ست شخصيات تبحث عن مؤلف

ست شخصيات تبحث عن مؤلف - Six Characters in Search of an Author
Sei personaggi in cerca d'autore.jpg
غلاف الطبعة الايطالية
كتبهالويجي پيراندلو
الشخصياتمخرج
ممثلون
فنيون مسرح
أب
أم
ربيبة
ابن
ولد
طفل
تاريخ أول عرض1921 (1921)
مكان أول عرضمسرح ڤال، روما
اللغة الأصليةالإيطالية
الصنفMetatheatre
المشهدمسرحية


ست شخصيات تبحث عن مؤلف Six Characters in Search of an Author ، بالإيطالية (Sei personaggi in cerca d'autore)هي مسرحية للكاتب الإيطالي لويجي پيراندلو 1921 تدور أحداث المسرحية حول العلاقة بين الكتاب وشخصياتهم، والعاملين في المسرح، عرضت لأول مرة في مسرح ڤال في روما، مع هتافات من الجمهور من "Manicomio!" ("! مستشفى مجانين")، إلا أن الاستقبال تحسن للأداءات اللاحقة — فقد ساعد ذلك پيراندلو على أن يزوِّد الطبعة الثالثة من المسرحية، التي نشرت في 1925، بمقدمة توضح بنيتها وأفكارها.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

لتحميل الرواية، اضغط على الصورة

على الرغم مرور ٨٩ عاماً على كتابتها وآلاف المرات التي قُدّمت فيها على المسرح لا تزال مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» تثير الاهتمام. ويقول المخرج والممثل المسرحي الإيطالي جوليو بوزيتّي بالتأكيد. المسرح الحديث ينطلق من مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف».[1]

بـ «ست شخصيات...» أحدث بيرانديللو كارثة في المسرح الإيطالي لأنه أظهر، قبل كل شيء ما هي إمكانات استخدام الجدار الرابع واختراقه، أي النزول إلى القاعة واستخدام المسرح بأكمله. في أعوام العشــرينات كان المسرح، وبالذات في إيطاليا، متأخراً. ففيما كان في الدول الأخرى مخرجون وأســـس الإخراج المسرحي كما في فرنسا مثل دولان وفي روسيا ستانسلافسكي كان الوضع المسرحي في إيطاليا تحت هيمنة الممثل الأول الذي يُدير الأعمال.

تجري المسرحية في يوم صيفي ماطر وراعد. فبينما تستعد فرقة مسرحية لإجراء تدريباتها اليومية على مسرحية «لعبة الأدوار» للويجي بيرانديللو، تقتحم المشهد، في شكل مفاجئ، مجموعة مكوّنة من ست شخصيات هي الأب والأم والابن الأكبر وأولاد الأم من علاقـــة أخرى، البنت الكبرى والصغرى والابن الأوسط.

ليسوا أشخاصاً بل شخصيات، كما يقول الأب لمخرج المسرح، وقد ولدت هذه الشخصيات في رأس كاتب رفض وضعها على الورقة وعجز عن تجسيدها ومنحها الحياة لتعيش في عمل فني. إلا أنها، أي الشخصيات، تحلم وتتأوه من أجل أن تعيش وتُجسِّد المأساة التي تعيشها».

الأم، التي كانت رزقت بالولد البكر، أُغرمت بسكرتير زوجها القادم من محيطها الاجتماعي المتواضع. وحين أدرك الأب وجود تلك العلاقة انسحب جانباً واختفى عن الأنظار وأخذ ابنه البكر معه. أنتجت العلاقة الجديدة بين الأم وعشيقها ثلاثة أولاد، ابنة وصبي وطـــفلة صغيرة. وبعد مرور سنوات طويلة ومن دون إدراك منه يلتقي الأب بابنة زوجته الكبرى في مخـــدع للعاهرات ويكاد يرتبط بها لولا التدخّل المفاجئ للأم التي تصرخ بالأب: «لا، هي إبنتي!!!» وتحـــول دون قــيام علاقـــة محـــرّمة! تولّد عودة العائلة إلى المنزل مشكلة أخرى بالذات مع الابن البكر والذي ينغلق وراء رفــض كامل لوجود هؤلاء ويغرق في صمت مطــبق ومعاد لاخوته الثلاثة ووالدته. تتعقد الأمور أكثر فأكثر عندما تغرق الصغيرة في حوض بحديقة الدار بينما يحدّق فيها شقيقها الأصغر. وبعد غرق الصغيرة يُطلق الصبي النار على رأسه منتحراً.

«الممثل الأول»، الذي كان انزعج من وجود الشخصيات على الخشبة وطالبها بالرحيل حتى يتمكّن من إجراء تدريباته، يبدأ بالإعجاب بالرواية ويعتقد أنها تصلح لأن تُجسَّد على الخشبة. لكن هذا الإعجاب يقود الشخصيات الست إلى مأساة أخرى.

ولا تجد الشخصيات الممثلين ما يؤهلهم ليعيشوا مأساة الشخصيات الست. فالشخصيات الست وحدها هي القادرة على أن تعيش مأساتها التي تمثّل في نهاية المطاف حياتها. وهي حياة تتكرر بخلود الفن.

يقول مخرج العمل جوليو بوزيتّي في كل مرة نشاهد مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» نُذهل دائماً فنحن دائماً أمام ما هو جديد. نذهل بطاقتها الإبداعية وعلى رغم أننا نعرف النص ونعرف النهاية التي تؤول إليها فإننا نُذهل لأننا نجد أنفسنا أمام ما هو جديد ومفاجئ. كل ما هو في النص موجود على المسرح. كل الحركات وتغيّرات المشهد والمفاجآت موجودة على الخشبة، لكن العمل يوحي للمشاهد والممثل في آن أن ما يحدث وليد اللحظة. وأعتقد أننا نذهل تجاه هذا النص لأن وظيفته الأساسية هو الإبهار وسحب المشاهد إلى لعبة تشبه الهبوط الحلزوني داخل بئر. إنه دوران لا يُعشي البصر بل يوقظ الذهن مُلحاً بملاحقتنا للغز يبدو لنا أننا بُتْنا على وشك من فك رموزه لكنه يفلت منّا في اللحظة الأخيرة.

لجوليو بوزيتّي تاريخ قديم مع هذا النص، فقد أدى في مقتبل حياته المسرحية في نهاية الخمسينات دور الابن، وقبل ما يربو على عشرين عاماً أدى دور الأب وفي هذا العرض الذي قدّمه على خشبة مسرح «ديلا بيرغولا» الفلورنسي العريق أدى، إضافة الى قيامه بإخراج العمل، دور الممثل الأول المعروف في تاريخ المسرح الإيطالي بـ «كابو كوميكو».

المسرحية تبدو انقلاباً على هيمنة الممثلين الأوائل في الفرق وعلى النصوص الفقيرة التي كانوا يستخدمونها في عروضهم لذا نرى بيرانديللو يوجه نقداً لاذعاً إلى تلك النصوص الواردة من فرنسا، إلاّ أنه، وليُثبّت مبدأ الانقلاب الجديد، لا يستثني نصوصه هو أيضاً.

يقول جوليو بوزيتّي «أجل. فمسرحه أيضاً كان يُنجز ويُخرج بالشكل التقليدي وبواقعية مفرطة تغلّف المشاهِد بطبيعية مقززة. في حين أن نصوص بيرانديللو تذهب أبعد من الواقعية الصرفة وتحمل مفردات رمزية وميتافيزيقية. إنها نصوص تواصل العيش على رغم مرور ما يربو على مئة عام على كتابتها وعلى عرضها على المسرح. هي نصوص تمتلك عمقاً وتنوّعاً ورسماً دقيقاً لشخصيات ما يجعل منها نصوصاً كونية. لهذا السبب تجدنا والعالم بأسره نحب بيرانديللو ونواصل تقديمه على مسارحنا لأننا نُدرك أهميته. ويدرك أهميته أيضاً الشباب الذين يملأون المسرح كل ليلة».

هذا النص والعمل عبارة عن درس مسرحي. يقول المخرج: «استخدمت الرعد وانقطاع التيار الكهربائي الموقت للإيحاء بأن شيئاً ما كبيراً وقع في تلك اللحظة. ما كان لي أن أُدخل الشخصيات الست إلى المسرح كما كان بيرانديللو نفسه كتب في النص حيث يأتي عامل المسرح ليُخبر المخرج أن أشخاصاً في الخارج يريدون لقاءه.

الشخصيات الست ليست أشخاصاً لذا كان عليّ أن أجد وسيلة أكثر إقناعاً لحضورها على الخشبة. كان عليّ أن أعطي إشارة قوية فاستخدمت العاصفة الرعدية المفاجئة. لقد ترسّخ في السنين الأخيرة إظهار حضور الشخصيات الست على الخشبة وكأنها حالة مُتخيّلة وليست واقعية.

وقد وجدت خلال السنين حلولاً عديدة لهذا الأمر، المخرج بيتوييف كان الأول في التعامل معه عندما جعل الشخصيات تهبط بمصعد كهربائي من الأعلى، أما أنا فقد أردت استخدام العاصفة الرعدية لأفتح به اللقاء بين الممثلين الاعتياديين والشخصيات. الحدث، كما يبدو واضحاً من المشهد يجري في يوم صيفي لأن الممثلين يرتدون أزياءً صيفية فاتحة الألوان، لكن ينفجر الرعد ويُغيّب التيار الكهربائي لوهلة وعندما يعود الضوء نجد مجموعة الشخصيات في منتصف الخشبة. وبقدر ما تظهر هذه الشخصيات قريبة من الخيال نكون اقتربنا ممّا كان يريده بيرانديللو نفسه».

ويختم بوزيتّي حواره معنا «أنا أحب بيرانديللو كثيراً وقبل كل شيء لأنه إيطالي. لا أقول ذلك من منطلقات قومية بحتة بل لأنه جميل أن تُنجز نصاً كُتب بلغتك وولد بها. ليس نصاً مترجماً. الترجمات عادة ما تكون عبارة عن خيانات. أن تُنجز وتمثّل شكسبير، على رغم عظمته، يظل شكسبير الإنكليزي وليس الإيطالي. في حين بيرانديللو، مثل كارلو غولدوني الذي أحبّه كثيراً، يتحدث بلغتنا وهو ما يُعطينا خياراً إيقاعياً للعرض، وأزعم أن ذلك يتحول إلى خيار موسيقي وهذا الأمر في غاية الأهمية. إذ لا يكفي التعمّق في الشخصية وفي مزاياها النفسية وتكويناتها، ضروري كما قلت الخيار الإيقاعي بالضبط مثل سوناتا لبيتهوفن أو باخ... كان بيرانديللو يُعطي، من خلال الكتابة، مؤشرات للممثل وتعليمات للشهقة والتنفّس وكل ذلك بإيقاع موسيقي.


الإنتاج

تعديلات

انظر أيضا

المصادر

  1. ^ "«ست شخصيات تبحث عن مؤلف» وتعثر على مُخرج جديد ... جوليو بوزيتي: أحب بيرانديللو كثيراً... لأنه ايطالي". بال مون. Retrieved 2012-08-01.

وصلات خارجية