تاريخ گواتيمالا

تاريخ گواتيمالا بدأ مع وصول المستوطنون البشر ح. عام 18.000-11.000 ق.م.[1] كانت حضارة المايا (2.000 ق.م. - 250م) من بين الحضارات التي ازدهرت في المنطقة، مع اتصال محدود الثقافات خارج ميزوأمريكا، إلى أن دمرها الإسپان، الذين انطلقت أول حملة لهم بقيادة پدرو ألڤارادو عام 1524 وأسسوا مدينة گواتيمالا العاصمة الحالية، وعدداً من المدن الأخرى. في عام 1821 ثارت گواتيمالا على الحكم الإسپاني وانضمت إلى ما سمي الأقاليم المتحدة لأمريكا الوسطى آنذاك. وكانت السياسة العامة لهذا الاتحاد هي إنهاء سيطرة الملاكين الإسپان على الأراضي الزراعية خاصة ومقدرات البلاد عامة لكنه انهار في النهاية، وانسحبت غواتيمالا منه عام 1839، فحكمها الدكتاتور رفائيل كاريرا حتى عام 1865، ثم تعاقب على حكمها عدة حكام عسكريين. وفي عام 1954 ساندت الولايات المتحدة انقلاباً ضد الكولونيل أربينيز ذي الاتجاه اليساري، وقام الحكام الجدد بتغيير القوانين الخاصة بالإصلاح الزراعي والعودة بالتدريج من نظام الاقتصاد الاشتراكي إلى النظام الاقتصادي الحر، وظلت البلاد تعاني موجات من العنف والحكم العسكري إلى أن تولت حكومة مدنية الحكم لأول مرة عام 1986. [2]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ما قبل كولمبوس

The remains of the Nakbé palace from the mid pre-Classic period, Mirador Basin, Petén, Guatemala.
Barrigones sculpture
آثار المايا في تيكال.

أول دليل على استيطان الإنسان لگواتيمالا يعود إلى ما لا يقل عن 12,000 سنة قبل الميلاد. هناك أدلة قد تضع هذا التاريخ قرب 18,000 عاماً قبل الميلاد، مثل وجود رؤوس السهام السبجية والتي تم العثور عليها في أجزاء مختلفة من البلاد.[3] هناك أدلة أثرية على أن أوائل المستوطنين الگواتيماليين كانوا صيادين وجامعي ثمار، ولكن عينات من غبار الطلع من بيتين وساحل المحيط الهادئ تشير إلى تطوير زراعة الذرة 3,500 قبل الميلاد.[4] تم العثور على مواقع يعود تاريخها إلى 6,500 قبل الميلاد في كيتشي في المرتفعات وسيباكات في اسكوينتلا في مركز ساحل المحيط الهادئ.

يقسم علماء الآثار تاريخ أمريكا الوسطى ما قبل كولومبوس إلى فترة ما قبل كلاسيكية (2000 ق.م إلى 250 م)، والفترة الكلاسيكية (250-900 م) والفترة الكاليستية (900-1500 م).[5] وحتى وقت قريب، اعتبرت الفترة الكلاسيكية كطور تكويني، حيث ظهرت قرى صغيرة تضم مزارعين يعيشون في أكواخ، وبعض المباني القليلة الدائمة، ولكن تم الطعن هذه الفكرة عبر الاكتشافات الأخيرة لصروح معمارية تعود لتلك الحقبة، مثل مذبح لا بلانكا في سان ماركوس الذي يعود إلى عام 1,000 ق.م؛ والمواقع الشعائرية في ميرافلوريس وال نارانخو لنحو 801 ق.م، وأوائل الأقنعة الأثرية والمدن في حوض ميرادور مثل ناكبه وكسولنال وال تينال وواكنا وال ميرادور.

كانت ال ميرادور إلى حد بعيد المدينة الأكثر سكاناً في أميركا ما قبل كولومبوس؛ حيث يغطى كل من الهرمين تيغري ومونوس مساحة بحجم أكبر من 250,000 م3.[6] كانت ميرادور أول دولة ذات تنظيم سياسي في أمريكا، وتعرف باسم مملكة كان في النصوص القديمة. كانت هناك 26 مدينة تربطها ساكبيوب (طرق سريعة) والتي بلغ طولها عدة كيلومترات وبعرض وصل إلى 40 متراً وبارتفاع بين 2-4 م عن سطح الأرض ممهدة بالجص والتي يمكن تمييزها بوضوح من الجو في معظم الغابات المطيرة البكر الواسعة النطاق في أمريكا الوسطى.

الفترة الكلاسيكية من الحضارة الأمريكية الوسطى تتوافق مع ذروة حضارة المايا، والتي يمثلها عدد لا يحصى من المواقع في جميع أنحاء گواتيمالا، على الرغم من أن أكبر تجمع يقع في بيتين. تتميز هذه الفترة ببناء المدن الواسع، ونمو الدول المدن المستقلة، والاتصال مع الثقافات الأخرى في أمريكا الوسطى.

استمر هذا الحال حتى حوالي 900 م، عندما انهارت حضارة المايا الكلاسيكية.[7] تخلى المايا عن العديد من المدن في السهول الوسطى، أو راحوا ضحية مجاعة سببها الجفاف.[8] يناقش العلماء قضية انهيار حضارة المايا الكلاسيكية، ولكن نظرية الجفاف هي الأكثرها قبولاً والتي اكتشفها علماء درسوا قاع البحيرات وبذور الطلع القديمة وأدلة مادية الأخرى.[9] يعتقد أن سلسلة من موجات الجفاف طويلة الأمد خلفت صحراء موسمية أهلكت المايا، الذين اعتمدوا في المقام الأول على مياه الأمطار العادية.

تمثل الممالك الإقليمية الفترة ما بعد الكلاسيكية، مثل إتزا وكويوج في منطقة البحيرات في بيتين، ومام وكيشيس وكاكشيكيل وتزوتوهيل وبوكومشي وكيكشي وتشورتي في المرتفعات. حافظ هذه المدن على العديد من جوانب حضارة المايا، ولكنها لم تعادل حجم أو قوة المدن الكلاسيكية.

تشترك حضارة المايا في العديد من الميزات مع الحضارات الأخرى في أمريكا الوسطى نظراً للدرجة عالية من التفاعل والانتشار الثقافي التي اتسمت بها المنطقة. لم تقدم تلك الحضارة الكتابة أو النقوش أو التقويم، لكن حضارة المايا طورتها بالكامل. يمكن الكشف عن تأثير المايا في هندوراس وگواتيمالا وشمال السلفادور حتى مناطق بعيدة مثل وسط المكسيك، وأكثر من 1000 كم بعداً من منطقة المايا. تم العثور على العديد من التأثيرات الخارجية في الفن والعمارة والتي يعتقد أنها تعود للتبادل التجاري والثقافي بدلا من الغزو الخارجي المباشر.


الفترة الاستعمارية

Centroamerica in the 16th century before Spanish conquest.


كاله دل أركو في مدينة أنيگوا گواتيمالا.

بعد وصولهم إلى ما سمي بالعالم الجديد، باشر الإسبان عدة حملات في گواتيمالا ابتداء من عام 1519. بعد فترة لا تعد بالطويلة، أسفر الاتصال بالإسبان عن وباء دمر السكان الأصليين. منح هرنان كورتيس - الذي قاد الغزو الإسباني للمكسيك - تصريحاً للقائدين غونزالو دي ألفارادو وشقيقه بيدرو دي ألفارادو للسيطرة على هذه الأرض. تحالف ألفارادو في البداية مع شعب كاكتشيكيل لمحاربة خصومهم التقليديين شعب كيشي. انقلب ألفارادو لاحقاً ضد كاكتشيكيل وبسط في نهاية المطاف السيطرة الإسبانية على كامل المنطقة.[10] صعدت عدة عائلات من أصل إسباني لاحقاً على الساحة الگواتيمالية الاستعمارية بما في ذلك الألقاب دي أريفياغا وأرويافي وألفاريز دي لاس أستورياس وگونزاليس دي باتريس وكورونادو وگالفيس كورال ومينكوس ودلگادو دي نأخيرا ودي لا توفيا وفارون دي بيرييزا.[11]

خلال الفترة الاستعمارية، كانت گواتيمالا أودينثيا وقبطانية عامة (كابيتانيا جينيرال دي گواتيمالا) من إسبانيا، وجزء من إسبانيا الجديدة (المكسيك). امتدت من الولايات المكسيكية الحديثة تاباسكو وتشياباس (بما في ذلك إدارة سوكونوسكو المنفصلة حينها) وصولاً لكوستاريكا. لم تكن تلك المنطقة غنية بالمعادن (الذهب والفضة) مثل المكسيك والبيرو وبالتالي لم تمتلك أهمية تذكر. كانت المنتجات الرئيسية قصب السكر والكاكاو وصباغ الأنيل الأزرق والصباغ الأحمر من الدودة القرمزية، والأخشاب الثمينة المستخدمة في العمل الفني في الكنائس والقصور في إسبانيا.

سميت أول عاصمة تكبان گواتيمالا والتي تأسست في 25 يوليو 1524 بينما أطلق اسم فيلا دي سانتياغو دي گواتيمالا على منطقة قرب إكسيمشي عاصمة كاكتشيكيل. نقلت العاصمة إلى مدينة سيوداد فيخا يوم 22 نوفمبر 1527 عندما هاجم كاكتشيكيل المدينة. في 11 سبتمبر 1541 أغرقت المدينة عندما انهارت بحيرة في فوهة بركان أگوا بسبب الأمطار الغزيرة والزلازل، ونقلت 6 كم إلى أنتيگوا في وادي بانتشوي وهو الآن من مواقع اليونسكو للتراث العالمي. دمرت عدة من الهزات الأرضية المدينة في 1773-1774، عندما منح ملك إسبانيا الترخيص لنقل العاصمة إلى وادي ارميتا، والذي سمي باسم كنيسة كاثوليكية، إلى فيرجن دي إل كارمن في موقعها الحالي في 2 يناير 1776.


الاستقلال والقرن 19

بلدة ألكادله في المرتفعات الگواتيمالية في الزي التقليدي، 1891.
عرض يوم الاستقلال في سان پدرو لا لاگونا، گواتـِمالا.

في 15 سبتمبر 1821، أعلنت القبطانية العامة لگواتيمالا (التي شكلتها تشياباس وگواتيمالا والسلفادور ونيكاراگوا وكوستاريكا وهندوراس) رسمياً استقلالها عن إسبانيا واندماجها في الإمبراطورية المكسيكية والتي انحلت بعد عامين. خضعت هذه المنطقة رسمياً لسيطرة إسبانيا الجديدة طوال الفترة الاستعمارية، ولكن جرت إدارتها بشكل منفصل لأسباب عملية. انفصلت جميعها لاحقاً عن المكسيك عدا ولاية تشياباس بعد أن أجبر أغوستين الأول من المكسيك على التنازل عن العرش.

شكلت مقاطعات گواتيمالا المقاطعات المتحدة في أمريكا الوسطى، أو كما يعرف أيضاً باسم اتحاد أمريكا الوسطى. انحل الاتحاد في الحرب الأهلية 1838-1840. كان رافائيل كاريرا الگواتيمالي ذا دور مؤثر في قيادة التمرد ضد الحكومة الاتحادية وتفكك الاتحاد. خلال هذه الفترة أعلنت منطقة المرتفعات لوس ألتوس الاستقلال عن گواتيمالا، لكن كاريرا ضمها مجدداً حيث هيمن على الحياة السياسية في گواتيمالا حتى عام 1865 مدعوماً من المحافظين وأصحاب الأراضي الكبيرة والكنيسة.

دارت "الثورة الليبرالية" في گواتيمالا عام 1871 تحت قيادة خوستو روفينو باريوس الذي عمل على تحديث البلاد وتحسين التجارة وإدخال محاصيل جديدة والتصنيع. خلال هذه الحقبة أصبح البن محصولاً مهماً في گواتيمالا. كان لباريوس طموحات بتوحيد أمريكا الوسطى وقاد البلاد إلى الحرب في محاولة فاشلة لتحقيق هذا الأمر حيث خسر حياته في ساحة المعركة في عام 1885 ضد قوات السلفادور.

أوائل القرن 20

من 1898 إلى 1920، حكم الدكتاتور مانويل استرادا كابريرا والذي دعم وصوله إلى سدة الرئاسة شركة الفواكه المتحدة. كان خلال فترة رئاسته الطويلة أن أصبحت شركة الفواكه المتحدة قوة كبرى في گواتيمالا.[12]

ربيع السنوات العشر (1944-1954)


جاكوبو أربنز گوزمان كان رئيس گواتيمالا الاشتراكي الذي خُلع أثناء الانقلاب الذي خططته له المخابرات المركزية الأمريكية عام 1954.

في 4 يوليو 1944 اضطر الدكتاتور خورخي أوبيكو كاستانيدا إلى الاستقالة من منصبه استجابة لموجة من الاحتجاجات وإضراب عام. كما أجبر الجنرال البديل خوان فريدريكو بونسي فايدس في وقت لاحق على التنحي من منصبه في 20 أكتوبر 1944 بعد انقلاب عسكري بقيادة الميجور فرانسيسكو خافيير أرانا والكابتن جاكوبو أربينز غوزمان. قتل نحو 100 شخص في الانقلاب. قادت البلاد لجنة عسكرية تتكون من أرانا وأربينز وخورخي تورييو غاريدو.

دعا المجلس العسكري الحاكم للانتخابات الحرة الأولى في گواتيمالا والتي فاز بها بغالبية 85% الكاتب والمعلم البارز خوان خوسيه أريفالو بيرميخو والذي عاش في المنفى في الأرجنتين لمدة 14 عاماً. كان أريفالو أول رئيس منتخب ديمقراطياً في گواتيمالا ينهي بصورة كاملة فترة حكمه التي انتخب لها. انتقدت سياساته "المسيحية الاشتراكية" المستوحاة من "الصفقة الأميركية الجديدة" من قبل ملاك الأراضي والطبقة العليا بأنها "شيوعية".

كانت هذه الفترة أيضاً بداية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، والتي كان لها تأثير كبير على تاريخ گواتيمالا. دعمت حكومة الولايات المتحدة الجيش الگواتيمالي منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات دعماً مباشراً بالتدريب والسلاح والمال.

انقلاب 1954

في عام 1954، أطيح بجاكوبو أربينز غوزمان -خليفة أريفالو المنتخب ديمقراطياً- في انقلاب دبرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. اعتبر غومان نفسه اشتراكياً وبعد الإصلاحات الزراعية التي قام بها تدخلت وكالة المخابرات المركزية لخشيتها من تحول الحكومة الاشتراكية إلى رأس جسر سوفياتي في نصف الكرة الغربي.[13] تم تثبيت الكولونيل كارلوس كاستيو أرماس رئيساً للبلاد في عام 1954 وحكم البلاد حتى اغتياله على يد أحد حراسه الشخصيين عام 1957. تشير العديد من الأدلة على تورط شركة الفاكهة المتحدة الأمريكية (التي غيرت اسمها في عام 1970 إلى تشيكيتا براندز انترناشيونال) في دور فاعل في هذا الانقلاب، حيث أن الإصلاحات التي قام بها جاكوبو أربينز هددت مصالح الشركة في گواتيمالا، لا سيما أن الشركة تمتلك علاقات مباشرة مع البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية.

تولى الجنرال ميغيل يديغوراس فوينتيس السلطة في الانتخابات التالية. ذاع صيت ذاك الرئيس لتحديه الرئيس المكسيكي إلى مبارزة جنتلمان على جسر على الحدود الجنوبية لإنهاء الخلاف حول موضوع الصيد غير المشروع من قبل الزوارق المكسيكية على الساحل الغوتيمالي من المحيط الهادئ، حيث أغرق سلاح الجو الگواتيمالي اثنين منها. أذن يديغوراس بتدريب 5000 كوبي مناهض لكاسترو في گواتيمالا. كما قدم أيضاً مهابط طائرات في منطقة بيتين لما أصبح يعرف فيما بعد بغزو خليج الخنازير الفاشل عام 1961. أطيح بحكومة يديغوراس في عام 1963 عندما هاجمت القوات الجوية الگواتيمالية قواعد عسكرية عدة. قاد الانقلاب وزير دفاعه العقيد انريكي بيرالتا أزورديا.

انتخب خوليو سيزار منديز مونتينگرو عام 1966 رئيساً لگواتيمالا تحت شعار "الانفتاح الديمقراطي". كان منديز مونتينغرو مرشحاً عن الحزب الثوري، وهو حزب عن يسار الوسط تعود أصوله لحقبة ما بعد أوبيكو. تشكلت في الفترة ذاتها المنظمات شبه العسكرية اليمينية، مثل "اليد البيضاء" (مانو بلانكا) والجيش السري المناهض للشيوعية. كانت تلك المنظمات في طليعة "فرق الموت" سيئة الصيت. أرسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين من قواتها الخاصة (القبعات الخضر) إلى گواتيمالا لتدريب قواتها والمساعدة في تحويل جيشها إلى قوة حديثة في مكافحة التمرد مما جعلها في نهاية المطاف الأكثر تطوراً في أمريكا الوسطى.

في عام 1970، انتخب العقيد كارلوس مانويل أرانا أوسوريو رئيساً للبلاد. دخلت حركة حرب عصابات جديدة البلاد من المكسيك، في المرتفعات الغربية في عام 1972. في الانتخابات المتنازع عليها في عام 1974، فاز الجنرال كخيل لوگيرود گارسيا على الجنرال إفراين ريوس مونت مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي والذي زعم أنه تعرض للغش وحرم النصر عبر الاحتيال.

زلزال 1976

فندق مدمر، مدينة گواتيمالا، 1976.

في 4 فبراير 1976، دمر زلزال كبير عدداً من المدن وتسبب في أكثر من 25,000 حالة وفاة.

1976-1996

شهدت السبعينات ولادة منظمتين عسكريتين هما جيش الفقراء ومنظمة الشعب المسلحة واللتان باشرتا عملهما وكثفتاه في نهاية السبعينات. شنتا هجمات حرب عصابات على المناطق الحضرية والريفية أساساً ضد الجيش وبعض المدنيين المؤيدين للجيش. في عام 1979، أمر الرئيس الأميركي جيمي كارتر بفرض حظر على جميع المساعدات العسكرية للجيش الگواتيمالي بسبب الانتهاكات واسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان.

في عام 1980، قامت مجموعة من سكان الكيشي الأصليين بالسيطرة على مقر السفارة الإسبانية للاحتجاج على مجازر الجيش في الريف. أطلقت الحكومة الگواتيمالية هجوماً قتل فيه جميع من في المبنى تقريباً نتيجة للحريق الذي التهم المبنى. زعمت الحكومة الگواتيمالية أن النشطاء هم من أشعلوا الحريق مضحين بأنفسهم.[14] مع ذلك شكك السفير الإسباني الذي نجا من النيران في ذاك الادعاء مدعياً أن الشرطة الگواتيمالية قتلت عمداً كافة المعتصمين في المبنى وأشعلت النار لمحو الأثر. نتيجة لهذا الحادث، انهارت العلاقات الدبلوماسية بين إسبانيا وگواتيمالا.

أطيح بالحكومة في عام 1982 وعين الجنرال إفراين ريوس مونت رئيساً للمجلس العسكري. استمرت الحملة الدموية من التعذيب والاختفاء القسري وسياسة "الأرض المحروقة". أصبحت البلاد دولة منبوذة دولياً. أطيح بريوس مونت من قبل الجنرال أوسكار أومبرتو ميخيا فيكتوريس والذي دعا إلى انتخاب جمعية وطنية دستورية لكتابة دستور جديد، مما أدى إلى إجراء انتخابات حرة في عام 1986 فاز بها فينيسيو سيريزو أريفالو مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي.

في عام 1982، اندمجت أربع جماعات مسلحة هي جيش الفقراء ومنظمة الشعب المسلحة وقوات المتمردين المسلحة وحزب العمل الگواتيمالي لتشكل الاتحاد الثوري الوطني الگواتيمالي متأثرة بجبهة التحرير الوطنية فارابوندو مارتي السلفادورية والجبهة الساندينية للتحرير الوطني النيكاراگوية وحكومة كوبا لكي تصبح أقوى. نتيجة لسياسة الأرض المحروقة التي اتبعها الجيش في الريف فر أكثر من 45,000 من الگواتيماليين عبر الحدود إلى المكسيك. وضعت الحكومة المكسيكية اللاجئين في مخيمات في تشياباس وتاباسكو.

في عام 1992، منحت جائزة نوبل للسلام لريغوبيرتا مينتشو لجهودها في جلب انتباه المجتمع الدولي إلى الإبادة الجماعية التي ترعاها الحكومة ضد السكان الأصليين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محادثات السلام 1996-الآن

انتهت الحرب الأهلية الگواتيمالية 1996 باتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين. أدارت الأمم المتحدة الحوار بين الطرفين، حيث كانت المفاوضات كثيفة برعاية دول مثل إسبانيا والنرويج. تنازل كلا الطرفان تنازلات مهمة. نزع المتمردون سلاحهم وتلقوا أرضاً ليعملوا بها. وفقاً لبعثة تقصي الحقائق الأممية (بعثة من أجل التوضيح التاريخي) فإن قوات الحكومة والمنظمات شبه العسكرية التابعة لها كانت مسؤولة عن 93% من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب.[15]

خلال السنوات العشر الأولى، كان ضحايا العنف الذي رعته الحكومة من الطلاب والعمال والأخصائيين وشخصيات المعارضة، ولكن في السنوات الأخيرة شمل العنف الآلاف من المايا الفلاحين القرويين والعزل. دمرت أكثر من 450 قرية من قراهم كما شرد نحو مليون شخص ضمن گواتيمالا أو لجؤوا لدول أخرى. قتل نحو 200,000 شخص في الحرب الأهلية أغلبهم من المايا.[16]

في مناطق معينة مثل باخا فيراباز، اعتبرت لجنة تقصي الحقائق الدولة الگواتيمالية قد انخرطت في حرب إيادة ضد مجموعة عرقية محددة في الحرب الأهلية.[15] في عام 1999 صرح الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أن الولايات المتحدة أخطأت بدعمها للقوات المسلحة الگواتيمالية والتي ساهمت في القتل الوحشي للمدنيين.[17]

منذ محادثات السلام، شهدت گواتيمالا عدة انتخابات ديمقراطية متتالية كان آخرها 2011. وقعت الحكومة الأخيرة معاهدة تجارة حرة مع الولايات المتحدة وبقية دول أمريكا الوسطى عبر منظمة كافتا ومعاهدات آخرى مع المكسيك. في انتخابات 2007 نجحت الوحدة الوطنية للأمل ومرشحها للرئاسيات ألفارو كولوم في انتخابات الرئاسة وحصلت على الأغلبية في الكونگرس.


انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Mary Esquivel de Villalobos. "Ancient Guatemala". Authentic Maya. Retrieved 2007-04-29.
  2. ^ صفوح خير. "گواتيمالا". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-11-04.
  3. ^ Mary Esquivel de Villalobos. "Ancient Guatemala". Authentic Maya. Retrieved 2007-04-29.
  4. ^ Barbara Leyden. "Pollen Evidence for Climatic Variability and Cultural Disturbance in the Maya Lowlands" (PDF). University of Florida.
  5. ^ "Chronological Table of Mesoamerican Archaeology". Regents of the University of California : Division of Social Sciences. Retrieved 2007-04-29.
  6. ^ Trigger, Bruce G. and Washburn, Wilcomb E. and Adams, Richard E. W. The Cambridge History of the Native Peoples of the Americas. 2000, page 212.
  7. ^ Richardson Benedict Gill (2000). "The great Maya droughts: water, life, and death". University of New Mexico Press. p.384. ISBN 0-8263-2774-5
  8. ^ Dr. Richardson Gill, The Great Maya Droughts (2000), University of New Mexico Press.
  9. ^ Dr. Richardson Gill, The Great Maya Droughts (2000), University of New Mexico Press
  10. ^ Lienzo de Quauhquechollan digital map exhibition on the History of the conquest of Guatemala.
  11. ^ Douglas R. White, The Marriage Core of the Elite Network of Colonial Guatemala (2002), [1] UC Irvine School of Social Sciences.
  12. ^ Frederick Douglass Opie, Black Labor Migration in Caribbean Guatemala, 1882–1923,(University of Florida Press, 2009), chapters 2–3.
  13. ^ Nicholas Cullather, Secret History: The CIA’s Classified Account of its Operation in Guatemala, 1952–1954 (Stanford University Press, 1999) pp24-7, based on the CIA archives
  14. ^ "Outright Murder". Time.com. 1980-02-11. Retrieved 2010-06-01.
  15. ^ أ ب "Conclusions: Human rights violations, acts of violence and assignment of responsibility". Guatemala: Memory of Silence. Guatemalan Commission for Historical Clarification. Retrieved 2006-12-26.
  16. ^ "Gibson film angers Mayan groups". BBC News. December 8, 2006.
  17. ^ Babington, Charles (March 11, 1999). "Clinton: Support for Guatemala Was Wrong". Washington Post. pp. Page A1. {{cite news}}: |access-date= requires |url= (help)

المصادر

  • Cullather, Nick (1999). Secret History: The CIA's classified account of its operations in Guatemala, 1952-1954. Stanford University Press. ISBN 0-8047-3311-2., pg 106
  • Eric Morier-Genoud, "Sant’ Egidio et la paix. Interviews de Don Matteo Zuppi & Ricardo Cannelli", LFM. Social sciences & missions, no.13, Oct. 2003, pp. 119–145
  • Matt Samson, "The Martyrdom of Manuel Saquic. Constructing Maya Protestantism in the face of war in contemporary Guatemala", LFM. Social sciences & missions, no.13, Oct. 2003, pp. 41–74
  • Malmström, Vincent H. The Origins of Civilization in Mesoamerica: A Geographic Perspective, Department of Geography, Dartmouth College, Hanover, NH 03755
  • Historia General de Guatemala, 1999, several authors ISBN 84-88622-07-4.
  • GREEN, DEE F., AND GARETH W. LOWE (EDS.) 1989 Olmec Diffusion: A Sculptural View from Pacific Guatemala. In Regional Perspectives on the Olmec (Robert J. Sharer and David C. Grove, eds.): 227–246. Cambridge University Press, Cambridge, Eng.
  • Kinzer, Stephen. Overthrow: America’s Century of Regime Change from Hawaii to Iraq. Henry Holt and Company, LLC. New York, 2006.

قراءات إضافية

  • I, Rigoberta Menchu: An Indian Woman in Guatemala. (1984).
  • Cortijo Ocaña, Antonio, & Adelaida Cortijo Ocaña. Cartas desde México y Guatemala (1540-1635). El proceso Díaz de la Reguera. Cáceres, Berkeley: Universidad de Extremadura, The Bancroft Library, 2003.
  • Paul J. Dosal, Doing Business with the Dictators: A Political History of United Fruit in Guatemala 1899-1944, Wilmington, De., Scholarly Resources 1993
  • Greg Grandin, The Last Colonial Massacre: Latin America in the Cold War, Chicago 2004
  • Immerman, R. H., The CIA in Guatemala: The Foreign Policy of Intervention, University of Texas Press: Austin, 1982.
  • Walter LaFeber, Inevitable Revolutions: The United States in Central America. New York: W.W. Norton & Company, 1993.
  • Piero Gleijeses, Shattered Hope: The Guatemalan Revolution and the United States, 1944-1954. Princeton University Press, 1991
  • Victoria Sanford, Buried secrets : truth and human rights in Guatemala, New York [u.a.] : Palgrave Macmillan, 2003
  • Stephen Schlesinger, Stephen Kinzer, Bitter Fruit: The Untold Story of the American Coup in Guatemala, Garden City, NY : Doubleday, 1982
  • Cullather, Nick (1999). Secret History: The CIA's classified account of its operations in Guatemala, 1952-1954. Stanford University Press. ISBN 0-8047-3311-2.

وصلات خارجية