسم اللوحات التي تجسد الأشخاص على مختلف طبقاتهم وبحسب طبيعة كل شخصية يكون وضع وملبس الشخص المرسوم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

Frans Hals. Officers and Sergeants of the St Hadrian Civic Guard. c. 1633. Oil on canvas, 207 x 337 cm. Frans Hals Museum, Haarlem.

عاش أسلافه لمدة قرنين من الزمان في هارلم. وكان أبوه قاضياً هناك ، ولكن لأسباب غير معروفة ولد فرانس في أنتورب ، ولم يعد إلى هارلم ليقوم فيها إلا بعد بلوغه التاسعة عشرة من العمر. ولم نسمع عنه شيئاً قط إلا في 1611 ، حيث سجلت إحدى كنائس هارلم تعميد هرمان بن فرانس هالس وزوجته آنك. أما ما عرف عنه بعد ذلك ، فكان من سجلات محكمة شرطة (1616) حيث تروي أن فرانس هالس قبض عليه بتهمة ضرب زوجته ضرباً مبرحاً ، فأنب تأنيباً قاسياً، ثم أفرج عنه بعد تعهده بأن يكون مهذباً وأن يتجنب صحبة السكارى. وماتت آنك بعد ذلك بسبعة شهور. وبعد خمسة أشهر أخرى (1617) تزوج فرانس من ليزبث رينيرز. وبعد تسعة أيام أنجبت له أول أولاده العشرة. وقد خلف لنا لوحة رائعة تمثله مع زوجته الثانية ، التي عاشت معه طوال السنوات الأربع والسبعين التي بقيت في حياته ، واحتملت إملاقه وعوزه وسكره وعربدته. وليس ثمة ما يجذب الانتباه فيه إلا أنه كان رساماً عظيماً ذا روح مرحة.


مجموعة دولين الأولى

Jester with a Lute, 1620–1625, canvas, Musée du Louvre, Paris.

وكان قد بلغ السادسة والثلاثين حين حقق نجاحاً هائلاً في لوحته مأدبة نقابة رماة سانت جوريس ، وهي إحدى لوحات دولين الخمس التي هيأت لفرانس مكانته العالية ، ويقصد بلفظ "دولين" مقر المتطوعين الذين مارسوا الرماية وأقاموا المباريات وعقدوا الندوات الاجتماعية، وكانوا بمثابة قوات نظامية في الكوميونات.

وكان ضباط مثل هذه النقابات أحياناً يأجرون فناناً ليرسم لهم صور جماعية ، ولكن يصر كل واحد منهم على أن يتناسب بروزه في الصورة مع رتبته في الجماعة ومع إسهامه تكلعتها. فهنا هؤلاء الضباط في أبهى حلة، يتجمعون حول مأدبة، ويرفع أحدهم علم فرقته الغني بالألوان. وحصل هالس على أجره لأن كلا من هذه الرؤوس فرد يمثل شخصية قوية، تختلف عن الأخرى، كما يمثل سيرة حياته وتحفة رائعة.

ولم نسمع عن مهمة مماثلة أخرى إلا بعد إحدى عشرة سنة من ذاك التاريخ ، ولكن هالس أنتج في هذه الحقبة رسوماً تعد من روائع الفن الهولندي. من ذلك بائع السردين وهي مرة أخرى تاريخ يتمثل في وجه، و الثلوث المرح يونكر رامب وصديقته وكلاهما في نيويورك ، واللوحة المشهورة الفارس الضاحك -تتجسد فيها الثقة بالنفس، في ثياب ذات أهداب مع طوق مكشكش حول العنق. وعباءة مزدانة بالأزهار، وابتسامة تكاد تشبه ابتسامة الجيوكندا في رقتها. وفي هذه الفترة (1654؟) رسم فزانس صورته الشخصية وجه قوي مليح ، وعينان حزينتان تنكران زهو الملابس الجميلة والذراعين المطويين. لقد كان الرجل منهوكاً تتقاذفه اللهفة على الإتقان والكمال، والظمأ إلى الخمر.

مجموعة دولين الثانية

Frans Hals. Gypsy Girl. 1628-30. Oil on wood, 58 x 52 cm. Musée du Louvre, Paris.

وفي 1627 جاءت مجموعة دولين الثانية: لوحة أخرى لنقابة ضباط سان جوريس ولم تكن في صفاء وإشراق اللوحة الأولى، فإن هالس تحول عمداً، ولبعض الوقت، عن البريق الهادئ للألوان القوية إلى التلاعب الأشق بالأساليب الثانوية-الألوان النصفية (لا داكن ولا فاتح) والضلال الرمادية ومخطوط الكفافية الرقيقة. وثمة لوحة دولين أخرى في هذا العام نقابة رماة سانت أوريان ، وهي كذلك في أساليب مخففة. ولا بد أن الرماة اغتبطوا لأنهم كلفوا هالس أن يرسم لهم لوحة أخرى . وهما أسترد الفنان ألوانه وأبرز عبقريته ليجعل من كل وجه شيئاً ممتعاً فريداً. وفي 1639 رسم لوحة أخرى "لضباط نقابة سانت جوريس"(113) ولكن في هذه اللوحة ضاع الفرد في زحمة المجموع. ولكن لوحات الدولن هذه في جملتها أروع صور المجموعات في كل العصور، هي توضح انطلاق الطبقة الوسطى على مدلونج الظهور الموسوم بالفخار والزهور.

وفي الفترة الثانية (1626-1650) رسم هالس صوراً تنادي بتخليد ذكراها، منها السكير المرح يضع وق رأسه قبعة كبيرة تكفي لتغطية رؤوس حشد من السكارى: و الذي يعدو فوق الرمال ، وهو أشعث أغبر، في أسمال بالية، ولكنه فاتن، و المتشردة أو الغجرية تبتسم وتنتفخ في اللوفر، و"المهرج" في أمستردام "وبلتزارا كريمان الوهمي، في واشنطن أما تحفة فترة ذروة النضج هذه، فهي لوحة هالس البالغة الامتياز القائمون على مستشفى سانت إليزابث ، وهي تماثل، أولاً تماثل لوحة رمبرانت مندوبو نقابة تجار الأقمشة التي رسمت بعدها بإحدى وعشرين سنة.

لوحات أخرى

Laughing Cavalier, 1624, canvas, relined, (H) 83cm x (W) 67cm, Wallace Collection, London.

أن إسراف هالس في الشراب بغير حدود. ولو أنه يبدو أنه لم يسئ إلى فنه، أضر بموقفه حتى في بلد وفي عصر لجأ فيه الناس إلى الشراب بين الحين والحين إبتعاثاً للمرح والفرح. وظل يرسم صوراً ربما كانت كفيلة بأن ترفع أي فنان إلى قمة الشهرة: ساحرة هارلم ، و ديكارت والذي يحرر من الوهم، في حاجبين كبيرين وأنف ضخم وعينين تنمان عن الشك، ثم رسم في سن الثمانين صورة شاب في قبعة مترهلة.

حياة متعثرة

Malle Babbe, c.1630. Oil on canvas, 75cm by 64cm. Staatliche Museen, Berlin.

ولكن في الوقت نفسه تكاثرت الأرزاء على الفنان، ففي 1639 أرسل ابنه بيتر إلى مصحة الأمراض العقلية على نفقة البلدية، وفي 1641 وضعت ابنته الكبرى المتمردة في إصلاحية الأحداث بناء على طلب أمها. وما جاء عام 1650 حتى كان فرانس معمداً. وفي 1654 أقام الخباز المحلي ضده الدعوى يطالبه بسداد مائتي جلدر وحجز على أدوات الرسام. وفي 1662 توسل الشيخ الهرم المتهدم للحصول على معونة وأجيب إلى طلبه. وبعد ذلك بعامين قرر له مجلس مدينة هارلم معاشاً سنوياً، ووهبه فوراً ثلاثة أحمال من الخث ليوقد مدفأته.

ويحتمل أنه رغبة في منح فرانس مزيداً من الصدقات، كلف في هذا العام (1664) برسم لوحتين: "مديروا ملجأ الفقراء" و"مديرات ملجأ الفقراء". ويظهر في لوحة الرجال أثر اليد المضطربة للفنان في سن الرابعة والثمانين، فإن معظم التقاطيع والملامح فيها ملطخة بشكل غامض، على نقيض اللوحة الأخرى التي تمثيل النساء، فإنه مما يثير الدهشة أن المهارة القديمة عادت سيرتها الأولى:

فهنا خمس أنفس ارتسمت على خمسة وجوه ممتثلة مذعنة، لخمس نساء عجائز أرهقتهن الأعمال غير العادية، عابسات متجهمات متزمتات، كما يقتضي نظامهن البيوريتاني، وقد نسين مرح الشباب وبهجته. ومع ذلك، يتألق بشكل ما في هذه التقاطيع الكالحة عطف هادئ ومشاركة وجدانية حزينة. وهاتان الصورتان الأخيرتان هما آخر لمسات جرت بها يد الفنان أو ومضات لمعت في فنه، وهما الآن، إلى جانب لوحات مجموعات "الدولين"، موجودتان في متحف فرانس هالس الذي شادته مدينة هارلم في مكان ملجأ الفقراء.

النهاية

Image of Dutch 10 guilder banknote bearing a portrait of Frans Hals

مات هالس فقيراً معدماً 1666 ولكنهم احتفلوا بدفنه احتفالاً مهيباً في هيكل كنيسة سانت بافون في المدينة التي اعتمدت شهرتها على الحصار الذي قاومته طويلاً ، وعلى أعمال أعظم أبنائها. ولمدة قرنين من الزمان بعد وفاته كاد النسيان يجر عليه ذيوله ، وبيعت لوحاته بأبخس الأثمان، أو في المزادات، أو بلا شيء مطلقاً، وإذا كان مؤرخو الفن قد تذكروه، فما ذاك إلا لأنهم تنبهوا إلى ضيق مجال فنه-فلم يكن ثمة صور دينية ولا أساطير ولا صور تاريخية ولا مشاهد طبيعية ولا صور عارية-أو إلى العجلة المدموغة بالإهمال والتهاون في طريقة عمله، حيث لم يكن ثمة مخططات تمهيدية، بل لطخات من ألوان متناثرة اعتمدت على التخمين وعلى ذاكرة الرائي ليملأها بالتفاصيل. واليوم يتعالى الهتاف للفنان، بشكل قد يكون مبالغة فيه، مما يتوازن مع طول إغفال شأنه كما يعتبر نقد كريم أن هالس ألمع رسام للصور الشخصية رآه العالم". وما دام الزمن، وهو أجدر القضاة بالثقة، يتذبذب في حكمه، فلنقنع نحن بالإعجاب.

معرض الصور

انظر أيضا

معلومات عامة

صورة العملة الورقية الهولندية من فئة 10 گيلدر تحمل بورتريه لفرانس هالس

وصلات خارجية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

الكلمات الدالة: