تاريخ اوروگواي

Flag of Uruguay.svg
الموضوعات

الإعلام
الثقافة
الديمغرافيا
الاقتصاد
التعليم
العلاقات الخارجية
الجغرافيا
الحكومة
التاريخ
العسكر
السياسة
الديانة
السياحة
المواصلات


اوروگواي
هنود ريو دلا پلاتا مع بوليادوراس (هندريك اوتسن، 1603)

تاريخ اوروگواي

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأيام الأولى

تمثال لشعب تشاروا الأصلي في مونتڤيديو

كان الهنود أول من استوطنوا فيما يعرف اليوم بأُروجواي، وكانوا يجمعون الفاكهة البرية والبذور ويصطادون الحيوانات لطعامهم. وكانت قبائل تشاروا أكبر القبائل الهندية المتمرسة في فن الحرب. وفي عام 1516 أصبح البحار الإسباني خوان دي سوليس أول رجل أبيض تطأ قدمه أرض أُروجواي، وعندما نزل هو وبعض رجاله إلى الشاطئ قتلهم رجال قبائل تشاروا. ونظرًا لأن أُروجواي لم يكن بها ذهب ولا ثروة أخرى فإنها لم تجذب من الأوروبيين إلا القليل حتى أواخر القرن السابع عشر.


سنوات الاستعمار

في سنة 1680، وفد الجنود البرتغاليون من البرازيل، وأقاموا بلدة نوڤا كولونيا دو ساكرامنتو على مصب ريو دي لابلاتا، بمحاذاة بوينس أيرس الأسبانية بالأرجنتين. أسس المستعمرون الأسبان مونتفيديو سنة 1726، في محاولة لايقاف التوسع البرتغالي في أروجواي. وبحلول السبعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي كان الأسبان قد استوطنوا في معظم أنحاء أُروجواي. وفي عام 1777، هجموا على كولونيا وطردوا البرتغاليين خارج القطر، وأصبحت أُروجواي جزءًا من المستعمرة الأسبانية، التي كانت تسمى نيابة لابلاتا الملكية، وكانت تضم الأرجنتين وباراجواي وأجزاء من بوليفيا والبرازيل وتشيلي. وقد مات كل الهنود تقريبًا في أُروجواي خلال الفترة الاستعمارية في الحروب ضد الأوروبيين أو نتيجة للأمراض التي جلبها الأوروبيون معهم إلى البلاد. أما الباقون فقد هربوا إلى داخل القارة.

النضال من أجل الاستقلال (1811–1830)

يمين الشرقيين الثلاثة وثلاثين بريشة الرسام الأوروگوائي خوان مانوِل بلانس.

خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي، أعد الجندي خوسيه گرڤاسيو أرتيگاس جيشًا ليحارب من أجل الاستقلال عن أسبانيا. وفي عام 1811م، ضرب أرتيجاس وقواته حصارًا حول مونتفيديو. ولكن في اللحظة التي كادوا أن يصدوا فيها الأسبان، هجمت القوات البرتغالية على الجيش الأسباني وجيش أُروجواي، وبدلاً من أن يستسلم أرتيجاس للحكم الأسباني أو البرتغالي قاد قواته وآلافًا من أهل أُروجواي إلى ضواحي باراجواي المجاورة وتركوا معظم أنحاء أُروجواي مهجورة. سلّم الأسبان مونتفيديو لجيوش أتت من بوينس أيريس عام 1814م، وأدّى هذا الاستسلام لنهاية السيطرة الأسبانية على أُروجواي إلى الأبد. وفي عام 1815م عاد أرتيجاس وجنوده ليعيدوا مونتفيديو لاوروجواي. لكن في عام 1816م، هاجمت القوات البرتغالية مرة ثانية أهل أُروجواي وبعد أربع سنوات من الحرب الضروس، ضم البرتغاليون أُروجواي إلى البرازيل وأجبروا أرتيجاس على الذهاب للمنفى.

وفي 1821، ضـُمـَّت المقاطعة الشرقية (اوروگواي الحالية) إلى البرازيل (كجزء من المملكة المتحدة للبرتغال والبرازيل والگارڤس)، تحت اسم مقاطعة سيس‌پلاتينا Cisplatina. وقد استقلت الامبراطورية البرازيلية عن البرتغال في 1822. ورداً على الضم، أعلن الثلاثة وثلاثون شرقياً بقيادة خوان أنطونيو لاڤايخا استقلال اوروگواي في 25 أغسطس 1825 بدعم من المقاطعات المتحدة لريو ده لا پلاتا (الأرجنتين حالياً).

أدى ذلك حرب الأرجنتين-البرازيل التي دامت 500 يوماً. وجددوا النضال من أجل الاستقلال. وبمرور أشهر قليلة، استطاعت جيوشهم أن تسيطر على معظم أنحاء القطر. وقد ساندت الأرجنتين الوطنيين في حربهم ضد البرازيل. لم يفز أي من الطرفين. وتدخلت بريطانيا في الحرب لأن حصار مونتفيديو وبوينس أيرس عطل التجارة البريطانية. وفي 1828 وقعا معاهدة مونتڤيديو، بتدخل وتأييد المملكة المتحدة، واعترفت فيها البرازيل والأرجنتين بأُوروجواي جمهورية مستقلة. وطبقت أُروجواي أول دستور لها سنة 1830م وأصبح خوسيه فروكتوسو ريڤـِرا، أحد القادة الوطنيين، أول رئيس للدولة.

الحرب الكبرى Guerra Grande 1839–1852

خلف مانويل اوريبه ريڤييرا رئيسًا للدولة في عام 1835م ولكن ريفيرا حاول في السنة التالية أن يستعيد سلطته وذلك بقيادة ثورة ضد أوريبه. وكان معظم أتباع ريفيرا المتحررين الذين يعرفون باسم الكولورادو من أهل المدن. أما أتباع أوريبه، المحافظين وكان يطلق عليهم اسم البلانكو (البيض)، فكانوا أساسًا من ملاك الأراضي الريفيين. وتقاتلت المجموعتان ـ اللتان كونتا فيما بعد الحزبين الرئيسيين في أُروجواي ـ لمدة 16 عامًا للسيطرة على أُوروجواي. وسرعان ما تحالف كل منهما مع أحزاب في البلدان المجاورة. وفي النهاية، وبحلول عام 1852م، هزم الكولورادويون البلانكويين.

وفي 1840، حاول جيش من اليونيتاريو المنفيين أن يغزو شمال الأرجنتين من اوروگواي إلا أنه لم يلق نجاحاً يذكر. وفي ديسمبر 1842، أعلن الرئيس هواكين سواريز رسمياً إلغاء الرق. وبعد ذلك بشهرين، قام جيش أرجنتيني باجتياح اوروگواي بالنيابة عن اوريبه. وقد احتلوا معظم البلد إلا أنهم فشلوا في الاستيلاء على العاصمة. حصار مونتڤيديو، الذي بدأ في فبراير 1843، استمر تسع سنوات وألهب خيال العالم أجمع. ألكسندر دوما، الأب أسماه حرب طروادة جديدة. الاوروگوانيون المحاصـَرون استغاثوا بالأجانب المقيمين، ولذا تشكل لوائين أحدهما فرنسي والآخر إيطالي. الأخير قاده جوزپى گاريبالدي المنفي، والذي كان يعمل أستاذاً للرياضيات في مونتڤيديو عندما نشبت الحرب الأهلية.

عـُيـِّن گاريبالدي قائداً لسلاح بحرية اوروگواي. وقد شارك في العديد من العمليات الشهيرة أثناء الحرب، وخصوصاً معركة سان أنطونيو، التي جلبت له سمعة عالمية كزعيم ثوار يـُعتد به. الحصار الأرجنتيني لمونتڤيديو لم يكن فعالاً، إذ أن روساس حاول عموماً ألا يعرقل الشحن الدولي في نهر پلاتا. ولكن في 1845، حين تعرقل الوصول إلى پاراگواي، انضمت بريطانيا وفرنسا ضد روساس، واستوليا على أسطوله وبدأتا في حصار بوينس أيرس، وانضمت البرازيل كذلك ضد الأرجنتين.

توصل روساس إلى اتفاقيات سلام مع بريطانيا العظمى وفرنسا في 1849 و 1850 على التوالي. وافق الفرنسيون على سحب فيلقهم إذا ما أخلى روساس اوروجواي من القوات الأرجنتينية. واصل أوريبه حصاراً فضفاضاً على العاصمة. وفي 1851، انقلب الكوديو (القائد) الأرجنتيني خوستو خوسيه ده اوركويزا على روساس ووقع معاهدة مع اليونيتاريو المنفيين، والكولورادو الاوروگوانيين والبرازيل ضد روساس. عبر اوركويزا إلى اوروجواي، وهزم اوريبه وفك الحصار عن مونتڤيديو. ثم أطاح بروساس في معركة كاسـِروس في 3 فبراير 1852. وبهزيمة ونفي روساس، انتهت "الحرب الكبرى".

صراعات من أجل السلطة

استمرت الصراعات حول السلطة خلال القرن التاسع عشر، كما استمر تبادل السيطرة على الحكومة بين الحزبين. وغالبًا ما كانت تتدخل الحكومات الأجنبية في شؤون أُوروجواي، وذلك لمساعدة أحدهما على الآخر في الثورات والانتفاضات. وفي عام 1865 استطاع الكلورادو الاستيلاء على السلطة بمساعدة البرازيل. لكن باراجواي ساندت البلانكو في محاولة لاسترداد السلطة. وكونت أُروجواي والبرازيل والأرجنتين حلفًا ودخلوا في حرب ضد باراجواي. وانتهت حرب الحلف الثلاثي بهزيمة باراجواي عام 1870. وبانتهاء الحرب، أصبح الكلورادويون هم الحزب السياسي المهيمن، وذلك للنمو السريع الذي حدث في مونتفيديو عندما تدفق سيل المهاجرين الأسبانيين والإيطاليين على أُروجواي. وتتابع قادة هذا الحزب على رئاسة أُروجواي حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكان حكم بعضهم قهريًا.

الإصلاحات في أوائل القرن العشرين

في عام 1903، انتخب خوسيه باتل ي اوردونيز رئيسًا لأُروجواي، وكان يؤمن إيماناً جازمًا بالمبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، واستطاع حزب الكولورادويين تحت قيادته، أن يجيز قوانين مختلفة أرست التعليم الحر والحد الأدنى للأجور وحماية حقوق العاملين، وخصصت قروضًا للمزارعين، وعناية طبية مجانية للفقراء، وبعض برامج الرعاية الاجتماعية الأخرى. وسيطرت الحكومة على الأعمال ذات المنافع العامة وكثير من الشركات الصناعية، وأسست المصارف القومية والسكك الحديدية. واستطاع باتل والرؤساء الذين جاءوا من بعده أن يجعلوا من أُروجواي نموذجًا للديمقراطية والإصلاح الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي.

حكومة المجلس القومي

قطعت أُروجواي علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا وإيطاليا واليابان عام 1942م، وأعلنت الحرب على دول المحور بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ. ومع ذلك لم تشارك أي قوات من أُروجواي في الحرب العالمية الثانية. وخلال سنوات الحرب ارتفعت صادرات أُوروجواي من اللحم والصوف، وساعدت في تمويل عدد من البرامج الاجتماعية الجديدة. وفي عام 1945، أصبحت أُوروجواي عضوًا مؤسسًا في الأمم المتحدة.

وفي عام 1951، اعتمدت أُوروجواي دستورًا جديدًا أُلغيت بموجبه رئاسة الجمهورية وأقامت بدلاً منها مجلسًا قوميًا للحكومة يتكون من تسعة أعضاء. وقد سمح المجلس لحزبي الكولورادويين والبلانكويين أن يتقاسما السلطة. بدأ اقتصاد أُروجواي في التدهور خلال بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وانحدرت تجارة الدولة الخارجية نتيجة لفقدان أسواق الصادرات الزراعية، بينما ارتفعت تكاليف البرامج الاجتماعية بسرعة فائقة. وقد اثبت المجلس عدم جدارته في مواجهة هذه المصاعب، واستعاد الدستور الجديد النظام الجمهوري سنة 1967.

الحكومة العسكرية

أدى تدهور الأحوال الاقتصادية إلى ازدياد عدم الاستقرار في أُروجواي خلال أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين، مما أكسب المجموعات المعادية للحكومة فاعلية. وقامت إحدى هذه المجموعات، واسمها توپاماروس، بعمليات اختطاف واغتيال للمسؤولين وبعض الأجانب في أُروجواي. ازداد العنف الإرهابي بعد أن أصبح خوان ماريا بوردابيري رئيسًا سنة 1972، ونتيجة لتزايد عدم الاستقرار الاجتماعي والمشاكل الاقتصادية استولى القادة العسكريون على مقاليد السلطة وأجبروا الرئيس بوردابيري على حل الهيئة التشريعية القومية، وعلقوا الحكم بالدستور وكونوا مجلسًا للدولة ليحكم أُروجواي حكمًا عسكريًا. وكان بوردابيري عضوًا في المجلس، لكن الهيمنة الكلية كانت للعسكريين. ثم أزاح القادة العسكريون بوردابيري من وظيفته بالمجلس سنة 1976، وعينوا أباريكيو منديز رئيسًا. وتولى الرئاسة الفريق جريجوريو ألفاريز خلفًا لمنديز.

وفي سنة 1980 رفض الناخبون دستورًا جديدًا يأتي بحكومة مدنية، لأنه يعطي العسكريين دورًا كبيرًا في السلطة. وشارك الآلاف من أهل أُروجواي في الاحتجاجات المعادية للحكومة في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وأدت المفاوضات بين العسكريين وقادة الأحزاب السياسية إلى انتخابات ديمقراطية سنة 1984، وعودة الحكومة المدنية. وتولى سُدَّة الحكم الرئاسي خوليو ماريا سانجوينيتي، زعيم حزب كولورادو، في مارس 1985.

المباني العصرية تمتد على طول ساحل اوروجواي . ويرتاد آلاف السياح منتجعات هذا القطر الساحلية الكثيرة كل سنة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أُروجواي اليوم

تواجه الأوروجواي حاليًا وضعًا صعبًا هو الحفاظ على المؤسسات الديمقراطية وفي الوقت نفسه تحاول بناء اقتصادها المتدهور. فقد انخفض دخل الصادرات بشكل حاد في أوائل وأواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ونتيجة لهذا انخفض الرصيد النقدي الذي كان مُدخرًا للبرامج الاجتماعية. وارتفعت ديون الدولة الخارجية سريعًا، وبالإضافة إلى ذلك، ساعدت البطالة وارتفاع الأسعار على انخفاض مستوى المعيشة لدى كثير من أهل أُروجواي. وفي عام 1989، انتُخب لويس ألبرتو لاسال زعيم الحزب القومي رئيسًا للبلاد. وتضمن برنامج لاسال الاقتصادي زيادة طفيفة في أجور العاملين بالدولة وخصخصة بعض المصانع التي كانت تمتلكها الدولة. واعترضت النقابات العمالية على هذه السياسات ونظمت اضرابات واسعة في البلاد. وفي استفتاء أجري عام 1992، رفض الشعب برنامج الخصخصة. وفي عام 1994، انتخب سانجوينيتي رئيسًا مرة ثانية. وفي عام 1999، أصبح خورخي باتلي ممثل حزب كولورادو رئيس البلاد بعد أن فاز في الانتخابات التي أجريت في تلك السنة.

الهامش

وصلات خارجية