سعلوة

نحت من القرن 16 يصور السعلوة، كمبردج.

السعلوة succubus، هي شيطان على شكل أنثى، أو مخلوق أسطوري في الفلكلور (يرجع إلى أساطير العصور الوسطى)، يظهر في الأحلام ويأخذ شكل امرأة تغري الرجال، وعادة ما يكون عن طريق الجنس. النظير الذكري للسعلوة هو الحضون incubus. حسب بعض التقاليد الدينية فإن ممارسة الجنس بشكل متكرر مع السعلوة قد يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية أو العقلية، أو حتى الموت.

في التصوير الحديث، قد تظهر السعلوة في الأحلام وعادة ما يصور على شكل امرأة مغرية أو ساحرة جذابة للغاية؛ على عكس وصفها في الماضي على شكل كائن مخيف وشيطاني.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأصل

يعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى ليليث في ملحمة جلجامش والتي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة. وليليث كلمة بابلية / آشورية بمعنى أنثى العفريت. ليليث هي جنية أنثى تسكن الأماكن المهجورة وكانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم.


صفاتها الأسطورية

لوحة ليليث (1892) للفنان جون كولير
  • لها قرون من خشب (في الحكايات الموصلية فقط).
  • تشبه العنزة في شكلها الخارجي وأكبر منها بثلاث مرات.
  • قوية جدًا وتأكل اللحم البشري.
  • أرجلها مصنوعة من الرقع.
  • لها أنف أحمر وفم واسع وأسنان طويلة وشفاه عريضة.
  • لها رجلين .. الرجل الأولى رجل حمار .. والأخرى رجل الجنية
  • احدى عيناها حمراء والاخرى صفراء
  • لها شعرٌ كثيف في نصف رأسها و النصف الآخر اقرع
  • تخطف الاطفال وتتواجد في الاماكن البعيده عن التجمعات البشريه
  • طريقة قتلها : طعن ظلها بسلاح حاد

منقول من كتاب السعلاة والطنطل في الموروث الشعبي العراقي للدكتور جمال السامرائي

  • تؤكد الحكايات الشعبية على أن السعلاة حيوان ومن فصيلة المخلبيات، إلا أن الغموض يتعارض في كونها لاتمشي على أربعة أرجل (كأي حيوان) وذلك لتعارض طبيعة الأثداء لضخامتها، ويوافقها من ناحية وجود المخالب ونفس وظيفة الحيوان المخلبي كالقط البري وغيرها.
  • السعلاة حيوان مائي يعيش في المياه، وذكرت الحكايات في بداية نشوئها عن (السعلاة) بأنها نصف (امرأة) والنصف الأخير ذيل سمكة، إلا أن الدور الأساسي من السعلاة ومن تواجدها في مجالس السمر أدى إلى ظهورها إلى الواقع كأنثى الغول وكامرأة في بعض الأحيان، وهذا بالأساس يناقض آراء الكتاب العرب الذين أكدوا على أنها تعيش في القفار، وإذا كانت تعيش في الماء، فكيف هي إذن زوجة الغول الذي يعيش في الصحراء الجدبة الخالية من المياه، هذا التناقض غير محسوم وإنما شدد على الجانبين بنفس الوقت، ففي قصص الفرات الأوسط نجد أن مكانها الماء في حين نجد في حكاية (درب الصد مارد) أن مكانها القفار.
  • شكلها الخارجي قذر جدًا وشعر جسدها مغطى بالكامل بالقمل، وهذه القذارة في الجسم مناقضة تمامًا كونها حيوانًا مائيًا، من أين هذا القمل وهذه القذارة وهي الساكنة في المياه (المعروف عن المياه أنها طاهرة مطهرة).
  • تؤكد بعض الروايات على أن (السعلاة) من الحيوانات البرمائية، أي بإمكانها الحياة في الماء وفي اليابسة ولو أن لهذا الإدعاء شكوكًا وتناقضات في بعض الحكايات، إلا أنها أخذت ردحًا من الزمن تفسر تواجد السعلاة في البر قرب جرف الماء (السواحل) وكان لهذا التفسير وقع خاص في استمرارية الحكايات الخرافية بنفس الحماس وبنفس المضمون.
  • إن السعلاة تموت كأي كائن حي وهذا يدل على توارث فكرة الشر بتوالد السعلاة وموتها، وأن موتها في الأغلب على يد بطل الحكاية أو كنتيجة لذكائه في القضاء عليها أو بتواجد شخصية مساعدة للبطل، الأمر الذي يدلل على أن جانب الخير هو الغالب دائماً.

الثقافة

في التراث العربي

ما زالت هذه الشخصية موجودة حتى الآن في قصص الأدب الشعبي العربي عموما والعراقي والجزيرة العربية وبادية الأردن على وجه الخصوص. وتستخدمها الجدات لإخافة الأطفال في القصص الشعبية، كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللاتي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية ويتصرفن بشكل غير لائق أو بعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانا. ويعتقد بعض أهالي حوض الفرات في سورية أنها جان يتغير داخل كل قبر مهجور وعلى أنه نوع من السحر الأسود للذي يصعب فكه، إذ أن فك السحر يتطلب حرق الكائن المتمثل به (ليس الحرق بالنار) فتكون السعلوة امرأة عجوز لتدخل قبرا" وتخرج على هيئة كلب أسود ثم تدخل قبرا" وتخرج غراب.

يحكى أن صنفاً منها يتزيا بزي النساء، ويتراءى للرجال، وحكي أن بعضهم تزوج امرأة منهن وهو لا يعلم، فأقامت معه مدة وولدت منه أولاداً ذكوراً وأناثاً، فلما كانت ذات ليلة صعدت معه السطح، فنظرت، فرأت ناراً من بعد عند الجبانة، فاضطربت، وقالت: ألم تر نيران السعالى، وتغير لونها، وقالت: بنوك وبناتك أوصيك بهم خيراً، ثم طارت ولم تعد إليه.

يسمى زوج السعلاة بالسعلو، وهو عجوز كهل يخدع الأطفال بكلامه فيأخذهم معه ليأكلهم هو وزوجته.

تدعى جارة السعلاة (أم الصلفوطي) وهي أكبر منها حجما ولها قدرة على الطيران، صوتها يشبه صوت طائر البوم، وتستطيع لف رأسها بالكامل مثل البومة.

من المثير القول أنّ هذه الشخصية الخرافية والصفات التي تتصف بها تكاد تكون مطابقة من بلد لآخر، وإن كان بأسماء مختلفة، ربما بسبب جذور هذه الشخصية الواحدة والتي جاءت من أساطير بلاد الرافدين والتراث العربي القديم، أو ربّما من التراث العالمي. ففي الأساطير الريفية المصرية، يدعى مخلوق خيالي مماثل النداهة. أمّا في اليمن وبعض دول الخليج العربي، فيطلقون على هذه العفريتة اسم أم الصبيان أو أم الدويس. و في الفلكلور الشعبي المغربي، يحكون على جنيّة مماثلة تدعى عيشة قنديشة.


القرينة

في الأساطير العربية، القرينة، هي كائن أسطوري شبيه بالسعلوة، قد ترجع بأصولها إلى الديانة المصرية القديمة أو في العقائد الإحيائية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.[1] القرينة "تنام مع الشخص وتمارس معه الجنس أثناء نومه ويستدل عليها بالأحلام".[2] ويقال أنه لا يمكن رؤيتها، لكن الشخص ذو "الرؤية الثانوية" يمكنه رؤيتها، وعادة ما تأخذ شكل قطة، كلب، أو أي حيوان أليف آخر.[1] في أم درمان "هي روح تمتلك. ... الأشخاص الممسوسين ومثل هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم الزواج وإلا سيتعرضون لأذى القرين".[3] حتى اليوم، تزعم الكثير من الأساطير الأفريقية أن الرجال الذين مروا بتجارب مشابهة (السعلوة) في أحلامهم (عادة ما تكون على شكل امرأة جميلة) يجدون أنفسهم متعبون عند الاستيقاظ من النوم؛ وعادة ما يزعم تعرضهم لهجوم روحاني. عادة ما يتم الاستعانة بالطقوس المحلية/ العرافين لطلب حماية الرب وتدخله.

الياشكيني

مقال رئيسي: ياشكيني

في الهند، تُعرف السعلوة باسم الياشكيني وهي مخلوق أسطوري في الأساطير الهندوسية، البوذية والجيانية. النظير الذكري للياشكيني هو الياشكا، وهما يمثلون حضور الكوبرا، إله الثروة عند الهندوس، الذين يحكمون في مملكة ألاكا بالهيمالايا ويظهرون على شكل جنيات. عادة ما تصور الياشكيني على شكل أنثى جميلة وجذابة، ذات وركين واسعين، وخصر نحيل، كتفين واسعين، وثديين كبيرين كبيرين.

التفسيرات العلمية

في مجال الطب، هناك بعض الاعتقادات بأن القصص المتعلقة بالشكاوى من ظواهر الاختطاف،[4] ترجع إلى حالة تعرف بشلل النوم. ومن ثم تقترح بأن القصص التاريخية عن أشخاص يرون السعلوة ما هي إلا أعراض لشلل النوم، وأن هلوسات المخلوقات المزعومة نابعة من ثقافتهم المعاصرة.[5][6]

في الخيال

على مدار التاريخ، كانت السعلوة شخصية شهيرة في الموسيقى، الأدب، السينما، التلفزيون، وبشكل خاص في ألعاب الڤيديو وكإحدى شخصيات المانگا/الأنيمي.


انظر أيضاً

مخلوقات شبيهة في الفلكلور؛

المصادر

  1. ^ أ ب Zwemer, Samuel M. (1939). "5". Studies in Popular Islam: Collection of Papers dealing with the Superstitions and Beliefs of the Common People. London: Sheldon Press.
  2. ^ Tremearne, A. J. N. Ban of the Bori: Demons and Demon-Dancing in West and North Africa.
  3. ^ Trimingham, J. Spencer (1965). Islam in the Sudan. London: Frank Cass & Co. Ltd. p. 172.
  4. ^ Knight-Jadczyk, Laura; Henri Sy (2005). The high strangeness of dimensions, densities, and the process of alien abduction. [S.l.] : Red Pill Press. p. 92. ISBN 9781897244111.{{cite book}}: CS1 maint: location missing publisher (link)
  5. ^ "Sleep Paralysis". The Skeptics Dictionary.
  6. ^ "Phenomena of Awareness during Sleep Paralysis". Trionic Research Institute.

المراجع


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية