سعد مأمون

اللواء سعد مأمون

اللواء محمد سعد مأمون (14 مايو 1922 بالقاهرة - 28 اكتوبر 2000) قائد عسكري مصري، أستاذ المدرعات، ساهم في نصر العرب في حرب أكتوبر ومدير القوات العربية في حرب اليمن 1966 وقائد الجيش الثاني الميداني أكتوبر 1973. وهو واضع الخطة شامل لمحاصرة الإسرائيليين في الدفرسوار وعمل محافظاً لمطروح والمنوفية والقاهرة من عام 1975 حتى عام 1983 وعين وزيرا للحكم المحلى في مارس 1983 وتوفى في 28 أكتوبر 2000.

التحق للدراسة بالكلية الحربية، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان. وحصل على ماجستير العلوم العسكرية، وتخرج في الدورة الرابعة لكلية الحرب العليا.

عمل عقب تخرجه من الكلية الحربية في القوات المسلحة، وتدرج في رتبها. ثم شغل وظيفة رئيس أركان، ثم قائد لواء مدرع، فرئيس أركان هيئة التدريب، ورئيس فرع التدريب بهيئة العمليات للقوات المسلحة، ثم قائد فرقة مدرعة. عُين في وظيفة رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم شغل منصب مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ثم صدر قرار بتعينه قائدًا للجيش الثاني، ثم شغل منصب مساعد وزير الدفاع. [1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دوره في حرب أكتوبر

كان اللواء سعد مأمون عند بدء حرب أكتوبر يتولى قيادة أكبر جيش ميداني مصري، وهو الجيش الثاني الذي كان يضم ثلاث فرق مشاة (2، 6، 18) وفرقة مدرعة (الفرقة 21) ولواء مدرعا مستقلا (اللواء 15) فرقة مشاة ميكانيكية (الفرقة 23) واللواء العاشر مشاة ميكانيكي الذي ألحق به من احتياطي القيادة العامة علاوة على اللواء 30 مشاة مستقل و135 مشاة مستقل بقطاع بورسعيد. وقد تمكنت قوات الجيش الثاني من تنفيذ خطة اقتحام قناة السويس واقامة الكباري التي عبرت اليها الدبابات والأسلحة والمعدات الثقيلة الى الشاطئ الشرقي للقناة تنفيذا مثاليا، كما قامت باجتياح خط بارليف وانشاء ثلاثة بؤوس كبار، على الضفة الشرقية للقناة، وصد جميع الهجمات الصادة المحلية التي قامت بها الوحدات المدرعة التابعة للجنرال ألبرت ماندلر. وخلال يومي (8 و9) اكتوبر دمرت قوات الجيش الثاني على طول المواجهة من القنطرة إلى الفردان الى الإسماعيلية شرق، القوات المدرعة الإسرائيلية التي قامت بالهجوم الصاد التعبوي الذي شنته القيادة الجنوبية، والذي كانت تهدف منه إلى تدمير رؤوس الكباري المصرية شرق القناة والعبور على الكباري المصرية في منطقة الفردان إلى الضفة الغربية للقناة.

وعندما صدر القرار يوم 12 أكتوبر بتطوير الهجوم المصري شرقا، اشترك سعد مأمون مع رئيس الأركان وقائد الجيش الثالث في معارضة هذا القرار بشدة. وفي المؤتمر الذي عقد مساء نفس اليوم بالمركز 10 برئاسة الفريق أول أحمد إسماعيل، عرض سعد مأمون تقديم إستقالته اذا تم الهجوم بهذا الأسلوب وفي هذا التوقيت، حيث انه من المنتظر أن تحلق بالقوات المدرعة القائمة بالهجوم خسائر فادحة، كما أن سحب هذه القوات - التي تمثل الاحتياطي التعبوي للجيشين الثاني والثالث - من الغرب إلى شرق القناة سوف يتيح الفرصة للقيادة العسكرية لتحقيق هدفها والعبور بقواتها إلى غرب القناة. ولم تقبل القيادة العسكرية استقالة سعد مأمون، واضطر هو الى تنفيذ قرار تطوير الهجوم صباح يوم 14 أكتوبر رغم اقتناعه بأنه قرار خاطئ لأنه كان مجبرا كقائد عسكري على تنفيذ تعليمات قيادته العليا. وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم 14 أكتوبر وقبل أن تتضح نتائج المعركة، أصيب سعد مأمون بنوبة قلبية وتم نقله الى مستشفى القصاصين ومنه إلى مستشفى المعادي، وبعد خروجه من المستشفى تم تعيينه مساعدا لوزير الحربية.

وعقب تعيين اللواء سعد مأمون اعتبارا من 23 ديسمبر قائدا لقوات تصفية الثغرة غرب القناة، تلقى التوجيهات بتنفيذ الخطة من الرئيس الراحل السادات ثم من الفريق أول أحمد إسماعيل القائد العام، نظرا لأن أنظار مصر والدول العربية كانت تتابع هذه العملية باهتمام وتركيز شديدين بسبب استغلال أجهزة الاعلام الإسرائيلية وجود الجيب الإسرائيلي غرب القناة للقيام بدعاية سياسية واسعة النطاق.

وقام اللواء سعد مأمون حال توليه القيادة بالمرور على القوات التي خصصت لعملية تصفية الثغرة ومراجعة الخطة مراجعة دقيقة، وادخال ما رأى ادخاله عليها من تعديلات. وفي يوم 18 ديسمبر قام بعرضها على القائد العام الفريق أول أحمد إسماعيل للتصديق عليها. وفي يوم 24 ديسمبر عرض القائد العام الخطة "شامل" في صورتها النهائية على الرئيس السادات باستراحة القناطر الخيرية بحضور رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة، واللواء سعد مأمون. وأقر الرئيس الخطة، واصدر توجيعاته بأن تكون جاهزة للتنفيذ في اي وقت اعتبارا من نفس اليوم (24 ديسمبر).


دوره في تطوير الهجوم في حرب اكتوبر

وقد انعقد المؤتمر بمركز القيادة المتقدم للجيش الثاني بالإسماعيلية برئاسة اللواء سعد مأمون وقد حضره رئيس أركان الجيش الثاني، وقادة التشكيلات الميدانية، ورؤساء الأسلحة والأفرع الرئيسية بالجيش، وقام رئيس استطلاع الجيش الثاني في بداية المؤتمر بشرح الموقف العام للعدو على مواجهة الجيش الثاني وفقا للمعلومات المتوافرة لديه. وقد تبين أنه يوجد للعدو حوالي 230 دبابة على اتصال برؤوس كباري الفرق المصرية الثلاث 16و 2 و 18 مشاة، وهي بقايا الألوية المدرعة التي سبق لهذه الفرق صد وتحطيم هجماتها المضادة في الأيام السابقة. وقد قامت مفارز من هذه الدبابات باحتلال خطوط صد تم اختيارها بعناية باستغلال طبيعة الأرض على طرق الاقتراب المحتملة لقواتنا بعد تدعيمها بساتر من الصواريخ المضادة للدبابات، وقد تمكن العدو من حشد لوائين مدرعين ولواء مشاة ميكانيكي كاحتياطي تعبوي أمام مواجهة الجيش الثاني.

وكان التخطيط الذي وضعه العدو عقب اكتشافه نوايانا لتطير الهجوم شرقا هو الاستعداد لصد القوات المصرية القائمة بتطوير الهجوم عن طريق خطوط الصد السابق تجهيزها بالدبابات والمدعمة بالاحتياطيات المدرعة والستائر المضادة للدبابات وباجراء التعاون مع الطيران الإسرائيلي لمحاولة تدميرها، مع الاحتفاظ باحتياطي تعبوي قوي من القوات المدرعة والميكانيكية استعدادا لانتزاع المبادأة من القوات المصرية عقب القضاء على عملية تطوير الهجوم، والقيام على الفور بتوجيه ضربة مضادة قوية كي تفقد القوات المصرية توزانها.

وشرح اللواء سعد مأمون للقادة الحاضرين قرار القيادة العامة بتطوير الهجوم شرقا بقصد تخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدد بشكل عام المهمة التي أوكل إلى الجيش الثاني تحقيقها، وهي الاستيلاء على الخط العام الطاسة-بالوظة عل الطريق العرضي 3، والذي يبلغ عمقه حوالي 15 كم، وذكر بأن القيادة العامة قررت تخصيص مجهود جوي رئيسي لتأمين دفع وتطوير العملية الهجومية للجيش الثاني. وعلى أثر ذلك قام بتأكيد المهام للقادة التي سبق تخصيصها لهم وفقا للخطة الموضوعة، وحدد الاجراءات التي قرر اتخاذها لتأمين أوضاع راس كوبري الجيش والقوات القائمة بالتطوير، وكانت تتخلص فيما يلي:

  • تقوم الفرقة الثانية المشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمفرزة أمامية والتقدم على محور طريق عرام (الطريق الممتد من الفردان إلى الطريق العرضي 3) بمهمة تأمين الجنب الأيسر للفرقة 21 المدرعة أثناء تقدمها شرقا.
  • تقوم الفرقة 18 مشاة بدفع كتيبة مشاة ميكانيكية مدعمة من اللواء الميكانيكي بالفرقة للعمل كمرفزة أمامية والتقدم على محور طريق القنطرة حوض أبو سمارة بمهمة الاستيلاء عل تقاطع الطرق في منطقة أبو سمارة، وتأمين الجنب اليمين للواء 15 المدرع المستقل في أثناء تقدمه شرقاً.
  • يتم سحب اللواء 24 مدرع (من الفرقة 23 مش ميكا والملحق على الفرقة الثانية مشاة منذ بدء الحرب) من تجميع الفرقة الثانية المشاة ليتمركز في منطقة المحطة 3 شرق الإسماعيلية ليكون احتياطيا في يد قائد الجيش الثاني لصالح رأس كوبري الجيش الثاني الموحد (الفرقة 16 والفرقة 2 مشاة) نظرا لاشتراك اللواء 14 المدرع (الذي كان ملحقا على الفرقة 16 مشاة) ضمن قوات الفرقة 21 المدرعة في عملية التطوير. وعقب انتهاء المؤتمر عرض القادة فكرة قراراتهم على قائد الجيش الثاني للتصديق عليها. وكانت فكرة قرار العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة (المجهود الرئيسي للجيش الثاني في عملية تطوير الهجوم) التي عرضها على قائد الجيش الثاني تتضمن تقدم الفرقة جنوب الطريق الأوسط في اتجاه الطاسة بهدف الاستيلاء عليها. ويكون التقدم في نسقين:

- النسق الأول – اللواء الأول المدرع في اليمين (المجهود الرئيسي للفرقة) واللواء 14 المدرع في اليسار.

- النسق الثاني – اللواء 18 مشاة ميكانيكي.

وقد صدق اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني على قرار قائد الفرقة، وبعد أن أجرى قائد الفرقة 21 المدرعة استطلاعه بسرعة نظرا لضيق الوقت قام بتخصيص المهمة لقائد كل من اللواء الأول المدرع، واللواء 14 المدرع (النسق الأول للفرقة) في الساعة الخامسة مساء في مركز القيادة المتقدم للفرقة 16 مشاة. ولم يتسر للقائدين فسحة كافية من الوقت لاجراء استطلاعهما على الأرض، فقد كان الوقت المتبقي قبل آخر ضوء لا يتجاوز 30 ديقة. أما قادة الكتائب المدرعة فقد اشتركوا بكتائبهم في المعركة في اليوم التالي دون أن يتسنى لهم أو لقادة سراياهم القيام باي استطلاع على الأرض مما يخالف جميع القواعد والأصول التكتيكية. ولم يتمكن قائد الفرقة 21 المدرعة نظرا لضيق الوقت من تخصيص المهمة لقائد اللواء 18 المشاة الميكانيكي (النسق الثاني) إلا في الساعة الرابعة صباحا يوم 14 أكتوبر أي قبل ساعتين ونصف الساعة فقط من بدء المعركة. ونظراً لأن مجموعة كبيرة من وحدات الفرقة 21 مدرعة كان قد تم تدعيم الفرقة 16 مشاة بها منذ بدء العمليات في 6 أكتوبر أو في الأيام التالية لها، لذلك لم يتيسر الوقت لاصدار أوامر قتال تفصيلية لهذه الوحدات بحكم انتشارها داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة. هذا وقد تم اجراء عملية تنظيم التعاون بين الفرقة 21 المدرعة وبين الفرقتين 16 و2 مشاة لفتح الثغرات في حقول الألغام أمام اللواءين المدرعين، ليمكن دفعهما من خطوط الدفع المحددة لهما في الخطة. كذلك تم تنظيم التعاون بين عناصر الصاعقة التي كان من المقرر دفعها إلى جنوب غرب الطاسة، ولكن الاتصال انقطع مع هذه العناصر منذ لحظة دفعها. وبناء على تعليمات العميد أ. ح. ابراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة بدأ اللواء 18 مشاة الميكانيكي في عبور قناة السويس في حوالي الساعة الرابعة صباحا، ولكن عبوره تأخر بعض الوقت لتعطل أحد الكباري بسبب قصف مدفعية العدو بعيدة المدى. وأخيرا تم للواء بعد اتمام عبوره التمركز في منطقة انتظار أمامية شرق طوسون صباح يوم 14 أكتوبر تمهيدا للتحرك شرقا إلى منطقة الطالية استعدادا لدفعه للاشتباك بأمر من قائد الفرقة.

تدمير الفرقة 21 المصرية واصابته بنوبة قلبية

إثر التدمير شبه الكامل للفرقة 21 المصرية التي دُفِع بها لانقاذ خطة تطوير الهجوم، في الساعة 8:30 صباح 14 اكتوبر، أصيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية، وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذي كان موجودا في الخلف في مركز القيادة الرئيسي للجيش وأبلغه بمرضه، ودعاه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولي القيادة بدلا منه، وانتقل هو الى غرفة الاستراحة بمركز القيادة حيث أخذ بعض الأطباء في علاجه.

وقد اختلفت الأقوال حول السبب الحقيقي لمرض اللواء سعد مأمون والذي أدى إلى تنحيه عن قيادة الجيش الثاني يوم 14 أكتوبر وإلى اخلائه فيما بعد إلى مستشفى المعادي. وقد تطرق الفريق سعد الشاذلي في مذكراته، فأورد في الصفحة 247 ما يلي: "لقد كان تأثير أخبار هزيمة قواته (يقصد اللواء سعد مأمون) صباح اليوم ذات أثر كبير عليه فانهار. وكان معاونوه يعتقدون أنه بعد عدة ساعات من النوم سوف يستعيد نشاطه، ولذلك حجبوا المعلومات عن القيادة العامة".

وقد ذكر الفريق سعد الشاذلي في مذكراته أنه عندما أبلغ اللواء سعد مأمون أثناء زيارته له بأنه سيتم اخلاؤه إلى مستشفى المعادي، انزعج كثيرا ورجاه ألا يفعل ذلك مؤكدا أنه يستطيع أن يمارس مسئولياته فورا، لكن الطبيب بناء على اتفاق مسبق مع سعد الشاذلي اتصل به هاتفيا صباح اليوم التالي (15 أكتوبر) وأخبره بأن حالة سعد مأمون لم تتحسن، ولذا فقد تم اخلاؤه إلى مستشفى القصاصين في بادئ الأمر ثم الى مستشفى المعادي، حيث بقى فيه إلى ما بعد وقف إطلاق النار. وبعد أن غادر الفريق الشاذلي غرفة اللواء سعد مأمون اجتمع مع ضباط قادة الجيش الثاني وبحث معهم الموقف، كما قام قام بالاتصال بجميع قادة الفريق وأبلغهم تحيات الرئيس وتشجيعه لهم.

عمله المدني

أحيل سعد مأمون لشبه تقاعد، إلا أن جيهان السادات تدخلت لتعيينه رئيساً للجنة العليا لتطوير القوات المسلحة ، ثم عين محافظاً لمطروح، ثم محافظاً للمنوفية، ثم محافظاً للقاهرة في الرابع عشر من شهر مايو عام 1977. وفى الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1982 تم ترقية ( سعد مأمون ) إلى رتبة ( الفريق ) . وفى عام 1981 حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وعلى رتبة ( الفريق ) الفخرية عام 1982، وعلى وسام من ( فرانسوا ميتران ) في شهر فبراير عام 1983، ثم تولى منصب وزارة الحكم المحلى في عام 1983، وفي 28 أكتوبر 2000 فاضت روحه إلى بارئها.

حصل سعد مأمون على 22 وسامًا منها نجمة سيناء، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الأولى، ونوط التدريب من الطبقة الأولى، ووسام مأرب من اليمن، وميدالية الاستحقاق من الجيش الشعبي الوطني من ألمانيا، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام نجمة الشرف، ونوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى.

انظر أيضًا

المصادر