تبادل المثلث

المنطقة التي تقترح خطة ليبرمان أن تتخلص منها إسرائيل. إلا أن الخطة لا تحدد المنطقة التي تريد أن تحصل عليها من الضفة الغربية. مجلة الإكونومست، 18 يناير 2014.[1]
مدينة أُمّ الفحم، كُبرى مُدن المُثلّث والوحيدة في شقّهِ الشّمالي.
مدينة الطيبة، ثاني أكبر مدن المثلث، وأكبر مدينة بالجزء الجنوبي من المثلث

تبادل المثلث، هو مشروع لتبادل الأراضي، يجري بموجبه ضم كتلة استيطانية كبيرة إلى إسرائيل، مقابل منح البلدات العربية الموجودة، حالياً، في إسرائيل، إلى الدولة الفلسطينية. وحيث أن العرب يمثلون 20 من سكان منطقة المثلث، حوالي 250.000 نسمة، يقترح هذا المشروع نقل مجموعة السكان العرب من داخل المثلث إلى مستوطنات تخليها إسرائيل داخل الضفة الغربية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

المثلث، هي منطقة جغرافية تقع في مركز فلسطين التاريخية، عرفت زمن الانتداب البريطاني بمثلث المدن الكبرى في الضفة الغربية وهي جنين ونابلس وطولكرم، ثم عرفت كذلك بعد قيام دولة إسرائيل بتجمع لقرى عربية كانت تتبع لهذا المثلث داخل دولة إسرائيل نفسها، يحدها من الشمال، مرج بن عامر وجبل الكرمل، ومن الشرق الضفة الغربية، أما من الجنوب فتحدها مدن فلسطينية كاللد والرملة ويافا، وتمتد غربا حتى مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط.

قبل حرب 1948 وتأسيس إسرائيل والسيادة على منطقة كفر قاسم، جلجولية وكفر بارة، وكان يشار إليها بإسم "المثلث الصغير" لتمييزها عن منطقة "المثلث" الأكبر بين جنين وطولكرم ونابلس، التي اشتهرت بعمليات مقاومة عربية كثيفة ضد الصهاينة أثناء الثورة الفلسطينية 1936–39.

المنطقة كانت في الأصل مقرر أن تكون ضمن شرق الأردن، ولكن أثناء مفاوضات اتفاقيات الهدنة 1949، أصرت إسرائيل على أن تحصل عليها ضمن الخط الأخضر، لأسباب عسكرية واستراتيجية. ولتحقيق ذلك، فقد تم التفاوض على تبادل أراضي، فتنازلت إسرائيل عن أراضي إسرائيلية في التلال الجنوبية لمدينة الخليل.[2][3] المصطلح تمدد لاحقاً ليشمل كل المنطقة حول وادي عارة (المثلث الشمالي اليوم) أما الزائدة "الصغيرة" فسرعان ما سقطت من الاستخدام الشائع.


تبادل الأراضي

تُعدُّ منطقة المُثلّث مصدر قلق ديموغرافي لدولةِ إسرائيل، إذ يسكنها قُرابة رُبع مليون مُواطن عربي، ما يُشكّلون نسبة 20% من عرب 48، لذلك تتداول الأوساط الإسرائيليّة مجموعة حُلول للتخلّص من هذا العبء الجُغرافي. فقد توالت الدعوات داخل إسرائيل للتخلص من هذا المُثلّث بتسليمهِ للسُلطةِ الوطنيّة الفلسطينيّة ضمن تبادل الأراضي مُقابل بقاء المُستوطنات بالضفّةِ الغربيّة، أو ترحيل سُكّانه بالتوازي مع توسيع الإستيطان فيهِ على حسابِ القُرى والمُدن الفلسطينيّة.

اقترح مختلف السياسيين الإسرائيليين أنه ينبغي نقل المثلث إلى دولة فلسطين المستقبلية مقابل استرداد إسرائيل سيطرتها على مستوطنات الضفة الغربية. في يوليو 2000 ضمن مسح قامت به كل العرب وُجد أنه من بين 1.000 من سكان أم الفحم، هناك 83 بالمائة يعارضون فكرة نقل مدينتهم إلى النطاق الفلسطيني.[4] الفكرة هي عبارة عن بند رئيسي في خطة ليبرمان التي يتبناها زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أڤيگدور ليبرمان ولكنها تلقى معارضة قوية من عرب فلسطين.[5]

فقد توالت الدعوات داخل الكنيست بأكثرِ من مُناسبة بضمِّ منطقة المُثلّث إلى الضّفّةِ الغربيّة مُقابل إحتفاظ إسرائيل بجميعِ الكُتل الإستيطانيّة بالضّفّةِ الغربيّة، إلّا أنّ السُلطة الفلسطينيّة رفضت ذلك كما هو حال عرب 48.

في أواخرِ مارس 2008 أجرت قناة الكنيست إستطلاعًا للرأي أفاد أنّ 19% من اليهود يُؤيّدون ترحيل الّذين يقطنون بمنطقةِ المُثلّث فقط، في حينِ أظهرت إستطلاعات أُخرى أنّ أكثر من نصفِ اليهود يُؤيّدون تبادلاً جُغرافيًّا في إطارِ الحلِّ النّهائيّ، مُقابل رفض غالبيّة العرب.[6]

وفي يوليو 2017، تجددت الدعوات مرة أخرى، حيث عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال محادثاته مع مبعوثي الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنر وجيسون گرينبلات، اللذين طلبا منه أن يطرح أفكاره تجاه التسوية النهائية، مشروعاً لتبادل الأراضي، يجري بموجبه ضم كتلة استيطانية كبيرة إلى إسرائيل، مقابل منح البلدات العربية الموجودة، حاليا، في إسرائيل، إلى الدولة الفلسطينية العتيدة.

وأكد المصدر أن نتنياهو قدم هذا الاقتراح للأمريكيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان في حينه، رداً على مشروع تبادل الأراضي الذي طرحه رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، ويقضي بأن تضم إسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى إلى حدودها، وتمنح إسرائيل للدولة الفلسطينية، مقابل ذلك، أرضا مساوية في المساحة والقيمة من أراضي 1948، لكن أولمرت لم يقترح التخلص من أي مواطن عربي في المثلث أو في إسرائيل عموما. لذلك يكون نتنياهو هو أول رئيس حكومة يطرح مشروعا يرمي إلى التخلص من مواطنين من العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، ونقل مواطنتهم إلى دولة أخرى. ولم يوضح نتنياهو أو المقربون منه، إن كان يقصد بالمشروع تجريد السكان الفلسطينيين من الجنسية الإسرائيلية التي يحملونها، وهو أمر يعتبر إشكاليا حسب القانون الإسرائيلي، ويعتبر خرقاً فظاً للقانون الدولي.[7]

المصادر

  1. ^ HARISH (2014-01-18). "Might they want to join Palestine?". الإكونومست.
  2. ^ Yisrael Ya'akov Yuval, "Where is the Green Line", Two Thousand, Vol. 29, no. 971, 2005 {{{1}}}, {{{2}}}
  3. ^ Akiva Eldar (21 July 2006). "What is the Green Line". Haaretz (in العبرية). Archived from the original on 5 June 2011.
  4. ^ Kul Al-Arab (Nazareth, Israel), 28 July 2000, cited in Joseph Algazy (1 August 2000). "Um Al-Fahm Prefers Israel". هآرتس. archived at "Israeli Arabs Prefer Israel to Palestinian Authority". MEMRI. 10 August 2000.
  5. ^ Fadi Eyadat (12 March 2007). "New poll shows 68.4% of Israeli Jews fear Israeli Arab uprising". Haaretz. Retrieved 21 August 2014.
  6. ^ منطقة المُثلّث بين الإستيطان والتبادل، موقع الجزيرة.
  7. ^ "نتنياهو يعرض تسليم المثلث للفلسطينيين مقابل ضم مستوطنات بيت لحم لإسرائيل". جريدة الشرق الأوسط. 2017-06-24. Retrieved 2017-12-01.