خوان رامون خيمنيث

خوان رامون خيمنيث

خوان رامون خيمنث، (24 ديسمبر 1881 - 29 مايو 1958) شاعر اسباني. أحد أعظم اسهاماته للشعر الحديث كان فكرة Poesia Pura (تعبير اسباني معناه "الشعر النقي"). وكان كاتباً غزير الانتاج وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1956.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مسيرته

ولد خوان رامون في بلدة مُغير (بالإسبانية: Moguer) بولبة.[1] درس أول أعوامه فيها، ثم انتقل بعدها لقادس ليدرس في المدرسة اليسوعية، وهناك تعرف على أسماء أدبية ناشئة مثله، وفي هذه الفترة كتب أول قصائده وإن لم ينشر منها شيئاً. خلال تلك الفترة قرأ وتأثر بأعمال الإسبانيين أدولفو بيكر وغونغورا، والذي سيضيف لهما في فترات لاحقة من حياته، اسم شاعر نيكاراگوا المعروف روبن داريو، رائد مدرسة التحديث المودرنيزم في الشعر المكتوب باللغة الإسبانية، حيث سيتحول إلى معجب ودارس لمسيرته الشعرية. وهذا الإعجاب سيكون متبادلاً بين القمتين الشعريتين إلى درجة الصداقة. في تلك الفترة ونتيجة لهذا التشجيع، انتقل خمينث لمدينة مدريد وتواصل مع شعراء العاصمة وهناك نشر أول كتبه الشعرية بتأثر واضح بملامح الحركة التحديثية. وفي تلك الفترة أصيب بعوارض مرضية نفسية، أجبرته على العودة لقريته مُغير. في العام نفسه توفي والده، مما ضاعف مرضه وحزنه وإحساسه بالتوحد في هذا العالم.

سافر بعدها إلى فرنسا للعلاج والنقاهة، وهناك قرأ لشعراء الحركة الرمزية الفرنسية أمثال بودلير ومالارميه، مما سيترك أثراً واضحاً في كتبه الشعرية التي أنجزها في تلك الفترة. سافر فيما بعد إلى إيطاليا وشرع بكتابة ديوانه الثالث قصائد لينشره بعد عودته لمدريد. حولت الكتابة والمرض منذ هذه اللحظة لصيقين بحياة خمينث، إلى درجة أن أغلب الدراسات النقدية عنه لا بد لها من الدخول بتحليلات عميقة لأثر المرض في كتابات وحياة خمينث. خلال تلك الفترة خضع لعلاج طبي مستمر في مصحة نفسية حتى شعر بالاستقرار الجزئي وعاد سنة 1905 لمسقط رأسه في قريته مغير. أثناء تلك الفترة نضج فكره بشكل كبير، وعندها كتب مطولته النثرية المعروفة بلاتيرو وأنا.

«عمت سماءً، قريتي (مغير)

جبل وسهل وبحر بعيد ...... أتذكرينني، أنا الراعي التائه،
والمغني الغريب الذي غاب في أصقاع الشمال
ذات فجر صيفي وحيد.
ها أنا ذا أفردك، من أغنيتي، بالكنز الذي اكتشفتُ[2]»


زنوبيا

سنة 1911 عاد خيمينيث مجدداً لمدريد، واستقر في نزل للطلبة، وهو نفس النزل الذي مر فيه فيه سنوات لاحقة العديد من أهم أدباء وفناني أسبانيا في القرن العشرين مثل غارثيا لوركا، دالي أو بونويل.

إلتقى خوان رامون خيمينيث بزنوبيا كامبروني. لقائه بهذه الشابة المهتمة بالأدب، وهي ابنة لأم من بويرتو ريكو وأب إسباني، تحول إلى الأمل الوحيد في حياة خوان رامون خيمينيث. لم يكن طريق التقائهما سهلاً، فإضافة للفارق العمري ومعارضة عائلة الفتاة، لم تكن الفتاة متحمسة للزواج من رجل إنعزالي وشاعر مصاب بالجنون والوهم. ولكن لقائاتهما المتكررة ونقاط ثقافية مشتركة عديدة قد أزاحت العديد من عراقيل ارتباطهما الرسمي الذي سيتم في عام 1916.

سافر مع خطيبته للولايات المتحدة للزواج وتمضية شهر عسل. لخص وقائع رحلته إلى نيويورك في ديوان "يوميات شاعر حديث الزواج " (1917) ومثلما يدل عنوان الكتاب فقد ألفه بما يشبه اليوميات بمزيج من النثر والشعرية وأدخل فيها موضوعا سيعود إليه لاحقا شعراء من أمثال فيدريكو غارثيا لوريكا ألا وهو نيويورك رمزا للعصر الصناعي الجديد. ثم واصل سيره نحو "الشعر الخالص" الذي سيكون بمثابة إبتكار وعلامة مميزة لأغلب نتاجه الشعري اللاحق كما عليه في ديوانه "أبديات" (1918) ويحتوي هذا الديوان على بيت شعري شهير يلخص رؤيته ومفهومه الشعري:

«أيها الذكاء/ أمنحني الاسم الحقيقي للأشياء! /... أن تخلق الكلمة نفسها مجدداً من روحي»

بعد استقرار حالته الصحية نوعاً ما، عاد للكتابة الشعرية ليصدر حتى سنة 1936 عشرات الكتب من بينها: حجارة وسماء، أشعار، جمال والمحطة الشاملة. إثناء ذلك كان الشاعر قد دأب على جمع نتاجه الشعري في منتخبات كاملة، وهي نتاج مرحلته الإبداعية الأولى، وطبعت في 1922 بعنوان "المجموعة الشعرية الثانية". ولم يلبث أن اكتسبت هذه المجموعة أهمية فريدة من نوعها في الشعر الإسباني فتعد، أسوة بـ "الرومانث الغجري" لفيديريكو غارثيا لوركا و"عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" لبابلو نيرودا، إحدى الأعمال الشعرية المكتوبة باللغة الإسبانية الأكثر تأثيرا في القرن العشرين.[3]

المنفى

مع نشوب الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، فضل خمينث مصاحبة زوجته والهروب حتى الأراضي الأمريكية، بعد أن سهل لهم مانويل أثانيا للسفر بجوازات ديبلوماسية. في البدء أقاما في نيويورك، ثم توجها إلى بويرتو ريكو، ليسافرا للاستقرار في كوبا لأكثر من ثلاث سنوات. وكان خيمينيث من المتحمسين للجمهورية الإسبانية، ولهذه الأسباب لم يرجع لبلده خلال فترة الديكتاتورية. يظهر موقفه السياسي جليا في إعداده كتاب متعاطف مع الجمهورية الإسبانية، عنوانه الحرب في إسبانيا، والذي لم يتمكن من نشره.[4] تحدث فيه عن معتقداته السياسية المؤيدة لنظام الجمهورية واستعرض شخصية الأدباء الأسبان وظروفه وقال صراحة ما رأيه في نسبة منهم.

خلال هذه الفترة عمل في أكثر من جامعة وكتب العديد من المقالات النقدية في الشعر الإسباني والأميركي اللاتيني، والتي تم جمعها بعد وفاته وصدرت في كتابين. كما عمل كأستاذ زائر في الولايات المتحدة والأرجنتين حتى عودته النهائية عام 1951 لبويرتكو ريكو، ليستقر فيها بسبب من تردي وضعه الصحي. في بويرتو ريكو، إنضما لكادر التدريس في الجامعة الوطنية، حيث أحتفي بهما بشكل لا مثيل له، حتى أن الجامعة قد أطلقت أسميهما على قاعة دراسية.

خلال تلك الفترة حتى عام 1958 أشتدت وطأة مرضه وبدأ يمر بحالات مرضية عصبية متكررة. إثناء ذلك أصيبت زوجته زنوبيا بالسرطان، وعلى الرغم من علاجها المتكرر، إلا أن المرض قضى عليها لتموت بعد ثلاث أيام من تلقيهما خبر منح خيمينيث جائزة نوبل في الأدب عام 1956، وهي التي عملت كل جهودها خلال سنين طوال من أجل التعريف بخمينث في الأوساط الأكاديمية لجائزة نوبل.

بعد رحيل زوجته، لم تستقر حالة خيمينيث المرضية، ليرحل عن العالم في 29 مارس عام 1958، ليدفن في منفاه الأخير بويرتو ريكو.

نقد ودراسات عنه

خطى خوان رامون خيمينيث خطواتها الفنية الأولى تحت لواء الحداثة الإسبانية واللجوء إلى الأوزان والأنماط الملازمة للنظم الشعبي الرومانث. وتمثلت تجربته الحداثية في "بادرة واسعة وحرة ومتحمسة نحو الجمال" على حد تعبيره، قصائده الأولى تعكس هذا الهدف المبني على الشكل على حساب المضمون. وتزخر هذه القصائد الأولية بالسوداوية وحبكة لغوية لا تخلو من التصنع التعبيري والأناقة الهشة. إلا أنه طرأ على إنتاجه تغيير جذري إثر صدور كتابه المنثور المكتوب بلغة شعرية أنا وبلاتيرو حيث سيهجر التكلف والاصطناع إلى البساطة والأصالة اللغويتين.

علاقة خمينث بالشعر العربي

كتب العديد من المتأسبنين العرب، وبعض النقاد الإسبان، في علاقة خيمينيث بالشعر العربي، وشعر المتصوفة خاصة. وتعتبر دراسة محمود عباس العقاد لخوان رامون خمينث هي الأولى من نوعها في العالم العربي، مع منتخبات متفرقة من شعره (بالأخص من كتابه بلاتيرو وأنا)، على الرغم من أن محاولة الأديب العقاد كانت منصبة حول جائزة نوبل بدرجة أولى، والكتابة عن شاعر أندلسي ثانياً، وكأنه أراد به إرجاعه لزمرة الشعراء العرب حتى لو لم يكتب باللغة العربية، لكن ترجمة العقاد ودراسته لم تأت مكتملة نتيجة عدم معرفته بلغة وآداب إسبانيا، إذ نقلها عن الإنكليزية.

مؤلفاته

إصداراته الشعرية تزيد على أكثر من 40 ديوان شعري، ناهيك عن كتبه النقدية والنصوص النثرية الأخرى. من أعماله "حدائق بعيدة"،" مظهر الحزن"، "الاغنية التائهة" وأنا وبلاتيرو.

من أعماله "حدائق بعيدة"، " مظهر الحزن"، "الاغنية التائهة".

انظر أيضاً

المصادر

  • E. Díez-Canedo, Juan Ramón Jiménez en su obra (México, 1944)
  • R. Gullón, Conversaciones con Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1958)
  • J . Guerrero Ruiz, Juan Ramón de viva voz (Madrid, 1961)
  • M. P. Predmore, La obra en prosa de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1966)
  • M. A. Salgado, El arte polifacético de las caricaturas líricas juanramonianas (Madrid, 1968)
  • Mª T. Font, «Espacio»: autobiografía lírica de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1973)
  • G. Palau de Nemes, Vida y obra de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1976)
  • A. Campoamor González, Vida y poesía de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1976)
  • A. De Albornoz (ed.), Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1981)
  • A. Campoamor, Bibliografía general de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1982)
  • F. J. Blasco, La Poética de Juan Ramón Jiménez. Desarrollo, contexto y sistema (Salamanca, 1982)
  • M. Juliá, El universo de Juan Ramón Jiménez (Madrid, 1989)
  1. ^ ocholeguas.com: Moguer y Juan Ramón Jiménez
  2. ^ مختارات من شعر خوان رامون خيمينيث Gillbert Azam ص 10
  3. ^ منتخبات شعرية شاملة للأسباني خوان رامون خيمينيث إيلاف، محمد الحمامصي، تاريخ الولوج 15 ماي 2012
  4. ^ Cf. Javier Rodríguez Marcos, "La gran 'novela' de la Guerra Civil", El País, 27/12/2009.

وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بخوان رامون خيمنيث، في معرفة الاقتباس.
Crystal Clear app Community Help.png هذه بذرة مقالة عن حياة شخصية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.