خوسيه مارتي

خوسيه مارتي
José Martí
José Martí retrato más conocido Jamaica 1892.jpg
وُلِدJosé Julián Martí Pérez
28 يناير 1853
لا هابانا، قبطانية كوبا العامة، الامبراطورية الاسبانية
توفيمايو 19, 1895(1895-05-19) (aged 42)
Dos Ríos، قبطانية كوبا العامة، الامبراطورية الاسبانية
الوظيفةPoet, writer, philosopher, nationalist leader
العرقكوبي
الحركة الأدبيةModernismo
الزوجCarmen Zayas Bazan
الأطفالJosé Francisco "Pepito" Martí
الأقاربMariano Martí Navarro and Leonor Pérez Cabrera (Parents), 7 sisters (Leonor, Mariana, María de Carmen, María de Pilar, Rita Amelia, Antonia and Dolores)

خوسيه خوليان مارتي پيريز (José Julián Martí Pérez ؛ النطق الإسپاني: [xoˈse maɾˈti] ؛ و.28 يناير 1853 - 19 مايو 1895) هو شاعر وفيلسوف وكاتب مقالات ثوري، وصحفي ومترجم وأستاذ جامعي وناشر، يُعتبر بطل وطني كوبي لدوره في تحرير بلده. كما كان شخصية هامة في أدب أمريكا اللاتينية. وكان ناشطاً جداً في السياسة ويُعتبر فيلسوفاً ثورياً هاماً و منظـِّراً سياسياً.[1][2] من خلال كتاباته ونشاطه السياسي، أصبح رمزاً لمسعى كوبا للاستقلال عن الامبراطورية الاسبانية في القرن التاسع عشر، ويشار إليه بلقب "رسول الإستقلال الكوبي El Apostol de la Independencia Cubana"‏.[3] ومنذ كان يافعاً، كرس حياته لإعلاء الحرية، والاستقلال السياسي لكوبا، والاستقلال الفكري لجميع الأمريكان الاسبان؛ واِستُخدِم وفاته كصرخة من أجل استقلال عن اسبانيا من قِبل كل من الثوار الكوبيين وأولئك الكوبيين الذين كانوا مترددين في السابق في بدء ثورة.

وُلِد مارتي في هاڤانا، قبطانية كوبا العامة، الامبراطورية الاسبانية، وبدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة. سافر على نطاق واسع في اسبانيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، رافعاً الوعي والدعم لقضية استقلال كوبا. كان توحيده لجالية المهاجرين الكوبيين، خصوصاً في فلوريدا، أمراً حاسماً في نجاح حرب الاستقلال الكوبية ضد اسبانيا. وكان شخصية رئيسية في التخطيط لهذه الحرب وتنفيذها، كما كان مصمم الحزب الثوري الكوبي وأيديولوجيته. وقد استشهد في ساحة الوغى في معركة دوس ريوس في 19 مايو 1895. ويُعتبر مارتي واحداً من أعظم مفكري أمريكا اللاتينية في مطلع القرن العشرين. تشمل أعماله المكتوبة سلسلة من القصائد والمقالات ورسائل ومحاضرات وروايات ومجلة أطفال.

كتب للعديد من صحف أمريكا اللاتينية والصحف الأمريكية؛ كما أسس عدداً من الصحف. وكانت صحيفته پاتريا أداة مهمة في حملته من أجل استقلال كوبا. وقد كان جزءاً من الماسونيين الكوبيين. وبعد وفاته، اِستُخدِمت أحد قصائده من كتاب Versos Sencillos (أبيات بسيطة) في الأغنية "گوانتاناميرا"، التي أصبحت الأغنية الوطنية الحقة لكوبا. تعتبر مفاهيم الحرية السياسية والحرية عموماً و الديمقراطية موضوعات بارزة في في جميع أعماله، والتي كان لها تأثير على الشاعر النيكاراگوي روبين داريو والشاعرة التشيلية گابرييلا مسترال.[4] وعقب الثورة الكوبية 1959، أصبحت أيديولوجية مارتي قوة دفع رئيسية في السياسة الكوبية.[5] كما يُعتبر "شهيد" كوبا.[6]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

النشأة

41 Paula Street, Havana, birthplace of José Martí

كثيرة هي المآسي التي عاناها الشعب الكوبي: البؤس، والفاقة، والجوع، والتي نتجت عن الجهل والملاحقات والتعذيب والاعتقال، وقد امتدَّ الذل إلى تطبيق نظام الرق على الكوبيين السود. وفي خضم هذه المظالم كلها، وبعد 30 عامًا من الممارسات الوحشية من جانب المستعمر، وُلِد "خوسيه مارتي" وحيدا بين سبع شقيقات. والده "ماريانو مارتي نافارو" رقيب أول في المدفعية الملكية، ووالدته "ليونور كابريرا" من إحدى جزر الكناري.

Statue of José Martí on horseback in New York's Central Park - Anna Hyatt Huntington, 1959

كان خوسيه بالنسبة للجميع بمثابة الصديق دائمًا، وقد التحق بالثانوية بعد نجاح فائق، ولكن لم يُغْرِه نجاحه بالركون إلى جانب المستعمر، أو الطمع في مناصب أو مظاهر زائفة يلقيها المحتل لأعوانه من أهل البلد الذي تمثل فيه الشهادة الثانوية بالنسبة لمواطنيه قيمة كبرى آنذاك، لكن خوسيه لا يرضيه- وقد كان بوسعه- أن يكون شيئًا ضخمًا في وطن مصفد ذليل.

"الحب بالحب يكافأ"

خوسيه مارتي

شارك في أول نواة لحركة تحريرية في كوبا، وكان ذلك عام 1868م، ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة بعد.. ودخل الحركة من باب الصحافة والأدب، فقد أصدر في هذه السن المبكرة جريدة سمَّاها "الشيطان الأعرج"، ولم يُكْتب للعدد الثاني منها أن يظهر للنور، فأصدر نشرة "الوطن الحر"، ولم يلبث أن أدين مع صديق له بتهمة إهانة "المتطوعة"، وهذا المصطلح كان يطلق على الكوبيين المتعاملين مع الاستعمار.. وكان خوسيه قد أرسل رسالة لأحد أصدقائه "جاني فالديس" يشكو له فيها من هؤلاء الخونة والعملاء.

وفي ساحة المحكمة أبَى إلا أن يتحمل المسؤولية كاملة، وتم إخلاء ساحة صديقه تمامًا، وبدلاً من أن ينفي التهمة عن نفسه، أو يعمد إلى المداراة، وجَّه سبابته نحو القضاة العسكريين، يتهمهم بإهدار قيمة العدالة والحرية، غير عابئ بنظرات الحنق والغضب؛ لذا حكموا عليه بست سنوات مع الأشغال الشاقة، وفي أثناء قضائها صدر قرار بنفيه إلى إسبانيا حتى عام 1874م، ومن هنا أفاد خوسيه من أسفاره المتعددة، فاكتسب خبرات السفر، كما أنه امتلأ حماسًا من أجل نهضة بلاده وحريتها..

قضى سنواته في مدن أسبانيا، لكنه أفاد من خبرات الترحال مقاتلاً كما أراد دومًا، فلم يهدأ في هذه الفترة؛ حيث أنهى المرحلة الثانوية، وتخرج في كلية الحقوق في شهادة القانون المدني والكنسي، ثم في ذات العام حاز شهادة الفلسفة والآداب، ثم غادر إلى فرنسا فالمكسيك، عارضًا مسرحيته التي استحال عنوانها قولاً مأثورًا في العالم كله "الحب بالحب يُكافَأ"، ثم غادر إلى "جواتيمالا"، وهناك وجد بعضًا من الراحة حين عمل مدرسًا في دار المعلمين، ولكن روح الثورة داخله لم تهدأ، فحين أقيل أحد المدرسين بأمر من رئيس جواتيمالا "هومستوباريوس" استقال معه مارتي تضامنًا؛ رافضًا كل أشكال القهر السياسي..

الحرب السخية بالدماء.. بلا كراهية!!

في اللحظة التي صدر فيها القرار من الحكومة الإسبانية بالعفو عن كل من اشترك في الحركة التحررية، وصل خوسيه إلى هافانا بصحبة زوجته الوفية وولده الوحيد الذي ولد عام 1878. ومنذ أن وطئت قدماه أرض الوطن وزع اهتماماته إلى محاور ثلاثة: الإنتاج الأدبي، وإلقاء المحاضرات في المعاهد العليا، والاتصال بالوطنين والثوار. وبالتالي ما لبث أن نفي من جديد عام 1879 بسبب ما أشاعه في خطبه الحماسية ومقالاته الثورية من أفكار تحررية.

ظل خوسيه يدفع ثمن مواقفه من صحته ومن ضيق يده دومًا؛ فقد اضطر للعمل في مهن كثيرة أقل مما يناسبه ليتحمل مسؤولية أسرته التي دفعت معه ثمن نضاله، ولكن النفوس القوية هي التي تجعل من الألم والعذاب قناديل مضيئة.. وفي هذا العمر اليافع المندفع عرف خوسيه طريقة، وحدد هدفه في دعوته للشعب الكوبي، رافضا أي كراهية أو غل مما يلوث النفوس ويجعل القلوب مخازن للحقد..

ولقد عرف نضاله ودوره بأنه: "التبشير بالحرب السخية المنزهة عن كل عمل عنيف خالية من كراهية الإسبان"!

القلم والحبر.. بندقية ورصاصة

تمثال خوسيه مارتي في حديقة سنترال بارك في هافانا

غادر مارتي إسبانيا إلى الولايات المتحدة مدة أحد عشر عاما تنتهي في عام 1892، وقد قضاها متفرغًا لمشروعه الثوري، منظمًا له بعيدًا عن وطنه، وأكمل مسيرته الأدبية؛ حيث أسس مجلة شهرية سماها "السن الذهبية" عام 1889، وجهت للأطفال الذين كان يطلق عليهم دومًا "أمل العالم". والطريف أن هذه المجلة قدمت للأطفال موادَّ ترفيهية مسلية ضاحكة، وهو ما يؤكد أن خوسيه المقاتل والسياسي والمحارب لم يفقد في حربه تلك حُبَّه للحياة، وأمله في الغد وإحساسه بالبراءة والطهر.

واهتمامه الكبير بالأدب أمر يدعو للدهشة في ظل ظروفه المضطربة؛ حيث كان يراسل صحفًا عديدة.. وفي ذات الوقت اتخذ مكانته اللائقة؛ حيث عدّه النقاد من مؤسسي الأدب اللاتيني الحديث مع ثلاثة آخرين، هم: روبيرون داريو، وهوليان دل كاسال، وجوتيريز ناصيرا..

لم تكن كوبا فقط تملك عليه حبه، ولكن كان مارتي يعشق أمريكا الجنوبية وشعوبها، وكان يسمي قارته "أمي أمريكا"، وكان يردد دائمًا قوله: "إن شغفي بالعدالة ومقتي للرذيلة مهما كانت بسيطة هما رسالتي في الحياة".

Jose Marti (center) with cigar workers in Ybor City, Tampa, Florida

وقد جاء أدبه متعانقًا مع فكره وحبه الأول "أمريكا الجنوبية"، فهو حين يقول: "لم يعد ممكنًا أن نظل شعبًا شبيهًا بأوراق حياتها في الهواء، فيما الأفنان مكللة بالزهور، أوراق تتطاير أو تتهادى كما تريد لها الريح، وتتهشم أو تبلل كما تشاء لها العواصف، لا بد للأشجار من الاصطفاف لتحول دون مرور المارد.. لقد آن أوان الجد"- كان لا بد لهذه الرؤى والأفكار أن تتبلور.

وبالفعل تم ذلك في 1892 حين أسس الحزب الثوري الكوبي، الذي جعل فلسفته أن التحرير سيأتي حين نتنازل جميعًا عن مصالحنا الشخصية؛ حتى إنه رفض أن يسمى رئيسًا أو زعيما للحزب، واختار تسمية مندوب، وأصدر جريدة "باتريا" (الوطن)؛ لتكون لسان حال الحزب، وبدأ في جمع التبرعات لشراء السلاح.

وفي أول إبريل 1895 أرسل "مارتي" إلى تلميذه المخلص "كيسادا" خطابا رقيقا حول الثورة القادمة يقول فيه: "وفيما يختص بكوبا؛ ما الذي يمكن أن أكتبه عنها؟ أراني لا أجد صفحة واحدة جديرة بها، إنما العمل الذي سنقوم به هو ما تستحقه"..

تمثال خوسيه مارتي ممتطياً جواد في حديقة سنترال بارك في نيويورك

حين شعر بعودته للوطن، وتنسم أنفاس أهله وذويه، ولسعته حرارة شمسها، أحس بالروح تسري في جسده، وحين استنهضه الحنين صاح قائلا: "لَمْ أحس بأني رجل إلى أن جاء هذا اليوم! لقد عشت حياتي خجلاً من نفسي، أجر الأغلال التي تكبل وطني، استعدادي للتضحية خفّف عني عبء الجسد، أحس بروحي وقد غدت نقية غير مثقلة، وأشعر بشيء أشبه ما يكون براحة الطفل؛ فهل للسماء شرفات، ومن إحداها يُطل أولئك الأشخاص القريبون من قلبي؟"..

بهذه الكلمات الرقيقة الهادئة استقبل خوسيه ما كان ينتظره، وكأنه يريد أن يبعد الشكوك عن نفسه، تلك التي تحيط المناضلين إذا وصلوا إلى سدة الحكم، فها هو مارتي يقف مع المحاربين في سن الثانية والأربعين، لا يقف في صفوف خلفية، ولا يكتفي بدوره السياسي ولا رئاسته للحزب، ولا حتى بكونه أديبًا وفنانًا عظيمًا، بل يقف ممسكًا السلاح، وهو لم يعرف في حياته سوى القلم والألم إلى جانب الأمل الذي تمسك به دومًا… ومات خوسيه في أول معركة له ضد المستعمر بعد رحلة قصيرة لم تتعدَّ الثانية والأربعين.

ورغم أنه لم يَثْبُت أنه زار أي دولة عربية، فقد كان محبًا للعرب. ظهر ذلك في أعماله الغزيرة، التي بلغ مجموعها 28 مجلدا، وهي تحوي كثيرًا من الإعجاب والإشادة بالعرب. يقول مارتي عن العرب: "إنهم كائنات رشيقة جذابة، تكوّن شعبًا هو الأكثر نبلا وأناقة على وجه البسيطة..".

والمدهش في اهتمامه بالعرب أنه قبل أن يكمل السادسة عشرة من عمره كان قد ألَّف مسرحيته الشعرية الأولى التي سماها "عبد الله"، وهو بطل مصري من النوبة، وجميع أبطاله من العرب الذين يشتركون مع الشعب الكوبي في نضاله ضد المستعمر الإسباني، بل إن مارتي يؤلف ديوانًا شعريًا بعنوان "إسماعيل الصغير"، الذي هو أبو العرب ابن إبراهيم (عليه السلام)، ويخص العرب بإشارات كثيرة فيه.

أعجب مارتي بالحضارة الإسلامية ورقي تعاملاتها الإنسانية، بعد اطلاعه على روائع الحضارة الإسلامية في إسبانيا خلال رحلات نفيه.. وهو حين تبهره عمارة المصريين وطريقتهم في بناء بيوتهم، يصفها بأنها تماثل شعبها رشاقة وأناقة، ويعبر عن شغفه بتربية الخيول العربية ومدى إحساس العربي بفرسه وحميمية العلاقة بينهما بمقولة شاعرية فاتنة؛ إذ قال: "إن العربي البسيط حين يتحسس جواده بيديه كأنه يتحسس أعماق نفسه".

وهو يقف مشدوها أمام مشاعر هذا القائد العربي- يقصد عمرو بن العاص- الذي أبَى أن يهدم خيمته بعد انتهاء إحدى المعارك؛ لأن حمامتين نسجتا عشهما في سقف الخيمة، بل أمر ببناء "الفسطاط" عاصمة مصر الإسلامية تيمنًا بالحمامتين والخير الذي وراءهما. وكم أشاد بمصر فاتنته الأولى، وكيف نهل اليونان من علومها وفنونها.

وخوسيه نافذ بآرائه إلى أعماق خصوصيات العربي البسيط فيحتفل به في أمرين: صلواته اليومية التي يتضرع فيها إلى الله أن يهديه الطريق المستقيم، وحكمته العالية ونظرته الثاقبة للأمور، وهذا يتضح في قوله: "القافلة تسير فدع الكلاب تنبح".

وبخوف وحب على هذا العربي وببصيرة نافذة لمارتي حذر هذا العربي البسيط من خوض غمار الحياة معتمدًا فقط على رصيده من الابتهالات والدعوات والصلوات؛ فيقول: "إن من يقتصر على الابتهال إلى الله من أجل مواجهة كل طارئ إنما يدين نفسه بعدم القدرة على الاستيعاب"…

وحمل مارتي بشدة وبوعي مدهش على فكرة عبقرية الرجل الأبيض، التي يروّج لها الأوربيون؛ فيقول: "ذلك هو منطقهم: أن يعلي قيمة بلطجي أيرلندي أو مرتزق هندي ممن خدم الدول الأوروبية على حساب عربي من المتبصرين في الأمور، المترفعين عن الدنايا، والذين لا تثبط عزمهم هزيمة، ولا يعرفون التخاذل حيال الفارق العددي بينهم وبين أعدائهم، بل يدافعون عن أرضهم ورجاؤهم على الله".

ومن يطالع كتابات مارتي سيفاجأ بكَمّ هائل من الشخصيات العربية التي تحدث عنها مارتي، مثل: الأمير عبد القادر الجزائري، وأحمد عرابي، ومحمد علي، ومحمد الصدوق، والسلطان الحسن سلطان المغرب، والخديوي توفيق.

اعتقد مارتي بيقين بالغ أن عامي 1881 و1882 سيقع فيهما انفجار لثورة مسلحة تحت قيادة رابطة إسلامية واعدة؛ حيث يقول: "من القسطنطينية انطلقت الموجة المحمدية، مجتاحة المضيق؛ لتنتشر في طرابلس، ولتؤجج الثورة فيتونس"، وقد أخذ مؤشر الثورة أساسًا من الثورة العرابية في مصر التي يصفها قائلا: إنها عميقة الجذور، تلكم الثورة المندلعة في بلاد الروائع، موطن أبي الهول والأهرامات؛ حيث السماء وهاجة، والرمال متقدة..".

وهو في تقييمه السياسي للأوضاع في مصر لم يتخلَّ عن أدائه الأدبي الفريد؛ فهو يصف حال مصر مع المستعمر الإنجليزي بقوله: "غُرس المهماز البريطاني في خاصرة الحصان المصري، ولم يعد بد من المواجهة بين القرآن ودفتر الحسابات… إن ابن الصحراء الكريم يعض على السياط ويكسر يد الأناني ابن القارة العجوز…".

يظل السر في حياة مارتي هو: كيف تأثر بهذه المنطقة من العالم؟ وكيف توغل في أركان الحضارة الإسلامية دون زيارة هذه الأماكن؟ خاصة إذا أخذنا في الاعتبار صوره التي لا تخلو من دلالات أكيدة على أنه رأى هذه الأماكن بعينيه؛ فهو مثلا يشبه أيام الانتخابات في نيويورك بمصر ساعات الغروب، وحين يصف أماكن معينة فيها يفعل ذلك بدقة يحسده عليها الأدباء المصريون أنفسهم، وربما تكون إقامته في إسبانيا التي ظلت جزءا من الدولة الإسلامية لقرون عاملا مهمًّا..

وهناك أيضا اطلاعه الثري على مؤلفات وأعمال فنية أتاحت له كمًّا معقولا من مشاهدة البلاد العربية بأيدي الرسامين والمصورين الذين انبهروا بالطبيعة العربية ووهبوا جزءا كبيرا من فنهم لتصوير العرب، أمثال: ماريا نوفورتوني، وباسيل فيريشاغين، وبنجامين كونستانت، ويوجين فرومانتان، الذي سُمِّي "ابن النيل" لاقتصار لوحاته كلها على رسم النهر العظيم. ولم يكتفِ مارتي بمطالعة أعمال هؤلاء الفنانين، إنما تعرض لها بالنقد والتحليل في الصحف والمجلات والدوريات التي ظل يراسلها طويلا.

ويظل هذان العاملان: اطلاعه على الفنون، وإقامته بالأندلس- من العوامل المساعدة، ولكن يكاد المرء يجزم بأنه قد أتى لبلادنا، وتعامل مع شعوبنا الطيبة، خاصة إذا التفتنا إلى كثرة أسفاره وارتحاله..

مارتي والولايات المتحدة

تمثال مارتي في غرب نيويورك، نيوجرزي. ترجمته: "الوطن مذبح وليس نقطة انطلاق".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اختراع هوية أمريكية لاتينية

تمثال خوسيه مارتي في Esposizione Universale Roma، روما

ذكراه

تمثال مارتي في سيين‌فويگوس، كوبا


قائمة الأعمال المختارة

"إسماعيليو"، طبعة نيويورك، 1882

أعمال مارتي الرئيسية المنشورة في حياته

  • 1869 يناير - عبد الله Abdala، مسرحية شعرية من ثمانية فصول.[7]
  • 1869 يناير - "10 أكتوبر"
  • 1871 - El presidio político en Cuba
  • 1873 - La República Española ante la revolución cubana
  • 1875 - Amor con amor se paga
  • 1882 - إسماعيليو Ismaelillo
  • 1882 فبراير - Ryan vs. Sullivan
  • 1882 فبراير - Un incendio
  • 1882 يوليو - El ajusticiamiento de Guiteau
  • 1883 يناير - "Batallas de la Paz"
  • 1883 مارس - " Que son graneros humanos"
  • 1883 مارس - Karl Marx ha muerto
  • 1883 مارس -El Puente de Brooklyn
  • 1883 سبتمبر- "En Coney Island se vacía Nueva York"
  • 1883 ديسمبر -" Los políticos de oficio"*1883 December -"Bufalo Bil"
  • 1884 أبريل -"Los caminadores"
  • 1884 نوفمبر - Norteamericanos
  • 1884 نوفمبر -El juego de pelota de pies
  • 1885 - Amistad funesta
  • 1885 يناير -Teatro en Nueva York
  • 1885 مارس - "Una gran rosa de bronce encendida"
  • 1885 مارس -Los fundadores de la constitución
  • 1885 يونيو - "Somos pueblo original"
  • 1885 أغسطس - "Los políticos tiene sus púgiles"
  • 1886 مايو - Las revueltas anarquistas de Chicago
  • 1886 سبتمبر - " La ensenanza"
  • 1886 أكتوبر - "La Estatua de la Libertad"
  • 1887 أبريل - El poeta Walt Whitman
  • 1887 أبريل - El Madison Square
  • 1887 نوفمبر - Ejecución de los dirigentes anarquistas de Chicago
  • 1887 نوفمبر - La gran nevada
  • 1888 مايو - El ferrocarril elevado
  • 1888 أغسطس - Verano en Nueva York
  • 1888 نوفمبر - " Ojos abiertos, y gargantas secas"
  • 1888 نوفمبر - "Amanece y ya es fragor"
  • 1889 - 'La edad de oro'
  • 1889 مايو - El centenario de George Washington
  • 1889 يوليو - Bañistas
  • 1889 أغسطس - "Nube Roja"
  • 1889 سبتمبر - "La caza de negros"
  • 1890 نوفمبر - " El jardín de las orquídeas"
  • 1891 أكتوبر -Versos Sencillos
  • 1891 يناير - "Nuestra América"
  • 1894 يناير - " ¡A Cuba!"
  • 1895 -Manifiesto de Montecristi- coauthor con Máximo Gómez

الأعمال الرئيسية لمارتي التي نشرت بعد وفاته

  • Adúltera
  • Versos libres

Notes

  1. ^ Hudson, Michael. "Speech to the Communist Party of Cuba". Retrieved 5 August 2015.
  2. ^ Mace, Elisabeth. "The economic thinking of Jose Marti: Legacy foundation for the integration of America". Archived from the original on 8 September 2015. Retrieved 5 August 2015.
  3. ^ "Jose Marti, apostle of Cuban Independence". www.historyofcuba.com. Retrieved 2019-07-22.
  4. ^ Garganigo, John F. Huellas de las literaturas hispanoamericanas Upper Saddle River: Prentice Hall, 1997. P 272
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة martilandmarked
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة martiownscuba
  7. ^ Jose Marti (1869-01-01). "Abdala". معهد سرڤانتس.

المصادر

  • اعتمد المقال أساسًا على كتاب "الشعوب العربية في خدمة خوسيه مارتي"، تأليف: "خوسيه كانتون"، وكذا مقال ملخص لسيرة "خوسيه مارتي" بقلم: "إيملي رويج". والعملان من ترجمة: "توفيق حمد".
  • Abel, Christopher. José Martí: Revolutionary Democrat. London: Athlone. 1986.
  • Alborch Bataller, Carmen, ed. (1995), José Martí: obra y vida, Madrid: Ministerio de Cultura, Ediciones Siruela, ISBN 978-84-7844-300-0 .
  • Bueno, Salvador (1997), José Martí y su periódico Patria, Barcelona: Puvill, ISBN 978-84-85202-75-1 .
  • Cairo, Ana. Jose Marti y la novela de la cultura cubana. Santiago de Compostela: Universidade de Santiago de Compostela. 2003.
  • De La Cuesta, Leonel Antonio. Martí, Traductor. Salamanca: Universidad Pontificia de Salamanca. 1996.
  • Fernández, Teodosio (1995), "José Martí y la invención de la identidad hispanoamericana", in Alemany Bay, Carmen; Muñoz, Ramiro; Rovira, José Carlos, José Martí: historia y literatura ante el fin del siglo XIX, Alicante: Universidad de Alicante, pp. ??-??, ISBN 978-84-7908-308-3 .[صفحة مطلوبة]
  • Fernández Retamar, Roberto (1970), Martí, Montevideo: Biblioteca de Marcha, OCLC 253831187 .
  • Fidalgo, Jose Antonio. "El Doctor Fermín Valdés-Domínguez, Hombre de Ciencias y Su Posible Influencia Recíproca Con José Martí" |journal= Cuadernos de Historia de la Salud Pública |year= 1998 |issue= 84 |pp. 26–34
  • Fountain, Anne (2003), José Martí and U.S. Writers, Gainesville, FL: University Press of Florida, ISBN 978-0-8130-2617-6 .
  • García Cisneros, Florencio (1986), Máximo Gómez: caudillo o dictador?, Miami, FL: Librería & Distribuidora Universal, ISBN 978-0-9617456-0-8 .
  • Garganigo, John F.; Costa, Rene; Heller, Ben, eds. (1997), Huellas de las literaturas hispanoamericanas, Upper Saddle River, NJ: Prentice Hall, ISBN 978-0-13-825100-0 .[مطلوب توضيح]
  • Gray, Richard B. (April 1966), "The Quesadas of Cuba: Biographers and Editors of José Martí y Pérez", The Americas (Academy of American Franciscan History) 22 (4): 389–403, doi:10.2307/979019 . (JSTOR subscription required for online access.)
  • Hernández Pardo, Héctor (2000), Luz para el siglo XXI: actualidad del pensamiento de José Martí, Madrid: Ediciones Libertarias, ISBN 978-84-7954-561-1 .
  • Holden, Robert H.; Zolov, Eric (2000), Latin America and the United States: A Documentary History, New York: Oxford University Press, ISBN 978-0-19-512993-9 .
  • Jones, Willis Knapp (December 1953), "The Martí Centenary", The Modern Language Journal (Blackwell Publishing) 37 (8): 398–402, doi:10.2307/320047 . (JSTOR subscription required for online access.)
  • Kirk, John M. (November 1977), "Jose Marti and the United States: A Further Interpretation", Journal of Latin American Studies (Cambridge University Press) 9 (2): 275–290, doi:10.1017/S0022216X00020617, http://www.jstor.org/stable/156129, retrieved on 2008-10-30 . (JSTOR subscription required for online access.)
  • Kirk, John M. José Martí, Mentor of the Cuban Nation. Tampa: University Presses of Florida, c1983.
  • López, Alfred J. (2006), José Martí and the Future of Cuban Nationalisms, Gainesville, FL: University Press of Florida, ISBN 978-0-8130-2999-3 .
  • Martí, José (1963a), "El presidio político en Cuba. Madrid 1871", Obras Completas, 1, Havana: Editorial Nacional de Cuba, pp. 46–50, OCLC 263517905 .
  • Martí, José (1963b), "La República española ante la revolución cubana", Obras Completas, 1, Havana: Editorial Nacional de Cuba, pp. 93–97, OCLC 263517905 .
  • Martí, José (1963c), "Letter to Antonio Maceo, 20 July 1882", Obras Completas, 1, Havana: Editorial Nacional de Cuba, pp. 172–3, OCLC 263517905 .
  • Martí, José (1963d), "Letter to Enrique Trujillo, 6 July 1885", Obras Completas, 1, Havana: Editorial Nacional de Cuba, OCLC 263517905 .
  • Martí, José (1963e), "Speech known as "Con todos y para el bien de todos" given in Tampa, 26 November 1891", Obras Completas, 4, Havana: Editorial Nacional de Cuba, pp. 266–270, OCLC 263517908 .[صفحة مطلوبة]
  • Martí, José (1992), Fernández Retamar, Roberto, ed., La edad de oro: edición crítica anotada y prologada, Mexico: Fondo de cultura económica, ISBN 978-968-16-3503-9 .[مطلوب توضيح]
  • Martí, José, Manuel A.Tellechea Versos Sencillos. U of Houston: Arte Público Press, 1997
  • Morukian, Maria. “Cubanidad: Survival of Cuban Culture Identity in the 21st Century”.
  • Nassif, Ricardo. "Jose Martí (1853-95) ". Originally published in Prospects:the quarterly review of comparative education(Paris, UNESCO: International Bureau of Education), vol. XXIV, no. 1/2, 1994, p. 107–19
  • Oberhelman, Harley D. (September 2001), "Reviewed work(s): Versos Sencillos by José Martí. A Translation by Anne Fountain", Hispania (American Association of Teachers of Spanish and Portuguese) 84 (3): 474–475, http://www.jstor.org/stable/3657792, retrieved on 2008-11-13 . (JSTOR subscription required for online access.)
  • Pérez-Galdós Ortiz, Víctor. José Martí: Visión de un Hombre Universal. Barcelona: Puvill Libros Ltd. 1999.
  • Quiroz, Alfonso. "The Cuban Republic and José Martí: reception and use of a national symbol". Lexington Books, 2006
  • Ripoll, Carlos. Jose Marti and the United States, and the Marxist interpretation of Cuban History. New Jersey: Transaction Inc. 1984.
  • Ronning, C. Neale. Jose Marti and the emigre colony in Key West. New York: Praeger. 1990.
  • Roscoe, Hill R. (October 1947), "Book Reviews", The Americas (Academy of American Franciscan History) 4 (2): 278–280, http://www.jstor.org/stable/977985, retrieved on 2008-10-30 . (JSTOR subscription required for online access.)
  • Scott, Rebecca J. "Explaining Abolition: Contradiction, Adaptation, and Challenge in Cuban Slave Society, 1860-1886". Comparative Studies in Society and History, Vol. 26, No. 1 (Jan., 1984), pp. 83–111
  • Serna, Mercedes (2002), Del modernismo y la vanguardia: José Martí, Julio Herrera y Reissig, Vicente Huidobro, Nicanor Parra, Lima: Ediciones El Santo Oficio, ISBN 978-9972-688-18-8 .
  • Tone, John L. (March 2006), War and Genocide in Cuba 1895, Chapel Hill, NC, USA: University of North Carolina Press, ISBN 978-0-8078-7730-2 
  • Turton, Peter (1986), José Martí: Architect of Cuba's Freedom, London: Zed, ISBN 978-0-86232-510-7 .
  • Vincent, Jon S. "Jose Marti: Surrealist or Seer?" Latin American Research Review, Vol. 13, No. 1 (1978), pp. 178--81.
  • Westfall, Loy G. (2000). Tampa Bay: Cradle of Cuban Liberty. Key West Cigar City USA. ISBN 966894820. {{cite book}}: Check |isbn= value: length (help); Invalid |ref=harv (help)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

n America]



إسلام أون لاين: المناضل الكوبي الراحل "مارتي": العرب.. هم الأكثر نبلاً       تصريح