حجر بن عدي

هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي، المعروف بحجر الخير، كنيته أبو عبد الرحمن. و في مصادر أخرى ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية [1] أسلم وهو صغير السن، ووفد مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المدينة في آخر حياته (صلى الله عليه وآله وسلم).

وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي - رضي الله عنهما - . شهد صفين أميرا ، وكان ذا صلاح وتعبد .

كان حجر بن عدي قائدا عسكريا ، وكان معروفا بالشجاعة والشهامة والورع والتقوى والزهد والأمانة والصدق وهو من أعظم قادة الفتوحات الإسلامية وصف في كتب التراجم عند المسلمين عادة بأنه كثير العبادة حتى وصفه الحاكم في المستدرك براهب صحابة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ص ، و جاء في تفسير ابن كثير أن حجرا كان شجاعا تقيا ظهرت له كرامات في حروبه و شهادته في ما وصفه الطبري و ابن الاعثم بأنه كان فارسا في فتح العراق و ايران و الشام

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

أسلم حجر في مقتبل شبابه حينما قدم الى المدينة مع اخيه هاني بن عدي الى الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام)[2]. وكان حجر أحد المعدودين الذي شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة حينما أبعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان اليها، وذلك بسبب إنتقادات وجهها أبي ذر الغفاري اليه حول سياسته وطريقة حكمه في النصف الثاني من خلافته. وكان حجر احد قادة الفتوحات الاسلامية في بلاد الشام حيث فتح عدرا التي قتل فيها فيما بعد وشارك في القادسية[3]. وكان حجر يلقب ب"حجر الخير" لشدة ورعه بينما كان له ابن عم اسمه حجر ايضا و إسمه حجر بن يزيد كان يلقب ب"حجر الشر" وكان من جنود معاوية في صفين.

كان حجر من انصار علي بن ابي طالب وشيعته حيث اسرع الى مبايعته حينما تولى الخلافة وبقي ملازما له لايتركه. وحارب معه في معركة صفين وكان من قيادات الجيش حيث كان قائد مذحج و الأشعريّين. وكان من قيادات جيش امير المؤمنين علي في صفين ايضا، فكان قائدا على كندة و حضرموت و قضاعة و مهرة. وأوّل فارسين برزا والتقيا بصفّين في السابع من شهر صفر سنة 37 هـ هما حجر بن يزيد من معسكر معاوية بن أبى سفيان الذي طلب ابن عمّه حجر الخير حجر بن عدي الكندي للقتال. فتبارزا وكاد حجر بن عدي يقتل ابن عمه لولا تدخل خزيمة بن ثابت الأسدي من معسكر معاوية الذي ضرب حجر الخير ضربة كسر بها رمحه. وقتل حجر بعد ذلك الكثير من قيادات جيش معاوية بالمبارزة[4]. وحارب مع علي بن ابي طالب في النهروان فكان قائدا لميمنه الجيش.

وكان معاوية قد ارسل الضحاك بن قيس بثلاثة آلاف مقاتل ليشن الغارات على المناطق الواقعة في طاعة علي سنة 39 هـ.فنهب الأموال، وقتل من لقي من الاعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحجاج فاخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الذهلي(ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله) فقتله في طريق الحج[5]. فارسل علي حجر بن عدي قائدا لجيش قوامه اربعة آلاف مقاتل تمكن من الاصدام بجيش الضحاك وانتصر عليهم فهرب الضحاك الى الشام.


مقتله

وبعد وفاة علي بن ابي طالب استولى معاوية على حكم العراق ومن ضمنها الكوفة فوجد حجر نفسه محكوم من قبل نظام يخالف منهجه الذي اتبعه، وكان الحاكم الجديد للكوفة هو المغيرة بن شعبة الذي حكم الكوفة لسبع سنوات لا يتوانا عن لعن علي على المنابر الامر الذي كان يغضب الشيعة وعلى راسهم حجر الذي كان دائما مايقوم لينادي في المسجد مستنكرا ذم علي، وتكثر المجادلات بين الطرفين ويكثر الشجار لكن المغيرة كان حريصا على الا يقتل حجر او يصيبه باذى فكان يقول:"إنّه قد اقترب أجلي وضعف عملي وما أحبّ أن أبتديء أهل هذا المصر(المدينة) بقتل خيارهم وسفك دمائهم فيسعدوا بذلك وأشقى، ويعزّ معاوية في دنياه ويذلّ المغيرة في الآخرة، وسيذكرونني لو قد جرّبوا العمّال بعدي"[6].

فمات المغيرة سنه 50 هـ فحكم الكوفة زياد ابن ابيه ليصبح بذلك حاكما على البصرة وعلى الكوفة. وكان زياد شديد العداء لعلي وشيعته وشديد التربص بحجر بن عدي. وسرعان ماتصادم الاثنان فاعتقل حجر بن عدي ومعه نفر من اصحابه واودعوا السجن. وجمع اربع من كبار المسؤلين في حكومته ليشهدوا على حجر فكتب احدهم وهو ابو بردة بن ابي موسى الاشعري:"بسم الله الرحمن الرحيم " هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع الجموع يدعوهم نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله كفرة صلعاء" فاعجب زياد بهذه الشهادة وقال:"على مثل هذه الشهادة اشهدوا، والله لأجهدن في قطع عنق الخائن الأحمق"[7].

ثم دعا الناس فقال: اشهدوا على ما شهد عليه رؤوس الأرباع، قام عناق بن شرحبيل التميمي أول الناس فقال: اكتبوا اسمي، فقال زياد: إبدأوا بقريش ثم اكتبوا اسم من نعرفه ويعرفه معاوية بالصحة والاستقامة، وشهد غيرهم حتى وصلوا السبعين اسما. وكتب باسماء اشخاص لم يشهدوا بالفعل على حجر وكان احدهم شريح بن هانئ، الذي علم ان اسمه قد وضع في هذه الشهادة فارسل الى معاوية على وجه السرعة رسالة كان نصها:"لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من شريح بن هانئ، أما بعد فقد بلغني أن زيادا كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، وأن شهادتي على حجر: إنه ممن يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويديم الحج والعمرة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حرام المال والدم فإن شئت فاقتله، وإن شئت فدعه"[8].

فقرا معاوية ذلك واكتفى بشطب اسم شريح من الشهادة من الدون التحقق من صحة شهادة باقي الاسماء.

تردّد معاوية في قتل حُجر وأصحابه، خشية تذمّر المسلمين ونقمتهم عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردّده فأجابه زياد: «إن كانت لك حاجة بهذا المصر فلا تردّن حِجراً وأصحابه إلي».

وجّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر: «أبلغ معاوية إننا على بيعتنا ، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء، فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجاب: زياد أصدق عندنا من حجر».

رجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم أو البراءة من علي فقال حجر: «إن العبرة على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار، فقال له السياف عندما أراد قتله، مدّ عنقك لأقتلك، قال إني لا أعين الظالمين على ظلمهم، وطلب منهم قبل ان يقتلوه ان يقتلوا ابنه همام قبله فقتلوه فسئلوه عن سبب طلبه هذا فقال: " خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي[9]". فضربه ضربة سقط على أثرها شهيداً سنة 51هـ ، ودفن في مرج عذراء وقبره معروف هناك.

أحدثت جريمة قتل حجر وأصحابه ضجة واستنكاراً كبيرين في العالم الإسلامي ، ومن الشخصيات التي استنكرت ذلك الإمام الحسين . لشدة ورعه وتقواه، وتمتعه بصفات حميدة، كالشجاعة والعزة والعنفوان.

قبره

تم نبش قبره الواقع بمدينة عدرا في سوريا بتاريخ 27 أبريل 2013 . [10] [11] [12] [13]

انتشر في الانترنت بيان لـ جبهة النصرة بياناً نشر على “الفايسبوك” تتبنى فيه عملية نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في منطقة عدرا في ريف دمشق مع عدم نفي الحركة المذكورة انفا لهذا الاتهام. وجاء في البيان:

«بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين”

تطبيقا لشرع الله في الارض بجنود الرحمة تم بحمد الله وفضله التخلص من ادوات الشرك في الله ونقل جثمان حجر بن عدي ليدفن في الارض بعد ان عمد نظام الكفر في سوريا الى تشيد مبني بدل من القبر، وتطبيق لشرع الله الذي يحرم اقامة مزارت للشرك في الله وعبادة القبور.

ان المدعو حجر بن عدي الكندي هذا الخارج عن اصول الشريعة والسنة اضحى معبوداً من قبل فرقة الرافضة واقيمت له المعابد والمساجد خلافاً لشرع الله، وبينما قام مجاهدونا بتحرير بلدة عدرا من دنس ورجس النظام الكافر تحوّلوا لتطبيق شرع الله الموكل لنا وعلى مبدأ الشريعة وبناءً على فتوى اهل العلم قامت ثلّة من مجاهدينا بقطع دابر الشرك المتمثل في “معبد حجر بن عدي الكندي” صوناً للدين والسنّة.

ان مجاهدينا في ارض الشام المباركة سيتخذون من الشرعية والسنّة النبويّة قاعدة لهم لاحقاق الحق، واذ نعد بتدمير كل بيوت الشرك هذه المنتشرة على ارض شامنا العزيز.

والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لا يعلمون

جبهةُ النصرة لأهل الشام

من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد

القسم الإعلامي

لاتنسونا من صالح دعائكم

والحمد لله ربّ العالمين .»

ويظهر في هذا البيان اتهام جبهة النصرة لصحابي مكن صحابة الرسول محمد بالخارج عن اصول الشريعة والسنة مع ان عدالة الصحابة من ابسط بديهيات أهل السنة.

فضائله

  • قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء» [14].
  • قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يُقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات»[15].
  • قال علي بن ابي طالب: «اللّهم نوّر قلبه بالتقى، واهده إلى صراط مستقيم، ليت أنّ في جندي مائة مثلك»[16].
  • قال علي بن ابي طالب: «يا أهل العراق، سيُقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود[17]».

أقوال بعض علماء الشيعة فيه

  • قال الفضل بن شاذان النيشابوري (ت: 260ه): «فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم... وحُجر بن عَدِي» [18].
  • قال الشيخ الطوسي: «وكان من الأبدال1» [19].
  • قال السيّد علي خان المدني: «يُعدّ من الرؤساء والزهّاد، ومحبّته وإخلاصه لأمير المؤمنين(عليه السلام) أشهر من أن تُذكر» [20].
  • قال السيّد محسن الأمين: «هو من خيار الصحابة، رئيس، قائد، شجاع، أبيّ النفس، عابد، زاهد، مستجاب الدعوة، عارف بالله تعالى، مسلّم لأمره، مطيع له، مجاهر بالحق، مقاوم للظلم، لا يبالي بالموت في سبيل ذلك» [21].
  • قال الشيخ عبد الله المامقاني: «مقتضى ما سمعت كلّه، أنّ الرجل فوق الوثاقة، وفي غاية الجلالة» [22].
  • قال الشيخ محيي الدين المامقاني: «فلا مجال إلّا لتوثيقه، بل هو في قمّة الوثاقة والجلالة، وإنّي أعدّه ثقة ثقة، وثقة جليلاً» [23].

أقوال بعض علماء السنة فيه

  • قال ابن سعد (ت:230ه): «وكان ثقة معروفاً»[24].
  • قال ابن الأثير (ت:630ه) فيه: «كان من فضلاء الصحابة» و «وكان مجاب الدعوة» [25].
  • قال الحاكم النيسابوري (ت:405ه): «هو راهب أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» [26].
  • قال ابن عبد البر (ت:463ه): «كان حُجر من فضلاء الصحابة» [27].

مراجع

  1. ^ حجر بن عدي
  2. ^ الطبقات الكبرى لابن سعد\\ج 6\\طبقات الكوفيين
  3. ^ سير اعلام النبلاء\\ للذهبي\ج 3\\\صغار الصحابة\\ حجر بن عدي
  4. ^ ادهم بن لام القضاعي والحكم بن أزهر ومالك بن مسهر القضاعي
  5. ^ الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٢
  6. ^ تاريخ الطبري\\ج 5\\ذكر مقتل حجر بن عدي
  7. ^ الطبري\\الجزء الخامس\\ذكر مقتل حجر
  8. ^ الطبري\\الجزء الخامس\\ذكر مقتل حجر
  9. ^ مختصر اخبار شعراء الشيعة\\المرزباني الخراساني\\ ص 50
  10. ^ الأخبار اللبنانية : نبش قبر الصحابي حجر بن عدي
  11. ^ المسلحون بسوريا ينبشون قبر صحابي ويسرقون جثمانه
  12. ^ جريدة النهار اللبنانية نبش قبر حجر بن عدي الكِندي في عدرا
  13. ^ سوريا: اتهامات للحبهة النصرة بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي
  14. ^ الوافي بالوفيات 11/248
  15. ^ تاريخ اليعقوبي 2/231.
  16. ^ وقعة صفّين: 103
  17. ^ رجال الكشّي 1/286 ح124
  18. ^ رجال الكشّي 1/286 ح124
  19. ^ رجال الطوسي: 60 رقم515
  20. ^ الدرجات الرفيعة: 423.
  21. ^ أعيان الشيعة 4/571
  22. ^ تنقيح المقال 18/63 رقم4732
  23. ^ تنقيح المقال 18/89 رقم4732
  24. ^ الطبقات الكبرى 6/220
  25. ^ .أُسد الغابة 1/386
  26. ^ .المستدرك 3/468.
  27. ^ الاستيعاب 1/329

الهوامش

  • 1:الأبدال ومفردها بدل او بديل والابدال هم قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، فإذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر ."معجم اللغة العربية المعاصر"