سيف الدولة الحمداني

هذه مقالة جيدة. لمزيد من المعلومات، اضغط هنا.
(تم التحويل من سيف الدولة بن حمدان)

سيف الدولة
أمير حلب
Hamdanid gold dinar, Nasir al-Dawla and Sayf al-Dawla.jpg
دينار ذهبي سك في بغداد يحمل اسم ناصر الدولة وسيف الدولة، 943/944 م
العهد945–967
تبعهسعد الدولة
وُلِد22 يونيو 916[1]
توفي9 فبراير 967[1]
حلب، سوريا
المدفن
ميافارقين (حالياً سيلڤان، تركيا)
الاسم الكامل
علي ابن عبد الله ابن حمدان سيف الدولة التغليبي
الأسرة المالكةالحمدانية
الأبعبد الله ابن حمدان
الديانةمسلم شيعي

سيف الدولة أبو الحسن ابن حمدان، شهرته سيف الدولة الحمداني (و. 22 يونيو 916 - ت. 9 فبراير 967)، هو مؤسس إمارة حلب، التي كانت تشكل معظم شمال سوريا والمناطق الغربية من الجزيرة، وشقيق الحسن ابن عبد الله ابن حمداد (شهرته ناصر الدولة).

كان سيف الدولة راعياً للفنون والعلماء، وتزاحم على بابه الشُعراء والعُلماء، ففتح لهم بلاطه وخزائنه، حتى كانت له عملة خاصة يسكها للشعراء من مادحيه، وفيهم المتنبي وابن خالويه النحوي المشهور، والفارابي الفيلسوف الشهير، كما اعتنى بابن أخته أبو فراس الحمداني. وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة.

اشتهر سيف الدولة بمقارعته الروم البيزنطيين على الحدود العربية، وكانت الحرب بينه وبينهم سجالاً.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

النشأة والعائلة

شجرة عائلة الأسرة الحمدانية.

ولد علي بن عبد الله في ميافارقين أشهر مدن ديار بكر من أسرة حمدان التي كان لها أثر على مسرح الأحداث العامة للدولة العباسية سياسياً وحربياً، وكان أبوه عبد الله بن حمدان، الذي لُقب لفرط شجاعته بأبي الهيجاء يلي أمر الولايات حيناً في فارس وأحياناً في الموصل ويخوض الحروب ويسهم في عزل الخلفاء، وهناك من أبناء حمدان بن حمدون من نبه ذكرهم، وإن كان التاريخ لم يفسح لهم مكاناً رحيباً.

تفتحت أنظار علي بن عبد الله على أمجاد أبيه وأعمامه، وعاش في تياراتها وسمع ببطولاتهم، فلما قتل أبوه سنة 317هـ/929م رعاه أخوه الحسن (ناصر الدولة) فنمّى فيه روح المغامرة الأصيلة في نفوس أبناء الأسرة الحمدانية.

الحياة المبكرة في عهد الحسن ناصر الدولة

خريطة الجزيرة (أعالي بلاد الرافدين)، موطن ومركز السلطة الرئيسية للحمدانيين.

عاش علي بن عبد الله بين الموصل ونصيبين، وميافارقين، ونشأ أديباً محباً للأدباء والشعراء كما نشأ فارساً أيضاً، فلم يكد يبلغ الخامسة والعشرين من عمره حتى انطلق على رأس جيش مقتحماً بلاد الروم البيزنطيين وتوغل إلى حصن زياد في قلب بلاد الأعداء (حصن بأرض أرمينية عرف في القرن السابع الهجري باسم خرتبرت وهو بين آمد وملطية)، فخرج إليه امبراطور الروم في مئتي ألف مقاتل وهو عدد لا قبل للأمير المغامر بملاقاته، فأعمل فكره بملاقاته، ولجأ إلى المراوغة والتقهقر المنتظم حتى يطمع فيه الجيش المدافع، حتى إذا استدرج جيش الأعداء إلى الأرض التي يريدها بين حصني زياد وسلاّم انقض الأمير عليهم وهزمهم شرّ هزيمة، وأسر منهم عدداً كبيراً من القادة وأخذ سرير الدمستق (القائد الأعلى) وكرسيه، وكان ذلك موافقاً عيد الأضحى لسنة 326هـ/937م. [2]

لم يمض عامان على غزوته الظافرة لبلاد الروم حتى أقدم على غزوة جديدة فانطلق من نصيبين التي كان أخوه قد ولاه عليها إلى قاليقلا (من مدن أرمينية العظمى)، وكان بالقرب منها مدينة جديدة يجدُّ الروم في إنشائها وأطلقوا عليها اسم «هَفجيج» فلم يكد الروم يحسون بمسير الأمير العربي إلى مدينتهم التي لم ينتهوا من إنشائها حتى خرَّبوها وتخلوا عنها. وتوغل سيف الدولة في أرض البيزنطيين ووطئت أقدامه مواطئ لم يصل إليها أحد من المسلمين قبله، وقد عرض الشاعر النامي لهذه الأحداث مخاطباً علي بن حمدان:

نادَى الهُدى مُستصرِخاً فأجبته بقاليقلا إذ أنت بالخيل سهّما
ولم تتعد هفجيج أيدي بناتها أبدتهم تحت السنابكِ رُغّما

وحينما استولى البريديون أصحاب البصرة على بغداد سنة 330هـ/941م، استنجد الخليفة بالحسن والي الموصل، وخرج هارباً في طريقه إليها، فكتب الحسن إلى أخيه علي المقيم في نصيبين أن يهب لإنقاذ الخليفة، فاصطحب الأمير الحمداني الخليفة على رأس جيش متجهين إلى بغداد لاستردادها من البريديين ولحق بهم الحسن بن حمدان، فترك البريديون بغداد وولوا الأدبار نحو الجنوب، ودخل الخليفة إلى عاصمته وخلع على الحسن بن حمدان لقب ناصر الدولة. وخلع على علي بن حمدان لقب سيف الدولة وأمر أن تكتب أسماؤهم على الدنانير والدراهم.

النزاع مع الإخشيديين

مدخل قلعة حلب، أوائل القرن 13.

بعد تخلي ناصر الدولة عن منصب إمرة الأمراء سنة 331هـ، عاد إلى الموصل، ومكث سيف الدولة في نصيبين التي كانت مأمنه ومستقره وموطن أمواله وضياعه، وعندما بلغته أخبار الشام واضطراب الأمور فيها وأنها لم تستقم للإخشيد الذي كان قد مدّ نفوذه إلى بلاد الشام ودخل حلب سنة 325هـ/937م، استأذن أخاه ناصر الدولة بالتوجه إلى حلب وتسلم مقاليد الأمور فيها، فوافق بعد تردد، وتحرّك سيف الدولة نحو الشام ودخل حلب دون مقاومة في 8ربيع الأول سنة 333هـ/17تشرين الأول سنة 944م.

لم يقبل الإخشيد باستيلاء سيف الدولة على حلب وقام صراع بين سيف الدولة والأخشيد، وانتهى الصراع سنة 336هـ/947م، بعقد اتفاق ترك بموجبه الإخشيديون حكم شمالي الشام لسيف الدولة.

وقد أثارت انتصارات سيف الدولة على الروم البيزنطيين حفيظة الإخشيديين الذين وجدوا عليه تلك البطولات والأمجاد، وخشوا من تعاظم نفوذه وقوة شوكته؛ فتحركوا لقتاله، ولكنهم ما لبثوا أن آثروا الصلح معه بعد أن لمسوا قوته وبأسه.


تأسيس إمارة حلب

سوريا (بلاد الشام) ومقاطعاتها في القرن التاسع/العاشر.

بعد سيطرة سيف الدولة على حلب واعتراف الإخشيد وابنه من بعده بضم حمص وأنطاكية إليه صارت حلب مركزاً لإمارة ضمت جند قنسرين وحمص ومناطق الثغور الجزرية والشامية وديار مضر وبكر.

وضمت هذه الإمارة صنوفاً من الناس من العرب الوافدين عليها منذ ما قبل الإسلام، كتغلب وبكر، والجماعات الآرامية من سريانية وأرمينية إضافة إلى العناصر العربية التي دخلت الشام والجزيرة مع الفتوح وبعدها ولاسيما المجموعات القيسية الجديدة التي تدفقت في العقدين الثاني والثالث من القرن الرابع الهجري وسببت فوضى سياسية واقتصادية كبيرة، وقد نجح سيف الدولة بعد تأسيسه لإمارته أن يضبط هذه القبائل ضبطاً شديداً، كما حاول أن يتألفهم حتى يستطيع الاعتماد عليهم في حروبه مع الروم ولاسيما قبيلة كلاب التي كانت قبيلة كبيرة مقيمة في المنطقة المحيطة بحلب.

ومن حلب التي اتخذها سيف الدولة مركزاً لإمارته ومن قصره الذي بظاهر حلب وإلى غربها، كان سيف الدولة يدير إمارته معتمداً على أقربائه من الأمراء الحمدانيين الذين كانوا يتولون المناصب العليا في هذه الإمارة فهم حكام أقاليم وقت السلم، وقواد جيوش وقت الحرب، كذلك اعتمد سيف الدولة في تسيير أمور دولته على المماليك الأتراك لكي يقوموا بخدمته في القصر ويشكلوا حرساً خاصاً له، واعتمد على بعض غلمانه الذين رباهم ودرّبهم على قيادة الحملات العسكرية لما امتازوا به من ذكاء في قيادة الحروب ورسم الخطط ومطاردة الأعداء والإيقاع بهم.

الحروب مع البيزنطيين

الإمارات القوقازية، الحدود البيزنطية الشرقية وشمال سوريا والجزيرة في أوائل القرن العاشر.
خريطة منطقة الحدود البيزنطية العربية.
ليو فوكاس يرسل الأسير "أبو العشائر" إلى القسطنطينية، حيث يهان حسب التقاليد.[3] المنمنمة من سكايليتز مدريد
سقوط حلب على يد البيزنطيين، منمنمة من "سكايليتز مدريد".

اشتهر سيف الدولة بغزواته ضد الروم البيزنطيين التي بلغت أربعين غزوة، ويقول شلومبرگر Schlumberger في كتابه عن نقفور فوكاس مشيراً إلى سيف الدولة «إن المتصفح لمقتطفات التاريخ البيزنطي في منتصف القرن العاشر ولأكثر من عشرين سنة 334 ـ 356هـ/945 ـ 967م، يجد اسماً واحداً يطفو على كل صفحة من صفحات ذلك التاريخ كإنسان شجاع لا يمل ولا يكل ولا يتعب، وكان عدواً لدوداً للإمبراطورية البيزنطية، ذلك هو أمير حلب سيف الدولة بن حمدان».

لقد تصدى سيف الدولة لمحاولات البيزنطيين المتكررة للاستيلاء على الشام التي كانوا يطمعون فيها، ويذكرون من تاريخها أنهم حكموها طويلاً، فكان سيف الدولة بعمله سداً وحاجزاً دون عودتهم إلى هذه البلاد، فخدم بذلك الإسلام والعرب، كان سيف الدولة كما يقول ابن ظافر الأزدي ردءاً للمسلمين بما رزقه الله من الهيبة عند العدو إلى أن مرض وضعف، ولما توفى اشتد استيلاء العدو على سائر البلاد والثغور.

وفاته

توفى سيف الدولة في حلب بعلة الفالج، ونقل جثمانه إلى ميافارقين مسقط رأسه حيث دفن فيها.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التراث والنشاط الثقافي

لم تقف عظمة سيف الدولة عند شجاعته في ساحة الحرب والوقوف في وجه أعداء البلاد الإسلامية، بل كانت له ناحية أخرى من العظمة، فقد كان راعياً للأدب والفنون، وكانت ندوته التي كان يقيمها في قصره في فترات السلم حافلة بالعلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة، الذين يقصدونه من كل صوب ويلقون من كرمه ما يدفع بهم إلى تجويد صناعتهم الأدبية بحيث كان سيف الدولة سبباً مباشراً من أسباب ارتقاء الشعر العربي واستحداث فنون جديدة وسعت دائرته بعد أن كانت محصورة في محيط تقليدي محدود.

يذكر الغزولي، في كتابه «مطالع البدور» أنه قد اجتمع ببابه ما لم يجتمع لغيره من الملوك، فكان خطيبه ابن نباتة الفارقي، ومعلمه ابن خالويه ومطربه الفارابي[ر] وطباخه كشاجم، وخازنا كتبه الشاعران محمد وسعيد الخالديان والصنوبري ومداحه المتنبي والسلامي والوأواء الدمشقي والببغاء والنامي وابن نباتة السعدي وغيرهم.

وكما نشأ سيف الدولة على الإعجاب بالشعر الجميل والتأليف الجيد، فإنه كان يعجب أيضاً بالخط الجميل ويجزل العطاء للخطاطين الماهرين، وكان لسيف الدولة خطاط خاص به من بني مقله هو عبد الله بن مقله أخو الوزير أبي علي محمد بن علي، وكان سيف الدولة لفرط إعجابه بصحائف ابن مقلة يصطحبها معه حتى حين يخرج للغزو.

ولسيف الدولة شعر جميل عذب، حتى إن بعض المستشرقين ذكروا أنه لم يكن يماثل شعر الأمير الحمداني رقة وعذوبة إلا شعراء التروبادور أو شعراء اللانگدوك ومن شعره الوجداني الذي قال أكثره في جارية رومية فاتنة الحسن وقعت أسيرة في إحدى غزواته قوله:

أُقبّلهُ على جَزَعٍ كَشرب الطائر الفَزِع
رأى ماء فأطمعه وخاف عواقب الطمَعِ
وصادف فرصة فدنا ولمَ يلتَّذ بالجَـَزع

وشعر سيف الدولة الإخواني لا يقل جمالاً عن شعره الوجداني وكثيراً ما كان يحدث بعض الجفاء بينه وبن أخيه الأكبر ناصر، ومن أبياته الجميلة النبيلة ما كتبه إلى أخيه ناصر الدولة إثر وحشة حدثت بينهما وكان ناصر الدولة فيه غلظة وصلف وكبرياء حتى على أخيه سيف الدولة.

لســتُ أجفو وإن جَفَوت ولا أترك حقــاً علَيّ في كل حالِ
إنما أنت والد، والأب الجا في يُجازى بالصبر والاحتمال

التراث العمراني

وبالرغم من الطابع العسكري والحربي لدولة الحمدانيين بصفة عامة، وإمارة سيف الدولة على نحو خاص، فإن ذلك لم يصرف الأمير "سيف الدولة" عن الاهتمام بالجوانب الحضارية والعمرانية.

فقد شيّد سيف الدولة قصره الشهير بـ"قصر الحلبة" على سفح جبل الجوشن، وتميز بروعة بنائه وفخامته وجمال نقوشه وزخارفه، وكان آية من آيات الفن المعماري البديع، كما شيّد العديد من المساجد، واهتم ببناء الحصون المنيعة والقلاع القوية.

وشهدت الحياة الاقتصادية ازدهارا ملحوظا في العديد من المجالات؛ فمن ناحية الزراعة كثرت المزروعات، وتنوعت المحاصيل من الحبوب والفاكهة والثمار والأزهار، فظهر البُرّ والشعير والذرة والأرز والبسلة وغيرها. كما ظهرت أنواع عديدة من الفاكهة كالتين والعنب والرمان والبرقوق والمشمش والخوخ والتوت والتفاح والجوز والبندق والحمضيات. ومن الرياحين والأزهار والورد والآس والنرجس والبنفسج والياسمين. كما جادت زراعة الأقطان والزيتون والنخيل. وظهرت صناعات عديدة على تلك المزروعات، مثل: الزيتون، والزبيب، كما ظهرت صناعات أخرى كالحديد والرخام والصابون والكبريت والزجاج والسيوف والميناء.

ونشطت التجارة، وظهر العديد من المراكز التجارية المهمة في حلب والموصل والرقة وحران وغيرها.

وشهدت الحياة الفكرية والثقافية نهضة كبيرة ونشاطا ملحوظا في ظل الحمدانيين؛ فظهر الكثير من العلماء والأطباء والفقهاء والفلاسفة والأدباء والشعراء.

وكان سيف الدولة يهتم كثيرا بالجوانب العلمية والحضارية في دولته، وظهر في عصره عدد من الأطباء المشهورين، مثل "عيسى الرَّقي" المعروف بالتفليسي، و"أبو الحسين بن كشكرايا"، كما ظهر "أبو بكر محمد بن زكريا الرازي" الذي كان أعظم أطباء الإسلام وأكثرهم شهرة وإنتاجا.

ومن أبرز الفلكيين والرياضيين الذين ظهروا في عصر الحمدانيين في بلاد الشام "أبو القاسم الرَّقي"، و"المجتبى الإنطاكي" و"ديونيسيوس" و"قيس الماروني"، كما عُني الحمدانيون بالعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق، فلَمع نجمع عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين الإسلاميين في بلاط الحمدانيين، مثل: "الفارابي"، و"ابن سينا".

أما في مجال العلوم العربية؛ فقد ظهر عدد من علماء اللغة المعروفين، مثل "ابن خالويه"، و"أبو الفتح بن جني"، و"أبو على الحسين بن أحمد الفارسي"، و"عبد الواحد بن علي الحلبي" المعروف بأبي الطيب اللغوي.

كما لمع عدد من الشعراء المعروفين، مثل "المتنبي"، و"أبو فراس الحمداني"، و"الخالديان: أبو بكر، وأبو عثمان"، و"السرى الرفاء" و"الصنوبري"، و"الوأواء الدمشقي"، و"السلامي" و"النامي".

وظهر كذلك عدد كبير من الأدباء المشهورين، وفي طليعتهم "أبو الفرج الأصفهاني" صاحب كتاب "الأغاني" الذي أهداه إلى سيف الدولة؛ فكافأه بألف دينار، و"ابن نباتة"، وظهر أيضا بعض الجغرافيين، مثل: "ابن حوقل الموصلي" صاحب كتاب "المسالك والممالك"…

ولم يلبث سيف الدولة أن عاجله المرض، ثم تُوفي في (25 صفر 356هـ = 10 فبراير 966م)، وقيل في رمضان، وهو في الثالثة والخمسين من عمره.

وقد ظلت آثار تلك النهضة الثقافية والحضارية ذات أثر كبير في الفكر العربي والثقافة الإسلامية على مدى قرون عديدة وأجيال متعاقبة.

التراث السياسي والعسكري

وصف لسيف الدولة (الحمداني) وبلاطه، من "سكايليتز مدريد" القرن 13.
  • (337هـ) دخل سيف الدولة بجيش كثيف بلاد الروم؛ غير أنه هزم وأخذ الروم كل ما بأيدى هذا الجيش الحمدانى، كما نال أهل "طرطوس" أذىً كثيرًا من الروم، ولم يستطع سيف الدولة حماية أحد من رعاياه لما اتصف به من خوف وخور.
  • (339هـ) عاد سيف الدولة فدخل بلاد الروم بجيش عظيم فانتصر وأخذ عددًا كبيرًا من الروم أسارى، غير أن الروم قد قطعوا عليه الطريق أثناء العودة فهزموه وأخذوا ما معه من الأسرى وقتلوا أكثر من معه، ونجا سيف الدولة بنفر يسير معه لأنه كان في مؤخره الركب.
  • (343هـ) أغار على زبطرة وملاطية وهى ثغور إسلامية استولى عليها الروم، فقتل وأحرق وسبى، والتقى مع قسطنطين بن الدمستق فانتصر عليه وقتل أعظم رجاله، ثم التقى بجيش الدمستق عند "مرعش" وتغلب عليه، وأسر صهر الدمستق وابن ابنته.
  • (345هـ) أحرز انتصارًا كبيرًا، وعاد إلى حلب غانمًا، فثارت ثائرة الروم وجمعوا جموعهم، وهاجموا بعض مدن المسلمين، وقتلوا وأحرقوا وسبوا ما شاء لهم هواهم ، كما ركبوا البحر إلى ميناء طرطوس فقتلوا من أهلها ثمانمائة وألف، وسبوا عددًا آخر وأحرقوا عدة قرى.

وكانت أعظم انتصارات سيف الدولة على الروم في عام (348هـ). فقد دخل الروم "الرها" و"طرطوس" وقتلوا وسبوا وأخذوا الأموال، فقابل سيف الدولة بذلك بلاد الروم عام (349هـ) واستطاع إحراز النصر وفتح عدة حصون.

  • (349هـ) قطع الروم على سيف الدولة طريق الرجعة، فقتلوا أكثر جيشه ونجا بصعوبة مع ثلاثمائة فارس، وسار جيش عظيم من أنطاكية باتجاه طرطوس فخرج عليه كمين من الروم فقتلوهم عن بكرة أبيهم ولم يفلت منهم سوى أمير أنطاكية وبه جراحات، ومن جهة ثانية دخل "نجا" غلام سيف الدولة بلاد الروم ورجع غانمًا.
  • (351هـ) دخل الدمستق حلب، واستولى على دار سيف الدولة وكانت بظاهر حلب، وأخذ ما فيها من أموال وأمتعة ونساء، وقتل كثيرًا من أصحاب سيف الدولة، أما الأمير سيف الدولة فقد فر من بيته ومن حاضرته بعد أن ترك نساءه لخصمه، وبقى جيش الدمستق في حلب تسعة أيام، وقد فعل الجند فيها كل ما هو سيّئ، وكان الروم قد دخلوا قبل ذلك عين زربة وهى أحد ثغور المسلمين المهمة.

ثم أعاد سيف الدولة بناء ثغر عين زربة وأرسل غلامه "نجا" فدخل بلاد الروم، إلا أن "نجا" لم يلبث أن خلع طاعة مولاه، وتحصن في مدينة "حران"، ثم سار إلى أذربيجان وساعده في التغلب عليها "أبو الورد" أحد الأعراب في المنطقة فسار إليه سيف الدولة وتمكن من قتله.

  • (354هـ) ثار أحد القرامطة واسمه مروان في مدينة حمص وامتلكها من سيف الدولة، فأرسل إليه سيف الدولة مولاه بدر، فالتقيا في معركة أصيب فيها مروان ومات، وفى الوقت نفسه أسر بدر في هذه المعركة وقتله أصحاب مروان.
  • (355هـ) تمت المفاداة بين سيف الدولة والروم، وكان من أسرى الحمدانيين أبو فراس الحمداني، ولم يلبث أن توفى سيف الدولة عام (356هـ).

المصادر

  1. ^ أ ب Bianquis (1997), p. 103
  2. ^ نجدة خماش. "سيف الدولة الحمداني". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-02-09.
  3. ^ وصف هذه المراسم يصلنا في De Ceremoniis, 2.19. McCormick (1990), pp. 159–163

المراجع

  • فنون الشعر في مجتمع الحمدانيين: د. مصطفى الشكعة – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – (1378هـ = 1958م).
  • القائد سيف الدولة الحمداني: د. حمدان عبد المجيد الكبيسي – دار الشئون الثقافية العامة – بغداد – (1409هـ = 1989م.

إسلام أون لاين: سيف الدولة.. لمحات تاريخية وثقافية       تصريح


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

قراءات إضافية

وصلات خارجية

لقب حديث أمير حلب
945–967
تبعه
سعد الدولة