جهان‌گير

جهان‌گير
امبراطور المغل الرابع
جهان‌گير يُقدِّم شيخ صوفي على ملوك العالم
العهد1605 - 1627
سبقهجلال الدين محمد أكبر
تبعهشاه جهان
المدفن
الزوجات
الأنجالنثار بگوم، خسرو، پروِز، بهار بانو بگوم، شاه جهان، شهريار، جهان‌دار
الاسم الكامل
نور الدين سليم جهان‌گير
الأسرة المالكةالتيمورية
الأبجلال الدين محمد أكبر
الأمالأميرة خيرة كونواري (وتُعرف كذلك بإسم مريم زماني) (جودهاباي)[1]
الديانةالإسلام

نور الدين سليم جهان‌گير Jahangir (اللقب الكامل: السلطان الأعظم والخاقان المكرَّم، خسرو-ئ-گيتي پناه، أبو الفتح نور الدين محمد جهانگير پادشاه غازي [جنة مكساني] (20 سبتمبر 1569 - 8 نوفمبر 1627) حكم دولة المغول (بالهند) من 1605 - 1627. هو ابن جلال الدين أكبر وقع معاهدة مع شركة الهند الشرقية البريطانية واعداً تجارها معاملة تفضيلية، فاتحاً بذلك شبه القارة الهندية على مصراعيها لبريطانيا لأول مرة. إستكمل جهود والده في تطوير الدولة المغولية التي حكمها بين عامي 1605 و 1627، كان يتابع شكاوي المظلومين بنفسه، فجعل سلسلة من الذهب، مربوطة بسبعة أجراس، يدقها المشتكي فينزل السلطان ليحقق مظالم الناس بنفسه، كما أصدر دستورا من 12 وصية اسس بها نظام دولة للصحة وتوطيد الأمن، كما كان لزوجته نور جهان دور كبير في إدارة الشؤون التنظيمية والنسوية في عصره.

وهو الشخص المعروف في التاريخ باسم شِهزادة سليم في أسواق أناركلي (بلاهور) والتي خلدت في الفيلم الأوردي الشهير، "مغل أعظم". وكُني الأمير سليم ب"شيخو". والاسم جهنگير بالفارسية يعني "قاهر العالم".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تمرده على أبيه و"دين إلهي"

جهان‌گير (يسار) وأكبر (يمين).

كان "الدين الإلهي" كان مصدر كراهية شديدة لأكبر في نفوس إخوانه في الإسلام، حتى لقد انتهى الأمر بهم مرة إلى شق عصا الطاعة علناً، وإثارة الأمير "جهان‌گير" على أبيه بحيث أخذ بحيث يدبر له المكائد ُخفْية؛ وكان مما أثار القلق في نفس الأمير أن "أكبر" قد ظل يحكم البلاد أربعين عاماً، وأن بنيته لم تزل من القوة بحيث لا أمل في موت قريب يصيبه؛ لهذا حشد "جهان كير" جيشاً من ثلاثين ألف فارس، وقتل "أبا الفضل" مؤرخ القصر وأحب الأصدقاء إلى نفس الملك، ثم أعلن نفسه إمبراطوراً؛ لكن "أكبر" حمل الأمير الشاب على التسليم، وعفا عنه بعد يوم واحد، غير أن خيانة الابن لأبيه عملت على قتل أمه وقتل صديقه، وحطمت قوته النفسية، وتركته فريسة هينة "للعدو الأعظم" حتى لقد تنكر له أبناؤه في أواخر أيامه وبذلوا جهدهم كله في النزاع على العرش، ومات "أكبر" فلم يكن إلى جانبه إلا طائفة قليلة من أصدقائه المقربين- مات بمرض الديسنتاريا، أو مات مسموماً بتدبير "جهان‌گير" على اختلاف الآراء في ذلك، وجاء الشيوخ الدينيون إلى فراش الموت يحاولون أن يردوه إلى الإسلام، لكنهم منوا الفشل؛ وهكذا "قضى الملك دون أن يجد من يصلي على روحه بين أنصار أية عقيدة أو مذهب" ولم يشيع جنازته عدد كبير من الناس، فكانت جنازة متواضعة، ولبس أبناؤه ورجال حاشيته ثياب الحداد بمناسبة موته، لكنهم خلعوها في مساء اليوم نفسه، فرحين بوراثتهم للملك من بعده فكان موته موتاً مريراً، مع أنه أعدل وأحكم حاكم شهدته آسيا في كل عصورها.

عَزَّ على الأبناء الذين ظلوا يرقبون موته في صبر نافذ أن يبقوا للإمبراطورية على وحدتها، تلك الإمبراطورية التي خلقها نبوغه خلقاً، فلماذا يحدث غالباً أن ينسل عظماء الرجال سلالة متوسطة القدرات والمواهب؟ أيكون ذلك لأن البذور التي كانت قد أنتجت هؤلاء العظماء- أعني امتزاج عناصر الأسلاف وممكنات البيئة الحيوية- إنما سارت مدفوعة بالمصادفة وحدها، فمن الشطط أن نتوقع لها عودة إلى الظهور من جديد؟ أم يكون ذلك لأن العبقري يستنفذ في تفكيره وفي جهوده قوة كان يمكن أن يوجهها نحو رعاية أبنائه، وبذلك لا يبقى لورثته من بعده من دمه إلا أضعفه؟ أم يكون ذلك لأن الأبناء ينحلون في ظل النعمة واليسار، فتحرمهم بحبوحة العيش في سنّهم الباكر الحوافز نحو الطموح والرقي؟


طباعه

جهان‌گير

على أن "جهان كير" لم يكن متوسط القدرات والمواهب بقدر ما كان منحلاً قادراً؛ فقد ولد لأب تركي وأميرة هندية، وانفتحت أمامه الفرص كلها التي تسنح لولي العهد، فانغمس في الخمر والدعارة، وأطلق لنفسه العنان في التمتع السادي بالقسوة على الآخرين، وقد كان هذا الميل مجبولاً في فطرة أسلافه "بابور" و"هميون" و"أكبر" لكنهم دسوه دساً في دمائهم التترية، فكان يمتعه أن يرى الناس يسلخون أحياء، أو تنفذ فيهم "الخوازيق" أو يقذفون إلى الفيلة تمزقهم تمزيقاً. وهو يروي لنا في "مذكراته" أن سائسه وطائفة من الخدم قدموا ذات يوم إلى ساحة صيده، وكانوا من عدم الحذر بحيث أدى ظهورهم هناك إلى فزع الطرائد التي كان يتربص لها في صيده، حتى أفلتت منه تلك الطرائد، فأمر بالسائس أن يقتل، وبخدم السائس أن تخلخل ركبهم فيعيشوا أعمارهم كساحاً؛ وهو يقول إنه بعد أن أشرف على تنفيذ أمره هذا "مضى في صيده".

زواجه

روپيه نورجهان.

تزوج جهانگير زوجته العشرين والأخيرة الفائقة الجمال والذكية، مهر النساء، في مايو 1611. وكانت أرملة شر أفغان، أحد قادة جهنگير والذي قتل في ظروف مريبة. لدى زواجها من جهنگير، اتخذت مهر النساء الاسم الملكي نور جهان.

عرف عن جهانگير حبه للدعة والراحة. كما معاقرا للخمر، وقنينة النبيذ لا تفارق يده صباحا مساءا في أي يوم. بسبب ذلك الضعف استغلت نور جهان الفراغ الناجم في السلطة لتصبح القوة الحقيقية خلف العرش. وفي آخر عهد جهانگير حين سقط مريضاً، صكت نور جهان عملات بإسمها.

الثورة عليه

جهان‌گير في داربار من جهان‌گيرنامه، ح.1620. گواش على ورق.

لما تآمر عليه ابنه "خسرو" جاء بسبعمائة من أنصار الثائر وأنفذ فيهم "الخوازيق" وصفهم صفاً على امتداد الشوارع في لاهور، وهو يذكر لنا في نشوة من السرور كم انقضى على هؤلاء الرجال من زمن حتى فاضت أرواحهم، وكان له حريم من ستة آلاف امرأة يرعين له حياته الجنسية لكنه فيما بعد انصرف إلى زوجة مفضلة، هي "نورجهان" ، التي ظفر بها بقتل زوجها؛ وكان يسود حكومته عدل محايد لكنه قاسٍ؛ غير أنه إلى جانب ذلك قد أسرف في نفقاته إسرافاً أبهظ أمة كانت قد أصبحت أغنى أمم الأرض طرا بفضل ما أبداه "أكبر" في سياسته لها من حكمة، وما أسداه عليها أمْنٌ طال أمده أعواماً كثيرة.

انتصاراته

الامبراطور جهانگير، ينتصر على الفقر، ح 1620-1625.
"مهور" ذهبية من عهد جهان‌گير، وعليها صورته، 1611.


وفاته

ضريح جهانگير في شاه دارا، لاهور

ولما دنا عهد "جهان كير" من ختامه، زاد الرجل انغماساً في خمره، وأهمل واجباته الرسمية في الحكومة، فكان من الطبيعي أن تنشأ المؤامرات لملء مكانه، وحدث فعلاً سنة 1622 أن حاول ابنه "جهان" أن يعتلي العرش. ثم تدهورت صحة جهانگير بدرجة كبيرة بسبب إدمانه الشراب.[2] وقد حاول استرداد عافيته بزيارة كشمير وكابول. وقد سافر من كابول إلى كشمير، إلا أنه عاد إلى لاهور بسبب البرد القارص. مات في 1627، ودفن في شاهدرا، ضاحية لاهور، پنجاب باكستان. وقد خلفه ابنه الثالث، خرّام، الذي اتخذ لقب شاه جهان.

كان جهنگير كاتباً محباً للطبيعة. قام بتسجيل العديد من أنواع الحياة البرية في سيرته الذاتية، توزك ي جهنگيري. أحب الرسم وجمع العديد من اللوحات، الباقية في قصوره إلى اليوم. ضريح جهنگير مزار سياحي ذو شعبية فائقة.

ثم لما فاضت روح "جهان كير" جاء "شاه جهان" هذا مسرعاً من الدكن حيث كان مختفياً، وأعلن نفسه إمبراطوراً، وقتل كل إخوته ليضمن لنفسه راحة البال؛ وقد ورث عن أبيه صفات الإسراف وضيق الصدر والقسوة؛ فأخذت نفقات قصره والرواتب العالية التي كان يتقاضاها موظفوه الكثيرون، تزداد نسبتها بالقياس إلى دخل الأمة الذي كانت تنتجه لها صناعة مزدهرة وتجارة نافقة؛ وبعد التسامح الديني الذي أبداه "أكبر" وعدم المبالاة التي أظهرها "جهان كير" جاء "جهان" فعاد إلى العقيدة الإسلامية، واضطهد المسيحيين، وراح يحطم أضرحة الهندوس تحطيماً واسع النطاق لا يعرف إلى الرحمة سبيلاً.

المصادر

  • ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  1. ^ Fatehpur Sikri. Columbia University.
  2. ^ Mahajan, Vidya Dhar. "Jahangir". Muslim Rule In India (fifth ed.). p. 148. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameters: |accessyear=, |origmonth=, |accessmonth=, |month=, |chapterurl=, |origdate=, and |coauthors= (help)

قراءات اضافية

  • Andrea, Alfred J. (2005). The Human Record: Sources of Global History. Vol. 2: Since 1500 (Fifth Edition ed.). Boston: Houghton Mifflin. ISBN 0618370412. {{cite book}}: |edition= has extra text (help); Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • Alvi, Sajida S. (1989). "Religion and State during the Reign of Mughal Emperor Jahǎngǐr (1605-27): Nonjuristical Perspectives". Studia Islamica. 69: 95–119. doi:10.2307/1596069. {{cite journal}}: Cite has empty unknown parameters: |month= and |coauthors= (help)
  • Findly, Ellison B. (1987). "Jahāngīr's Vow of Non-Violence". Journal of the American Oriental Society. 107 (2): 245–256. doi:10.2307/602833. {{cite journal}}: Cite has empty unknown parameters: |month= and |coauthors= (help)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

جهان‌گير
وُلِد: 20 سبتمبر 1569 توفي: 8 نوفمبر 1627
ألقاب ملكية
سبقه
أكبر
امبراطور مغولي
1605-1627
تبعه
شاه جهان